hit counter script
شريط الأحداث

- ميساء الخوري

اكتشفوا الحيد البحري الاصطناعي الأول في لبنان...

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٣ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بمبادرة من حاكمة أندية الليونز 2011 – 2012 وفا خوري ونائب محافظ أندية الروتاري الأستاذ جورج عازار تمّ تشييد أول حيد بحري إصطناعي في لبنان – العبدة شمال لبنان، بالتعاون مع وزارات البيئة والدفاع الوطني والأشغال العامّة والنقل وقيادة الجيش وجامعة البلمند وبنك IBL.
تلك المنطقة الضيقة المطلّة على السواحل من اليابسة وصولاً الى عمق 100 متر تقريباً، تضمّ خمسة وتسعين في المئة من جميع أشكال الحياة البحرية الموجودة فقط في خمسة في المئة من المحيطات.

وفي هذا السياق، أشارت منسّقة المشروع وفا خوري الى أن هذه الاماكن الخصبة تعرّضت لسلسلة متزايدة من الضغوط المتنوعة والمعقدة التي انتجت تغيرات خطيرة في البيئة البحرية، على مدى العقود القليلة الماضية، وعلى طول مناطق ساحلية كثيرة في مختلف أنحاء العالم، ما أدى إلى تدمير الكثير من المواطن الطبيعية.
وقالت، في حديث لـ"ليبانون فايلز": ثبت ان خطوة من الخطوات الإيجابية لدرئ التدهور البيئي هي انشاء مواطن طبيعية مستقرة من صنع الإنسان، هي الاحياد البحرية الاصطناعية التي تدعم الحياة البحرية في الاماكن حيث هناك نقص في الركيزة البحرية المستقرة لدعم وفرة الحياة فيها.
وأوضحت خوري أنه، بالإضافة إلى الفوائد البيئية، فالاحياد البحرية الاصطناعية تفيد ايضاً قطاع صيد الأسماك، والسياحة، والتعليم. بالتالي، وبغض النظر عن السبب الكامن وراء تطوير اي حيد بحري اصطناعي (خلق مواطن طبيعية بحرية جديدة، تعزيز الصيد البحري، توفير عوامل الجذب لقطاع الغوص، التخفيف عن فقدان الشعاب المرجانية الطبيعية، الخ...)، فالنتيجة النهائية هي خلق مواطن طبيعية للأسماك والكائنات الأخرى التي تستخدمها للمأوى، والتغذية، والتكاثر، لافتةً الى ان معظم الاحياد البحرية الاصطناعية في العالم عموماً قد وُضعت في مناطق مسطحة يخلو قاع البحر فيها من التضاريس.

تجدر الاشارة الى انه يمكن استخدام جميع أنواع المواد لإنشاء الأحياد البحرية الاصطناعية، ولكن بسبب الخصائص "الكهربائية" للمعدن في مياه البحر، فهو يجذب الحياة البحرية بسرعة أكبر بكثير مما يمكن ان يحدث مع أي نوع آخر من المواد.
وقد أظهرت البحوث ورصد الاحياد البحرية الاصطناعية أن أفضل المواد المستخدمة حتى الآن هي دبابات الجيش والسفن الكبيرة المصنوعة من الفولاذ الصلب والمقشر. إنّ جلب، وإعداد، واستخدام المعدات العسكرية لبرامج الاحياد البحرية الاصطناعية ركزت على المعدات الثقيلة (أكثر من 10 طن)، والجوالة، والمدرعة، ذات المتانة العالية والمستقرة التي عفا عليها الزمن.
فالمركبات العسكريّة التي اخرجت من الخدمة مثلاً يمكن استعمالها لبناء الاحياد البحرية الاصطناعية من أجل انشاء مواطن طبيعية جديدة للأسماك والكائنات البحريّة الأخرى. من هذا المنطلق، ومن حرصه على المصلحة العامة، تبرّع الجيش اللبناني بـ12 عربة وثلاث مدرّعات بهدف استعمالها لبناء أول حيد بحري اصطناعي في لبنان.

ومن أجل تلبية المتطلبات الأساسية لخدمة الاحياد البحرية الاصطناعية، يجب على المواد تلبية أبسط معايير الاحياد البحرية الاصطناعية الطبيعية بحيث تكون صلبة، ونظيفة من الملوثات، وتؤمّن جانباً مرتفعاً ومناسباً. وتمّ إعداد مبادئ توجيهيّة أساسيّة لتحضير الآليّات العسكريّة المهجورة لإنشاء الاحياد البحريّة الاصطناعيّة.
إضافة الى ذلك، يجب نشر الآليات على أعماق تتراوح ما بين 25 و35 متراً على أن تكون في حوالى ثلث عمق الماء. ومن أهمّ شروط إنشاء الاحياد البحرية الاصطناعيّة، أن تكون أعلى نقطة فيها على عمق يتراوح بين 20 و25 متراً من سطح الماء.

ولفتت السيّدة خوري الى أنّه تمّ اختيار العبدة كمكان مناسب لإنشاء الحيد البحري الاصطناعي نسبةً إلى المعايير الرّئيسة الآتية: طبيعة قعره الرّمليّة، افتقاره إلى التكوينات الصخريّة، وسع جرفه القاري وقلّة انحداره. من أجل ضمان سلامة النقل البحري من جهة، وإنتاجيّة الحيد من جهةٍ أخرى، اختير عمق 25 متراً من سطح البحر لوضع الآليّات وبذلك تبقى مسافة أكثر من 20 متراً بين سطح البحر وأعلى الحيد.
وأضافت: أما بالنّسبة للوحدات، فقد وضعت على مسافةٍ تقارب الـ50 الى 75 متراً من بعضها البعض، وبذلك تشكّل مجمّعاً للأسماك ممّا يسهّل انتقالها ويحدّ من ابتعادها عن الحيد بحثاً عن أحيادٍ أخرى بعيدة.

واعتبرت خوري أنّه بالتعاون الوثيق بين مختلف الجهات المعنيّة، تمّ إنشاء أوّل حيد بحري اصطناعي قبالة السواحل اللبنانيّة. وتمنّت أنْ يكونَ هذا الحيدْ نموذجاً لبناءِ أحيادٍ أخرى في كافةِ الوطن لما فيه من مصلحة عامة لمختلف فئات المجتمع.


 

  • شارك الخبر