hit counter script

كلمة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال إفطار دار الايتام الاسلامية

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٣ - 21:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أكد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي "أن الحكومة اللبنانية ترفض القرار الصادر عن الاتحاد الأوروبي في شأن حزب الله وستعمل على وقفه عبر اتصالاتها التي لن تتوقف مع كل دول الاتحاد".

وشدد على "أن المخرج الوحيد من الأزمة الراهنة يتمثل في عودة كل الفرقاء السياسيين الى التلاقي على بضع نقاط تشكل تفاهما في ما بينهم أولها تشكيل حكومة قادرة على إدارة شؤون الناس، وثانيها التمسك بسياسة النأي بالنفس، ليس عن أحداث سوريا فحسب، بل عن الريح الاقليمية العاتية التي تضرب ذات اليمين وذات الشمال في محيط لبنان كله وفي عمقه العربي".

ولفت الى "أن موقع رئاسة الحكومة في لبنان، كموقع كل الرئاسات، ليس ملكا لفرد، وليس حكرا على فرد، وصون هذا الموقع ، كما سائر المواقع الدستورية هي مسؤولية كل من يتعاقب عليها ، وانا لم ولن افرط بمسؤوليتي أبدا على هذا الصعيد فالمسؤولية أمانة وليست سلطة".

موقف الرئيس ميقاتي جاء غروب اليوم خلال رعايته حفل إفطار "مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الايتام الاسلامية" في البيال في حضور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة، النائب عبد اللطيف الزين ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ، الوزراء السادة : وليد الداعوق، حسان دياب،وائل بو فاعور وناظم الخوري، وشخصيات.

والقى الرئيس ميقاتي في المناسبة كلمة قال فيها : "نعود لنلتقي في رحاب هذا الشهر،وفي إفطار هذه المؤسسة الأم ، التي أعطت ورعت، كبستان شجر مثمر، ولا زالت تقدم كل ما يخفف عن الأيتام وأصحاب الحاجات الخاصة، وما يحصن المجتمع والعائلة والفرد المسلم .والشعلة المضيئة في مسيرة هذا الدار هي في إستمرار اهل الخير في الانفاق يدا بيد مع يد الخير التي بسطتها مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الايتام الاسلامية بعمدتها ورئيسها ومديرها العام والعاملين فيها. أجيال تسلم أجيالا وديعة عطاء، وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون".

وقال:"في هذه الأيام المباركة نسأل الله عز وجل أن يشمل الأمة برحمته بوضع حد للتقاتل والتنازع والإختلاف، وأن يقيها من الشرور التي تحيق بها . نلوذ بالله عز وجل إزاء ما نشهده في العديد من مجتمعاتنا العربية التي تشهد سقوط آلاف الضحايا،ومئات الآلاف من اللاجئين، في الوقت الذي يتربص العدو الإسرائيلي بنا وبالأقطار العربية التي يفعل بها ما يرضيه ويكفيه، فيما نحن في لبنان نواجه انعكاسات ونتائج ما يجري حولنا ،وكنا قد حذرنا مرارا من تأثيراته الخطرة علينا، وإعتمدنا سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا الشقيقة، ودعونا الجميع لعدم التدخل والتورط ، كي لا تنفلت الأمور الى ما هو خارج عن السيطرة، بما قد يزيد من الويلات والمخاطر على وطننا وإستقراره وإقتصاده واللحمة بين أبنائه".

اضاف:"تسود وطننا حال من الانقسام تتحول بسحر ساحر الى انسجام غريب، لنجد بين المتناحرين والمختلفين توافقا ضمنيا على إضعاف الدولة وأجهزتها ، كما نجد عندهم على تنابذهم، غلوا وتعصبا يتغذى منهم، في وقت لم تظهر بعد، مقدرة تفرض إرادتها الجامعة لوضع حد للصراعات الإقليمية والدولية التي بلغت حد تهديد الاستقرار وسيادة الدولة والقانون .لقد بات جليا أمام الكل أن الوضع ليس بخير ، وان الخروج من المأزق يتطلب تنازلات من الجميع، وهم الى الآن يترددون في تقديمها لكنهم جميعا سيصلون الى اللحظة التي يشعرون فيها بالندم لأن التمسك بالافكار والمواقف المسبقة يدفع ثمنه عادة الوطن والناس وكل المجتمع.لا أحد يطلب تنازلا من أجل ذاته لكننا نرفع الصوت أمامكم جميعا ، وفي هذه الأيام الفضيلة، مطالبين الجميع بالتضحية بالمصالح السياسية الضيقة لمصلحة الوطن".

وتابع: "لقد قلت منذ اللحظة الأولى أنني وضعت استقالتي من باب إيجاد مخرج لانسداد الأفق السياسي في البلد ، وكنت آمل أن تكون تلك اللحظة لحظة جمع لا لحظة فراق، وكانت الاستشارات التي شكلت هذا الجمع في تسمية رئيس مكلف والتي خلنا انها باب للولوج الى تأليف حكومة تعبر عن تطلعات اللبنانيين ، ولا يشعر أحد فيها لا بالغبن ولا بالاستفراد.الآن ، وبعد تعثرعملية التأليف ودخول المؤسسات في فراغ يلي فراغا، وإهتزاز امني من عرسال الى صيدا وطرابلس ومؤخرا في الضاحية الجنوبية ومجدل عنجر، ونتيجة لفقدان المناعة بات اعداء لبنان اكثر قدرة على التحرك في بيئة غير معافاة، يعملون ليل نهار لضرب إستقرار البلد ومنع تقدمه وإزدهاره .

أمامكم يا أخواني واهلي ويا أهل السياسة والاقتصاد والرأي، أعود لأنبه الى خطورة المراوحة والتباينات والاختلافات ، وانا مثلكم تماما استشعر الخطر من الاستمرار في المناكفات والتي تجنح بالبلد الى الشلل المطلق على صعيد الاضرار بالعجلة الاقتصادية وارباك الانتاج واضعاف حركة الاسواق وتوقف السياحة".

وقال: "في هذه المناسبة لا بد لي من ان اتباسط معكم الحديث واصارحكم بما يعصف في قلبي وفي فكري، ليس من باب الشكوى، فكل شكوى لغير الله مذلة ،بل من باب ضرورة التفتيش عن مخارج . وانا لا ارى الا مخرجا وحيدا يتمثل في عودة كل الفرقاء السياسيين الى التلاقي على بضع نقاط تشكل تفاهما في ما بينهم أولها تشكيل حكومة قادرة على إدارة شؤون الناس، وثانيها التمسك بسياسة النأي بالنفس ، ليس عن أحداث سوريا فحسب، بل عن الريح الاقليمية العاتية التي تضرب ذات اليمين وذات الشمال في محيط لبنان كله وفي عمقه العربي. كذلك المطلوب منا جميعا ، أيا تكن الظروف والاعتبارات ، أن نحافظ على الدستور ونحترم أسسه واحكامه وأن تتعاون المؤسسات في ما بينها على قاعدة الفصل بين السلطات وتكاملها في آن . من هذا المنطلق أكرر القول أننا دعاة وصل ولسنا دعاة قطع، لكن الدستور والتوازنات هي التي تحكم عملنا. فموقع رئاسة الحكومة في لبنان ، كموقع كل الرئاسات ، ليس ملكا لفرد ، وليس حكرا على فرد، وصون هذا الموقع ، كما سائر المواقع الدستورية هي مسؤولية كل من يتعاقب عليها ، وانا لم ولن افرط بمسؤوليتي أبدا على هذا الصعيد فالمسؤولية أمانة وليست سلطة".

اضاف: "بالأمس صدر عن الإتحاد الأوروبي تصنيف يتعلق بما وصف بالجناح العسكري لحزب الله كنا لا نرغب بصدوره لما يمكن ان يتركه من اثر سلبي على لبنان وعلى المكونات اللبنانية. إن هذا الموضوع سنتابعه بالوسائل الدبلوماسية التي تحفظ أحسن العلاقات للبنان مع أوروبا والمجتمع الدولي ،وانا أعيد التأكيد هنا ما كنت أقوله دائما ، أن لا عدو للبنان الا إسرائيل ولبنان بكل مكوناته يحرص على علاقاته العربية والدولية. إن الحكومة اللبنانية ترفض هذا القرار وستعمل على اعادة النظر فيه عبر اتصالاتها التي لن تتوقف مع كل دول الاتحاد".

وقال : "إن لبنان هو وطن الخير والإنسان، المزروع بالمؤسسات والجمعيات الأهلية والمدنية ، التي تخدم المجتمع. وأنا ادعو القطاع الأهلي بكل مكوناته أن ينآى بأوضاعه عن الانخراط في أي انقسام سياسي أو حزبي أو ديني ، ليحافظ على أهدافه السامية ودور مؤسساته الاجتماعي والوطني الجامع. إن الله مع العبد ما دام العبد مع أخيه وإن الله لا يضيع أجر المحسنين. والقرآن الكريم يلفت نظرنا أن البر هو في اتباع أوامر رب العالمين ونواهيه، والإيمان به وبملائكته وكتابه وأنبيائه، وأن يبذل المال على ذوي القربى والمساكين.وفقكم الله لما يحب ويرضى ، ووقى لبنان واللبنانيين كل شر وكل خلاف وكل صراع. والسلام عليكم ورحمة الله.  

  • شارك الخبر