hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون في ذكرى "14 اذار"

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٣ - 13:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام التيار الوطني الحر حفل عشائه السنوي بمناسبة ذكرى الرابع عشر من آذار 1989، في فندق الحبتور، حضرها إضافة الى حشد كبير من أعضاء التيار الوطني الحر ومناصريه وأصدقائه، ونواب تكتل التغيير والإصلاح ووزرائه، السفير الروسي السيد الكسندر زاسبكين، والسفير الصيني السيد وو زكسيان، والسفير التشيكي السيد سفاتوبلوك كومبا، وألقى العماد ميشال عون كلمة استهلّها بالترحيب بالسفراء الثلاث وخصّ السفير الصيني بتحية وداعية لأنه سيغادر لبنان قريباً،
 وتابع:
أصدقائي وأحبَّائي،
نحن اليوم في الذِّكرى الرابعة والعشرين للرابع عشر من آذار، ويجب أن نتذكَّر لماذا حصل ما حصل في مثل هذا التاريخ منذ أربعة وعشرين عاماً؛ كانت الدَّولة مُنفلتة ومُقسَّمة إلى مجموعاتٍ لبنانية صغيرة متصارعة مع بعضها، فيما تضع الدُّول الغريبة يدها على كلِّ قطعةٍ من لبنان الذي كان يضمّ سياسيات مُتعدِّدة ينقسمُ اللُّبنانيون بينها.
استطعنا إحصاء خمس حالات أساسيَّة تجمَّع عليها اللُّبنانيون وتحاربوا من أجلها وتحزَّبوا للخارج في حين لم تكن أيَّاً من هذه الحالات الخمس حالةً لُبنانية.
كان هناك حالةٌ فلسطينية جمعت قسماً كبيراً من اللُّبنانيين بجانبها، وكان هناك حالةٌ أخرى سورية، وحالةٌ ثالثة أصولية وحالةٌ رابعة إسرائيلية، وأخيراً حالةٌ تقليديَّة تتوزّع الولاءات بين الحكومات الغربية.
أتى دوري في هذا الوضع كي أتسلَّم السُّلطة في ظلِّ حكومةٍ انتقالية، وقد أطلقتُ عليها اسم كرة النَّار حينها، وتلقَّيتُها كمُهمَّةٍ عسكرية فيها جميعُ المصاعبِ والمشقَّات، ولكنّني كعسكري لم يكن بإمكاني أن أرفُضَ مهمَّة خصوصاً أن لبنان كان بخطر.
ولكن ما العمل في دولةٍ كهذه لم يكن فيها شعبٌ مُوحّد ولا أرض موحَّدة إنَّما دولة مُقسَّمة إلى جُزر صغيرة، وكلُّ قسمٍ سواء أكان لبنانيَّاً أو فلسطينيّاً أو من أيِّ غريبٍ طارئٍ على لُبنان يُستولي على قطعةٍ من أرضنا؟!
ومن دون رفعِ اليد عن هذه الأرض لن يكون بإمكاننا أن نتخاطب كلُبنانيين ولا إمكانية للإصغاء إلى الآخر، وقد مررتُ شخصياً بهذه التَّجربة عندما فتحتُ المعابر وأوقفتُ المرافئ غير الشرعية، فقامت عندئذٍ القوى الخارجية بالتدخُّل على الفور كي تُقفِل المعابر وتقفل المرافئ الشَّرعية وليس غير الشرعية.
لم يكن لدينا حلٌّ عندها إلاَّ إعادة بناء المؤسَّسات وكسبِ ثقةِ المواطنين بها أو لا مجال للعمل. حاولنا بكلِّ ما أوتينا أن نعمَلَ بهذا الأُسلوب، ولكن ماذا حصل؟! وقعت صداماتٌ عسكرية مع القوّات السورية وبعضِ أنصارها. وعلى الرَّغم من ذلك فإنَّ قضيَّتنا أخذت مسارها إلى المُجتمع الدَّولي والعرب في مؤتمر الرُّؤساء في الرَّباط، حيثُ شكَّلوا لجنةً ثُلاثية تألّفت من الملك فهد عن السَّعودية وملك المغرب حسن الخامس ورئيس جمهورية الجزائرية الشاذلي بن جديد. وقد رفعت اللّجنةُ تقريرها الذي يعطينا الحق ويحمّل المسؤولية لقوى الإحتلال الّتي لم تحترم السِّيادة اللُّبنانية والحُكم المحلِّي.
ولكن، مع الأسف، الولايات المُتَّحدة الأميركية تدخَّلت بشخصِ وزير خارجيَّتها جيمس بايكر الثالث، الَّذي التقى مع الأمير سعود الفيصل، وحصل بينهما نقاش فرض من خلاله الأميركيّون إنهاء الوضع في لبنان لمصلحة الوجود السُّوري، ثمَّ وقعت بعد ذلك أحداث 13 تشرين.
لسنا بصدد تفصيل الأحداث لأنّنا نحتاج إلى مُجلَّدات وكُتب، ولكن، لولا الدَّاخل اللُّبناني لما استطاع لا الأميركي أو غيرهُ احتلال لبنان ووضعه تحتَ وصايةٍ أجنبية.
وبما أنَّ حركتنا كانت انتفاضةٌ ضدَّ منهجيَّةٍ سياسيّةٍ مُتَّبعة في الدَّولة اللُّبنانية في حينه ومن ضمنها الشَّعب اللُّبناني الّذي انقسم على ذاته ولكنّه بقيَ ضمن المنهجية، عاد الإقطاع السِّياسي و المالي والطّائفي ليتَّفقوا مع بعضهم فخنقوا هذه الحركة الّتي أسَّسناها بالتَّعاون مع الأميركيين والسُّوريين والإسرائيليين.
وفي ليلة الهجومِ على بعبدا صرَّح الأميركيون والإسرائيليون بأنَّهم لا يقبلون أبداً الإجتياح السُّوري للبنان ولكن في اليوم الثَّاني قاموا يتأييد العملية العسكرية... وكلَّ 13 تشرين وأنتُم بخير.
المسألة كانت أنّه لم يكُن مسموحاً لنا بسياسةٍ تحريرية، سيادية، استقلالية... لماذا؟! لأنّه هناك مصالح للدُّول الأجنبية، ويُريدون أن يحلُّوا القضيَّةَ الفلسطينيّةَ على حسابِ لبنان.
وفي الحوار الذي نشر بين الأمير سعود الفيصل وجيمس بايكر، دافع الأمير الفيصل عن حركتنا وقال عنّي أنّني شعبي ومحبوب من قبل المواطنين المُسلمين والمسيحيين وأنَّهُ يجب أن أبقى، فأجابه بايكر أنَّني أنا سبب تدخُّلهم لأنَّ "عون هذا يُخرِّب مخططنا في الشَّرق الأوسط".. هم كانوا يريدون القيام بمُفاوضات فلسطينية- إسرائيلية ونسيان قضيَّةِ اللاجئين الفلسطنيين في لبنان بعد انتفاضة فلسطين، ولذلك صرَّحتُ عدَّة مرّات في تلك الفترة أنَّ لبنان يجب أن يكون إلى طاولة المُفاوضات وليس عليها، وهذا الأمر أزعج الجميع.
أمّا اليوم، فمن الذي يقاومنا على الأراضي اللّبنانيّة؟؟ هل استعدنا سيادتنا فعلياً؟؟ هل استعدنا استقلالنا وحريّتنا في 14 آذار؟؟ من المؤكّد ان المجتمع اللّبناني منقسم إلى فئتين: المرتهنون للخارج، والأحرار.. أنتم الأحرار، لأنّكم غير مقيّدين وليس لديكم أيّ ارتباطاتٍ بأيّ مركز نفوذ خارجيّ؛ فنحن التيار الوطني الحرّ، لا نحمل عمولة في جيوبنا، ولا عمالة في رؤوسنا، ولا جرائم اغتيال تثقل ضميرنا. نتطلّع إلى الجميع رافعي الرّأس، ولا نزال نواجه ونجاهد. في اتّفاق الطّائف، طالبت بموقفٍ دوليّ يُتّخذ في مجلس الأمن لضمان تنفيذ اتّفاق الطّائف، فجاءنا الجواب من السفراء ومن الإقطاع السياسي والإقطاع المالي والإقطاع الطّائفي اللبناني معتبرين أنّ اللجنة الثلاثيّة هي الضامنة. فطالبت بأن تقدّم هذه اللّجنة الثلاثيّة الضّمانة شخصياً، إلاّ أنّها التزمت الصّمت ولا تزال ملتزمةً الصّمت وستبقى كذلك حتّى الموت. توفّي بعض أعضائها وبعضهم الآخر لا يزال حيّاً، ولكن الصّمت لا يزال ملازماً الجميع، والسّكوت عن السطو، ونستطيع أن نقول إنّه تحوّل إلى سطوٍ مسلّح على حقوق القسم الأكبر من اللّبنانيين. إتّفاق الطّائف لم يُنفّذ إلاّ بما يعطي السّلطة لغير المسيحيين، أمّا في ما يتعلّق بموقع المسيحيّين في السّلطة، فهو منهوب كأموال لبنان وأرزاقه، ولا تزال أرضه مرهونة للجميع إلاّ لأهلها.
نعيش اليوم مرحلةً، تشبه إلى حدٍّ كبير مرحلة العام 1975.. نحن نرى المسار الأمني بوضوح: الدّولة تنأى بنفسها، واعتداءات على الجيش، ومنعه من القيام بمهامه. هكذا كانت الحقبة التي سبقت الأحداث في العام 1975، ولكن نشكر الله على أنّ هناك ما يكفي من الوعي الشّعبي، وهناك أيضاً القياديين السياسيّين الذين لا يريدون أن يعود الوضع إلى ما كان عليه في السبعينيات. أنتم ترون يوميّاً المشاهد الإستفزازيّة التي تصدر عن بعض التّكفيريين، إلاّ أنّ هذه الإستفزازات لم تشعل الحرب، مع العلم أنّها كانت تشعلها في الماضي. نحن نستوعب هذه الإستفزازات لأنّنا أقوياء، ولا يمكن لأيّ أحد استضعافنا. إذا شاؤوا بالسلاح فنحن أقوياء، وإذا شاؤوا بالسياسة فنحن أقوياء، وإذا شاؤوا بالحقوق فنحن أقوياء. لن يسطو بعد اليوم أيّ أحدٍ على حقوقنا، وسننالها كاملة، وما يجري اليوم من معارضة لقانون الإنتخاب الذي يعكس ما نصّ عليه الدّستور اللّبناني بإعطاء المسيحيين نصف المقاعد النيابيّة، يعني أنّهم لا يريدون أيّ تفاهمٍ على الأرض اللّبنانيّة، وهذا ما يهدّد فعلاً الكيان اللّبناني. لا يدّعي أحد بأنّ قانون اللّقاء الأرثوذكسي هو قانون طائفيّ، لأنّ البلد طائفيّ بكلّ فروعه. النوّاب يقدّمون ترشيحهم على أساس طائفيّ، فلماذا لا ننتخبهم على أساسٍ طائفيّ طالما أنّ نتائج الإنتخابات ستؤدّي إلى حكم مختلط فيما الحصص ستكون محدّدة مسبقاً؟؟ إذاً ما يقولونه هو عبارة عن ادّعاء. وإذا سلّمنا جدلاً بأنّ هذا القانون رجعيّ، هناك قانون آخر يؤدّي إلى الوحدة المطلقة وهو قانون لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة، بحيث تجتمع كلّ الطّوائف والمذاهب في لائحة واحدة وبالتّالي يقوم الجميع بالتّصويت للجميع من دون استثناء. باعتماد هذا القانون، تقوم كلّ الطّوائف بالتّصويت للوائح مؤلّفة من 128 نائباً، وتعتمد النسبيّة لتحديد نتائج التّصويت. يقولون إنّهم يرفضون قانون اللّقاء الأرثوذكسي لأنّه طائفيّ ويشرذم اللّبنانيين، فلماذا يرفضون هذا قانون لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة وهو القانون الذي يلغي الطّائفيّة ويجمع اللّبنانيين؟؟!! تصرّفهم يشير إلى انّهم يريدون ضرب الكيان اللّبناني، والإستيلاء على الحكم، تماماً كما فعلوا من خلال تزوير قانون إنتخابيّ غير دستوري. هم يرفضون إعادة الحقوق لأصحابها، مع العلم أنّنا نريد فقط إستعادة حقوقنا من دون أن نمسّ بحقوق أيّ مذهبٍ أو أيّ طائفة.
سرقوا أموال الدّولة تماماً كما نهبوا السّلطة بوسائل غير شرعيّة وباحتيالات متعدّدة. هناك أموال ضائعة ومسروقة ومفقودة ومهدورة تفوق نصف الدّين العام. الدّولة متروكة من دون حسابات. إذا صرفت ربّة المنزل الأموال من دون أن تحتسب، تخرب العائلة ويقع البيت تحت الدّين، فكيف يكون الأمر إذا الدّولة تفلّتت من المحاسبة؟؟؟ إذا كانت الحكومة المسؤولة عن مراقبة المؤسّسات الخاصّة والعامّة تركت دفاترها وأهملت محاسبتها ودار فيها النّهش والسّرقة، وبدأ الفساد من القمّة حتى وصل إلى القاعدة – إذ هو لا يتفشّى من القاعدة إلى القمة - فكيف سيكون الوضع المالي؟! البلد مسروق!
لن نترك الأعطال الأمنية تمرّ، ولا الأعطال الدّستورية تمرّ، ولا أعطال نهب المال العام تمرّ. نحن نريد أن نُكمل مسيرتنا، ولكن هذه المسيرة لا تتعلّق فقط بالقيادات السّياسية، إذ على الشّعب اللّبناني أن يشارك فيها. صحيحٌ أنّه كلّ أربعة أعوام تحصل انتخابات لمجلسٍ نيابي، ولكن بعد الأربعة أعوام، وبعد هذا الحساب المفلّس للعهود السّابقة منذ العام 1993 حتى العام 2010 ضمناً، على اللبنانيين أن يُحاسبوهم.
 فإن استمريتم بمنحهم الأكثرية النّيابية، سيظلّون حاكمين وسيظلّون يسرقون، وسيكونون مرتاحين! المسؤولية اليوم مسؤوليتكم. نحن ننبّه، نقول لكم ما هي المخاطر، ودائماً مستعدّون حتى نتابع المسيرة. نحن اليوم نطالب، وسنقدّم مشروع قانون لتأليف محكمة خاصة بجرائم سرقة الأموال العامة ولأوّل مرّة في تاريخ لبنان.
وكي تكونوا "مواطنين صالحين" هناك ثلاث حالات ابتعدوا عنها؛ أولاً، لا تكونوا حياديين لأنّ الإنسان لا يمكنه أن يكون مثل المياه النّظيفة كيميائياً، لا لون، لا طعم، لا رائحة.. كلّنا نعيش في وطن، له أرض علينا أن ندافع عنها، لنا تقاليد وعادات قيّمة نريد أيضاً أن ندافع عنها، وتقاليد بالية نحاول التّخلّص منها، نريد أن نتحرّر. لا يمكننا أن نكون حياديين في مشكلاتٍ تتعلّق بوطننا، بمستقبل أولادنا! يقولُ لكم أحدهم: "أنا حيادي ولا أتعاطى بالسّياسة"، هذه كذبة كبيرة! الحيادي هو إنسان ينتظر الإيجار، كالبيت برسم الإيجار. ينتظر إيجاره كي يُسَكّن فيه أيّاً كان. إذاً أزيلوا كلمة "حيادي" من قاموسكم.
ثانياً، الوسطي؛ الوسطي هو إنسانٌ انتهازي، تارةً يذهب إلى اليسار وتارةً إلى اليمين حسب مصلحته، وهذا لا يؤتمن على مصلحة عامة. وثالثاً، الّذي يُسَمّي نفسه "مستقلّ" ويفخر بالأمر، فماذا يعني "المستقل" وماذا بإمكانه أن يفعل بمفرده ومن سيسمعه؟!! هذا إنسانٌ مدّعٍ، لا يمكن أن يستطيع الإنسان تأمينه على مهمّة وأن يثق بأنّه سينهيها. إذن لن يكون بيننا لا حيادي ولا وسطي ولا مستقل مدّعٍ. سنكون كلّنا نضاليين في سبيل إصلاح وطننا.
في كل دول العالم المتحضّرة والمتقدّمة، الأحزاب هي التي أرست أنظمتها وبنت ديمقراطيتها. الأحزاب القوية الّتي يغطّي وجودها كلّ أراض الوطن، هذا الشّيء نفتقده في لبنان، ونسمع أمثالاً يجب أن نتحرّر منها: يقول بعضهم "هذه البلدة هي مقبرة الأحزاب"، ومنهم من يقول إنّ جدّه أوصاه ألا يدخل في حزب، أو ما شابه ذلك. الشعب اللبناني لديه فكرة سيّئة جدّاً عن موضوع الأحزاب، والسّبب أنّ الإقطاع السّياسي حارب الأحزاب واخترع تلك الأمثلة والمقولات، وشجّع النّاس عليها. الإقطاعي يريد الحفاظ على دوره وحصته في السياسة ويريد أن يورثهما إلى ابنه بعد أن يموت، وذلك مع تحصيل الإرث. فترث هذه العائلة وتلك العائلة هذه الضّيعة وتلك الضّيعة، ويتناوبون على السّلطة وتمثيل الشّعب ينتقل من الأب إلى الإبن إلى إبن الإبن.
هو لا يريد وجود الأحزاب لأنها تدعوه لينخرط في مشروعٍ جديد على مستوى الوطن، بينما ما يهمّه هو ألا يضاربه أحد. وكذلك "المستقل" لديه حصة في مكان ما ويريد الحفاظ عليها، ولذلك نرى الآن النّواب المستقلّين يقاتلون ضدّ أي قانون نسبي، فهم اليوم نوّاب عن بضعة قرى، وفي القانون النسبي يصبحون مجبرين أن يقوموا بجهدٍ على مستوى الوطن كلّه، والوطن هو من الحدود إلى الحدود، بكلّ أرضه وكلّ شعبه.
زد على ذلك التّجربة السّيئة عن الأحزاب. بُنِيَت أحزابنا في الثّلاثينيات، واتّخذت نموذجاً أوروبياً قد انقرض. أحزاب هتلر وموسوليني وفرنكو، حتى أنّ البعض اتّخذ الأسماء نفسها. كانت لهذه الأحزاب بنيتها الخاصة في حينه، من سلاحٍ وتدريبٍ عسكري... لكن انتهينا اليوم من هذه الأمور. نريد أحزاباً مثل تجربتنا الحزبية، فنحن حزبٌ لا يطلب من أحد أن يقسم يميناً، ينتسب لنا المرء باختياره ويتركنا باختياره ساعة يشاء عندما لا يعود مقتنعاً بما نقوم به، ولا إغراء لدينا، لا ندفع مالاً ولا شيء من هذا القبيل. فمن يقتنع بنا ويريد أن يخدم بلده معنا، يقدّم بعضاً من وقته لمهمّة "رسولية"؛ فنحن حزبٌ يقوم على المجانية، وكلّ عملنا مجّاني لا مقابل له.
أتمنى أن يصبح لدينا ثقافة سياسية جديدة تشجّع الإنتماء إلى الأحزاب، لست أقول إلى التّيار الوطني الحر، بل إلى الحزب الّذي يريده المواطن، فيجمع جهده مع جهد الآخرين لتنفيذ مشروع معيّن، والأحزاب القوية هي الّتي تقوم بالمشاريع وتقوم بالخطط، وتحاسب نفسها قبل أن يحاسبها الآخرون، لأنّه لا يمكن إذا وُجِدَت مجموعةٌ نظيفة أن تقبل بفسادٍ فيها، ولكن إذا بقينا خاضعين لحكم الإقطاعات الثلاثة الطائفية والمالية والسياسية، فسيظلّ هذا "الإتحاد الثّلاثي" القائم قادراً ومسيطراً على البلد، وعندها ودّعوا الإصلاح الّذي لن يُنَفّذ.. ولكن، لن نسمح لهم بذلك والإصلاح سيُنَفّذ.
عشتم وعاش لبنان.

  • شارك الخبر