hit counter script

- جان كلود غصن

حكومة العار

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٣ - 08:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من منّا لا يذكر ذلك اليوم "الأيّاري" من سنة 1992 حيث تجمع المئات من الشبان وقاموا باحراق الدواليب بايعاز من مرجعياتهم السياسية الشريكة في الحكم حينها، وهم يطالبون حكومة الرئيس عمر كرامي بالاستقالة نظراً لتردّي اوضاعهم المعيشية، على الرغم من أنّ دين لبنان لم يكن يتعدى المليار دولاراً اميركيّاً آنذاك، كما أنّ القيمة الشرائية للدولار لم تكن تزيد عن 1000 ليرة لبنانيّة، أضف الى ذلك أنّ الوضع الامني كان ممسوكاً بالكامل وخاضعاً لقبضة وصاية سوريّة مستجدّة.
وعلى الرغم من المعطيات كلّها التي سبق وذكرناها، إلا أنّ رئيس الحكومة قدّم استقالته ورضخ لارادة البعض القليل، ما شكّل سابقة في تاريخ لبنان حيث تسقط الحكومة للمرة الأولى في الشارع. لم يدرك معظم الناس حينها هذه التسوية - الصفقة التي قضت بوصول رجل السعودية الاول رفيق الحريري. صفقة اميركيّة سعوديّة سوريّة قضت بـ "تسليم" البلد. تسليم لم نزل ندفع أكلافه حتى يومنا هذا.
عشرون سنة مرت على هذا اليوم المفصلي في تاريخ جمهوريتنا. الآن، وبعد أكثر من عشرين يوماً من الاضراب المتواصل، اضراب لم يسبق ان شهد لبنان مثله من حيث شموله ادارات الدولة كافة والقطاع العام، وعلى الرغم من نزول آلاف المعترضين الى الشارع وبلوغ دين لبنان العام حدود الـ 70 مليار دولار وارتفاع القيمة الشرائيّة الفعليّة للدولار لما يقارب الـ 3000 ليرة لبنانية، وعلى الرغم من هشاشة الوضع الامني المتفلّت من الضوابط ومن دون ذكر النزاعات التي تعصف بأركان اسوأ حكومة في تاريخ البلاد، تلك الاسباب كلّها وغيرها ممّا لا يسعنا تعداده، لم تكن كافية لرئيس حكومتنا الفاضلة لأن يتخلى قليلاً عن كبريائه وعنجهيّته ويتقدم باستقالته حفاظاً على ماء وجه وكرامة أصبحت في بلادنا عملة نادرة.
أعزائي، أردت من هذه المراجعة تنشيط ذاكرتنا. مراجعة تبيّن كيف أنّنا شعب لم ولن نعتد يوماً أن نكون أصحاب قرار لا بل أكثر من ذلك، نصرّ على البقاء اتباعاً وننتظر كلمة سرّ من هنا أو من هناك. كلمة لم يحن وقت البوح بها عسى ألا يطول الوقت ويكون القطار قد فاتنا ووصلنا الى ما لا تحمد عقباه...
 

  • شارك الخبر