hit counter script

مؤتمر صحافي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٣ - 19:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
عقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في معراب ردّ خلاله على الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. 
وقبل تنفنيد خطاب نصرالله، استهل جعجع مؤتمره بالإشارة الى حصيلة اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب اليوم الذي تقرر خلاله إلغاء الجلسة النيابية المقررة يوم الجمعة المقبل. فأعلن أن "القوات اللبنانية هي من بعيد مع التمديد للمجلس النيابي على أن تُجرى الانتخابات وفق قانون الستين".
وعزا جعجع انعقاد هذا المؤتمر المطوّل الى "بلوغ الوضع في لبنان مرحلةً دقيقةً وخطيرةً، من هنا ضرورة طرح الأمور بشفافيّة من دون كفوفٍ ولا مواربة، فمنذ قيام دولة لبنان الكبير، ونحن معتادون على الخضّات على أنواعها، كلّنا معتادون على الإنفلونزا اللبنانية التقليديّة، لكنّ الأمر هذه المرّة تعدّى الإنفلونزا التقليديّة ليبلغ مرحلة المرض القاتل، ذلك أنّ حزباً من الأحزاب المفترض أن تكون لبنانية خرج عن السيطرة كليّاً: عن سيطرة الدستور والأعراف والقوانين، كما عن سيطرة الميثاق الوطني والعيش المشترك. إنّه حزب الله! هذا الخروج عن كلّ الحدود والأعراف والقوانين والمواثيق، يهدّد الوطن الصغير بانفجارٍ كبيرٍ لا يعلم إلاّ الله مداه وتداعياته."
وأضاف "لذا جئتكم اليوم أعرض بصراحةٍ هذه المعضلة إنطلاقاً من مسؤوليّاتي أمام المواطنين خصوصاً الذين أولوني ثقتهم، تبياناً للحقيقة وبحثاً عن المخارج الممكنة لهذه الأزمة القاتلة"، مشيراً الى أن "العلّة الحقيقية التي نعاني منها اليوم هي في وجود طلاقٍ كاملٍ بين المفاهيم التي قامت عليها الدولة اللبنانية والاجتماع اللبناني ككلّ، ومفاهيم حزب الله، كما ظهرت بوضوحٍ ما بعده وضوح في الحديث الأخير لأمينه العام السيّد حسن نصرالله؛ ممّا يؤدّي الى وجود طلاقٍ كاملٍ بين المسار الذي تتمنّاه أكثريّة اللبنانيين لدولتهم، والمسار الذي يتبنّاه حزب الله ويحاول زجّ اللبنانيين جميعاً فيه قسراً، ورغماً عن أنوفهم! وهنا أستعرض سريعاً بعض نقاط الطلاق ككلّ إن على المستوى الفكري أم على المستوى العملي."
فقال " هناك مشكلة استراتيجية أنّ الدولة اللبنانية في أساس بنيتها لم تتعاطَ مع إسرائيل على أنّها عدو أو تهديد، وآخر همّ الكثير من المسؤولين اللبنانيين منذ بداية قيام هذه الدولة الى اليوم هو أن يفكّر كيف يواجه التهديد الإسرائيلي، فالمشكلة ليست إدارية بل جوهرية، من كلّ ما أعدّ في لبنان لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، هناك شيء قام به جزء من الشعب اللبناني هي هذه المقاومة، نحن لدينا دولة طوائف ودولة مناطق"، سائلاً :" هل تتصوّرون أنّ هكذا دولة تستطيع أن تأخذ قراراً في مواجهة العدوّ يردعه ويخيفه ويجعله يقف عند حدّه؟"
وتابع "إنطلاقاً من هذه النظرة للأمور، لم يترك حزب الله فرصةً أو مناسبةً إلاّ و" أكل" أو قضم من الدولة اللبنانية لمصلحة وجوده هو، الى حد أنّ الدولة اللبنانية أضحت هيكلاً ضعيفاً ليس إلاّ، على يد حزب الله بالتحديد، ليعود هذا الحزب ويرمي على الدولة باللائمة على هذا الضعف في كلّ مناسبة، وليستعمل هذا الضعف لينقضّ عليها أكثر فأكثر، ويضعفها أكثر فأكثر."
ورأى جعجع "ان حزباً لبنانياً خرج خروجاً مطلقاً عن الدولة والأعراف والقوانين، وبالتالي هذه هي العلة الحقيقية الفعلية التي نعاني منها اليوم وهي وجود طلاق كامل بين مسار اللبنانيين وما يتمنونه لدولتهم ومسار حزب الله الذي زج اللبنانيين به رغماً عنه، فالسيد حسن يعتبر أن طريقته بالمواجهة هي الأفضل وأسأله: ما هو البديل عن دولة "الطوائف" الذي يريدها؟ ما يقصده السيد هو أن ما يريده بديلاً عن "دولة الطوائف" هو "دولة الطائفة" التي يرأسها الخامنئي. ما يعني استبدال دولة ميشال شيحا ورياض الصلح وبشارة الخوري بدولة حزب الله بايدولوجيتها وعقيدتها، فمنذ العام 2006 حتى اليوم هم يسيطرون على الدولة ولكن ماذا فعلوا؟ لا وجود للدولة اللبنانية بنظر حزب الله، اذ انه منذ 2006 الى 2009 كانت الحكومة لك يا سيد حسن وتتمتع بحق الفيتو فيها، ومن 2009 الى 2012 كنت تملك أيضاً حق الفيتو في الحكومة، وفي العام 2008 وتحديداً في 7 أيار تعدى الحزب على الدولة ومنع اقرار قانون انتخابي جديد كما شارك في منع نشكيل الحكومة"
ورداً على ما أعلنه نصرالله أنه "بالنسبة الى لبنان، إسرائيل تجهّز وتعدّ وتسلّح وتخطّط وتعالج الثغرات من العام 2006 والسؤال ماذا أعددنا في لبنان؟ كما طرح السيد حسن... فالدولة اللبنانية، ولا أقصد الحكومة فقط بل أتكلّم عن الدولة اللبنانية بأكملها، ماذا أعدّت لمواجهة أيّ احتمال يمكن أن يحصل في المنطقة على المستوى الإسرائيلي، الشعب اللبناني ماذا أعدّ لهذا الاحتمال بمعزلٍ عمّا أعدّته دولته...؟"، ذكره جعجع بأن حزبه قام بـ "إغلاق المجلس النيابي، شلّ الحكومة، شلّ الوسط التجاري، 7 أيار، إسقاط حكومة سعد الحريري بالقوة، منع إقرار قانون انتخاب جديد، منع تشكيل حكومة جديدة، مجموعة اغتيالات، والتدخّل في سوريا..." 
واستطرد جعجع "لقد قال نصرالله: قبل الـ2005 كان هناك شماعة والجميع يعلّق عليها وهي الوصاية السورية، ومنذ العام 2005 حتى اليوم دولة السيادة والاستقلال والحريّة والقرار اللبناني المستقلّ. 8 سنوات بموضوع الجيش ماذا فعلت الدولة؟ ونحن نقول لنصرالله إن الوصاية السورية عطلت المؤسسات الدستورية في لبنان وتدخلت في الاقتصاد واتخذت القرار الاستراتيجي المتعلق بلبنان الذي يناسبها، فهذه الوصاية لم تخرج من لبنان وهذا العهد لم ينته بدليل أنه كان يبعث المتفجرات وآخرها قضية ميشال سماحة، في حين ان الادارة الوحيدة التي كانت تحاول القيام بواجبها بعد عهد الوصاية هي الأمن الداخلي لذلك وقع اغتيال اللواء الحسن."
وشرح جعجع انه "في الشق المدني تقوم إسرائيل على طول الحدود بدوريات، وهم يبنون مستوطنات ويأتون عليها بيهود من إثيوبيا ومن رومانيا ومن كلّ أنحاء العالم، ويعطونهم رواتب ودعم وسلاح، لأنّ هذه المستوطنات لها وظيفة أمنية على الحدود، بينما نحن  في المقابل قٌلرانا الأمامية المتاخمة للحدود، والمتواجدة منذ مئات السنين، ليس المطلوب من الدولة سوى أن تقوم ببرنامج تثبيت قاطنيها وأبنائها في أراضيهم وأن تؤمّن لهم فقط فرصاً للعمل لكي يبقوا في أرضهم، ولكن لماذا تكاد أن تخلو البلدات الحدودية من الناس؟ لأنه لا يوجد دولة مسؤولة، فهذا يا سيد حسن يستلزم اقتصاداً قوياً وبالتالي استقراراً، ثقة ودولة قانون..."
وعمّا قال نصرالله بأن "لبنان اليوم يملك هذه القوة التي هزمت إسرائيل وأخرجتها من بيروت والجبل وصيدا وصور وراشيا، ولاحقاً من الشريط الحدودي المحتلّ، وواجهتها في تموز 2006، وهي واصلت عملها واللبنانيون ليس لديهم إلاّ هذا"، علّق جعجع " في التوازن العسكري بين لبنان واسرائيل الوحيد القادر على تحقيق هذا التوازن هو الجيش اللبناني انما من لا يسمح للجيش بلعب هذا الدور هو حزب الله، وبالتالي على حزب الله التنحي كي تتحسن أحوال لبنان، فأنا أعترف أن حزب الله حقق بعض التفاصيل التكتية على اسرائيل ولديه بعض المقاتلين الاشداء انما مقولة إن الحزب هو الذي اخرج اسرائيل من بيروت غير صحيحة والكل يعرف أن اتفاق 17 أيار هو الذي أخرج اسرائيل"، سائلاً " ما هذا الانتصار في حرب تموز الذي كلفنا أكثر من ألف قتيل ومليارات الخسائر المادية؟ وان القول بأنه لولا وجود حزب الله لكانت اسرائيل احتلت لبنان هو غش للبنانيين."
فطرح جعجع مجموعة من الأسئلة:" ماذا كان وضع الجنوب ولبنان من دون حزب الله؟ ومن جهة أخرى ماذا يفعل حزب الله بالواقع بعد العام 2000؟"، مستعرضاً ظروف حرب العام ـ2006 ونتائجها الفعليّة، باعتبار أنه عملياً حزب الله لا يفعل شيئاً ولا يستطيع فعل شيء جدي ضد إسرائيل إلاّ في حال وقوع حرب إسرائيلية- إيرانية، ولكن بالمقابل يستعمل كلّ ثقله في الشؤون الداخلية ليمسك بالسلطة أكثر فأكثر، والآن في سوريا انطلاقاً من استراتيجية ايران في المنطقة."
وتابع "على سبيل المثال لا الحصر، وقعت مجموعة عمليات اغتيال اتُّهم من حزب الله في اثنين منه على الأقل هم عناصر وقياديون من حزب الله: أربعة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعنصر واحد في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، فضلاً عم وجود وثيقة مسربة من سوريا مؤخراً خلال الثورة تدلّ على احتمال تورّطه في اغتيال جبران التويني". 
في الشأن السوري، ردّ جعجع على ما تناوله نصرالله في خطابه حين قال :"منذ البداية، كان لنا موقف سياسي واضح، قلنا أنّ هناك مطالب شعبية بالإصلاح محقّة(...) والمطلوب هو الإصلاح عن طريق الحوار السياسي وأن لا يصوّب أحد على أحد بندقيّة أو رصاصة...  لكلّ شخصٍ يسأل عن الموضوع الفقهي والشرعي، القيادة السورية الحالية دائماً كانت تقبل بالجلوس الى طاولة الحوار وإجراء إصلاحات جوهريّة في النظام... لأنّنا نعرف ماذا تعني سوريا بالنسبة الى لبنان والى المنطقة والى الصراع العربي- الإسرائيلي ولحركات المقاومة وللقضيّة الفلسطينية منذ اليوم الأوّل..."، فقال جعجع " السيد حسن كي يبرر ما يفعله في سوريا يغالط الحقائق والوقائع التاريخية، وأسأله: هل تتذكر حمزة الخطيب الطفل الذي قُتل تحت التعذيب؟ هل تتذكر أنه في الأشهر الستة الاولى من الثورة كانت قوات النظام تطلق النار على المتظاهرين في الشارع حيث سقط عشرة الاف قتيل؟ فالنظام السوري يعني للبنانيين آلآف الشهداء والمعتقلين السياسيين كما أن الكل يعي أن هناك اتفاقا ضمنيا على هدنة بين سوريا واسرائيل، والكلام بين الطرفين لم ينقطع يوماً..."
وحول ما جاء على لسان نصرالله بأنه "إذا سقطت سوريا في يد الأميركي والإسرائيلي والتكفيري ستحاصر المقاومة، وسوف تدخل إسرائيل الى لبنان لتفرض شروطها على اللبنانيين ولتحيي أطماعها من جديد، وسيعاد إدخال لبنان الى العصر الإسرائيلي"، سأل جعجع " بأي منطق تتحدث يا سيد حسن بان سوريا يجب الأ تسقط بيد الاسرائيلي والأميركي والتكفيري؟ كيف جمعتهم يجب ان تختار التكفيري ام الاسرائيلي-الاميركي!! غير صحيح ما تقوله يا سيد حسن وكل التقارير تشير الى أن التكفيريين لا يشكلون أكثر من عشرة في المئة ممن يقاتلون في سوريا، والنظام السوري هو عراب التكفيريين في المنطقة، فليعترف حزب الله أن سقوط النظام في سوريا يؤدي الى اضعافه وهو لهذا السبب يقاتل في سوريا". واشار الى انه "لولا وجود اسرائيل في لبنان لما كانت سوريا من التواجد فيه ولولا الانسحاب الاسرائيلي عام 200 لما كان صدر القرار 1559".
وعن قول نصرالله بأن "الغرب والعرب والمخابرات ووسائل الإعلام وأنا وأنتم نعرف الحقيقة التالية، إنّ القوة الأكبر والتيّار الغالب الآن على القوى المسلّحة المسيطرة في الميدان هو التيّار التكفيري ولا أحد يمون عليهم. والدليل على ذلك هو ما يحصل في سوريا حيث من يقاتل هو امتداد لتنظيم دولة العراق الإسلامية"، ذكّر جعجع بأن "نظام الأسد خير من اعتنى بالتنظيمات الإرهابية والأصولية من شاكر العبسي وفتح الإسلام وصولاً الى دولة العراق الإسلامية ومشتقاتها كجبهة النصرة.
وعن وصف نصرالله سوريا بأنها "ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أو يُكشف ظهرها أو يكسر سندها وإلاّ نكون أغبياء، والغبي هو من يتفرّج على الموت والحصار والمؤامرة تزحف اليه ولا يتحرّك. العاقل المسؤول هو الذي يتصرّف بكامل مسؤوليّة"، ردّ جعجع :" أنت تحارب يا سيد حسن في سوريا لحماية النظام وليس خوفاً من التكفيريين ولا لحماية مقام السيدة زينب لأنك تعتبر ان مصلحة حزب الله هي فوق كل اعتبار، على الرغم من المخاطر المميتة التي يجرّها هذا التدخّل على لبنان وشعبه، فضلاً عن العبث بالسيادة واللعب بالحدود والاستقلال الى تأجيج الفتنة السنية- الشيعية وخطر حرب أهلية وطبعاً تدهور الاقتصاد وانعدام فرص العمل وهجرة اللبنانيين بالإضافة الى جرّ الحرب من سوريا الى لبنان كما حدث الأحد الماضي، وتحويل لبنان الى ساحة معركة...كلّ هذا لا يهمّ لأنّه بالنسبة اليكم مصالح حزب الله فوق كل اعتباروبالتالي أنت تحارب في سوريا لا خوفاً من التكفيريين ولا حمايةً لمقام السيّدة زينب، بل دفاعاً عن إيران."
واستخلص جعجع " ان هذه هي طبيعة حزب الله وخلفيّة ما يقوم به وأخطاره على لبنان، لذا على كل اللبنانيين أن يعوا كلّ هذه الحقائق والمطلوب من حلفاء حزب الله معرفة ما يفعلونه بالتحالف مع الحزب، وبالأخصّ أتوجّه الى التيّار الوطني الحر: إمّا فك التحالف مع حزب الله وإمّا تحمّل مسؤولية دمار لبنان معه، كما أن المطلوب حكومة إنقاذ فعليّة خارج عن كلّ السياق السابق، خارج عن التعاون مع حزب الله، وبالأخص عن مقولة "جيش وشعب ومقاومة"، أي حكومة تسترد القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني الى كنفها، رويداً رويداً، وتعمل على بدء عمليّة قيام دولةٍ فعليّةٍ في لبنان." 
  • شارك الخبر