hit counter script
شريط الأحداث

مؤتمر صحافي مشترك للرئيس اللبناني ميشال سليمان ونظيره الفلسطيني محمود عباس

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٣ - 19:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أهمية عدم انزلاق الإخوة الفلسطينيين في التجاذبات والخلافات الداخلية اللبنانية، وتحييد أنفسهم عن التداعيات السلبية للأزمة السورية، في وقت يسعى لبنان للمحافظة على استقراره وسلمه الأهلي وتلافي الانقسام الداخلي، خصوصا من طريق الالتزام "بإعلان بعبدا" الذي توافق عليه أطراف هيئة الحوار الوطني وما زال يلقى تأييدا إقليميا ودوليا واسعا".

وشدد على "ضرورة العمل مع السلطة الفلسطينية لمتابعة قرارات مؤتمر وهيئة الحوار الوطني الخاصة بالموضوع الفلسطيني من جوانبه كافة، ووضع آلية لتنفيذها، سواء ما يتعلق منها بمعالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والإنسانية للاجئين، بالتعاون المفترض مع وكالة الأونروا، أو ما يتعلق بالسلاح في داخل المخيمات و خارجها".

وأبدى رئيس الجمهورية "حرص لبنان -وهو حرص الإخوة الفلسطينيين أنفسهم- على أن "لا يأتي أي حل لازمة الشرق الاوسط بصورة تتعارض مع مصالح لبنان العليا ومع المبادىء والأسس الواردة في قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، ووجوب ضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تتعارض أوضاعها الخاصة مع مثل هذا التوطين".

وأيد سليمان "دعم لبنان للمساعي الهادفة الى قبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة".

من جهته، أمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في "تجنيب اللاجئين من الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا ولبنان، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، مؤكدين في ذات الوقت بأننا لسنا طرفا في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك". وشدد على "رفض التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد كما أننا بأمس الحاجة لدعم الجميع وتضامنهم مع شعبنا الذي يسعى لنيل حريته واستقلاله".

وجدد التأكيد أن "وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو وجود مؤقت، إلى حين عودتهم إلى ديارهم"، وقال: "ليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا، ونحن نعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم، فوحدة الأراضي اللبنانية وسيادتها هي مسألة مقدسة في نظرنا".

وتطرق الى موضوع السلاح الفلسطيني في لبنان، فقال: "قرار هذا السلاح بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية. ونحن نطيع كل ما نؤمر به في هذا الموضوع وفي غيره باعتبارنا ضيوفا ومقيمين بشكل مؤقت".

واذ جدد عباس تمسكه ب"الحل العادل والشامل لازمة الشرق الاوسط"، قال: "ان المبادرة العربية للسلام اثمن مبادرة ونقبلها كما هي من دون تغيير أو تبديل أو تعديل، وهي أنشئت لتنفذ وأعتقد أنها ستنفذ لأنه لا توجد مبادرة أخرى على الطاولة غيرها". ولفت الى "اهمية المصالحة الوطنية التي يعمل عليها الفلسطينيون حاليا".

مواقف سليمان وعباس جاءت خلال القمة اللبنانية-الفلسطينية التي انعقدت بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، واعقبها محادثات موسعة.

الوصول الى القصر الجمهوري
وكان عباس وصل الى القصر الجمهوري قرابة الثالثة بعد ظهر اليوم في مستهل زيارة رسمية يقوم بها للبنان بناء لدعوة رئيس الجمهورية الذي كان في استقباله عند المدخل الخارجي للقصر. وقد اقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمية حيث اعتلى الرئيسان المنصة الرئيسية وعزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني واللبناني. وتم رفع العلم الفلسطيني على سارية الى جانب العلم اللبناني الذي أدى له الرئيس الضيف التحية.

ثم توجه الرئيسان الى المنصة الثانوية ليستعرضا حرس الشرف. بعد ذلك، قدم رئيس فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية لحود لحود الى الرئيس الضيف الشخصيات اللبنانية المستقبلة، فيما قدم عباس الى رئيس الجمهورية أعضاء الوفد الرسمي الفلسطيني المرافق. ثم قدمت طفلة باللباس التراثي اللبناني باقة من الزهر للرئيس الفلسطيني.

لقاء ثنائي
وبعد مراسم الاستقبال، دخل سليمان وعباس الى صالون السفراء بين ثلة من رماحة لواء الحرس الجمهوري، حيث انعقدت قمة لبنانية-فلسطينية تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمقاربات الكفيلة بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط.

لقاء موسع
بعد ذلك، انتقل سليمان ونظيره الفلسطيني الى قاعة مجلس الوزراء حيث عقدا لقاء موسعا حضره عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال سمير مقبل ووزراء الخارجية والمغتربين عدنان منصور، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، العمل سليم جريصاتي، شؤون المهجرين علاء الدين ترو والداخلية والبلديات مروان شربل، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية السفير ناجي ابي عاصي، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المستشار العسكري لرئيس الجمهورية العميد عبد المطلب الحناوي ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اديب ابي عقل.

وشارك عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور زياد ابو عمرو، وزير العمل الدكتور أحمد مجدلاني، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، مستشار الرئيس للشؤون الديبلوماسية مجدي الخالدي وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات.

تبادل اوسمة وتوقيع سجل الشرف
وفي ختام المحادثات، جرى تبادل للأوسمة، فمنح سليمان الرئيس الضيف وسام الاستحقاق من الرتبة الاستثنائية، وبدوره منح الرئيس الفلسطيني الرئيس سليمان وسام نجمة فلسطين، ثم كان تبادل للهدايا، دون بعدها عباس الكلمة الآتية في سجل الشرف:
"أشعر بسعادة بالغة وانا ازور لبنان الشقيق، العريق بتاريخه وحضارته وطبيعته وشعبه الأبي، فلوطن الأرز الأخضر الراسخ شموخا وتجذرا واشعاعا كواحدة من أسطع منارات الشرق العربي، نقول من صميم قلوبنا شكرا جزيلا على حفاوة الأستقبال وكرم الضيافة، وليحفظ الله لبنان وفلسطين وشعبيهما، وسنبقى اوفياء للتضحيات التي قدمها لبنان مثمنين عاليا استضافته الموقتة لأبناء شعبنا، الى حين عودتهم لديارهم.
وعاشت علاقات الأخوة الفلسطينية-اللبنانية نابضة بالمحبة والتقدير والتعاون والوفاء".

شجرة الصداقة
ثم توجه عباس برفقة رئيس الجمهورية الى حديقة الرؤساء حيث زرع أرزة الصداقة اللبنانية-الفلسطينية.

مؤتمر صحافي مشترك
بعد ذلك، عقد سليمان وعباس مؤتمرا صحافيا مشتركا في قاعة 22 تشرين الثاني، تلا سليمان في مستهله بيانا قال فيه:

"أجريت محادثات مفيدة وضرورية مع فخامة الرئيس محمود عباس في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وفي ظل التحولات التاريخية التي تشهدها المنطقة، بما هي منفتحة عليه من إصلاح وحرية وديموقراطية من جهة، وبما يشوبها في الوقت نفسه من عنف ومخاطر انزلاق نحو التطرف والتشرذم. تناولت محادثاتنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والمقاربات الكفيلة بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكدنا على أهمية عدم انزلاق الإخوة الفلسطينيين في التجاذبات والخلافات الداخلية اللبنانية، وتحييد أنفسهم عن التداعيات السلبية للأزمة السورية، في وقت يسعى لبنان للمحافظة على استقراره وسلمه الأهلي وتلافي الانقسام الداخلي، خصوصا عن طريق الالتزام بإعلان بعبدا الذي توافق عليه أطراف هيئة الحوار الوطني، وما زال يلقى تأييدا إقليميا ودوليا واسعا".

اضاف: "ثمنا في هذا المجال الجهود التي بذلت لضبط أي تورط من قبل جماعات فلسطينية مسلحة بعينها في أحداث صيدا الأخيرة، والتي عمل الجيش اللبناني من خلالها على فرض سلطة الدولة وهيبة القانون ومنع الانزلاق نحو الفتنة، وقدم التضحيات الغالية في هذا السبيل. كما تم التأكيد على ضرورة العمل معا لمتابعة قرارات مؤتمر وهيئة الحوار الوطني الخاصة بالموضوع الفلسطيني من جوانبه كافة، ووضع آلية لتنفيذها، سواء ما يتعلق منها بمعالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والإنسانية للاجئين، بالتعاون المفترض مع وكالة "الأونروا"، أو ما يتعلق بالسلاح في داخل المخيمات وخارجها".

تابع سليمان: "كما تم التطرق على وجه التحديد إلى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من سوريا، وسبل توفير الرعاية الإنسانية لهم، بانتظار تأمين شروط عودتهم الآمنة والعاجلة إلى الأراضي السورية، إضافة إلى أهمية استمرار التنسيق والتعاون لمواجهة مخاطر التطرف والإرهاب والأعمال المخلة بالأمن. وفي ضوء الأزمات والاضطرابات التي يشهدها بعض الدول العربية، اتفقنا على ضرورة إيجاد حلول سياسية لهذه الأزمات، والعمل على إعادة ترسيخ مبادىء العيش المشترك ومستلزماته بين مختلف مكونات مجتمعاتنا على قاعدة المشاركة والمواطنة والانتماء القومي الجامع. وقد أعطى اللبنانيون والفلسطينيون للعالم طوال عقود مثالا لما يمكن أن يكون عليه الانفتاح والتنوع من ضمن الوحدة".

وقال: "بحثت مع الرئيس عباس في المعطيات المتوفرة بشأن الجهود الدولية الهادفة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الحاجة إلى إيجاد حل سلمي عادل وشامل لكل أوجه الصراع في الشرق الأوسط، وليس فقط بطبيعة الحال للشق الفلسطيني-الإسرائيلي لهذا الصراع. وأكدت في هذه المناسبة حرص لبنان، وهو حرص الإخوة الفلسطينيين أنفسهم، على أن لا يأتي أي حل بصورة تتعارض مع مصالح لبنان العليا ومع المبادىء والأسس الواردة في قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، من دون تعديل في جوهرها، أو أي من مندرجاتها، وخصوصا ما ورد فيها من وجوب ضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تتعارض أوضاعها الخاصة مع مثل هذا التوطين. وقد أكدت لأخي ابو مازن أن اللبنانيين جميعا يقفون إلى جانب إخوتهم الفلسطينيين في مطلبهم المقدس بحق العودة إلى وطنهم، وإن الربيع العربي لن يحل اذا ما بقيت أم القضايا العربية في كبوتها، وإذا لم تنتشر الديموقراطية في فلسطين. ذلك اضافة إلى واجب المحافظة على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم الأصلية".

اضاف: "كررت للرئيس عباس دعم لبنان للمساعي الهادفة لقبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة، واتفقنا على التواصل المستمر لتنسيق المواقف والتعاون بما يخدم قضية العدالة والاستقرار والسلام والتنمية في دولنا وعلى مساحة العالم العربي الذي طالما ساهم اللبنانيون والفلسطينيون في نهضته وفي توهجه الفكري على مدى قرون".

عباس
ثم ألقى عباس كلمة قال فيها: "فخامة الأخ الرئيس ميشال سليمان، انه لمن دواعي سعادتي اليوم، ان اكون بينكم هنا في بيروت عاصمة لبنان، حامل شعلة التنوير والثقافة والمعرفة في شرقنا العربي، مغتنما هذه الفرصة لأنقل مجددا تحيات شعبنا الفلسطيني للبنان الشقيق وشعبه، ممثلا في شخصكم الكريم، اخي فخامة الرئيس، ومعبرا عن جزيل شكرنا وعميق تقديرنا وامتناننا لكم على وقوفكم الثابت والمبدئي الى جانب دولة فلسطين وشعبها عبر محطات نضاله وكفاحه المستمر من اجل نيل حريته وسيادته واستقلاله على ترابه الوطني الفلسطيني. لقد اجرينا محادثات مثمرة وبناءة حول سبل تطوير وتعزيز العلاقات الفلسطينية - اللبنانية واطلعت فخامته على مجريات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية".

اضاف: "لقد كان لقاؤنا فرصة للتداول في مجمل الاوضاع التي تعيشها منطقتنا وآثارها على مجتمعاتنا العربية ودولنا، فالمنطقة العربية تعيش حال غير مسبوقة من الاحداث والتحولات، والتي ستترك بصماتها على مستقبل منطقتنا ومصيرها لعقود عديدة. ونحن في فلسطين ندفع نحو كل ما من شأنه ان يعود بالخير والفائدة والأمن على شعوبنا واقطارنا كافة".

تابع عباس: "موقفنا مما يحدث في سوريا ومصر وغيرها من الدول الشقيقية هو موقف واضح لا لبس فيه، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول او غيرها وهذه هي توجيهاتنا لأبناء شعبنا. ونأمل تجنيب اللاجئين من أبناء شعبنا، الذين يعيشون في سوريا ولبنان، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، مؤكدين في ذات الوقت بأننا لسنا طرفا في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك. فنحن من حيث المبدأ نرفض التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد كما أننا بأمس الحاجة لدعم الجميع وتضامنهم مع شعبنا الذي يسعى لنيل حريته واستقلاله. وفي هذا الصدد، نود التأكيد على أن وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو وجود مؤقت، إلى حين عودتهم إلى ديارهم وليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا. ونحن نعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم، فوحدة الأراضي اللبنانية وسيادتها هي مسألة مقدسة في نظرنا. ونتطلع دائما إلى رؤية لبنان وهو ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء. ونقصد هنا ما تفضل به فخامة الرئيس بالنسبة للسلاح الفلسطيني في لبنان. فهذا السلاح قراره بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية. ونحن نطيع كل ما نؤمر به في هذا الموضوع وفي غيره، باعتبارنا ضيوفا ومقيمين بشكل مؤقت. فنحن هنا نتلقى الأوامر المتعلقة بسلامة لبنان من فخامة الرئيس ومن حكومته لأننا حريصون كل الحرص على إستقرار وأمن ووحدة لبنان".

وقال: "أطلعت فخامة الرئيس على نتائج الاجتماعات المكثفة التي عقدناها في الايام القليلة الماضية مع السيد جون كيري، وزير خارجية أميركا، وقدمنا كل ما يمكن من تسهيلات لإنجاح مهمته، والجميع يعلم الآن أن الكرة في الملعب الإسرائيلي وعليهم أن يثبتوا جديتهم في السعي للسلام. نحن ملتزمون بمرجعية السلام وهي القرارات الأممية وخطة خارطة الطريق التي تتضمن المبادرة العربية للسلام. إذا هذه المبادرة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الشرعية الدولية وتحمل قرار رقم 1515 في مجلس الأمن. ونحن عندما نتكلم عن الشرعية الدولية والمرجعيات نكون نتكلم عن المبادرة العربية للسلام ونقول أنها اثمن مبادرة، ونقبلها كما هي من دون تغيير أو تبديل أو تعديل. هذه المبادرة أنشئت لتنفذ وأعتقد أنها ستنفذ لأنه لا توجد مبادرة أخرى على الطاولة غيرها. وفي هذا السياق، نؤكد تمسكنا بخيار السلام الشامل والعادل، الذي يؤدي إلى حل الدولتين على أساس حدود العام 1967 والقدس عاصمة لدولة فلسطين. وهذا من أهم الشروط، إذ أنه من دون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين لا توجد دولة، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت العام 2002".

وختم: "أكدنا لفخامته، عزمنا على تحقيق المصالحة الفلسطينية التي لا بديل عنها، فهي مصلحة وطنية عليا، وذلك من خلال العودة إلى الشعب الفلسطيني مصدر السلطات ليقول كلمته الفصل في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. ونحن نعتبر أن المصالحة تبدأ من الانتخابات التشريعية التي حصلت في الماضي وكذلك الرئاسية، فإذا كانت هناك نوايا طيبة فنحن مستعدون فورا لإجراء هذه المصالحة، ونأمل أن تحصل قريبا. وختاما نجدد لفخامتكم التعبير عن جزيل الشكر وعميق التقدير، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى دعمكم ومؤازرتكم لشعبنا، وجهودكم الأخوية ومواقفكم الثابتة المشرفة، التي تصب دوما في صالح فلسطين أرضا وشعبا وقضية. وسنبقى على العهد دائما مع لبنان وشعبه الشقيق".

حوار
ثم دار حوار مع الرئيسين سليمان وعباس جاء فيه:
سئل سليمان: إنها الزيارة الأولى للرئيس عباس إلى لبنان بعد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، فكيف يمكن أن تؤثر هذه العضوية على إقرار الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في لبنان، ونحن نعلم أنه في بعض التشريعات اللبنانية يحق لأي فرد ينتمي إلى دولة عضو في الأمم المتحدة أن يتملك، فهل يمكن أن يكون هناك أي تعديل أو تطبيق لهذه التشريعات لتطال حق التملك للفلسطينيين؟ كذلك فإن هناك صورة نمطية على المخيمات وبعض الإعلام اللبناني والعربي يتمسك بها، واصفا إياها بأنها بؤر أمنية، ونحن اليوم نرى ان المخيمات كعين الحلوة والبداوي أكثر أمنا واستقرارا من المحيط اللبناني فما هو رأيكم؟

أجاب: "تكلمنا في موضوع المخيمات الفلسطينية مع الرئيس عباس وشكرنا السلطة الفلسطينية على تمكنها من تحييد إدخال الفلسطينيين في الصراعات الحاصلة في لبنان. هنالك فلسطينيون يشتركون فيها ولكن بشكل فردي غير منظم وغير رسمي. وإنني أشدد على أنه من مصلحة الفلسطينيين كما من مصلحة اللبنانيين ألا يتدخل الفلسطينيون في الأمور التي تحصل فيما بين اللبنانيين. ونحن قد أخذنا على عاتقنا، كما الحكومة الفلسطينية، عدم التدخل في الشأن السوري، فكيف بالأحرى بالنسبة إلى التدخل في شؤون بعضنا البعض".

اضاف: "بالنسبة إلى الشق الآخر من السؤال فإن علاقتنا بفلسطين لم ولن تنبع من عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. فنحن نتعامل مع الفلسطينيين كأخوة، والذي نستطيع أن نقدمه من أجلهم نقوم به بطيبة خاطر ومن دون أن ننتظر ما تنص عليه شرعة الأمم المتحدة. ولكن هنالك مشكلة نواجهها وهي استغلال العدو لأي موضوع نقوم به لتوطين الفلسطينيين، وهذا هو هدفه الأساسي ونحن نحاربه كما تفعل الحكومة الفلسطينية. ومن هنا نرى انه أحيانا لا نستطيع أن نسير بكافة الأمور ولكل أمر توقيته المناسب".

سئل عباس: عند كل حادث أمني في لبنان تتجه الأنظار إلى المخيمات الفلسطينية، ولبنان منذ العام 2006 وانعقاد طاولة الحوار في المجلس الوطني إلى هيئة الحوار الوطني في بعبدا، هنالك إجماع لبناني على مسألة سحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها. والدولة اللبنانية على المستويين السياسي والأمني دفعت باتجاه توحيد المرجعية السياسية والأمنية الفلسطينية في لبنان. كيف يمكن أن تنظم العلاقات الثنائية اللبنانية - الفلسطينية، تأسيسا على هذه المواقف اللبنانية، بما يصون الحقوق المدنية الفلسطينية والأمن في لبنان ويحفظ السيادة اللبنانية؟

أجاب: "قلت منذ أربع سنوات واكرر الآن بمنتهى الصراحة إن مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها يعود القرار فيه إلى الحكومة اللبنانية وما تقرره. وهذا متفق عليه بين كافة الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن كما تفضل وذكر فخامة الرئيس، فهنالك أشخاص لا علاقة لنا بهم ولا نستطيع أن نعطيهم الأوامر أو نوجههم، وما نستطيعه ونقدر عليه هو تجاه الفلسطينيين المنضوين في منظمة التحرير الذين ينتمون إلى دولة فلسطين التي تؤكد أننا لا نريد التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا في شؤون أي دولة. وما على الحكومة اللبنانية إلا أن تقرر ونحن علينا التنفيذ داخل المخيمات وخارجها. وبالنسبة إلى توحيد المرجعية فنحن لدينا سفارة وهناك أجهزة مسؤولة سواء وزارة الداخلية أو المخابرات أو الجيش والأبواب مفتوحة والصلاحيات مطلقة للسفارة للقاء في أي وقت ونحن لدينا أيضا أجهزة في الوطن يمكن أن تجري إتصالات وتتعاون مع الأجهزة اللبنانية".

سئل سليمان: اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون أوضاعا صعبة، هل هناك منح لبعض الحقوق المدنية والإنسانية التي يحرم منها الفلسطيني في لبنان؟ وفي ما خص نهر البارد الذي دمر صيف العام 2007 فالحكومات السابقة وعدت بإعادة الإعمار لكن إلى اليوم لم يتم تنفيذ إلا 30% من هذه العملية، فما هو رأيكم؟

أجاب: "بالنسبة إلى تحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للاجئين الفلسطينيين فهذا قرار إتخذته الحكومة اللبنانية وهيئة الحوار اللبناني، كما اتخذ قرار لتنظيم موضوع السلاح لجهة سحبه من خارج المخيمات وضبطه في داخلها. لكن لم يطبق أي شيء بخصوص موضوع السلاح. أما بالنسبة إلى تحسين الأوضاع فهو أمر جار وقد أقر قانونان لغاية الآن مهمان بالنسبة إلى اللاجئين. وإن كافة الأمور التي ينبغي إجراؤها أو إقرارها أو مناقشتها لتحسين هذه الأوضاع فنحن مستعدون للسير به، من دون أن ننسى أن الأمور الداخلية اللبنانية لا تسير على ما يرام أيضا، "ومن ساواك بنفسه ما ظلمك". نحن مستعدون لإجراء كافة التحسينات الضرورية".

اضاف: "بالنسبة إلى مخيم نهر البارد فمشكلة إعادة إعماره تعود إلى أن الأموال التي وعدنا بها لم تأت، ولبنان ليس لديه الأموال الكافية لذلك والقاعدة التي وضعت آنذاك أنه بقدر ما يدفع الإخوان العرب أموالا تعطي المنظمات الدولية أموالا مضاعفة، فإن هذا الأمر يتعثر للأسف ويجب علينا أن نعمل معا للحصول على هذه الأموال لإعادة بناء هذا المخيم، ولكن الدولة ملتزمة بذلك والأرض موضوعة والمخططات موجودة ويكفي إيجاد التمويل بغية التنفيذ".

سئل سليمان: أليس من المطلوب عقد مؤتمر فيينا ثان لهذه الغاية؟

أجاب: "هنالك اليوم مواضيع أخرى اصبحت تحتل الأولوية من جراء الوضع السوري واللاجئين الذين يعدون بمئات الآلاف ولكن علينا عاجلا أم آجلا معالجة هذا الأمر".

سئل عباس: العيون متجهة اليوم إلى مصر، فكيف تقيمون الأوضاع فيها خصوصا وأن فلسطين تتأثر بما يجري في مصر؟ وبالنسبة إلى الفلسطينيين اللاجئين من سوريا إلى لبنان ماذا سيكون الوضع العملي الفلسطيني بالتعاون مع لبنان من أجل مساعدتهم؟

أجاب: "إن اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى لبنان بعد حوالى سنة من بدء الأحداث في سوريا جاؤوا رغم أنوفهم وغصبا عنهم بسبب ما جرى بالذات في مخيم اليرموك من اصطدامات أدت إلى خروج الأهالي، علما أن الفلسطينيين بشكل عام والذين يقدرون بنحو 600 ألف في سوريا لديهم حس ورغبة وأوامر أن لا يتدخلوا في الشأن السوري. ومع ذلك حصلت أحداث فوق إرادتهم وقدرتهم أدت إلى هذا. الآن كل همنا أن نعيد الأمور مع الحكومة السورية إلى سابق عهدها من أمن وأمان في مخيم اليرموك حتى يعود هؤلاء الذين خرجوا وبأقصى سرعة ممكنة. ونحن لا نريدهم أن يبقوا هنا أو هناك بل يجب أن يعودوا إلى الملجأ الأول وإن شاء الله تكون الخطوة التالية عودتهم إلى وطنهم".

اضاف: "أما بالنسبة إلى الأوضاع في مصر فنحن نقرأها كما تقرأونها فالأوضاع صعبة ومعقدة وكل ما نستطيع قوله أننا نتمنى لمصر السلام والأمن والاستقرار في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها. نحن لا نستطيع أن نبدي رأينا في ما يجري لأننا لسنا أصحاب الرأي هناك. فنحن نراقب ونتمنى أن تسير الأمور في خطها السليم لتبقى مصر سندا للأمة العربية كما كانت".

الوصول
وكانت طائرة الرئيس الفلسطيني حطت الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم على أرض مطار رفيق الحريري الدولي، حيث كان في استقباله نائب رئيس الحكومة سمير مقبل والوزير علاء الدين ترو إضافة الى عدد من الشخصيات واعضاء سفارة دولة فلسطين في لبنان وفصائل منظمة التحرير والتحالف.

وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف، انتقل الرئيس عباس الى القصر الجمهوري في بعبدا.  

  • شارك الخبر