يتميّز لبنان بشكل عام بتراثه العريق الذي يعكس صورة الشعب اللبناني. إلا أنّ الجيل الحالي من الشباب تناسى هذا التراث منجرّاً وراء التكنولوجيا.

ولكن بعض المدارس، مثل المدرسة المركزيّة في جونية، يعتبر أنّ "الوطن الذي لا يعيش ماضيه يمشي في جنازة غده"، هذه العبارة التي تختصر أهمية تراث البلد ختم بها رئيس المدرسة الأب وديع السقيم مؤتمره الصحافي الذي عقده في المدرسة المركزية في جونيه، وأعلن فيه عن إطلاق مهرجان "تراث جدودنا" عبر إحياء تراث لبنان الوطني، يومي السبت والأحد 8 و9 حزيران، في حضور رؤساء مدارس وأديار الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة وحشد من الفعاليّات التربوية وأهل المجتمع المدني وروابط الأهل والأساتذة والقدامى وآباء المدرسة.

وشدّد الأب السقيم على أنّه "في ظلّ المحاولات المستمرة لطمس معالمنا التاريخية والتراثية وهوية لبنان الثقافية التي تمتد إلى ستة الآف سنة من التاريخ وتختزن أرضه بصمات وشواهد هذه الحضارات التي تعاقبت على لبنان غازية أو زائرة، تنظم المدرسة المركزية مهرجان "تراث جدودنا" يومي السبت والأحد 8 و9 حزيران 2013 بهدف إحياء هذا التراث وإضفاء الحركة السياحية والثقافية والتراثية في مدينة جونيه وشوارعها، وتسليط الضوء على المراكز الأثرية والسياحات الدينيّة والمناسك والقلاع والحصون وبما يمثّل شعب لبنان من عادات وتقاليد اكتسبها عبر التاريخ".

يتضمّن المهرجان معرضاً للحرفيّين الفنيّين لتصنيع الفخار، حياكة النول، تربية دودة القز، تصنيع القش، تصنيع اللبادة، الحفر على المعادن والخشب، صناعة الصابون، معرضاً للقطع والأدوات التراثية القديمة، معرضاً للصور الفوتوغرافية والرسم، معرضاً للأزياء التراثيّة القديمة، مأكولات لبنانية تراثية، لوحات - عروض فولكلورية مستوحاة من مسرحيات الرحابنة، استعراض الدبكة اللبنانية، غناء الزجل اللبناني والعتابا والميجانا وإقامة عرس قروي.

ولفت الى أن المدرسة تنفرد بعرض للآلات الموسيقية يعود تاريخها الى ثلاثة الآف سنة قبل الميلاد وحتى القرن السابع عشر، لافتا الى أنّ "أبواب المعرض مفتوحة للجميع من الرابعة وحتى منتصف الليل".

ودعا الأب السقيم الجميع إلى التعرّف الى تاريخ ما بناه الأجداد ليكون وديعة غالية وأمانة بيد الأحفاد "فالوطن الذي لا يعيش ماضيه يمشي في جنازة غده".