يعتمد الاقتصاد اللبناني بشكلٍ أساس على السياحة التي تتأثّر مباشرةً بالوضع الأمني غير المستقرّ محلّياً وإقليميّاً. وشهدت السياحة تراجعاً ملحوظاً في خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً سياحة الخليجيين، ما انعكس سلباً على القطاع الفندقيّ في لبنان، فانخفضت نسبة الحجوزات في الفنادق. ويعود ذلك إلى تحذير عدد من دول الخليج العربي رعاياها من السفر إلى لبنان، بسبب الأوضاع المتوتّرة، إن من جهة عمليات الخطف المتكرّرة، أو الوضع المحتقن في طرابلس، والأزمة السورية التي يتأثّر بها لبنان مباشرةً.

ومع استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وتولّي الرئيس المكلّف تمام سلام تأليف حكومةٍ جديدة، في جوّ توافقي بحت، تبدّلت النبرة الخليجيّة لناحية لبنان، إذ أعلن السفير السعودي في لبنان علي عوض العسيري، أنّ الحجوزات في الفنادق اللبنانيّة بلغت 90% للعرب الخليجيّين الراغبين بزيارة لبنان.

وفي هذا السياق، تمنّى أمين سرّ نقابة أصحاب الفنادق وديع كنعان أن يكون كلام العسيري صحيحاً، ومترجماً على أرض الواقع، على ألا تكون عودة الخليجيين وحجوزاتهم في الفنادق اللبنانية محصورة في منطقة بيروت فقط، بل أن تكون منتشرة على نطاق لبنان كلّه.

وأشار كنعان، في حديث الى "ليبانون فايلز"، إلى أنّ "تأييد السعودية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة تمام سلام، انعكس ايجاباً على الوضع السياحي في لبنان، فأتى قرار من المملكة برفع الحظر عن لبنان، من خلال دعوة الخليجيين مجدّداً للعودة إليه، بمجرّد تغيير الحكومة، على الرغم من الوضع الأمني في البلد والمنطقة عموماً".

وكشف عن أنّ السائح الخليجي والأردني والسوري كانوا الأكثر تأثيراً على السياحة في لبنان، وتحديداً الأردنيّ الذي كان الأكثر توافداً عبر البرّ، ولكن خسرهم الموسم الصيفي السابق بسبب الوضع الإقليمي، متمنّياً عودتهم خلال الصيف المقبل، ومؤكّداً أنّ "الحجوزات في الفنادق اللبنانية انخفضت خلال السنوات القليلة الماضية".

وشدّد كنعان على حاجة لبنان إلى السياح العرب الخليجيين الذين يعززون اقتصاد البلد المعتمد أساساً على السياحة، لافتاً إلى أنّ "الخليجي مصطاف أكثر ممّا هو سائح، وليس له سياحة دائمة في لبنان"، داعياً إلى العمل على خطة لتأمين السياحة المستدامة للخليجيّ.

من ناحيةٍ أخرى، اعتبر كنعان أنّ "هناك اهمال كبير للمغترب من أصلٍ لبناني الذي يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في السياحة في لبنان ويفعّلها".

وأعلن أنّ عدد المغتربين اللبنانيين الموزّعين في كافة أنحاء العالم والخليج العربي ضمناً 12369400 مغترب، كاشفاً عن صدور دراسة قريباً عن المغترب اللبناني ومتطلباته كي يأتي إلى لبنان، وأي نوع من أنواع السياحة يهمّه، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ "التواصل مع المغترب اللبنانيّ متوفّر، ويتمّ العمل على تقوية سياحته".

وأعرب كنعان عن تفاؤله بقطاع الفنادق، معتبراً أنّه مقاوم ومؤمن بالبلد لأنه ما زال صامداً حتى اليوم، على الرغم من الصعوبات التي مرّ بها لبنان، والوعود التي تطلق من أجله من دون تنفيذها، آملاً أن يكون لهذا القطاع حصّة من الاهتمام في الحكومة المقبلة.