hit counter script

مقالات مختارة - الياس الديري

دعوه يشكّل حكومة لبنانيّة!

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٣ - 08:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

المَثَل اللبناني القديم يذكّرنا دائماً وأبداً "إذا كان جارك بخير فأنت بخير". جارنا ليس بخير منذ نيّف وسنتين. فنحن، إذاً، لسنا بخير. وفي قرارة نفوسنا نتمنى يوميّاً، ومع كل صباح ومساء، عدم انتقال حرب الإبادة الجماعيّة عند هذا الجار الشقيق الى ديارنا شبه الجاهزة لتلقّي مثل هذه "الهديّة" بكل اندفاع وضراوة.

الأزمات والخلافات والكباشات في لبنان أكثر من الهمّ على القلب، وأكثر من أن تُحصى. كذلك الأمر بالنسبة إلى الهزال الذي أصاب الدولة ومؤسّساتها، حتى وصل الاهتراء الى درجة لا توصف. ولا تدع الرئيس المكلّف تمام سلام يؤلّف حكومة مقبولة، مؤهّلة لقيادة الدفة في هذا الزمن الرديء، وفي بحر دائم الهياج. وفي منطقة متعدّدة الثورات والاضطرابات والمواجهات. وفي فترة حرجة للغاية، لم يسبق للعالم العربي أن مرّ بمثلها. فالمجهول هو المعلوم الوحيد في كل الأقطار والأمصار.
حكومة شرعيّة تتولى إدارة الأزمات على الأقل. توحي إلى الناس المعترين أن ثمة مرجعاً، وثمة مسؤولاً، وثمة وزراء، وثمة مجلس وزراء، وثمة قرارات، وقوانين، ولا يهمّ أن لم تعد الديموقراطية واللعبة البرلمانية في هذه الآونة، وفي هذا الوقت العصيب.
ثم مجلس النواب، فيعود ممثلو الشعب وأعضاء السلطة التشريعية الى ممارسة دورهم في... الكلام بأسوا الحالات والاحتمالات.
أين يصرف لبنان كلام "الوطنية" و"الدفاع عن الأرض والفضاء والبحار"، ومتى يكون المتزعّمون والمقدَّمون والقياديّون والمرجعيّون مسؤولين عن هذا اللبنان إن لم يكن في مثل هذه الأوقات والظروف؟
إنهم يتدافعون زرافات، وبالألوف لا بالمئات للدفاع عن الآخرين هناك، فيما يحرصون على بقاء "مَنْ" يفترض أن يكون وطنهم دون حكومة. ودون حكم. ودون سلطة. ودون دولة. ولا داعي إلى مزيد من الشرح في وضع وحال يعرف تفاصيلهما القاصي والداني على حدّ سواء.
لا يطلب اللبناني من "أباطرة" هذا الزمن الرديء أن يتجرّدوا ويتجنّدوا لانتشال البلد اليتيم من المأزق الكبير الذي يتخبّط في نتائجه الوخيمة، سواء على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، أم على مختلف الصعد التي تدخل منها الريح، مثلما يدخل النازحون ومعهم الأخطار والمخاوف...
لا، لا أحد يطلب، أو يتوقّع، أو ينصدم. إنما المطلوب، وهذا أضعف الإيمان، أن يتخلّى جماعة الـ"أنا أو لا أحد" عن أنانياتهم المخيفة، وللحظات. لساعات. ويَدَعوا تمام سلام يشكّل حكومة تعيد بعض الروح، وبعض الأمل الى نفوس اللبنانيين، الذين يشعرون أنهم متروكون لأقدارهم.
شيء من محمد مهدي الجواهري في هذه المناسبة:
نحن أدرى مَنْ همُ ولمن همُ
ولمن تُمثَّل هذه الأدوار...
 

  • شارك الخبر