hit counter script

- جان كلود غصن

دولة المزرعة

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٣ - 06:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عندما تنأى الحكومة بنفسها عن علة وجودها فهي بالتأكيد لا تكون متجهة لبناء منطق الدولة بل لتغليب منطق المزرعة.
من الممكن ان نتفهم عندما تنأى حكومتنا بنفسها عن اخذ اي موقف، سلباً ام ايجاباً، تجاه اي دولة أكانت مجاورة أو بعيدة، كما من الممكن ان نتفهم نأي الحكومة بنفسها عن ازمات المنطقة كلها منعاً لانعكاس هذه الازمات داخلياً، لكن ما لا يمكن لأيّ عاقل وعقل أن يتقبلاه هو أن تقوم هذه الحكومة، ولأيّ فريق سياسي انتمت، بالنأي بنفسها عن علة وجودها والقيام بأبسط واجباتها تجاه رعاياها.
فبالله عليكم كيف لنا في منطق الدولة أن نتفهم حكومة قضاتها يفاوضون مساجينها وقضاؤها مهترىء يصدر مذكرات توقيف بحق مساجين موقوفين ويفرج عن عملاء مذنبين؟
كيف لنا أن نفهم حكومة وزير داخليتها "برجيس" (نسبة لمسلسل "القفورة") وهو المؤتمن على تطبيق عدالة لم يستطع أن يلمح لها صورة، تماما كغفله عن صورة الشيخ أحمد الاسير مدججاً بالسلاح ويفاخر بتحديه لمنطق الدولة؟
كيف لنا أن نتفهم حكومة وزير ماليّة تحول الى TRANSPORTER (نسبة الى سلسلة الافلام الهوليووديّة) لأحد أخطر السلفيين، اللبناني المولد، الاسلاموي الهوية والهوى؟
كيف لنا أن نتفهم حكومة وزير اقتصادها خاضع لجمعية مصارف وتجار وغرف تجارة وما تبقى من صناعة؟
كيف لنا أن نتفهم حكومة وزير صحتها وبمزحة سمجة منه أزهقت حياة طفل لم يتجاوز السنتين من عمره؟
كيف لنا أن نتفهم حكومة وزير خارجيتها POSTMAN (ايضاً نسبة للفيلم الهوليوودي) مع فارق بسيط ومهم أنّ بطل الفيلم خرج من ثوب وظيفته ولبس ثوب المواطنية عندما دعاه الواجب، بينما بطلنا هنا مصر على البقاء في ثوب ساعي البريد مهما رتب ذلك من ويلات على البلاد؟
كيف لنا فهم موقف هكذا حكومة ووزير عدلها المؤتمن على صون حقوق رعاياها أعجز من مدعي عام دولة آل كابوني، لا بل حتى أعجز من تطبيق قانون حتى ساسة جمهوريات الموز يخجلون من اعتماده؟
حكومة وزير اشغالها "الدروندي"، وزير داخليتها "برجيس"، وزير خارجيتها "المختار" اما وزير عدلها فهو لا يصلح حتى للعب دور"أبو ملحم" وبقية اعضائها "عشرة عبيد زغار"... عبيد هذا الكرسي.
في علم الاجتماع، تعني كلمة مسؤول الشخص الذي يتحمّل المسؤولية، كامل المسؤولية عن افعاله كما عن الافعال الناتجة عن تسلمه لموقعٍ ما، لكن عندما ينأى المسؤول بنفسه عن علّة وجوده خصوصاً في الموقع الذي يشغله، فهنا الاجدى به لا بل المطلوب منه عند وصول الامور لهذا الحدّ أن يكون النأي بالنفس عن الموقع والكرسي كما عن كل ما سبق و ذكرناه.
فيا ايها الوزراء الكرام ويا دولة الرئيس، اذا لا زلتم تحتفظون بذرة من الكرامة كما تدعون، وحرصاً منكم على عدم تحويل ما تبقى من هذه الدولة الى مزرعة ورحمة بالعباد في هذه البلاد، انؤوا بأنفسكم عن هذه الكراسي التي اصبحت فضفاضة عليكم، علّكم بفعلتكم هذه تبقون على ما تبقى من هذه الدولة قبل أن تصبحون على مزرعة من مزارع جمهوريات الموز.

  • شارك الخبر