hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 9 تموز 2013

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٣ - 19:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أشار دولة الرئيس العماد ميشال عون إلى أنه لا يجب الاكتفاء باستنكار أو إدانة جريمة التفجير التي وقعت في الضاحية، بل يجب إدانة "المجرمين" الفعليين، أصحاب "الخطاب التفجيري" في أي موقع كانوا، والذين يحرّضون جماعياً وضد طائفة بأكملها.
وسأل الذين يحرّضون ضدّ الجيش ويشهّرون به إذا كانوا قد تبنّوا خطاب الأسير ومطالبه وجرائمه!. موضحاً أن قيادة الجيش وعند وقوع أي حادث تجري تحقيقاً داخلياً، وإذا ثبت أن أحد العسكريين مذنب، يعاقب ولكن بدون أن يشهّر به، كما يفعل المحرضون اليوم.
وذكّر بأن الأسير قد ارتكب جرائم بحق ضباط وعناصر الجيش، متسائلاً إذا كان المحرضون قد فقدوا حسّ التمييز بين الجريمة والخطأ، وهل يساوون بينهما؟؟

وسجّل اعتراضه على قرار القيادة بإحالة ضابط وأربعة عسكريين الى المحكمة العسكرية، متوجهاً بالسؤال لجميع المسؤولين والسياسيين إذا كانوا يريدون أن يكون الجيش مثل" قطّ الخشب"، لا يشرب ولا يأكل ونريد منه أن يقوم بإخافة الفئران...
العماد عون الذي كان يتحدث بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، طلب من جميع المتطاولين على الجيش بأن يخرسوا، ودعاهم ليتوبوا توبة لص اليمين.

وفي ما يلي النصّ الكامل للحديث:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي.
تناولنا في اجتماعنا اليوم مواضيع جدّ مهمّة؛ فقد تلقّينا حكماً بتعيين رئيس لمجلس إدارة تلفزيون لبنان، وهذا الحكم صدر عن أحد القضاة. هناك إستهجان لهذا الحكم، لأنّنا لم نعرف كيف صدر وبموجب أيّ قانون، ولذلك سنترك الأمر للإختصاصيين ليطلعونا على ما يمكن القيام به حيال هذا الموضوع من الناحية القانونية.
ناقشنا أيضاً موضوعاً أكثر أهميّة وهو موضوع مراسيم النفط. لا يزال ينقص مرسومان لإستكمال ملفّ المراسيم التي تتعلّق بالنفط، والتي من الضّروري أن يتمّ توزيعها قبل حلول شهر آب. تمّ رفع هذا المرسوم إلى الحكومة، إلاّ أنّها استقالت قبل أن يتمّ البتّ به، ولكن من الضروري أن يتمّ العمل على إنهاء هذا الموضوع لأنّه إستثنائي ويشكّل مصلحة كبرى لكلّ الشعب اللبناني، وبدونه لا يمكن القيام بعقود النفط. أعتقد أنّ كلّ من رئيس الجمهوريّة ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة سبق ووافقوا عليه، ولذلك ستحدد جلسة قبل التاريخ المحدّد لإقراره. نتمنّى ألاّ يقوم أحد بمعارضته، لأنّه لا يحمل أيّ مصالح شخصيّة، إنّما هو لكلّ اللبنانيين، ولكلّ المناطق اللبنانية أيضاً.
أمّا الموضوع الأهمّ فهو التفجير الذي حصل اليوم. استنكار الحدث وإدانته لا يكفيان، يجب أن تكون هناك إدانة لكلّ من يحملون خطاباً تفجيرياً، لأنّه لا يمكن لأيّ إنسان أن يقوم بتفجيرٍ في أحياء سكنيّة بين النساء والأطفال من دون أن يكون مجرماً. قال أحد الصحافيين يوماً لأحد المقاتلين: "أنت خطير لأنك تحمل بندقية"، فأجابه أنت الأخطر لأنك تحمل القلم"..
فعندما يُستعمل القلم والكلمة خلافاً للضمير والتوجيه الصحيح، يقتلان النّاس، وفي بعض الأحيان يقتلانهم بشكلٍ جماعيّ. إذاً، أصحاب الفكر التكفيري، وأصحاب الخطابات السياسيّة الناريّة الذّين يقومون بالتحريض الطّائفي بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وإجمالاً يكون تحريضهم جماعيّاً، وعلى كلّ المنتسبين لطائفة معيّنة، هم أكبر المجرمين، - أيّاً كان موقعهم في المجتمع ، أكانوا نواباً أو كانوا وزراءً أو كانوا رجال دين أو غير ذلك - ، لأنّهم يعلمون أنّ ما يقولونه يحرّض على ارتكاب الجريمة.
نشكر الله على عدم سقوط ضحايا إذ اقتصر التفجير على سقوط جرحى، ونحمد الله أيضاً لأنّ إصاباتهم لم تكن خطرة. يجب أن نكون أكثر تنبّهاً، وعلى من يقومون بالتحريض أن يخرسوا..!! لم أتعرّض يوماً لأيّ أحد بسبب خطابه السياسي، لكن من الآن وصاعداً سأهاجم المجرمين المحرّضين لأنّي أعتبرهم مجرمين.

ونعود لموضوعٍ آخر مهمّ، يعني كلّ لبنان اليوم؛ لقد حصلت في صيدا عملية عسكرية، وأتحدّى أيّ جيش في العالم أن يقوم بعملية أنظف منها من ناحية العمل العسكري؛ لقد قام بها جنودٌ في مربّعٍ سُمّيَ بمربّع الأسير، فيه جامع مليء بالسّلاح وبالمسلّحين، لكنّ الجامع لم يُصَب برصاصة واحدة. كذلك تمّ إخلاء السّكان المدنيين ولم تقع بينهم إصابة، لا قتلى ولا جرحى ، فيما استُشهِدَ جنودٌ وهم ينقلون المدنيين، حتى يخلّصوهم من الأماكن الخطرة.
بدأنا نسمع اليوم "نَغَمات" سياسية، تارةً اجتماع في طرابلس، تارةً اجتماع في صيدا، نفس "النّغَمة"، تحريضٌ على الجيش وتخوينه.. ضُرِبَ أحدهم في صيدا، قد يكون استفزّ العسكريين فضربوه، وقد يكون الجنود الذين ضربوه مخطئين.. ولكن هل يعمّمون على الجيش تشهيراً جماعياً واتهاماً جماعياً؟! الجيش المتواجد في طرابلس والجيش المتواجد في جبل لبنان والجيش في البقاع، هل نحرّض ضدّهم بسبب خطأ قد يكون ارتكبه عسكري؟! عندما يقع أي حادث مع الجيش، تجري القيادة تحقيقاً لتعرف إذا كان أحد عناصرها مذنباً أو لا، ولا حاجة لكلّ هذه الخطابات. لطالما قمنا بتحقيقات في كل حادثٍ يحصل فيه تجاوز، وإذا ثبت أن العسكري مذنب كان يُسجَن لكن لا يُشَهّر به في كلّ لبنان!
نعيش بالفعل في عصرٍ جهالة وعلى أعلى مستوى في الدّولة! يتكبّد أحدهم مشقة الحضور من البترون، وآخر من زغرتا، وآخرٌ من عكّار.. كي يذهبوا ويشهّروا بالجيش في مجدليون؟! إلى أين نتّجه نحن اليوم؟! 20 شهيداً من الجيش نسيتم شهادتهم، فقط لأنّ أحدهم ضُرِبَ في مدينة صيدا؟!!. ما حصل غير مقبول بأيّ شكلٍ من الأشكال!
هل أصبح الأسير حاملاً لمطالب لبنان؟! هل يتبنّون مطالب الأسير؟! ألم يتبنّوا خطابه عندما كان يشتمنا ويشتم السّيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النّواب 20 مرّةٍ في اليوم؟! بعد كلّ ما حصل يأتون اليوم ليعلنوه قدّيساً أو وليّاً، كيف ذلك؟!
الأسير لم يقتل ضبّاطاً وجنوداً كانوا يحاربونه، الشهيد الأول سقط غدراً على الحاجز، فيما قتل الضّابط الثّاني في كمين على الطّريق.. ما هذه الضّجة الّتي يفتعلونهاا؟! هل تريدون استغلال الحدث سياسياً؟! هل تعلمون أنّ هذا التدخّل من الجيش هو الّذي منع وقوع حربٍ أهلية في لبنان؟!
لقد كانت هناك فوضى عارمة في تلك المنطقة قبل أن تصل وحدات الجيش وتحتلّ مربع الأسير الأمني، وعندما قَتل الأسير الضّابط على الحاجز فقد العسكرّيون قدرة السّيطرة وتضعضعوا بعد أن أُصيب منهم 6 أو 7 عناصر، استشهدوا فيما بعد. هل ذكرهم أيُّ أحد؟! هل أصبح كلُّ الّذين ماتوا مع الأسير شهداءً كشهداء الجيش.. هل عزّى أحدٌ منهم بشهداء الجيش؟! أين أصبحنا نحن؟! هل هذه علامة فجور؟!
يعترضون على كلِّ شيء، ولكن أريد أن أعلم متى وقفوا مع الجيش من يقومون بمهاجمته اليوم؟! هل وقفوا معه في عكّار؟! هل وقفوا معه في عرسال؟! لقد ذهبوا لتفقّد عرسال وتشجيع التّكفيريين للإعتداء على الجيش، فتوالت الاعتداءات عليه في عرسال وفي صيدا وفي طرابلس.
لقد شبعنا، شبعنا فحشاً! هؤلاء العسكريين الّذين كانوا هناك سواء ضربوا أحداً أم لا هم أيضاً أناسٌ ويغضبون، ومن غضب أكثر من اللّزوم يُعاقب ولكن لا يشهّر به.
وبالمناسبة، أنا أعترض على قرار القيادة عندما ترسل خمسة عناصر إلى المحكمة العسكرية، فهم لم يقتلوا أحداً أو يرتكبوا جريمة. ضربة "كف" ليست بجريمة وهي أسهل من كلام الأسير وتحريضه، وأبسط من ضرب الأسير ورجاله لأحد المدنيين بعقب بندقيّته كما شاهدناها على وسائل الاعلام.
هل خسرنا حسّ القياس في الدّولة؟! ألم نعد نميّز بين الخطأ والجريمة؟! نريد أن ننتهي من هذا الوضع. أوّل خطأ ارتُكب هو عندما حوّلوا فصيلةً من الجيش في الكويخات في عكّار إلى القضاء وحاكموهم.
من المؤسف أنّنا أصبحنا في عهدٍ نطلب فيه من الجيش كلّ شيء ونستخدمه كقطّ الخشب، لا يشرب ولا يأكل ونريد منه أن يقوم بإخافة الفئران.
ضاق ذرعنا من هذه الحالة الشاذة والثورة ملأت قلوبنا.. نريد أن نثور وننزل إلى الشّارع.

من كان يحمي الأسير؟! وكم بقي في الشّارع ليتغزّل به كلّ النّاس ويزوروه ويشجّعوه؟ وماذا كان يفعل هو بالمقابل؟! كان يلقي الشّتائم والخطابات التحريضية.
فليخرس كلُّ من يتطاول على الجيش، ومن ليس لديه كلمة جيدة ليقولها عن جيشنا فليخرس..
وعلى الرّغم أنّنا يئسنا من جميع المتطاولين على الجيش إلاّ أنّنا نأمل أن يرتدعوا لربّما جازت لهم توبة لصّ اليمين عند صليب السيد المسيح.

  • شارك الخبر