hit counter script
شريط الأحداث

- هلا نجّاد

أن تهاجر... يعني أنك لبناني

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٣ - 07:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احترت بأمري منك يا وطني، أفخر بك؟ أو اغضب منك؟ أي شعور ينتابني؟ لست أدري.. لكنّي قررت البوح بكامل أحاسيسي:
كفانا يا وطني! كفانا! كفى هجراناً، كفى اغتراباً وكفى منفى في أرض الوطن.
وطن النجوم، أين أبناؤك؟ أين فلذات اكبادنا؟ من ولدوا وترعرعوا على حبك، على أرضك، تنشقوا هواك، عبدوا سماك، وفي النهاية اختاروك منفى واختاروا الغربة وطناً. نعم وطن.
وطن يقدم لهم: علماً، عملاً، مأكلاً ومأوى، أماناً واستقراراً، حرية سلام، لا دمار.
اعذريني يا بيروت إن جرحتكِ كلماتي، ولكنّ خناجر الصمت مزّقت أوردتي وسال الدمع كاتباً لا الحبر، فالهجرة مرض رافقني منذ الولادة، مرض مزمن لا دواء له. قالوا لي ليس له حلّ فأطباء العالم بأسره لم يستطيعوا ايجاد الدواء لمرضي.
ست الدنيا وأم الشرائع، ماذا بقي من دنياك؟ وأين اصبحت شرائعك؟
ذهبوا مع أولادك الى الغربة، حينما ناداهم البحر، فهبّوا مسرعين ملبّين النداء، وأصبحت دنياك خراباً وخوفاً، تسلطاً واستبداداً، وذهب الامن والعيش السلمي مع مسلميك ومسيحييك في الخارج، وحلّ الحقد والخلاف بينهم في الداخل.

اما شرائعك، فنصبها المسافرون شراعاً تحميهم من زخّ المخاطر خارجاً وتركوك عارية منها، لا شرائع ولا قوانين فعليّة كلّها مطبوعة ومنصوصة، ولكن! حبراً على ورق، فالسياسة اليوم هي ام الشرائع التي تدار وفق التيار.
ستّ الدنيا، يا ام جبران وحسن كامل الصباح ومايكل دبغي ورمال رمال، هلّا سألت نفسك يوماً لمَ مبدعيك هؤلاء لمعوا نجوماً في الخارج في الوقت الذي تنهار احلام وتتحطم امانِ على مداخل جامعاتك الرسميّة والخاصّة في كلّ عام وتهاجر أدمغة ونخسر أفئدة على أدراج المطار يومياً؟
لِمَ يبدع اللبنانيّون دوماً في الخارج، وفي الداخل دوماً يتناحرون؟
اعتذر إن كان جوابي قاسياً عليك، لكنّ الحقيقة أنّ الفرد ليشعر بالمواطنيّة الصالحة والانتماء الحقيقي لأرضه يجب أن يشعر بالامان والاستقرار على تلك الأرض.
وهذا ما لا يشعر به أبناؤك على ارضك في حين تحضنهم دول الخارج عند الوصول لتؤمن لهم ما لم يجدوه عندك، وهكذا، حينما يرتاح العقل وتطمئن الروح ويكتفي الفرد بما حصل، يبدأ جني المواسم فتحصد دول الخارج زبدة الغلال وتستفيد منها، أما أنت فحتماً أنك تفرحين، وانا أيضا، لكن هذا الفرح يمتزج مع غصّة عالقة لا تباح.
وهنا يخرج السؤال بديهيّاً: "الى متى؟".
الى متى يا لبنان ستبقى أمهاتنا تنجب لتغرّب؟ الى متى يا لبنان ستبقى وجهتنا الوحيدة المطار؟ الى متى يا لبنان سيبقى الشلل في العطاء على ارضك وسيبقى فيض المعارف يخرج من أولادك في الخارج؟ والى متى؟ الى متى يا لبنان سنبقى نسأل هذا السؤال؟ سؤال ينتظر الجواب...
 

  • شارك الخبر