كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح"
الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٣ - 18:32
عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية، تحدث بعده دولة الرئيس العماد ميشال عون الى الصحفيين، وتوجّه بداية بالتهنئة الى الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب قداسة البابا متمنياً له التوفيق في مهمته، كما أعرب عن استنكاره للاعتداء الذي طاول مشايخ من دار الفتوى، وثمّن موقف سماحة مفتي الجمهورية الداعي الى التهدئة ورفض الفتنة، واستنكر أيضاً كل "الاعتداءات المعنوية التي طالت مؤخراً كل الحرمات والمحرّمات".
في قانون الانتخاب، وصف ما يحصل "بالمفاصلة المهينة" على حقوق المسيحيين، و"طائفاً ثانياً" يشكّل "ضرباً للكيان". وذكّر الملوّحين "بتعطيل جلسات مجلس الوزراء" بأن "الديمقراطية ليست قصراً من ورق يمكن تقويضه بسهولة."
وتعليقاً على حوادث الحدود السورية ذكّر بما سبق وحذّر منه أهل عكار في حال انسحب الجيش كما تطالب بعض الأصوات، من أن الوضع قد يتطوّر ويفلت عن السيطرة داعياً إياهم ألا يفعلوا بالشّمال كما فعل غيرهم بالجنوب..
وقال:
نتوجّه بداية بالتهنئة للطوائف المسيحية عموماً وللكنيسة الكاثوليكية خصوصاً، لانتخاب قداسة البابا فرنسيس على رأس الكنيسة، ونتمنى له النجاح في المحافظة على القيم الإنسانية ونشر الإيمان المسيحي في العالم.
من ناحية أخرى، نستنكر حادث الاعتداء الذي طال مشايخ من الطائفة السنية الكريمة، وننتظر أن تأخذ العدالة مجراها بسرعة حتى يكون للعقاب قوة رادعة، فلا يعاود مثل هؤلاء جرائمهم ويهددون السلم الأهلي ويدفعون نحو الفتنة.
وفي السياق نفسه، نستنكر أيضاً جميع الاعتداءات المعنوية التي تطال الحرمات والمحرمات وتشجّع على ضرب الاستقرار في المجتمع في مرحلة مصيرية يمرّ بها الوطن.
وندعم موقف سماحة مفتي الجمهورية، الشيخ محمد رشيد قباني، الذي دعا الى التهدئة، ونثمّن قوله:
"إن السفيه لا طائفة له ولا تتحمل طائفته ما يقوم به.. واذا احترق البلد لن يسلم منه لا مسلم ولا مسيحي".
في موضوع قانون الانتخاب، إن المفاصلة على حقوق المسيحيين مُهينة، وتشكّل طائفاً ثانياً يعتبر "مناقصةً" على هذه الحقوق التي نصّ عنها الطائف الأول.
إن القانون الأرثوذكسي، ميثاقي 100% ، وقانون النسبية ضمن الدائرة الواحدة وطني 100%، وما سمعته اليوم من أحد النواب "المتفلسفين" بأن الأول "طائفي" والثاني "يذوّب المسيحيين" هي آراء "خنفشارية" ؛ فكل شيء طوائفي في لبنان، ولا يستقيم الحكم في لبنان إلا بالتوزيع العادل لحقوق الطوائف. هكذا هو مجلس الوزراء، وهكذا هي المناصب الإدارية الأولى في الدولة، وهكذا توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة، والقانون الأرثوذكسي يحترم التوزيع 100%، وأي توزيع آخر يشكّل عملية سطو على أحد الشركاء في الوطن. أما قانون الدائرة الواحدة فهو نقيضه من حيث الشكل لأن كل الطوائف ممثلة في لائحة واحدة والجميع ينتخب الجميع، وترتكز الأكثرية النيابية على أكثرية شعبية وليس كما هي الحال الآن، في قانون الستين، أو في أي قانون آخر.
والكلام عن تذويب المسيحيين في أكثرية إسلامية هو ادّعاء باطل لأن كل طائفة ستختار مرشحيها بنفسها، وإن كان انتخاب النواب سيكون من قبل الجميع. أما عملية التذويب فهي ما يحصل اليوم إذ أن الأكثرية في قضاء ما هي التي تسمّي مرشح الأقلية وهي التي تنتخبه، من دون أن يكون لأبناء طائفته رأي لا في التسمية ولا في الانتخاب.. هكذا نال مرشحون أغلبية شعبية ساحقة في مناطقهم من أبناء طائفتهم، ولكنهم لم يصلوا الى مجلس النواب بل وصل أليه من نال النسبة الأقل في طائفته، كما في عكار مثلاً، حتى صار انتخاب النواب المسيحيين تعييناً أكثر منه انتخاباً.
إن ما يجري اليوم من تلاعب في تمثيل المسيحيين إذا ما استمرّ يشكّل ضرباً للكيان، ويتحمّل مسؤوليته وعبئه أولئك الذين أغرتهم اللعبة، وما زالوا يلهون بها.
إن البعض الذي يلوّح بتعطيل جلسات مجلس الوزراء وسحب بعض الوزراء من الحكومة، نلفته الى أن الديمقراطية ليست قصراً من ورق يمكن تقويضه بسهولة، فلسنا في نظام عشائري ولا بدائي.
أما في ما يتعلّق بالحوادث التي تقع على الحدود اللبنانية – السورية فأذكّر بما قلته في العشاء السنوي لهيئة قضاء الشوف في التيار بتاريخ 7/7/2012
"في ما يتعلّق بعكار وبأمن عكار، فأنا أنبّه أبناء عكار بكلّ محبّة وصدق، وهذا ليس تحذيراً، بل أتحدّث انطلاقاً من عاطفتي ومحبّتي لهم، لأنّ معظم "العكاريين" قاتلوا معي وكانوا في صفوف الجيش الّذي قدتُه، أقول لهم: أنتم وأهلكم وأرضكم معرّضون للخطر إذا انسحب الجيش من منطقتكم ولم يعُد هو المسؤول الوحيد عن حفظ الأمن على الحدود؛ فما يحصل هناك قد يتطوّر ويفلت عن السيطرة، والحادث الّذي حصل اليوم هو نموذج، لأنّه لا يمكن أن تحصل هناك اشتباكات على الحدود وتنقّلات من طرف لآخر على أرض فيها حرب بدون أن نُصاب بالشّظايا.
هذا الأمر يمكن أن يتطوّر ، لذلك، أنا أنبّهكم بكلّ محبّة. قد نطلب نحن من الجيش أن يغادر غداً من هناك، لكن من سيحفظ أمنكم؟ إنتبهوا لما تقومون به. بسبب الإنفلات الّذي حصل في الجنوب، لا زلنا حتى اليوم نعاني من نتائجه. لا تفعلوا بالشّمال كما فعلوا بالجنوب لأنّكم وحدكم من سيتأذى. وطنكم يضمّكم كلّكم ويساعكم كلّكم، فلا تفتّشوا عن أهواء خارجية لإرضائها.."