hit counter script
شريط الأحداث

حديث رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لاذاعة النور

السبت ١٥ تموز ٢٠١٣ - 17:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أهلاً وسهلاً بكم مستمعينا الكرام في برنامج "السياسة اليوم" مباشرة على الهواء من الرابية وتحديداً من دارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح سعادة النّائب العماد ميشال عون. أهلاً وسهلاً بك دولة الرئيس عبر إذاعة النور.

في تمّوز نأتي إليك، لأنّه في مثل هذه الأيّام، وعندما كانت إسرائيل تقصف وتكسّر منازل اللبنانيين، وعندما تُرك هؤلاء ومعهم المقاومة وحدهم، كنت وحدك من لم يكسر قلوبهم، فساهمت في تعزيز إيمانهم أنّ في الوطن شراكة حقيقيّة. لأجل ذلك ولأجل كثير من الأمور، نأتي دائماً في تمّوز لنستمع إليك، ودائماً في كلّ حلقة مع حضرتك أقول إنّ لك في قلوب بيئة المقاومة وجمهورها، مكانة خاصّة ومميّزة منذ تمّوز وحتّى بعد تمّوز. أهلاً وسهلاً بك، ونسأل الله أن نحتفل في كلّ تمّوز بهذه الذّكرى مع حضرتك ونستمع إلى آرائك الوطنيّة والتي تهمّ كلّ اللبنانيين.

س: اليوم سنتحدّث عن ذكرى تمّوز وعن كلّ التطوّرات والتحوّلات منذ ذلك الوقت، ولكن سنبدأ من الذّكرى، وأنت دائماً تتحدّث وتقول إنّه في مثل هذا اليوم تلقّيت اتّصالاً من السفير الأميركي فيلتمان، وحصل نقاش بينك وبينه. ماذا جرى في ذلك الإتّصال وفي ذلك اليوم؟

ج: في الواقع لم أكن على علم بالحادث الذي حصل على الحدود الجنوبية، تلقّيت مكالمة من "فيلتمان" ليقول لي "أنظر ما الذي قام به أصدقاؤك"، فسألته عمّا حصل، فأطلعني على الحادث الذي وقع في "خلّة وردة"، واصفاً إياه بالحدث الخطير جدّاً وستكون له نتائج وخيمة. فطلبت منه التروّي لأرى ما الذي حصل، ولكنّه لم يصغِ. بعد انتهاء المكالمة معه مباشرة، اتصل بي السيّد حسن نصرالله وأطلعني على الموضوع مشيراً إلى أنّ هذا الحدث محدود بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية. عاودت الإتّصال بالسفير الأميركي وقلت له إنّ هذا الحدث محدود وليس بمثابة إعلان حرب كما سبق وقلت لي، فأجاب إنّ هذا لا يهم لأنّ الحدث بذاته خطير جدّاً. شعرت وكأنّهم كانوا ينتظرون هذا الحدث لإطلاق عمليّة عسكريّة واسعة. وهذا ما حصل.

 

س: بعدها ظهرت معلومات تفيد بأنّ العمليّة العسكريّة كانت مقررة، وقد قال السيد حسن نصرالله إنّ الخطّة كانت محضّرة من قبل الإسرائيليين إلاّ أنّ ذلك الحدث سرّع في إطلاق العمليّة العسكريّة. هل تأكّد هذا الأمر مع مرور الوقت؟

ج: بالتّأكيد، لأنّ أولمرت اعترف أنّ قرار القيام بحرب فب جنوب لبنان اتُخذ في شهر آذار، إذا الإسرائيليون كانوا يحضّرون لحربٍ لربّما خلال الصيف أو في نهايته، وهذا الحدث عجّل اندلاع في الجنوب. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن الإستنتاج من خلال مؤشّرات المعركة انّها كانت محضّرة، لأنّه لا يمكن أن يملك أيّ جيش في العالم القدرة في القيام بعمليّة عسكريّة كهذه خلال ساعات. إستفادوا من مدّة 24 ساعة بالقصف بالطيران، ولكن هذه المدّة لا تكفي للقيام بعمليّة كعمليّة حرب تموز، لأنّ أيّ جيش في العالم يحتاج على أقلّ تقدير مدّة 10 أيام إلى 15 يوماً للقيام بعمليّة واسعة شبيهة للعمليّة التي حدثت في جنوب لبنان.

 

س: سمعنا يومها كلاماً عن مشروع سياسيّ تكلّمت عنه كوندوليزا رايس، وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد. ما هي معالم هذا المشروع وماذا كان يُراد خلال تنفيذ هذا المشروع؟

ج: المشروع هو ما نعيشه اليوم. هو الإنقلابات على أنظمة الحكم القائمة لإنشاء أنظمة وحكومات جديدة تقوم على التطرّف الإسلامي، وبمقابل ذلك تسيطر الولايات المتّحدة على منابع الطاقة في الشرق بأكمله، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

 

س: هل بات هذا المشروع متعثّراً اليوم، أم كبرت حظوظه بعد التطوّرات التي ذكرتها؟

ج: كلاّ، لأنّ هذه الأمر أحدث صراعاً بين المعتدلين وبين الأنظمة المتحجّرة القادمة إلى سدّة الحكم. ما الذي يحصل في مصر وفي تركيا؟؟ ما هي الأحداث التي تنشأ اليوم في تونس؟؟ لا يمكن لنظام متطرّف أن يأتي من التّاريخ ويستقرّ في البلدان العربيّة، لأنّه لو كان الماضي لا يزال صالحاً لغاية اليوم، لما تغيّر. هذا أمر بدائي ومن البديهي استنتاجه. الحلول المطروحة لأنظمة الحكم ولمعالجة المواضيع الحاليّة تأتي من الماضي، والماضي هو للعبرة وليس أكثر من ذلك، إنّما المستقبل هو المعلم الذي يجب التوجّه نحوه لإيجاد الحلول.

 

س: بالرّغم من هذا المشهد القاتم في المنطقة، نلاحظ أنّ لديك هذا التفاؤل. علامَ تستند في هذا التفاؤل، فيما الجميع يعيشون حالةً من القلق انطلاقاً من الحالة السوداوية التي تهيمن على المنطقة.

ج: منذ 20 عاماً تقريباً، أجرى معي الإعلامي بشارة شربل مقابلة لصحيفة الحياة، وكان جزء من تلك المقابلة يتكلّم عن الحركة الأصولية التي تنمو في الدّول الإسلاميّة. سألني عن مستقبلها، فقلت له إنّها ستصل إلى الحكم ولكنها ستسقط بعد وصولها، وستحصل إعادة نظر في هذا الموضوع من داخل الإسلام. يبدو أنّ المهل لإعادة النظر كانت قصيرة جدّاً، فما يحدث اليوم في مصر هو إعادة نظر بطريقة حكم الإسلاميين. إذاً، كانت الرؤية صحيحة، وهذا ما يعطيني التّفاؤل على الصعيد الشخصي. بدأت تفرط السّبحة، الحبّة تلو الأخرى، فنجد اليوم أنّه حتّى في ليبيا، هناك صراع مسلّح بين فئتين، ولا يمكن القول إنّ هذا الصراع طائفيّ بين مسيحيين ومسلمين، أو مذهبيّ بين السّنة والشيعة، فهو سنيّ سنيّ، لأنّ أهل السنّة يرفضون التّحجّر الذي يريد فرضه الإخوان. لذلك أنا متفائل، ولكن هذا لا يعني أنّ الأمور ستكون سهلة، فهناك صعوبات كثيرة سنجتازها، ولكن النهاية ستكون سعيدة، تماماً كالنّصر بعد المعركة بحيث تقع خسائر كثيرة، ولكنّ الناس يبتهجون بالنصر.

 

س: هل خفّ تخوّفك على المسيحيين في الشرق بعد كلّ هذه التطوّرات؟

ج: أعتقد أن الحرب في سوريا كانت الجدار الذي صدّ الأصوليّة، فبعد تمدّدهم على الأرض السوريّة وصرف الكثير من الجهد صمدت سوريا، وهذا ما اعتقدته منذ البداية، وأعتقد أنّ مرحلة إنحطاط الأصوليّة وتراجعها بدأت الآن. أعتقد أنّ الصمود السوري أنقذ المنطقة، والفكر المشرقي المنبثق من التعايش المسيحي الإسلامي منذ ابتداء العصر الإسلامي، سيعود ليسود من جديد ويتطوّر إيجاباً.

 

س: يُقال أنّ نتائج ما يجري ستكون بإلغاء معاهدة سايكس بيكو، والبعض يتحدّث عن تفتيت المفتّت وتقسيم المقسم، وهناك وجهة نظر أخرى تتحدّث عن مشرق موحّد، ومن المؤكّد أنّ هناك حساسيّة تجاه هذا الموضوع في لبنان، وخصوصاً عند المسيحيين الذين يعتبرون أنّ للبنان خصوصيّة معيّنة. هل تتخوّف من مشرق موحّد وترفضه؟

ج: من الممكن أن يكون هناك مشرق موحّد إذا مرّت المنطقة في مرحلة سلامٍ طويلة الأمد، وهذا بالطبع بعد تطوير الأنظمة وجعلها على نفس المستوى. اليوم، باختلاف الأنظمة واختلاف التقاليد والمعتقدات والممارسات السياسيّة، تأتي الحدود لتشكّل حاجزاً ضرورياً، أمّا إذا تطوّرت الأنظمة وتقاربت، وتفاعلت إقتصادياً، تتحوّل الحدود لتصبح حاجزاً مزعجاً للمواطنين وعندها تسقط من تلقاء نفسها. من الممكن أن يحصل في الشرق الأوسط ما حصل في أوروبا. الكيانات الأوروبيّة لم تخسر نفسها، ولكنها تتعاون وفقاً لمنظومة جديدة من القوانين تسهّل التّعامل والتعاطي والمشاركة بكلّ شيء.

 

س: أنت تقصد أنّه يجب الحفاظ على خصوصيّة الجماعات.

ج: الفرنسي لم يفقد هويّته الفرنسية وأيضاً البلجيكي لم يفقد هويّته البلجيكيّة، وكذلك الأمر الألماني لم يفقد هويذته الألمانيّة.. كلّ حافظ على هويّته.

 

س: بالعودة إلى حرب تمّوز، يُنقل عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قوله إنّ للعماد عون دين علينا. هل تعتبر أنّ ما قمت به في تمّوز والموقف التّاريخي الذي اتّخذته في ذلك الوقت دَيناً؟

ج: ذلك الدّعم هو لم يكن دَيناً وكذلك لم يكن منطلقاً من التحالف، إذ كان هناك فقط تفاهم بيننا في تلك المرحلة. ولكن، نظراً للخطورة الكبيرة للحدث على الكيان اللبناني وعلى الطائفة الشيعيّة بالذات، ولأنّ خيارنا هو العيش سويّاً في لبنان، كان لا بدّ لنا من أن نربح الحرب مع المقاومة أو أن نخسرها معها. هذا كان خيارنا، ولكن السيد نصرالله أعطاه ذلك الوصف لأنّه تفاجأ به، بعد تخاذل جميع الفرقاء في الوطن، فمنهم من وقف متفرّجاً ومن هم من كان ضمنياً خصماً حقيقياً في معركة نعتبر أنّها معركة وجود. خيارنا حظي بتقدير السيد نصرالله ونحن نشكره على ذلك.

 

س: هل سبق وتكلّمتم في هذا الموضوع خلال لقاءاتكم؟

ج: أنا لا اعتبر الأمر دَيناً، إنّما هو واجب وطني، تمّ توظيفه من خلال التلاحم الذي حصل بين فئتين كبيرتين من الشعب اللبناني، فقد تعرّفتا على بعضا البعض، وها هي اليوم تتّجه في المناطق التي تختلط فيها نحو العيش المشترك.

 

س: سمعنا كثيراً مؤخّراً تخوّفات من أن يسقط هذا التّفاهم أو أن يُصاب بتصدّعات. بالأمس استضفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وطرحت عليه سؤالاً سأطرحه عليك الآن: كيف توصّف العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ؟

ج: سبق وأعلنت أنّ التّفاهم الإستراتيجي مع المقاومة لن يتغيّر، ولكن تبقى بعض الأمور الدّاخليّة التي يجب أن نتعاطى بها بطريقة أكثر ليناً مع الفرقاء اللبنانيين لأنّها تخفّف العبء، ولكن هناك أيضاً بعض الأمور التي لا يمكن أن تحصل عن طريق "المسايرة". هناك معركة نظام وليس معركة عسكريّة، إذ قد نختلف في أمور تتعلّق بالتنمية وغيرها، إلاّ أنّ كلّ هذه الأمور ليست جوهريّة وتتعلّق بوجودنا، ولكن المواضيع الأساسيّة ستبقى على حالها ومنها خيار التعايش معاً وخيار التّفاهم، ولا نزال نأمل بمدّ جذور هذا التّفاهم إلى من نختلف معهم حاليّاً.

 

س: هل هذا ما تقوم به اليوم من خلال التواصل مع السعودية ومن خلال ما يُقال عن "طريق سالك" بينكم وبين الحريري كما أوردت إحدى الصحف؟

ج: المخيّلة الصحافيّة توسّعت كثيراً، ولكن نحن لا نعارض أن يكون الطريق سالكاً على ألاّ يكون بين طرفين اثنين فقط. لماذا لا يكون سالكاً بين ثلاثة أطراف؟؟ أعتقد أنّ حزب الله يطمح أيضاً بالوصول إلى الإستقرار، لأنّ ذلك هو جزء مهمّ من سياستنا، ونحن مستعدّون لدفع أثمانٍ باهظة للحفاظ على الإستقرار في لبنان، وأعتقد أنّه إذا توصّلنا إلى أن نتفاهم على حفظ الإستقرار حتّى ولو كنّا مختلفين سياسيّاً مع الفريق الآخر، سنربح كثيراً وسيكون هذا الربح لجميع اللبنانيين وليس لفريق واحد فقط. لو كان الإستقرار مؤمّناً حاليّاً، لكان الجميع عاش بأمان، ووضع جهداً كبيراً للتطوير الإقتصادي ولتحسين أحواله الشخصيّة وهذا أمر يريده كلّ لبناني.

 

س: على كلّ الأحوال هناك لعبة عناوين في صحيفة الأخبار، بحيث يقول العنوان "طريق عون-الحريري سالك"، ولكن المضمون هناك خبر من هذا القبيل نفته مصادر مقرّبة من الرابية، كما نفتها أيضاً مصادر مقرّبة من سعد الحريري. الفكرة كانت في أنّ السفير السعودي اشترط على أن تمرّ العلاقة مع السعوديّة بسعد الحريري وتيار المستقبل.

ج: أنا لم أتكلّم بهذا الموضوع ولا حتّى السفير السعودي، ولا أعلم من أين أتوا به. أعتقد أنّهم يطلقون الشّائعات التي تثير القلق، ليقوم بعدها النّاس بتناقلها وتضخيمها، وبالتّالي تصبح كلّ الأطراف متخوّفة من كلّ الأطراف. الموضوع هو أنّنا نرحّب بأيّ تقارب وهذا يوَظّف لجميع اللبنانيين، لأنّ التقارب هو بهدف الإستقرار هو فوق كلّ الخلافات، وجميع اللبنانيين يستفيدون منه. حتّى ولو كان حلماً فأمر جيد أن يتحقّق.

 

س: هل من الممكن أن تطلعنا على بعض العناوين خلال لقائك مع السفير السعودي؟

ج: العنوان الأهمّ هو أنّهم يسعون للتقارب بين كلّ الفئات اللبنانية للعمل في سبيل الإستقرار، وهذا ما تمّ الإعلان عنه. تبادلنا الحديث حول هذا الموضوع وكان ودياً.

 

س: ما هو تفسيرك لإطلاق السفير السعودي لتصريح معادٍ لحزب الله قبيل الوصول إلى الرابية؟

ج: هذه سياسة السعوديّة أو من يمثّل، ولكن أعتقد أنّ الباب مفتوح للحدّ من إلحقاق الضرر بلبنان. قد يتمّ البحث بهذا الموضوع لاحقاً أو لا، ولكن لم نتحدّث خلال اللقاء حول الموقف من حزب الله. تحدّثنا أيضاً بموضوع يتعلّق باللبنانيين الذين يعيشون في الخليج، لأنّنا لا نريدهم أن يعيشوا في جوّ من القلق.

 

س: هل التمست تفهّماً سعوديّاً لهذا الموضوع؟

ج: بالتّأكيد.

 

س: هل التفهّم يطال كلّ الشرائح اللبنانيّة أم أنّهم ميّزوا بين مسيحيين وشيعة وسنّة...

ج: سمّينا كلّ اللبنانيين من دون الدّخول في هذه التفاصيل.

 

س: وقد كان متجاوباً مع هذا الموضوع؟

ج: بالتّأكيد.

 

س: بعض الصّحف تتحدّث عن أنّ السعوديّة تعتبر حزب الله عدوّاً. هل لمست هذا الأمر عند السفير السعودي؟

ج: هل هذا تحقيق؟؟ (ضاحكاً).

 

س: ماذا عمّ قاله اليوم الصحافي جان عزيز عن أنّك حمّلت السفير السعودي بطاقة بالصيغة اللبنانية وبالميثاق. هل كلّمته على هذا المستوى؟ يقول جان عزيز أيضاً إنّك هناك عوائق إذ أنّ السعوديّة ليست بوارد التّفهّم لأنّك تركّز على محاولة تعديل الطائف وإعطاء الحقوق لكلّ اللبنانيين بالإضافة إلى موضوع الإصلاح. هو يقول إنّ السعوديّة ليست بوارد هذه الأمور.

ج: كلّ يحبّ، وفي حال حصول هذا الأمر، بوضع أفكاره. عندما يكتب الصحافيّ، تكون الأفكار التي يكتبها ملزمةً له هو وليس لنا نحن، حتّى ولو أنّ ما كتبه يتمحور حولنا.

 

س: بالعودة إلى العلاقة مع حزب الله. هل أنت عاتب على الحزب نتيجة هذه الخلافات التي حصلت حول قضايا تفصيلية؟

 

س: بالعودة إلى العلاقة مع حزب الله، هل أنت عاتبٌ على الحزب نتيجة هذه الخلافات الّتي حصلت حول قضايا تفصيلية؟

ج: بأيّ معنى عاتب؟

 

س: أي لماذا لم يحصل التّنسيق كما يجب بين الحلفاء؟

ج: لا أعتقد أنّ هناك مسؤولية مباشرة عليهم في هذا الموضوع حتى أعتب عليهم.

 

س: هل المسؤولية هي عند الرّئيس برّي؟

ج: فلنترك هذا الموضوع.

 

س: في موضوع التّمديد لقائد الجيش، لا زلتَ عند موقفك؟

ج: هذا موقف مبدئي اتّخَذتُه قبل أن يُطرَح التّمديد لقائد الجيش، أعارض التّمديد لضبّاط آخرين، ولوظائف أخرى مدنية عالية... كلّهم أعارض فكرة التّمديد لهم، وعندنا "كادرات" قادرة على تأمين القيادة الحسنة، وهذا من حقّها ولا يمكننا نحن أن نمسّ كلّ مرّة قوانيننا، فتصير فيها اجتهادات كثيرة ويصبح لكلّ أمر سابقة، وقياساً على السّابقة لا يعود أحد "يزيح" من وظيفته

 

س: أتستطيع اليوم حكومة تصريف الأعمال أن تعالج هذا الموضوع وأن تعيّن قائد جيش جديد؟

ج: طبعاً باستطاعتها لأنّ هذا أمرٌ استثنائي، وعندما تكون الأمور في غاية الخطورة واستثنائية بإمكان الحكومة التّصرّف.

 

س: يُقال إنّ هناك شركاء في الوطن وتحديداً تيار المستقبل قد تراجعوا عن موضوع التّمديد لقائد الجيش، هل لنفس الأسباب الّتي ترتكزون عليها؟ أي هل تلتقون معهم في هذا الموضوع أم تعترضون على خلفيتهم؟

ج: لا أعرف ما هي النّوايا ولماذا يريدون أن يحضروا الجلسة. لا أعرف إذا هناك ارتدادات خارجية عليهم. صرّحوا بأن السّبب هو عودة اللّواء ريفي، طرحوا مقايضةً مستحيلة، لذلك ألغي الموضوع الّذي كانوا سيجتمعون لأجله.

 

س: في موضوع الجلسة، لن تشاركوا، أي هذا الموقف ثابت.. نواب تكتّل التّغيير والإصلاح لن يشاركوا في الجلسة التّشريعية العامة المقبلة، أليس كذلك؟

ج: هذا الأمر يُحَدّد في الأيام القليلة المقبلة.

 

س: أي لا يوجد بعد موقفٌ نهائي أو محسوم؟

ج: لم نتّخذ القرار، لم نجتمع بعد مع النّواب، سنجتمع يوم الثّلاثاء.

 

س: أي هل هناك إمكانية لأن تحضروا الجلسة وتقوموا بمفاجأة؟ إذ كلّ التّحليلات اليوم تُبنى على أساس أنّ تكتّل التّغيير والإصلاح لن يحضر..

ج: قد يحضر. فلنرَ أوّلاً جدول الجلسة..

 

س: أيضاً في موضوع الجيش، هناك حملة على الجيش لم يسبق لها مثيل على الأرجح، وأنتم تعرفون أكثر منّا... ما هو برأيك المقصود من هذا الأمر؟ ما المُراد من هذا الأمر؟ لماذا يلجأ مكوّنٌ أساسيّ من مكوّنات لبنان لهذه الحملة على المؤسّسة الّتي يُجمع الجميع أنّها الضّامن وأنّها الحصانة وأنّها القادرة على ضبط الأمور؟ ما هو تفسيرك؟

ج: يبدو أنّ هذه الفئة صارت مثل شهود يهوى، لا تقبل أن يكون لديها جيش، لا تقبل أن يكون هناك مقاومة!! كيف تريد إذاً أن تحمي نفسها والبلد؟! بالهواء؟! دائماً تهاجم الجيش بقضايا حسّاسة تؤثّر فيه بطريقةٍ سلبية جدّاً. لا أعرف ما الغاية منها، ولكن ما انكشف في معركة عبرا هو هذا الإلتصاق الكامل بقضية الأسير الّذي كان خطابه غير مقبول أصلاً وسكوت من اعتدى عليهم معنوياً كان لعدم إعلاء قدره بالرد عليه، ولكن تبيّن أنّ ردّة الفعل على حذفه من المعادلة كانت كبيرة جدّاً ممّا يدلّ على أنّه ومن يدافعون عنه كانوا متلازمين وكانت هناك مواقف مموّهة حتى يحموه من خلالها. انكشف الآن الموضوع وصار بعضهم يعتبر الجيش منحازاً والبعض الآخر لا يراه كذلك.

دائماً يحصل هذا الأمر وأنا عايشتُ كلّ الأحداث الكبيرة في لبنان، كانت هناك ميليشيات متعددة، ومن صدف واستفادت مرة من عمل الجيش عندما تكون في موقع الضّعف أظهرت له الدّعم في حينه، أما إذا كانت في موقع الخصم في أحيان أخرى فتهاجم الجيش. كلّ الميليشيات تبادلت الأدوار في مهاجمة الجيش خلال 15 عاماً، فتارةً يمجّدون بالجيش وتارةً أخرى يهاجمونه وفق المصلحة.

الآن يريدون "رأس" حزب الله، فاتّهموه أنّه يشارك الجيش في عمليته، واتّهموا الجيش أيضاً وكأنّه حليفٌ لحزب الله في هذه المعركة. لا يمكن للجيش أن يكون إلا حليفاً للوطن، هذا ما عشناه وتحمّلنا الكثير من المآسي لهذا السّبب. أيّ عمل قمنا به في الجيش أو في الإدارة كنّا نتلقّى عليه الضّربات. في لبنان دائماً الجيش عرضة للاتهام، وكأنّ هناك "حزباً" يمنع التّقدّم، هناك حزبٌ كبيرٌ في لبنان يمنع اللبنانيين من النجاح في أيّ مهمّة، حزب يعتقد بأنّ الفشل جزءٌ من حياتنا أو يجب أن يكون جزءاً منها!

أعتقد أنّ الشّعب اللّبناني في هذه المرّة متنبّهٌ لهذا السّلوك ولن يقع فيه، فالجيش عبّر عن وحدته في عدّة أماكن، ولذلك الجيش هو مِثل السّكّين، فالسّكّين مهما كانت جيّدة إذا لم تُستَعمَل سيصيبها الصّدأ، أما إذا استُعمِلَت ستظلّ نظيفة. طبعاً تُستَعمَل في المكان الصّحيح، وليس للذّبح وقطع الرّؤوس. من هنا، إذا لم يعمل الجيش، سينقسم. أما عندما يتحمّل مسؤولياته الوطنية، يحارب ولا ينقسم، وهذه تجربة حصلت معي إذ كنّا في أقسى المعارك ولم يحصل هذا الإنقسام. كانوا يوقفون على الحواجز العسكريين الآتين من المناطق الّتي يسيطرون عليها، ويعتقلونهم أو يجعلونهم يعودون أدراجهم ولا يدعونهم يلتحقون بمراكزهم. طبعاً خفّ عديدنا عندها، فبدأ المتطوّعون يتوافدون من الجامعات. ما أريد أن أقوله هو أنّ الجيش عندما يعمل، يشعر أنّه يدافع عن وطنه وعن مواطنيه، أما عندما لا يعمل فتتحكّم به السّوسة السّياسية، لأنّه عندها يفتّش عن التزامٍ معيّن وعن انتماءٍ معيّن.

 

س: التّخوّف من انقسام الجيش بعد الدّعوات الّتي وُجّهَت لفئةٍ معيّنة لأن تنفصل عن الجيش، هل برأيك هذا وهمٌ ولا يستند إلى أيّ وقائع أو أيّ أمور حقيقية؟

ج: من يتحدّث كثيراً عن تقسيم الجيش يكون لديه هذا التّمنّي، أي يتمنّى أن يسقط الجيش. إذ لماذا يلفت نظره لشيءٍ غير موجود بعد بالأساس؟ وإذا كان هذا الموضوع يشكّل له خشيةً بالفعل، فهو لا يُعالَج في الإعلام، بل يُعالَج مع المسؤولين الآخرين في غرفةٍ مغلقة.

 

س: أي أنّكم ومن خلال خبرتكم تؤكّدون أنّ هذا الأمر غير وارد في الجيش؟

ج: قد يحصل مع أفراد ولكن لا يحصل مع المجموعة، لأن عند الجيش هوية. بينما إذا ظلّ العسكري في بيته، فلا هوية عنده ، لذا يحاول أن ينتسب إلى مجموعة.

 

س: بعد الأسير تتحدّث التّحليلات الأمنية والسّياسية عن بؤرٍ جديدة ستخرج من منطقة وأخرى، الأمر الّذي سيشكّل تحدّياً كبيراً أمام الجيش اللّبناني. هل تؤيّدون وجهة النّظر هذه؟ هل نحن مقبلون على سيناريوهات مشابهة لما جرى في صيدا؟

ج: أعتقد أنّ صيدا سيناريو وحيد. الأماكن الأخرى غير صالحة للهدف الّذي من أجله خلقوا ظاهرة الأسير وأعطوه هذه القوّة. صيدا هي مدخل الجنوب، وهي أيضاً مخرج الجنوب على طريق السّاحل اللّبناني.

وإذا حصل اشتباكٌ ما، حزب الله ومقاومته ممتدٌّ على كلّ طريق السّاحل، وهذا ما كان مطلوباً أن يحصل حتى يصبح هناك حرب أهلية هنا، وعندها يُسقطون حزب الله في المشكلة الدّاخلية ليصبح طرفاً في نزاعٍ داخلي. وهذا الأمر لا يمكن أن يحصل في مناطق أخرى.

 

س: أي أنّ طرابلس لا تفي بالغرض؟

ج: لا تفي بالغرض لأن ليس هناك من شيعة مقابل مشارفها، بل يوجد جيش هناك وفي عكّار، وأغلبية المواطنين في عكّار هم سنّة.

ولكن هناك إمكانية لأن يحصل نوعٌ من التّفجيرات، ليس تفجيرات أمنية، بل كما حصل في بئر العبد، تثير القلق، ولكن لن تكون هناك مجابهة مسلّحة.

 

س: بالنّسبة لطرابلس، ما كانت وظيفتها عندما كانت تشتعل من فترةٍ إلى أخرى - بما أنّها غير قادرة على تلبية وظيفة صيدا الّتي انتهت؟ ما تفسيرك لهذا الهدوء الّذي عمّ طرابلس فجأةً؟ - وطبعاً هذا ما نريده.

ج: كانت هدف الإنفجارات الأمنية هناك تمديد الإنتخابات. أما التّفجيرات الأساسية، فلخلق منطقة عازلة في عكّار! كان المسلّحون هناك ولا يزالون، صحيحٌ أنّ المعابر أُقفِلَت ولكنّهم لا يزالون موجودين. وتبيّن أن الأغلبية السّاحقة من مقاتلي الأسير كانت من هوياتٍ مختلفة غير لبنانية. أما في طرابلس فكلّ ما حصل كان كي يسيطروا على المرفأ، لأنّ المرفأ كان معبراً للسّلاح إلى سوريا. إذ لماذا لم يحصل في الضّنّية أيّ شيء مماثل؟ حصلت مشاكل في عكّار لأنّها على الحدود وأرادوها منطقة عازلة، ثمّ بعدها منطقة هادئة، لنصل بعد ذلك إلى طرابلس، طرابلس المنطقة الّتي فيها شغب لإبعاد رجال الأمن عن المهمّة الأساسية، ولم يعد المرفأ تحت المراقبة الرّسمية، واشترك أيضاً أشخاصٌ أمنيون في تسهيل المهمّة، وإذا أرادت الحكومة أن تكون نائية بنفسها كما قالت فكان عليها أن تقوم بتحقيق، لأنّ تهريب السّلاح ليس بنأيٍ بالنّفس. هذه هي الأسباب في ما يتعلّق بطرابلس، سيطرة السّلاح على المرفأ وإبعاد القوى الأمنية من هناك والمساهمة في التّمويه.

 

س: هل انتهت هذه الوظيفة أيضاً بعد القُصَير؟ إذ قيلَ إنّ الأحداث توقّفت في طرابلس لأنّها لم تعد قادرة على تلبية الغرض بعدما حصل في القصَير وما حصل أيضاً على الحدود.

ج: وأيضاً في كلّ عكّار، إذ لم يعد هناك لُزوم لوجودٍ مسلّحٍ فيها.

 

س: هل هو قرار دَولي؟ إذ كان يُقال إنّ هناك قراراً دَولياً وإقليمياً للإستقرار في لبنان ناقص الشّمال. هل اليوم عمّ القرار كلّ لبنان؟ فالتّغطية الّتي حصلت في موضوع الأسير تؤكّد هذا الأمر.

ج: كلا، المعركة مع الأسير، هو فَرَضَها. من فرضَها هو الأسير. إلا إذا كان الطّرف الّذي يموّله ويعطيه السّلاح هو من دفعه باتّجاه هذه المعركة. ولكن نتائجَها لم تكن متوقعة، إذ لم يتوقّعوا أن تتوجّه فرقةٌ من المغاوير. كانت الغاية من معركة الأسير أن يحصل صِدام ويتدخّل السّياسيون ليتوصلوا الى وقف إطلاق نار، فيصبح الأمر عندها مثل طرابلس، أي ليس هناك من حسم بل هناك جبهة ساخنة دائمة، الأمر المرفوض أصلاً لأنّه ليس بعملٍ عسكري بل عملٌ سياسي يؤدّي الى تضعضع الجيش.

 

س: في موضوع انفجار بئر العبد الأخير، ما قراءتك لهذا الإنفجار؟ لقد قلتُم إنّ البديل عن حالاتٍ مثل الأسير سيكون تفجيرات أمنية..

ج: تفجيرات مثل تفجير بئر العبد.

 

س: في كلّ لبنان أم في منطقة محدّدة؟

ج: حسب أولوياتهم وأفضلياتهم، طبعاً ستحصل في منطقة السّكن الشّيعية حتى يجدوا لها مبرّراً. لكن هذا لا يمنع حصول تفجيرات في مناطق أخرى، فهذا تقدير وليس حقيقة، إذ يمكنهم أن يضربوا كلّ المناطق.

 

س: لقد ذُكِرَ في الصّحف أنّ هناك تقارير أمنية تتحدّث عن أطنانٍ من المتفجّرات الّتي دخلت إلى لبنان، ومن بين الأهداف الّتي ذُكِرَت: السّفير الكويتي والسّفير السُّعودي، وتفجيرات في كلّ المناطق وليس في منطقة محدّدة.

ج: من لديه هذه المعلومات فَليُعلِمنا على الأقل عند نقلهم لهذه الأطنان، وليس بعد نقلها!

 

س: الCIA هي من أخبرت القوى الأمنية.

ج: متى أخبرَتها؟ إذن هي الّتي نقلَتها! وإلا كيف يعرف أحدهم بهذه التّفاصيل ولا يُبلِغ أصحاب العلاقة لو لم يكن هو طرفاً؟! هذا حديث في الجرائد.. لا شك أن هناك متفجرات أدخلت، لكن ليس بهذه الأحجام، لأنّه لو كان الأمر كذلك، لكان وزن المتفجّرة الّتي وُضِعَت في بئر العبد طنّاً!

 

س: أي أنّكم تستبعدون هذا السّيناريو في لبنان؟ السّيناريو الأقسى والأصعب؟ لأنّ موضوع المتفجّرات موضوعٌ خطير ومقلق ومؤلم بالنّسبة للمواطنين...

ج: أويريدون للحالة أن تصبح مثل العراق؟!

 

س: أيتحمّل لبنان هكذا وضع؟

ج: نسيج لبنان الشّعبي لا يسمح لها أن تمتدّ كثيراً.

 

س: أي أنّ النّسيج الشّعبي يشكّل ضمانة في لبنان؟

ج: نعم لأنّه يُعتَبَر حاجزاً.

 

س: الموقف الأميركي من المتفجّرة، والبيان الّذي صدر يدين المتفجّرة، هل يريحك مثل هذا الموقف؟

ج: قد تكون الأدانة حقيقيّة وقد لا تكون، فالإدانة هي إدانة، ولكن هل يتبعها عملٌ معيّن؟! فأميركا تقول إنّها تريد القضاء على جبهة النّصرة فيما تقوم بتسليحها، والنّصرة تهدّد لبنان ولديها إمكانيّة التسلّل إليه، وبما أنّ الدّيناميت قد أصبح في الدّاخل، فهذا يعني أن الإستنكار لم يعد ينفع.

 

س: يقول الأميركيون إنّهم لا يؤيّدون جبهة النّصرة ويرفضون وصول السّلاح إليها وهم يأخذون الإجراءات لعدم وصول السّلاح إليها. ألا يقنعك هذا الكلام؟

ج: ليس مقنعاً لأنّه ليس هناك عملٌ معيّن، فإذا لم يُقرن الكلام بعملٍ معيّن لا يمكن القول إنّ الإستنكار واقعي، إنّما نظري.

 

س: هناك أطرافٌ اختارت الصّمت، وقد توقّف الجميع عند صمت الدّول الخليجية تحديداً السّعودية. الصّمت يفسّر أنّه تغطية أو موافقة أو إقرار... أيّة صفة تعطي لهذا الصّمت؟

ج: من يصمت يقبل. هذه ترجمة لمثلٍ فرنسي أي أنّ من لا يقول شيئاً يعني أنّه موافق. ليس بالضرورة أن يوزع الاتهامات، ولكن على الأقل يجب الإستنكار، ولا يُفترض أن يكون هناك إهمال في مثل هذا الظّرف.

 

س: بالنّسبة إلى موضوع الحكومة، فحتّى الآن هل يبدو أن لا حكومة في الأفق، أم هناك مراوحة سلبية أو لديكم معطيات توحي بإيجابيةٍ معيّنة؟

ج: كون رئيس الحكومة مصرّاً على شروط فأنا لا أعلّق على وضوع الحكومة، ولكنّني أراها مستحيلة لذلك لا أعلّق لأنّ ما يضعه رئيس الحكومة المكلّف ليست شروطاً قابلة للنّقاش. مثلاً عندما يريد إجراء مداورة ل 3 حكومات في ظرف سنةٍ ونصف، فالأمر ليس معقولاً أن يكون الوزير في الحكومة وكأنّه يقوم بنزهة في مخيّم صيفي.

 

س: ولكنّم كنتم قد طالبتم في فترةٍ معيّنة بالمداورة..

ج: أنا من طالبت، ولكن الأمر مختلف فتلك المرحلة الّتي طالبت فيها بالمداورة كانت طويلة، إذ إنّ هناك وزارات لا تزال تترأسها جهة معيّنة منذ 20 عاماً، وهذه الوزارات هي الّتي تحتاج إلى مداورة، ولكنّ لا أستطيع أن أطبّق المداورة على الوزير تسلّم وزارته حديثاً وتعهّد القيام بمشروع وصل إلى نصفه. لماذا سأقوم بمداورة في هذه الحالة؟! فالوزير الجديد سيبقى لمدّة 6 أو 7 أشهر ثمّ تتغيّر الحكومة وتبدأ الأفنتخابات الرّئاسية، وبعد الإنتخابات النّيابية بمدّة 7 أشهر أيضاً، ستُجرى الإنتخابات النّيابية وتشكيل حكومة جديدة، أي أنّنا أمام 3 حكومات، حكومة الوقت الحاضر، حكومة أثناء الرّئاسة، وحكومة جديدة بعد إجراء الإنتخابات النّيابية. فهذا الأمر لا يجوز أن يحصل فيه مدوارة، فعلى الأقل أن تتأمّن استمرارية الحكم، فالوزير كي يفهم وزارته بعد استلامها يحتاج إلى 6 أشهر.

 

س: أي أنّ المداورة مرفوض في حكومات قصيرة العمر، بينما تصبح الحكومة مقبولة عندما يكون هناك بداية عهد نيابي يستمر لسنوات أو يكون لديه أفق بالإستمرار..

ج: حالياً، إذا تغيّرت الحكومة يكون الوزير كمن أتى ليقوم بتدريبٍ Stage في الوزارة ثمّ يرحل! عندما يصبح قادراً فيها يزيحونه ويرسلونه إلى وزارةٍ أخرى.!! أعتقد أنّ الموضوع غير مقبول لهذا السّبب بالتّحديد، فلو كانت المداورة على الأقل لعامين، لكان الأمر مقبولاً. لقد مضى على وزارات 20 عاماً بدون إجراء مداورة.. قد تجوز المداورة في هذه الحكومة إذا استمرّ الوزير في منصبه، ولكن ما الذي يضمن له أن يتسلّم المنصب في الحكومة الجديدة؟!

 

س: رئيس الحكومة يصرّ أيضاً على الثّلث الضّامن. ألا تحبُّ أن تناقش أيضاً هذه النّقطة؟

ج: عندما يقولون الثّلث الضّامن، ذلك يعني تقييداً لحرّية النّواب سواء أكانوا تجمّعاتٌ أو تكتّلات.

 

س: أنت تعني أنّه يقيّد تمثيلهم وأحقيّتهم بالتّمثيل..

ج: تقييدٌ لتمثيلهم. الثلث الضامن يتكون طبيعياً وليس ليضر بالمصالح الوطنية أو ليكسر مبادئ الميثاق الوطني.. وكم نتمنّى أن نقف حاجزاً بوجه خرق الدّستور والميثاق. ولكنّها تبقى أمنية.

 

س: هل هذه هي أمنيتك مع الحلفاء تحديداً؟ أي أنك يقف حلفاؤك معك لمنع خرق الدّستور والوفاق الوطني؟

ج: (ضاحكاً) أنت تقولين ذلك ولست أنا. بكلٍّ تأكيدٍ مع الحلفاء ولكن يجب أن يتكوّن طبيعياً وليس مسبقاً.

 

س: هل برأيك شرط عدم دخول حزب الله هو الأساس؟ وهل يمكن أن يكون كلّ ما يقال محاولة للتّغطية على فكرةٍ أساسية أنّ هناك أطراف دولية وإقليمية وداخلية لا تريد حزب الله في الحكومة؟

ج: نحن لا ندخل إلى الحكومة إذا لم يدخل حزب الله فيها. وهذا موقفٌ واضحٌ وصريح. فهل يجوز أن يوضع الفيتو على أحد المكوّنات الأساسية في البلد؟!

 

س: ماذا عن فكرة أنّكم تفرّقتم في المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلّف، فالبعض وصفها بالمناورة الذّكية، أي أنّكم أدركتم كيف تلعبونها جيّداً هذه المرة..

ج: نحن لا نلعب، بل أتى هذا الأمر في السّياق الطّبيعي. 

  • شارك الخبر