hit counter script

المؤتمر الصحافي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في 23 نيسان 2013

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٣ - 19:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في معراب تناول خلاله تدخُل حزب الله في القتال في الداخل السوري، موضوع اللاجئين السوريين، تشكيل الحكومة العتيدة وإقرار قانون جديد للانتخابات.
فقال "منذ بداية الأزمة السورية، تدخلَت بعض الأطراف اللبنانية والمجموعات الصغيرة فيها بشكل أو بآخر كمجزرة تلكلخ، وحينها كان حزب الله يتدخل بشكل خجول بحيث كانت حدود تدخله غير واضحة وغير مؤثرة بموازين القوى، ولكن مؤخراً في الأشهر الأخيرة بدأت تتكاثر المعلومات عن تدخل أكبر وأكبر لحزب الله بالرغم من اعتماد حكومة تصريف الأعمال سياسة النأي بالنفس".
وانتقد من يقول "ان قتال حزب الله ليس تدخلاً في الأزمة السورية بل دفاعاً عن بعض اللبنانيين المقيمين في بعض القرى الحدودية"، فقال:" هذا الإدعاء فيه انتقاص للمتابعين السياسيين وغش لعقول اللبنانيين"، لافتاً الى ان "لائحة الجنازات تطول وهي معلنة أمام الجميع، وعلى سبيل المثال بعض الشبان الذين يموتون في سوريا هم من الجنوب البعيد عن أماكن القتال".
وأضاف "بالأمس اختُطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم في حلب، فانطلاقاً من هذا المنطق يجب ان يقوم المسيحيون في لبنان بحملة كبيرة والدخول الى حلب لمحاولة خطف ناس بدلاً من المطرانين المخطوفين، فهل هذا المنطق صحيح...؟"
وتابع "ان القرى التي يدّعي حزب الله الدفاع عنها ما هي سوى ثماني قرى بأكثريتها مزارع صغيرة لا يتعدى عدد سكانها بعض المئات، مع كل احترامنا لهؤلاء السكان، وأكبر قرية فيها هي "زيتا" بلدة مختلطة بين اللبنانيين والسوريين يصل عدد سكانها الى حوالي ثلاثة آلاف نسمة ولا تبعُد عن الحدود إلا حوالي 3 كيلومترات، فإذا سلمنا جدلاً بصحة هذا المنطق، ماذا يفعل حزب الله اذاً داخل دمشق؟ هل يُدافع عن مقام السيدة زينب؟ فهل يحق بالتالي للسُّنة أن يُدافعوا أيضاً عن مقاماتهم المقدسة والمسيحيين أن يُدافعوا عن كنائسهم؟ وثمة سؤال مطروح: ما هو تفسير وجود عناصر من حزب الله في ريف حمص أو في شوارع حلب؟"
واستنتج جعجع ان "حزب الله بات يتدخل بشكل استراتيجي في سوريا ولاسيما في الأشهر الأخيرة، وان حقيقة تدخله يمكن تلخيصها بلقاء أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مع السيد علي خامنئي باعتبار أن ايران ترى ان سقوط النظام السوري هو سقوط لكل نفوذ ايران ما بعد الشاه في المنطقة لأن سقوط بشار الأسد هو سقوط بسط ايران لنفوذها خارج حدودها والتي اجتهدت في بنائه طيلة خمسة وثلاثين عاماً، كما ان سقوط الأسد يؤدي الى خطر كبير على نظام الرئيس نوري المالكي في العراق، وانطلاقاً من هنا اتخذت ايران قراراً بالدفاع عن نظام الأسد حتى آخر جندي ليس إيرانياً بل مقاتلاً في حزب الله..."
وأشار الى أن "تدخل حزب الله في سوريا جرّ حتى أكثر الأطراف اعتدالاً كالائتلاف الوطني السوري وعلى رأسه جورج صبرا الى اعتبار ما يفعله حزب الله بمثابة حرب علنية عليهم".
واستطرد " هذا التدخل استدعى أيضاً الى دعوات جهادية في سوريا سمعناها مؤخراً من الشيخين أحمد الأسير وسالم الرافعي، وبالتالي: أين لبنان من كلّ يحصل؟ في ظل دعوات جهادية من هنا وهناك، أي دولة ستقوم وكيف سيعيش المواطن اللبناني؟"
واذ وصف ما نشهده بـ"العملية الخطيرة التي لا يمكن أن تستمر"، أكّد جعجع ان "الدولة اللبنانية هي المسؤولة ولديها القدرة لمعالجة الوضع القائم وهذا يدخل ضمن نطاق حكومة تصريف الأعمال، وأدعو رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال الى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لاتخاذ القرار بمنع حزب الله والمجموعات الأخرى بعدم التدخل في سوريا وأن يكون النأي بالنفس هو الموقف الرسمي للبنان الذي يجب الالتزام به".
وقال "اذا ما صحَّ مطلب البعض باعتبار من يُقتلون في سوريا من حزب الله بالشهداء والاعتراف بهم من قبل كل اللبنانيين، بالتالي هل يعتبر هؤلاء من ماتوا من طرابلس في تلكلخ شهداء أيضاً؟ أمستعدون للاعتراف بهم كشهداء لكل لبنان؟ لأن من يُقاتل من أجل قضية وطنه هو شهيد فقط".
واذ استهجن كلام البعض في حزب الله الذي يعتبر "بكل وقاحة ان الجيش اللبناني يتلكأ بالقيام بمهامه لعدم الرد على مصادر النيران من الجانب السوري"، قال جعجع "الجيش غير متلكئ بل الحكومة هي المتلكئة لأنها تترك جيشاً الى جانب جيشها يأكل من سلطتها ونفوذها ويعتبر الجيش الرسمي والحكومة مجرد أدوات مساندة له، وبالتالي ان الدولة لا تقوم بواجبها لجهة ترك حزب الله بالشكل الذي هو عليه".
وسأل "ألم يكن حزب الله مشاركاً في طاولة الحوار في بعبدا في حزيران الماضي؟ أين أصبح اعلان بعبدا في ظل ما يقوم به حزب الله؟ ومن هنا القوات لم تُشارك في هذا الحوار لأنها كانت على يقين بأن هذا الحوار هو "ضحك على الذقون" لتغطية القبوات بالسماوات بهدف تمرير الوقت".
وفي موضوع اللاجئين السوريين، رأى جعجع ان "عدم استقبال اي لاجئ كان، واعادته الى بلده هو جريمة بحدِّ ذاتها، لكن مشكلة اللاجئين باتت أكبر بكثير من قدرة لبنان على الاحتمال نظراً لمحدودية بناه التحتية وإمكانياته على الأصعدة كافة، وهي تحتاج الى معالجة رسمية وجدية بالعمق، فحتى الأردن وتركيا بدأتا تشكوان من هذا الأمر". وقال "ان الحل الوحيد لهذه المشكلة هو من خلال تفاهم لبنان وتركيا والأردن على إقامة مناطق دولية عازلة على الحدود المشتركة بين البلدان الثلاث وسوريا على غرار ما حصل في الأزمة اليوغوسلافية وطرح هذا المطلب على مجلس الأمن لإقامة ثلاث مناطق آمنة بحماية دولية وليُشارك فيها من يشاء من البلدان سواء روسيا أو الصين أو غيرها، حينها تُقام مخيمات لائقة باللاجئين بعيداً عن مناطق القتال ضمن أراضيهم".
وفي الشأن الحكومي، ذكّر جعجع ان "تسمية الرئيس المكلّف جاءت بعد تفاهم بين قوى 14 آذار والنائب وليد جنبلاط، والباقون استلحقوا الأمر وهذ أمر جيد، وهذا التكليف كان الهدف منه ان تكون الحكومة حكومة انتخابات وليست حكومة تثبيت الأمر الواقع، وبما أنها حكومة انتخابات يُمكن تشكيلها بطريقة غير تقليدية أي ان تكون حكومة مصغرة، منسجمة وتقنية بعيداً عن تقاسم الحصص والمغانم وألا تتمثل فيها الكتل النيابية، واذ نُفاجئ بنظرية الفريق الآخر "لا للإقصاء ولا للإبعاد"، مع العلم أن مطلبنا كان عدم مشاركة الجميع ولو أن الفريق الآخر سبق وشكّل حكومة وحدة وطنية بمفرده مع المستقلين"، مشدداً على "أننا لن نصل الى مكان عبر هذا المنطق، فنحن في تشكيل الحكومات نرتكب خطأً جسيماً اذ ان الحكومة مستقلة عن المجلس النيابي ولا أعرف من أين أتت نظرية ان تعكس الحكومة التمثيل في المجلس النيابي؟ الحكومة هي فريق عمل مستقل لوحده وهي سلطة تنفيذية، من الآن فصاعداً يجب أن يُشكّل الرئيس المكلّف حكومته فإما أن تنال الثقة أو لا، وفقاً لبيانها الوزاري وحتى لو نالت الثقة يمكن سحبها منها في المجلس".
ودعا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف تمام سلام الى تشكيل حكومة خارج الصراع السياسي لمرة واحدة ولتتحمّل الكتل النيابية المسؤولية بعدم اعطائها الثقة.
وتطرق جعجع الى قانون الانتخابات، مؤكداً ضرورة اجرائها في موعدها ولو مع تأجيل تقني. وقال "بعدما لم يتوصل النواب في لجنة التواصل الى اتفاق، لم يبقَ أمامنا سوى القانون المختلط الذي لا يلقى اعتراضاً بالمبدأ عليه ولو ان الاختلاف يكمن في بعض التفاصيل، لذا أدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة نيابية قبل انتهاء تاريخ تعليق المهل في 19 أيار وطرح التصويت على القوانين المطروحة لاعتماد قانون جديد". 

  • شارك الخبر