hit counter script

- رينيه أبي نادر

ردود فعل مستمرّة على القميص المسيئ للعذراء... والأب تابت: حربٌ تشنّ على مختلف الديانات وليس فقط على المسيحيّة

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٣ - 06:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نشرت شركة BERSHKA العالمية المتخصصة في الأزياء، على موقعها الإلكتروني، صورةً لعارضة ترتدي قميصاً يحمل تصميماً مهيناً للسيدة مريم العذراء، إذ استُبدل وجه القديسة بجمجمة، كما استُبدلت الملائكة بمجموعة من الهياكل العظمية والعظام التي تحمل معاني شيطانية تحت شعار Lady of Skulls أو سيدة الجماجم. أثار هذا الموضوع ردود فعل كثيرة شاجبة، وأعاد فتح ملف التعدّي على المقدسات الدينيّة، ليس المسيحيّة فقط بل الإسلاميّة أيضاً.

تشهد وسائل الإعلام تجاوزات كثيرة تحت راية "حريّة الرأي والتعبير"، تتناول الكثير منها المقدّسات الدينيّة، الأمر الذي يضرب المجتمع في ثقافته الدينيّة. فضلاً عن وسائل الإعلام، تتنوّع طرق الإساءة إلى الأديان، إمّا عبر الرسوم الكاريكاتوريّة، كتلك التي طاولت النبي محمّد، والتي أحدثت ضجّة في العالم الإسلامي وما أنتجته من ردّات فعلٍ، أو عبر قضيّة الصور على القمصان كصورة "السانتا مويرتيه" (Santa Muerte)، التي افتعلت في المجتمع المسيحي اللبناني خصوصاً، مشكلة كبيرة، إذ اعتبر المسيحيّون أنها تجسّد صورة مشوّهة للسيّدة العذراء.
من هذا المنطلق، رأى الأب فادي تابت أنّ "السانتا مويرتيه" (Santa Muerte)، أي سيّدة الموت، شيء مرفوض، لافتاً إلى أنّ "مريم العذراء سيّدة الأحياء، والهدف من هذه الظاهرة والحملات الشهرة ولفت الأنظار".
وأكد الأب تابت، في حديث إلى "ليبانون فايلز"، أنّ "هناك حرباً تشنّ على مختلف الديانات، وليس فقط على الدين المسيحي"، مشيراً إلى "كثرة المواضيع التي لا تجرّح فقط بالمسيحيّة، بل بالديانات الأخرى".
ورفض وشجب ما رُوّج على الملابس، داعياً الدولة إلى التحرّك عن وعي. وقال: "من خلال التطور الذي نعيشه في عصرنا، وعالم الإنترنت، يمكن معرفة المتورطين في عملية المسّ بالمقدّسات، على الرغم من أنّ جميع المتورّطين معروفين".
وأكّد الأب تابت أنّه "تّم الاتصال بالشركة التي روّجت للقميص في اسبانيا، وطُلب منها الاعتذار، فوجّهت على الفور رسالةً اعتذرت فيها للجميع".
من ناحية أخرى، وجّه الأب تابت رسالةً إلى "كلّ من يطالب بالدولة العلمانيّة أو الإلحاد"، مؤكّداً أنّ "الإلحاد حرية، لكن من غير المسموح المسّ بالمقدّسات، فهذا يعتبر مسّاً بالمحرّمات"، مضيفاً: "حريّة التعبير والاعتقاد حقّ لكلّ فرد، ولكن إذا كنت حرًّا، لا يحقّ لك الغاء حرية الانسان الآخر والتجريح بها لأيّ دين انتمى، ولا يحقّ لأحد التجريح بحرية الإنسان الآخر والتعدي عليها".
وأشار إلى أنّ "لبنان بلد حسّاس"، مشدّداً على "ضرورة امتلاك الوعي الذي يجب أن يبدأ من الدولة والمسؤولين"، لافتاً إلى أنّ "جميع الطوائف مضطرّة للعيش مع الإنسان الآخر، والشراكة معه بغضّ النظر عن الدين والمعتقد"، ومؤكّداً على "أنّ الجميع شركاء في هذا الوطن"، وداعياً إلى "حماية مقدسات كلّ الأديان وقيمها".
ورأى الأب تابت أنّ "المجتمع اللبناني غير محصّن تجاه هذه الظاهرة، فالعالم أصبح قرية كونيّة صغيرة من خلال وسائل الاتصال، والمجتمع الشرقي انفتح على المجتمع الغربي"، وقال: "نعلم أنّ في الغرب شرّاً كبيراً، ونحن نتمثل بالغرب، حتى في الأفلام التي نعرضها، ولكن الغرب نفسه خرج من الأمور التي كان يتبعها".
واعتبر أنه "إذا لم تكن وسائل الإعلام يداً واحدة، فالبلد قادم الى ازمات كبيرة".
وفضلاً عن رقابة الدولة، شدّد الأب تابت على الرقابة الذاتيّة التي تبدأ من المنزل والعائلة.
وقال: "لا يجب أن نرى الخبث في التربية، مثلاً، أن تمنع أمّ ولدها عن استعمال الإنترنت في حين أنّها تدمن هي عليه"، مضيفاً أنه "يجب الجلوس مع الولد ومناقشة المواضيع الحساسة وتفسير المشاكل والصعوبات التي يمكن أن يمرّ بها في حياته".
وختاماً، دعا الأب تابت وسائل الإعلام الى أن يكون لديها انتقاء في برامجها، إذ أنّ الأخيرة تدخل الى حياة الانسان من دون استثناء، ومن دون إرادته، سائلاً: "من قال إنّ البرنامج الساقط هو الذي يحصل على أعلى نسبة مشاهدة؟"، مشدّداً على "ضرورة بثّ برامج هادفة وتوصل المحبة، فيكفي الاحتقان الذي يعيشه اللبنانيّون والذي يؤدّي الى القتل".

  • شارك الخبر