hit counter script

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 18 حزيران 2013

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٣ - 19:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكّد دولة الرئيس العماد ميشال عون أنه مستعد للتعاون مع كل من يريد مصلحة لبنان، "حتى ولو لم نكن متّفقين معه سياسياً" ، داعياً "كل الأوادم" إلى يقظة ضمير لإنقاذ البلد "إذ لا أحد يمكنه القيام بهذه المهمة بمفرده".
 وفي موضوع المجلس الدستوري لم يتوقع أن تأتي جلسة الجمعة بجديد، وأسف للمناظرات السياسية التي تُطلق بهذا الشأن "خصوصاً وأن التكتل تقدّم بالطعن والتزم الهدوء بانتظار النتيجة".
العماد عون الذي كان يتحدث بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح شدّد على أن "الطبيعة تكره الفراغ" و"السيادة لا تتجزأ"، مستغرباً "المهرجان الخطابي" القائم يومياً بشأن سوريا وموقف حزب الله، والذي يتجاهل تماماً الحقبتين اللتين سبقتا تدخل حزب الله واللتين أوصلتا الى هذا التدخل؛ فالفراغ الأمني الذي لف المناطق الحدودية سمح للمسلحين بإقامة منطقة عازلة يدخلون عبرها السلاح والرجال الى سوريا مما أدّى حكماً الى تدخل الحزب بعد أن بدأ الخطر يقترب منه.
وحمّل مسؤولية ما يحصل على الحدود الى كل المعارضة وبعض الموالاة في حكومة الرئيس ميقاتي، بحيث "اختبأ البعض وراء العجز والبعض الآخر وراء الانتظار" ولم يبق سوى المزايدات التي يطلقونها اليوم بكثافة.
وفي موضوع تأليف الحكومة والحديث المتجدد عن "حكومة حيادية" لفت الى أن "من يريد أن يكون حيادياً يجب أن يكون قويّاً كي يستطيع أن يحفظ حياده، لأنّ الحيادي الضّعيف تتطاول عليه جميع النّاس".

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي.
تمحور موضوع البحث اليوم في الوضع القائم. كان باعتقادنا أنّ اليوم هي الجلسة الأخيرة للمجلس الدّستوري، ولكن يبدو أنّ هناك جلسة يوم الجمعة القادم في الحادي والعشرين من الجاري، وعندها سيصدر القرار النّهائي. لا أعتقد أنّ هناك ما هو غير مرتقب في القرار النهائي، إذ أنّ النّصاب لن يتأمّن، تماماً كما حصل اليوم وكما حصل في اجتماعاته السابقة. قدّمنا الطعن والتزمنا الهدوء، ولم نقم ببحثه لا سياسيّاً لا بأيّ شكلٍ من الأشكال، إلاّ انّنا بدأنا نسمع المناظرات السياسيّة بما يتعلّق بالمجلس الدّستوري، وهذا الأمر مؤسف جدّاً.
استعرضنا أيضاً "المهرجان الخطابي" الذي يطغى اليوم، وهو بمجمله يتناول الخارج، أي سوريا وحزب الله، وكأنّ لبنان خالٍ من المشاكل التي علينا معالجتها. يبدو أنّنا نسينا أيضاً الحقبة التي أدّت إلى ما نحن عليه اليوم. المسألة بسيطة جدّاً: كان يجب على بعض المسؤولين الشرعيين أن يتولّوا حماية لبنان، ولكنّهم بدل القيام بواجباتهم، أودوا بلبنان إلى الفراغ، وهذا الفراغ استجلب المسلحين، والمسلّحون استجلبوا بعد ذلك قوّة أخرى خائفة تريد الدّفاع عن نفسها. خطابهم يتناول فقط الحقبة الثّالثة. لا يتكلّمون عن الحقبة الأولى، أي يوم تقاعس المسؤولون عن القيام بواجباتهم، ولا يتكلّمون عن الحقبة الثّانية يوم تمّ تكريس المنطقة منطقة عازلة لإنطلاق المسلحين والسلاح إلى سوريا. يتكلّمون فقط عن "السيادة" اليوم، وكأن السيادة تتجزأ.. السيادة تمتدّ أيضاً من مشاريع القاع إلى "الزّبداني" التي أعلنها رئيس بلديّة عرسال جمهوريّة خاصة به. ألا تشمل السيادة هذه المنطقة؟؟!! السيادة واحدة ولا يمكن أن تتجزّأ. الفراغ هو تعدٍّ على السيادة... الطبيعة تكره الفراغ، والفراغ الشرعي استجلب المسلّحين والمسلّحون استجلبوا حزب الله. أريد فقط إعطاء هذه الصورة من دون أن أطيل الكلام بهذا الموضوع لأنّ البحث لن ينتهي طالما أنّ هناك أناس يعتبرون أنّ ما حصل في المرحلة الأولى صحيح، في حين أنّ آخرين يعتبرون أنّ ما حصل في المرحلة الثّانية صحيح. الآراء منقسمة حول الموضوع لأنّه ما من أحد يتكلّم عمّا يجب أن يكون أو عن الأمور التي يجب أن تكون بالمطلق صحيحة. إلى أين قد تصل الأمور؟؟ ما من مذكّرات تستطيع أن توقفها وما من مذكّرات أيضاً تستطيع أن تعالجها، فالأمر تخطّى جميع القوى الموجودة في لبنان.. تسألون لمَ تخطّى كلّ القوى؟؟ لأنّه ما من أحد يرفع صوته في لبنان بما فيه مصلحة لبنان.. نحن مستعدّون للتحاور مع كلّ من يريد مصلحة لبنان بصرف النّظر إن كنّا نتّفق معه سياسيّاً أو لا. نسألهم ماذا يريدون؟؟ يريدون فقط أن ينسحب حزب الله من القصير ومن سوريا ويبقى متنفرّجاً في لبنان. ماذا يريدون بعد انسحاب حزب الله؟؟ لا يريدون قانوناً جديداً للإنتخاب، ولا يريدون أيّ شيء قد يدفع بالمؤسّسات الشرعيّة قُدُماً..!! لماذا عطّلوا البلد منذ تشكيل الحكومة منذ العام 2011؟؟ ألم يقم البعض ممّن كانوا في الحكومة بالتّعطيل أيضاً؟؟ ألم يعطّلوا المشاريع الإعماريّة والإنفاق وحسن سير الأعمال في الحكومة حتّى في أوجّ الأزمة اللبنانية؟؟ ماذا عن التعطيل الإداري وتعطيل التعيينات؟؟ أليست كلّ هذه الأمور عبارة عن مسلسل إنقلابي على الذّات؟؟ يأخذون قطرة من بحر، ويعلّقون عليها كلّ أحاديثهم وتصاريهم، متناسين ماذا جنت أيديهم..!! كل ما يحصل على الحدود اللّبنانية هو من نتاج كلّ المعارضة وبعض الموالاة في عهد حكومة الرئيس ميقاتي. كلّ المعارضة وبعض الموالاة آنذاك أوصلوا بالأمور إلى ما هي عليه اليوم، ولا نسمع إلاّ المزايدات.. لم نرَ أيّاً منهم يتّخذ قراراً بوجوب أن يكون الجيش مسؤولاً عن منطقة عرسال وجوارها. لقد حصلت عدّة جرائم بحقّ الجيش هناك، وتركت القوّات المسلّحة، ولم تعد هناك ردود فعل طبيعية للمؤسّسة العسكرية! العسكري الّذي لا يقاتل يخاف، وعندما يخاف العسكري يفقد المبادرة . ولكن، على الرغم من كل شيء، لا يزال لدينا بعد قوّة، ويجب الحفاظ عليها، ولا يمكننا أن نقوم بذلك إلا إذا قامت القوى المسلحة بعملها وفقاً للقوانين العسكرية في حفظ الأمن ووفقاً للقوانين العسكرية ضمن القتال الحربي.
الشعب اللبناني يتأمل الكثير من الجيش فأين العجز؟ اليوم هناك مشكلة أمنية في عبرا فلماذا سُمح لها أن تتطوّر؟ كم كان حجمها في بداياتها؟ صغيراً ومحدوداً ويمكن ضبطه.. بينما الآن أصبح كبيراً ويتعلّق بالجميع ولم يعد سهلاً ضبطه.
معارك نهر البارد في العام 2007 من قام بها؟ أيّ دول أرسلت المسلّحين؟ أيّ دول سحبت مقاتليها من هنا؟ لماذا سكتوا عنها في القضاء؟ لماذا سكتوا عنها في القيادة العسكرية؟ لماذا قُتِلَ فرنسوا الحاج؟ لماذا بعضهم خائفٌ على نفسه؟ ما السّبب؟ لماذا فرّ المساجين الكبار من السّجن؟ من هرّبهم؟ من أهمل على مدى سنوات؟
كلّ هذا الإهمال المتمادي وهذا التّلاعب من قبل بعض المسؤولين في قوى الأمن الدّاخلي وفي بعض المواقع الأخرى أوصلنا إلى هذه الحالة الّتي نحن فيها.
 أتوجّه الى ضمير "الأوادم" في هذا البلد، أياً يكن انتماؤهم، للعمل سوياً حتى نخلّص البلد، لأنه إذا اقتصر الأمر على المزايدات وكثرة الكلام فلن نصل إلى مكان، وليس هناك من أحد قادر أن يخلّص لبنان لوحده.
وهنا أحذّر من التعميم، تعميم المسؤوليات، تعميم الخطأ، فليس الجميع متشابهين، ونحن الوحيدون، وبكلّ فخر، صوتنا من رأسنا، بينما كثيرون مصدر أصواتهم من أمكنة أخرى، من الشرق، من أميركا من أوروبا، من أفريقيا.. لكن جميعهم يعلو صوتهم هنا، ومن صوتهم نعرف لونهم. لذلك أدعو من ليس لديه ارتباط وصوته من رأسه، أن نعمل معاً لأنّ البلد يحتاج إلى إنقاذ. وإنقاذه لن يكون لا في جامعة الدّول العربية، لا في الأمم المتحدة، ولا عند أميركا، ولا عند روسيا، إنقاذ الوطن هو في تضامن أهله للمحافظة عليه.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:
س: قال الوزير جبران باسيل اليوم لصحيفة "الشّرق الأوسط" إنّ حزب الله طعن التّيار أوّل سكّين في موضوع التّمديد للمجلس النّيابي وغرز السّكين أكثر في موضوع تعطيل النّصاب في المجلس الدّستوري. متى يطلق حزب الله رصاصةً على العلاقة مع التّيار وعلى ورقة التّفاهم؟
ج: الصحيفة – المعروفة التّوجه السّياسي – عنونت الكلام بطريقةٍ خاطئة ربما لترضي قرّاءها. أما الواقع فإن الجميع طعننا بالتّمديد، فلو حيّدنا أصوات حزب الله لما سقط التّمديد. التّمديد كان طعنة من الجميع، من الكتائب والقوّات وتيّار المستقبل وكتلة 14 آذار وفريق 8 آذار.. كلّهم مدّدوا ما عدانا نحن.
وبالمناسبة، أولئك المتظاهرون أمام المجلس الدستوري الّذين قاموا برمي البندورة على صور النّواب، وصورنا ضمناً، ألا يعرفون التمييز؟! كيف سنحترمهم وكيف سنصدّقهم وهم تعاطوا مع من مدّد ومع من رفض التمديد وطعن به بنفس الطريقة؟؟ماذا يعني ذلك؟! يعني أنهم فوضويون يستعرضون، ولا فائدة ترتجى من حركتهم!
لا أطلب منهم أن يكونوا معي، ولكن أطلب منهم فقط التمييز، صدف أن اتفقنا بالرأي على قضية رفض التمديد فلماذا يتصرفون كما لو أنّ أحداً لم يعترض على التّمديد غيرهم؟!
التعميم وعدم التمييز لا يجوز، دائماً نسمع من يقول إنّ الجميع يسعون لتخريب لبنان، بينما هذا الأمر غير صحيح وغير دقيق.. نحن نعمل داخل لبنان وجميع المواطنين يعلمون أن أحداً لم يؤثّر على رأينا الّذي هو لمصلحة لبنان. نستطيع أن نتحالف مع هذا الفريق أو ذاك أو أي فريق آخر، ولكن الأحداث الأخيرة خصوصاً في مسألة قانون الإنتخاب أظهرت أنّنا أحرار وتبيّن ذلك من خلال تعاوننا مع من هم حلفاؤنا في السّياسة ومع من هم ضدّنا أيضاً كي نستطيع الوصول إلى قانون، أمّا الباقي فأنتم على علمٍ به.

س: كيف تلقّيتم كتكتّل تغيير وإصلاح قول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرّاعي بأنّ فريقي 14 و8 آذار عطّلا الدّولة؟
ج: لا أعلم ما المقصود من التّعميم على الفريقين، ولكن نحن لسنا لا فريق 8 آذار ولا فريق 14 آذار. لقد كنّا أساس 14 آذار في مرحلةٍ ما ولكنّنا انسحبنا منها لأنّه دخل عليها الكثير من التّشويش، فأصبحنا تكتّل التّغيير والإصلاح. لقد تفاهمنا مع حزب الله ولكن إسمنا لا يزال تكتّل التّغيير والإصلاح وليس 8 آذار.

س: لقد جاء الرّئيس تمّام سلام كي يشكّل حكومةً للإنتخابات، ولكن لن يكون هناك انتخاباتٌ اليوم. فأيّ حكومةٍ تحبون ن أن تكون في الدّولة، أهل تفضّلون أن تكون حكومةً حيادية أو حكومة وحدة وطنية؟
ج: من يريد أن يكون حيادياً يجب أن يكون قويّاً كي يستطيع أن يحفظ حياده، لأنّ الحيادي الضّعيف جميع النّاس تتطاول عليه. إذاً، نحن نفضّل حكومة وحدة وطنية مع الّذين يريدون أن يسترجعوا أصواتهم الموظّفة في الخارج، وندعوهم لكي يأتوا كي نتّفق على برنامج إنقاذٍ للوطن.

س: ما هو موقفك من الحملة ضدّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قبل بعض حلفائكم في فريق 8 آذار، إذ نلاحظ أنّها تزداد خصوصاً التّسريب الأخير لرئيس المجلس النّيابي نبيه برّي وهجومه على رئيس الجمهورية..
ج: هم أقرب منّي إلى رئيس الجمهورية، ويعرفون ماذا يجري بينهم.

س: قلتم إنّ الجميع طعنوك بالتّمديد. من طعنكم في المجلس الدّستوري؟ أليسوا حلفاءك؟
ج: هناك لعبة التّغطية للقسم الممثَّل داخل المجلس، يغطّون أعمال بعضهم البعض. هناك من غطّوه بالتّمديد، ومن غطّوه في المجلس الدّستوري. ستفهمون ما أقوله لاحقاً وبالتّفصيل أكثر.

س: كيف ترى كلام الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله بأنّنا "سنتدخّل حيث يجب التّدخل"؟
ج: حيث يقدّر هو أنّ هناك خطراً عليه، سيقوم بما يلزم. كلامه واضح ولا يتطلّب شرحاً.

س: هل تؤيّد تدخّله خارج الحدود اللّبنانية؟
ج: سبق وأعطيت رأيي بالموضوع.

  • شارك الخبر