hit counter script
شريط الأحداث

البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مطرانية السريان الأرثوذكس في زحلة

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٣ - 23:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
وسط حفاوةٍ رسمية وشعبية، رحّبت مطرانية السريان الأرثوذكس في زحلة بغبطة البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يرافقه سيادة المطران منصور حبيقة ووفدٌ من الكهنة والإكليروس. 
فبعد أن ازدانت شوارع حي الميدان باليافطات المرحّبة، وصل غبطته إلى ساحة المطرانية على وقع موسيقى الكشاف السرياني، حيث قدّمت له باقة ورود.
 وكان في استقباله النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس ومدير المؤسسات البطريركية في العطشانة – بكفيا، نيافة المطران مار كريسوستموس ميخائيل شمعون نيابةً عن راعي الأبرشية نيافة المطران مار يوستينوس بولس سفر الذي كان قد سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لأسبابٍ قاهرة.
 كما كان في استقباله لفيف من الكهنة والشمامسة والراهبات وأعضاء المجلس الأبرشي إلى جانب الفعاليات الرسمية والدينية والأمنية والإجتماعية بالإضافة إلى حشود من أبناء الأبرشية والأهالي. 
المطران شمعون ممثلاً المطران سفر: "أصبحتم أنتم البشارة"
واستهلّ البطريرك الراعي هذه الزيارة التاريخية، بتلاوة رتبة خدمة العذراء والدة الإله (تشمشت العذراء) في كنيسة مار جرجس، ثمّ تتالت الكلمات، بحيث ألقى نيافة المطران شمعون كلمةً ترحيبية نيابةً عن المطران سفر، قائلاً:
"غبطة ونيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الموارنة الكلي الطوبى وصحبكم الموقرين : بارخمور
سيادة المطران منصور حبيقة الجزيل الوقار،
نرحب بكم اليوم في دار مطرانيتنا في زحلة ونقول: (( تو بشلوم رعيو شاريرو ومدبرونو حاكيمو )) أي تعال بالسلام أيها الراعي الصالح والمدبر الحكيم.
نرحب بكم في بيت السريان في هذا البقاع، حيث أنتم ونحن تمتد جذورنا الواحدة والأصيلة في عمق تاريخ هذه البلاد في لبنان وفي المشرق، تجمعنا محبة المسيح، ولكن ليس فقط بل أيضاً لغة وتراث وهوية وثقافة ومعاناة واضطهاد وتشبث بهذه الأرض، لقد باركتمونا بزيارتكم بما تمثلونه بموقعكم كأحد بطاركة أنطاكيا، وقد عرف عنكم في هذا المجال صوتكم الصارخ كيوحنا، وكلمتكم المدوية كبولس، فأصبحتم أنتم البشارة كاسمكم".
وأضاف: " نحن في زحلة نعيش ككنائس موحدين قدر الإمكان ساعين سوية لنتمم مشيئة الرب يسوع (ليكونوا واحداً).
إننا وبالتعاون المستمر بكل محبة واتفاق مع أخينا سيادة المطران منصور حبيقة الذي يمثل صورة المدبر الحكيم لأبرشيته، ومع سائر أساقفة زحلة نعمل بروح واحدة لرعاية المؤمنين في أبرشياتنا وخدمة كافة أبناء زحلة على اختلاف طوائفهم، إننا إذ نطلب صلاتكم وبركتكم نصلي أيضاً بحرارة من أجلكم ليوفقكم الله في خدمة ليس الموارنة فقط ولكن كل مسيحيي لبنان .
وأخيراً ننتظر من غبطتكم دعم حقوق الطائفة السريانية الأرثوذكسية المهضومة في الدستور اللبناني وفي السياسة والوظائف، هذه الطائفة التي قدمت الكثير الكثير للبنان ولم تنل منه شيئاً حتى القليل.
مرة ثانية نقول أهلاً وسهلاً بكم باسمنا وباسم اكليروسنا وراهباتنا ومجلسنا الأبرشي وسائر مؤسساتنا وجمعياتنا العاملة. قدمتم أهلاً ووطئتم سهلاً".
ثم تلا المطران شمعون كلمةً باسمه قائلاً:
"غبطة ونيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الموارنة الكلي الطوبى.
أصحاب السادة المطارنة الجزيل وقارُهُم، الكهنة الأجلاء، أيها الحضور الكريم:
يقول رب المجد في انجيله المبارك: "طوبى لمن عمل وعلّم" وهذه الطوبى تتحقق في شخصكم الكريم يا صاحب الغبطة، يامن قرنتم درر تعليمكم بنهج حياتكم، ولآلئ عظاتكم بمسلك رسالتكم، التي اتخذتم لها عنواناً وهو " شركة ومحبة" والذي كان وليد إيمانكم العميق بأن لا شركة حقيقية دون محبة باذلة، ولا محبة صادقة دون شركة جامعة. فهنيئاً لشعبٍ أنتم قائده وناصره، ولأمةٍ أنتم مرشدها وحكيمها، ولكنيسةٍ أنتم راعيها وبطريركها.
صاحب الغبطة:
وجودنا في زحلة هذه المدينة المباركة من الله، ابتدأ بداية خجولة متواضعة وهو وإن بدا كحبة خردل، وهي أصغر كل البذور ولكن إذ كانت مفعمة إيماناً وحيويةً وانتماءً فقد قُدِّر لها بنعمة العلي وببركة القدير أن تصير شجرة كبيرة تشهد على مثال باريها الشهادة الحسنة، وهي الشهادة الحية على أن الروح الذي يجمعنا واحد، المحبة التي تضمنا واحدة ، الإيمان الذي يربطنا واحد، وبالتالي الفائدة والربح الذي نرجوه هو واحد ومشترك.
أكرر باسمي وباسم أخي صاحب النيافة المطران مار يوستينوس بولس سفر وباسم مجلس الأبرشية وأبناء الطائفة المباركين في زحلة، شكرنا الجزيل لغبطتكم على هذه الزيارة المباركة والتي تعني لنا الكثير. بارخمور".
 
الأستاذ عبود ممثلاً المجلس الأبرشي: "حضورُنا المسيحيّ بخطر"
ومن جهته، سلّط الأستاذ عبود زينو الضوء على واقع السريان الأرثوذكس خلال تلاوته كلمة المجلس الأبرشي، وقد جاء فيها: 
"مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ، إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ".
غِبطةَ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، السادةُ المطارنةُ الساميو الإحترام، الآباءُ الأجلّاء، أيها الحضورُ الكريم.
لقد كانتِ البُشرى سارّة ومُفرحة جّداً حين عَلِمنا بأن الراعي الذي تفخر الكنيسة الجامعة به، سوف يحلُّ ضيفاً عندنا في بلدتنا، وفي كنيسَتِنا بالتحديد. إنه المُبَشِّر الراعي الذي كان السراجَ دائماً، ذلك السراج الذي لم يوضَعَ في خِفيَةٍ يوماً، بل على المنارَةِ لكي ينظُرَ الداخلون النّور.
صاحبَ الغبطة، لقد كنتم السِّراجَ دائماً، منذ نشأتِكُم في حملايا التي تنَشَّقتُم فيها عطرَ القداسة، ذلك العطرَ نَفسَهُ الذي تَنَشَّقَتهُ القديسة رفقا. فكنتم القُدوَةَ والمثالَ بين أبناءِ جيلِكُم، إلى أن تَرَكتُم كلَّ شيءٍ وانتَقَلتُم لتُكَرِّسوا ذاتَكُم للهِ وللسيدةِ العذراءِ في الرهبنةِ المريميّة، فكنتم الراهبَ المثالَ أيضاً لتُصبِحوا بعدَها مِطراناً لأبرشيةِ جبيلَ وتوابِعِها، لا تتعبونَ من أن تَحمِلوا بُشرى الراعي باستمرار لأبناءِ رعيَّتِكُم وخارِجِها. فاختارَكم بعدَها الرَّبُ وَرَفَعَكُم لأنَّهُ وَجَدَ فيكم الراعيَ الصالحَ والأمينَ لقيادةِ الكنيسةِ الفُلكِ وَسْطَ أمواجِ هذا العالم. وها أنتم اليومَ تَزورونَنا لتؤكِّدوا شعارَكُم الذي ابتَدَأتُم بهِ حَبرِيَّتَكُم وهو: "شركة ومحبة". أما اليومَ، فلا يَسَعُنا سوى أن نَقولَ معَ صاحِبِ المزمور القائل: "زاديقو أخ ديقلو نفراع، وأخ أرزه دلبنون نشواح". "اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو. مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي دِيَارِ إِلَهِنَا يُزْهِرُونَ. 14أَيْضاً يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ."
وتابع: " سيّدَنا، منذ حوالي الأسبوعِ، عندما تحَدَّثتُم عن مار شربل في ليلةِ عيدِهِ، تأثَّرنا كثيراً لِتَأثُّرِكُم عندما ذكرتُم كيف أن القديسَ تركَ بيتَهُ ليتَرَهَّبَ، لم يَرضَ بعدها حتى أن يرى أُمَّهُ اقتداءً بالسيدِ المسيح عندما تركَ أبَوَيه وهو صغيرٌ لأنهُ أرادَ أن يكونَ في ما لأبيه. وسألنا أنفُسَنا وَقتَها، لماذا تأثَّرَ غبطتُهُ هكذا؟ هل تأثَّرَ لأنَّ المشهدَ الذي تحدَّثَ عنهُ مؤثِّرٌ جدّاً وعاطفيّ؟ أم لأنه استذكَرَ اللحظةَ التي ترَكَ فيها أُمَّهُ وعائلَتَهُ وقريَتَهُ واقتدى بالمسيحِ أيضاً؟ أم تأثَّرَ بسببِ غَيرَتِهِ على بيتِ الرَّب الذي هو اليومَ كما في زمان السيد المسيح وزمان القديس شربل، فيهِ حَصادٌ كثيرٌ والفَعَلةُ قليلون؟ أم أنَّهُ بكى على واقِعِنا الأليم، كما بكى السيد المسيح على أورشليم؟
غِبطةَ البطريرك، إننا اليومَ وإذ نشكُرُ لكم زيارَتَكم هذه، ونُثَمِّنُ لفتةَ الشركة والمحبة هذه، نشعُرُ مَعَكُم بالخطَرِ على شَرقِنا بشَكلٍ عام، وعلى لُبنانِنا بشَكلٍ خاص. فمُجتَمُعِنا وشبابُنا وعائلاتُنا وحتى حضورُنا المسيحيّ بخطر. وهذا الخطرُ، لا يُمكِنُنا أن نُواجِهَهُ إن لم نَعِش مسيحِيَّتَنا. إنسِجاماً مع قولِكُم مرَّةً: لا يُمكن أن يقومَ ما يُسَمّى بالربيع العربي إن لم يَقُم بهِ مسيحِيّو هذا الشرق. ولكنَّ الخطرَ الأكبرَ هو الذي يقولُ عنهُ البابا الراحل، الطوباوي يوحنا بولس الثاني بأن المسيحيّينَ بحاجةٍ إلى تبشيرٍ من جديد. 
من هنا، وباسمِ المجلسِ الأبرشي، وباسمِ الطائفةِ السريانيةِ في زحلَةَ، التي ضحّت وما زال تُضحّي من أجلِ المسيحيّة، إبتداءً من المجازر التي حصلت بحقِّهِا في بدايةِ القرنِ الماضي في مناطقِ ماردين ونُصَيبين مدينةِ مار يعقوب النُصَيبيني، والرُّها مدينةِ مار أفرام السرياني مُعَلِّمِ الكنيسة الجامِعةِ، ودياربكر مدينةِ إبن الصَّليبي، وأنطاكيا مدينةِ مار يوحنا فم الذهب، وصولاً إلى الحربِ اللبنانية التي لم تُشبِع يدُ الغَدرِ من أن تنالَ من أبنائنا لا بل جعلت أصحاب هذه اليد يَقومونَ بالتفجير الغادر لكنيسَتِنا، كنيسة السيّدة العذراء للسريان الأورثوذكس في زحلة منذ حوالي العامَين، ووصولاً إلى تَشتيتِ وتَهجيرِ شَعبِنا من العراق وسوريا ومن كل هذا الشرق الحبيب، ونخُصُّ بالذكر اليوم، الجُرح الكبير الذي أصابَنا جميعاً، وهو اختطاف المطرانَين اللذَين مضى على اختِطافِهِما خمسةٌ وتسعونَ يوماً. هذه القضية التي لم يُحَرِّك فيها أحَدٌ ساكِناً أبداً. من هنا، نرجو من غبطَتِكُم بأن نُنَسِّقَ جميعاً وأن نكونَ واحِداً كطوائفَ مسيحيّة لمواجهة هذه الأخطار، لكي نعملَ بما أوصانا بهِ الرسول بولس في قولهِ: "كونوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِداً وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ".
عسى الله أن يتدخَّلَ في هذه المرحلة الصعبة، وأن نكون جميعاً ومعاً واحداً، الأمر الذي يُفرِحُ قلبَ الله.
ومرَّة جديدة نقول: أهلاً بكم غبطة البطريرك، والوفد الحاضر معهُ، وشكراً لزيارَتِكُم الثمينة هذهِ وبارخمور ريش ريشونه".
الكاردينال الراعي: "هذه ساعتنا ان نعلن بمحبة وإخلاص انجيل السلام"
بدوره، ألقى غبطته كلمة شكر فيها للأبرشية هذا الاستقبال الحاشد قائلاً: 
"سيادة المطران مار كريسوستموس ميخائيل شمعون وإخوتي الكهنة وأبناء الكنيسة السريانية الشقيقة الجليلة، 
باسم سيادة أخي ومعه، سيادة المطران منصور حبيقة، مطران أبرشيّتنا في زحلة وأخي المطران بولس صيّاح النائب البطريركي العام، 
وسعادة وصاحب المعالي وزير الثقافة، جارنا غابي ليون، الذي أراد أن يرافقنا في هذه الزيارة وكل من يرافقنا،
يسعدني أن أحييكم وأن أحيي بوضع خاص سيادة المطران مار يوستينوس بولس سفر راجياً توفيقه وقدومه إلينا بخير وأود أن أشكره على الكلمة اللطيفة التي تلوتموها باسمك وعلى كلمتكم الصادرة من القلب وعلى كلمة المجلس الأبرشي التي تلاها الأستاذ عبود زينو وهي تتضمّن المشاعر الرقيقة والمحبّة. ولا يسعنا من هذه الكنيسة وهذا الكرسي الأسقفي، إلا أن أوجّه تحيّة أخوّةٍ واحترام لسيادة صاحب الغبطة مار اغناطيوس زكا الأوّل عيواص وأشكركم على قدومكم وفي بالكم المطران المسؤول عن المؤسسات البطريركية، فلتحملوا إليه صلاة دائمة ومحبّة ولنلتمس من الله العزاء للجرح البليغ الذي أصاب صاحب الغبطة والسينودس وكل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية باختطاف اخينا المطران يوحنا ابراهيم والمطران بولس اليازجي. 
والنية الأساسية هي أن نصلّي من أجلهما ومن أجل تحريرهما ونرجو أن يكونا على قيد الحياة وأن يكون الرب معهم وبعونهم وأن يبارك كنيستكم، والكنيسة السريانية الإنطاكية والكنيسة السريانية المارونية هما شقيقتان، نحمل معاني ايماننا الواحد وشهادتنا الواحدة وإرثاً مشترك وهذه الشهادة نعيشها في لبنان وفي بلدان الشرق الأوسط وهي كلها اليوم تعيش جرحاً من الحرب والانقسامات والخلافات واعداد كثيرة من الضحايا تقع، وما زلنا نعيش على مآسي العراق، ونحن نعرف أن أبناء كنيستكم، مَن هم ضحايا ومَن هم نازحون ومجهولون، نحملهم كلهم في قلبنا، ونصلّي من أجل السلام في العراق، في سوريا، في مصر، في لبنان في كل بلدان الشرق الأوسط، هذه الأرض الغنية بالحضور المسيحي. وذكّرنا البابا بنديكتوس في الإرشاد الرسولي، الكنيسة في الشرق الأوسط شركة وشهادة، ذكّرنا بشيء نحن نعرفه ولكن الاسلوب الذي قاله: هو كيف أنّ هذه الأرض، الشرق الأوسط تجلّى عليها كل  سر الله بحث أصبح إنساناً وتجسّد ورفع صليب الفداء، قام من الموت، أطلق الكنيسة، أعلن إنجيل السلام في العالم... هذه الأرض هي اليوم أصبحت الأرض الحبيبة التي يجب ان تكون جامعة نحن المسيحيين على تنوّع كنائسنا وان تكون سابقة روحية، قلباً واحداً وفكراً واحداً، تشهد لإنجيل يسوع، انجيل السلام، انجيل الأخوة بين البشر، انجيل كرامة الإنسان، كل انسان وقيمة الكائن البشري، الإنجيل الذي بدأ معه الزمن الجديد منذ ألفي سنة، زمن المسيح قام، ونحن نحمل هذه الرسالة.
اليوم ايها الإخوة وأيتها الأخوات، أكثر يومٍ مضى نحن المسيحيون نؤمن أنّ رسالتنا الآن، تبلغ ذروتها لكي تحمل لهذا العالم الذي لا يعرف إلا السلاح والقتل والدمار وانتهاك كرامة الكائن البشري، هذه ساعتنا ان نصبر ونتوحّد ونعلن بمحبة وإخلاص هذا انجيل السلام، انجيل يسوع المسيح".
وأضاف: "ان الربيع العربي الذي تكلّموا عنه عندما بدأت المظاهرات الشعبية والمحقّة والمطالبة بالإصلاحات الداخلية،هذا الربيع يا للأسف، بسبب الحرب والسلاح والعنف وحركة الأصوليات والتعدي على الحياة البشرية، أخذ يتحوّل شتاءً، وأنا أقولها بإيمانٍ صادق أن الربيع العربي الحقيقي يمرّ عبر الشهادة المسيحية ويمرّ عبر لبنان. انّ هذا البلد يفصل بين الدين والدنيا، انه دولة تحترم كل الأديان ولا يمكن أن يكون دولة دينية، هذه الرسالة المسيحية على تنوّع الطوائف والمذاهب، هي اليوم اذا عرفت كيف تعيش جمال الوحدة وجمال العائلة الواحدة المتنوّعة المنفتحة على قيم الإنسان، على القيم الأخلاقية والإنسانية والإجتماعية، والمنفتحة على الحوار بين الثقافات والديانات والمترجمة في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية، انا اعتقد ان دور لبنان كبيرٌ في أن يمرّ عبر هذا اللقاء المسيحي-الإسلامي، الربيع في البلدان العربية".
وختم غبطته: "نحن نصلّي من أجل أن يقبل الرّب دماء كل الشهداء، كل الأبرياء وألم كل المخطوفين وآلام الأهل الذين يعيشون الغدر، الجوع، الفقر، الموت، الدمار، خسارة ذويهم، نحن نرجو أن تكون هذه ذبيحة تضاف لذبيحة المسيح للسلام في لبنان، في سوريا، في العراق، في مصر، في كل بلدان الشرق الأوسط.
تقبّل الرب صلاتنا، هذه هي الأهداف والنوايا التي نحملها إلى هذا المكان المقدّس، مطرانية إخوتنا السريان الأرثوذكس.
عاشت الكنيسة. "
وبعد إعطاء البركة الختامية، قدّم المطران شمعون لغبطة البطريرك الراعي هدية تذكارية من المطران سفر وهي عبارة عن لوحة يبلغ عمرها 30 سنة تحمل صلاة "الآبانا" باللغة السريانية، ثمّ توجّه الحاضرون إلى صالة الكنيسة حيث قامت أخوية سيّدات مار جرجس بضيافة "الكليجة" وهي حلوى تنتمي إلى التراث السرياني.
يُذكر أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها، فعلى الرغم من وجود السريان في زحلة إلى ما قبل العام 1860 إلا أنها أول مرة يزور فيها البطريرك الماروني الطائفة السريانية الأرثوذكسية.
  • شارك الخبر