hit counter script
شريط الأحداث

- سنتيا بدران

الشكر للـ "معلّم"

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٣ - 06:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"قمرٌ يتربع على عرش السماء، خلقه الله لينير كل ضائعٍ في ظلمة الحياة. زهرة سلامٍ يفوح منها عبير المحبة، أوجدها خالق الكون لتغمر أبناء الحياة بالطمأنينة والسعادة. رجلٌ حكيمٌ، لا يعرف معنى الحياة إلّا بالعطاء والقلق على مستقبل أبنائه؛ هذا هو أستاذي".
بهذه الكلمات، بدأت وصف معلّمي عندما طُلب منّي ذلك في الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة؛ فكانت النتيجة أنني رسبتُ في امتحان اللغة العربية.
لعلّ المصحّح لم يعتبر نفسه معنيّاً؛ إذ بممارسته مهنته لا ينير عقول تلامذته بالعلم والمعرفة، ولا ينشر الفرح في قلوبهم من خلال المعاملة اللطيفة، ولا يقلق على مستقبلهم؛ فالعطاء عنده لا يتخطّى صفحات الكتب. ربما ذلك، لأنه يمارس تحت عنوان "التعليم"، وظيفةً أخرى تجارية، ماديّةً، لا إنسانية. وكم بات عددهم كبيراً هؤلاء "العاملين في القطاع التعليمي"!
فويلٌ لـ "معلّم" يتمسّك بالـ "أنا" وينسى كل الضمائر؛ يتمسّك بتاريخه وينسى أنّ جغرافيا المستقبل لا حدود لها؛ يتمسّك بقلمه وينسى أنّ يوماً ما سيجفّ حبره وسيأتي من يحاكمه على مضمون رسالته.
وتحيّة لكلّ غني لا يحسب أيام العطاء؛ لكل مربٍّ يقيم العقول من قبور الجهل والتخلف؛ لكلّ زارعٍ يملأ الخوابي ثقافةً وأخلاقاً؛ لأنه استحقّ لقب "المعلم".
وإذا زادك الله ثروةً ثقافيّةً، يا أستاذي الكريم، أرجو أن يزيدك أيضاً بعضاً من كنوز الأرض المادية التي تستحقها تقديراً لجهدك الدائم، فأنت تمتلك الكثير وتمنح الكثير، لأنّك بحر مدٍّ كلّ أيام السنين.
وكما ختمتُ امتحاني، أختم مقالي أيضاً: "أنتَ يا نجمةً تشعّ في السماء تقودني الى طريق الأمان، يا بئر ماءٍ لا يجفّ، يروي عطشي كلّما تصحّر الكون من حولي، مهما تكلّمتُ ومهما فعلتُ، لا أستطيع مكافأتك، فشكراً لك دائماً وأبداً".
 

  • شارك الخبر