hit counter script

مقالات مختارة - الهام سعيد فريحه

معضلة النازحين لا يحلها إجتماعٌ شكلي للمجلس الأعلى للدفاع

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٣ - 08:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانوار

ربما كان اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لزوم ما لا يلزم، فالبنود التي على جدول أعماله ليست بحاجة إلى مناقشة لأنها أُشبِعَت نقاشاً في مراحل سابقة، بل هي بحاجةٍ إلى قرار، وللأسف فقد تأخَّر هذا القرار وباتت المعالجة أكثر صعوبةً إلى درجة انها تلامس الإستحالة.
***
صحيح أن مداولات المجلس سريَّة وكذلك مقرراته، ولكن هل من سرٍّ في هذا البلد؟
وإذا سلَّمنا أن هناك سرًّا، فإلى متى يدوم؟
هل يختلف إثنان على ان ملف النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان هو الملف المتفجِّر الذي يفرض نفسه عنصراً ثالثاً على كل اثنين يجتمعان؟
ماذا جرى في الإجتماع السرّي؟
المعلومات تُشير إلى ان تقارير موثَّقة بيَّنت أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان تجاوز المليون والمئتي ألف سوري والتقديرات المبنية على الوقائع تُشير إلى أن هذا العدد سيبلغ نهاية هذه السنة المليونين، أي ما يفوق نصف عدد اللبنانيين المقيمين لأن كل الإحصاءات تُشير إلى أن المقيمين لم يعودوا أربعة ملايين.
هذه الحقائق، أعطاها وزير الداخلية العميد مروان شربل صفة الكارثة، وحين يجري الحديث عن كارثة فهذا يجب أن يؤدي إلى تدابير أكثر من إستثنائية، ولكن أين هي؟
وما هي القرارات التي اتخذها المجلس سوى المزيد من الدرس؟

***
في الإجتماع أيضاً طُرِحَت مسألة إنتحال صفة نازح، فالكثير من الوافدين لم يأتوا من مناطق مضطربة لكنهم يتخذون صفة نازح للإستفادة من التقديمات والطبابة، وحين جرى التشدد في الإجراءات أُعيد كثيرون إلى سوريا بعدما تأكدت شبهة إنتحالهم صفة نازح.
***
ولكن لماذا لم تُعتَمَد آلية استحداث مخيمات للنازحين؟
ولماذا الخوف والتخوف؟
هل الدولة اللبنانية أفضل من الدولة التركية والدولة الأردنية والدولة العراقية؟
في تركيا أُقيمت مخيمات في مناطق هاتاي وغازي عينتاب وكلس وشانلورفا، وفي الأردن أقيم مخيم الزعتري، وفي إقليم كردستان العراق أُقيم مخيم القامشلي، فهل نحن أفضل من هذه الدول؟
وماذا كان البديل؟
ألم تكن هذه الفوضى المتمادية وهذا الإنفلاش الذي بات من الصعب وضع ضوابط له؟
لقد طُرِحت في الإجتماع فكرة إقامة مخيمات للنازحين عند الحدود، لكن من الجانب السوري وبالتنسيق مع السلطات السورية الرسمية. لكن الإقتراح جاء متأخراً جداً، فما هي الآلية التي ستُعتَمَد لإجراء المقتضى لإعادتهم؟
إن ما يجري هو خبط عشواء على طريقة القول أشهد أني بلَّغت أو أنني أقوم بواجبي، ولكن هل هذا يكفي؟
لا بد من مساءلة مَن يعنيهم الأمر:
لماذا لم يتم إنشاء المخيمات للنازحين قبل استفحال الأزمة؟
ماذا لو تأخرت عودة بعض النازحين الذين سيتذرَّعون بأن منازلهم هُدِّمَت؟
***
تبقى فرصة أخيرة وهي مشاركة لبنان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل، فهل سيُعد لبنان ملفاته كاملة لاقتناص الفرصة؟
أم انه وحتى ذلك الحين سيبقى يتخبَّط في تعداد أعداد النازحين؟ 

  • شارك الخبر