hit counter script
شريط الأحداث

حديث رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لـ"المنار" في 22 شباط 2013

السبت ١٥ شباط ٢٠١٣ - 17:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مقدّمة:
من أبرز عناصر الإستقطاب في أيّ معركة أو تسوية يشهدها لبنان، وبالتالي تبقى الرّابية ممرّاً إلزاميّاً في الطّريق نحو أيّ من هذين الإتّجاهين. وبما أنّ مشروع اللّقاء الأرثوذكسي للإنتخابات النيابيّة تحوّل إلى مادّةٍ لسجالٍ ساخن، كأنّ الجنرال إختار أن يتموضع في الصفوف الأماميّة في المعركة، وأن يكون رأس معركة في الدّفاع عن هذا المشروع والتبشير به في مواجهة رافضيه. وإذا كان العماد قد وصف يوم إقرار المشروع في اللّجان النيابيّة المشتركة بأنّه يومٌ أبيض، خلافاً لموقف الرئيس سعد الحريري الذي وجده يوماً أسوداً، فإنّه يمكن القول إنّ المسافة الشّاسعة بين اللّونين هي بالضّبط المسافة السّياسيّة التي تفصل حاليّاً بين مؤيّدي الأرثوذكسي ومعارضيه، في تعبيرٍ عن أزمة سياسيّة حادّة أعادت خلط الإصطفافات الدّاخليّة وباتت تهدّد موعد الإنتخابات النيابيّة المقبلة. ملفّ قانون الإنتخاب بكلّ أبعاده، إلى جانب التّداعيات المتفاقمة للأزمة السّوريّة على لبنان، ومرحلة ما بعد الإبراء المستحيل والحملة على الجنرال بعد موقفه من أحداث البحرين، وعقدة سلسلة الرّتب والرّواتب.

أهلاً وسهلاً بك دولة الرئيس.
العماد عون: وبك أيضاً.

س: بصراحة، ألا تعتقد أنّك أبكرت بالإحتفال بقانون اللّقاء الأرثوذكسي الذي لا يزال أمامه طريق طويل مزروع بالألغام؟
ج: لم أحتفل بقانون اللّقاء الأرثوذكسي، إحتفلت بعيد مولدي.

س: مزجت الأمرين. إعتبرت إقرار قانون اللّقاء الأرثوذكسي يوم عيد ميلادك السياسي.
ج: كلاّ. عيد مولدي كان في 18، وإقرار القانون حصل في 19. إحتفلت في 18 وليس في 19. كما أنّ الأمر لا يحتاج إلى كلّ هذا السجال. نحن نعتبر التشريع أمراً عاديّاً، وهو ليس عبارة عن انتصار، لأنّ الإنتصار السياسي يكون من خلال الإنتخابات. من يستطيع أن يضمن فوزنا في الانتخابات وفقاً لقانون اللّقاء الأرثوذكسي؟

س: سمير جعجع قال اليوم إنّ البعض إحتفل بانتصار وهميّ، إذ لا يجوز للبناني أن ينتصر على لبنانيّ آخر لأنّ أيّ إنكسار لأيّ لبناني هو انكسار للجميع.
ج: الحياة الدّيمقراطيّة هي عبارة عن فوز أحدٍ ما وخسارة الآخر. وهذا صراع أفكارٍ وليس صراع بنادق وقتل. هذا الأمر هو طبيعيّ جدّاً. يحاربونني دائماً على النّوايا: نحن نجتمع دائماً أيّام الثلاثاء، وصادف عيد مولدي بنفس اليوم، وفتح النّوّاب قنينة شمبانيا إحتفالاً بالمناسبة.

س: ولكنّك لم تكن حزيناً لإقرار القانون، وقد اتّصلت بسمير جعجع وأمين الجميّل لتهنّئهم..
ج: بالطّبع لم أكن حزيناً، وقد اتّصلت بالجميع وشجّعتهم، وقلت لهم أنّ مرحلة جديدة مرّت ولا تزال أمامنا خطوة واحدة لكي نقرّ القانون. ما من أحد منّا أجبر الآخر على إقرار القانون، ومن يريد التّراجع، يستطيع أن يفعل.

س: هل تشعر أنّ القوّات والكتائب وافقا على قانون الأرثوذكسي مرغمين؟
ج: جميعنا نفضّل التّوافق، ولكن إذا لم يكن التّوافق على حقوق واضحة فلا يمكن أن يتمّ. التّوافق لا يعني أنّني مرغم على القيام بحسومات على "الشيك" الذي أعطونا إيّاه منذ العام 1989. منذ العام 1989 ولغاية اليوم، أي منذ حوالي 24 عاماً، وُقّع "شيك" في الطّائف بحضور المملكة العربيّة السّعوديّة، وباعتراف دوليّ، وهو يحتّم حصول المسيحيين على 64 نائباً. منذ ذلك الوقت ولغاية اليوم، توزّع المسيحيّون على مستعمرات، واليوم هم يطالبون باستقلالهم. حصل معنا كما يحصل مع الدّول الكبيرة التي تستعمر الدّول الصّغيرة، وعندما تأخذ الأخيرة استقلالها، تحزن الدّول الكبيرة معتبرةً أنّها خسرت. هذا الأمر ليس خسارة، إنّما هو عبارة عن حقوق.

س: هذا الأمر يقودني إلى الإستشهاد بقول الرئيس الحريري الذي وصف يوم إقرار القانون في اللّجان النيابيّة المشتركة باليوم الأسود، في حين أنّك قلت إنّه يوماً ناصع البياض. بقرارة نفسك، ألا تعتقد أنّ الرئيس الحريري على حقّ؟ ألا ترى أنّه قانون الفصل العنصري بين اللّبنانيين؟
ج: هل يُعتبر هذا القانون عنصريّاً؟ أنا طرحت من قبله قانوناً يجعل من لبنان دائرة واحدة بحيث كلّ لبناني ينتخب 128 نائباً. هل من قانون أفضل من هذا القانون لدمج اللّبنانيّين ولقتل الطّائفيّة في لبنان؟ لا أعلم أيّ منطقٍ يتّبعون وفي أيّ كتبٍ يقرأون..!! طالبت بقانون يجعل من لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة وهذا القانون يقتل كلّ أوجه الطّائفيّة. اللائحة التي تحصل على الأكثريّة تحكم واللائحة التي تحصل على الأقليّة تعارض، وبهذا يسقط الخطاب الطّائفي من الكلام السياسيّ. ولكنّهم رفضوا هذا الطّرح.

س: كيف تستطيع أن تنتقل من طرحٍ وطنيّ إلى طرح طائفيّ ومذهبيّ؟
ج: قانون اللّقاء الأرثوذكسي ليس طائفيّاً. كيف يتمّ تشكيل اللّوائح وفقاً لهذا القانون؟ سيكون هناك تشكيلات سياسيّة بحيثّ كلّ أقليّة في طائفةٍ معيّنة تندمج مع طائفة أخرى تكون خصماً سياسيّاً للأكثريّة من طائفتها، وبهذا تتشكّل معارضة من كلّ الطّوائف بشكلٍ طبيعيّ، وبالتّالي حكومة من كلّ الطّوائف.

س: ولكنّ الإنتخاب سيكون ذا بعد مذهبي وطائفي، وهذا البعد الوطني الذي تتكلّم عنه الآن لن يكون مضموناً. قيل إنّ هذا القانون لا يتلاءم مع سيرة ميشال وتاريخه: أنت حطّمت الحواجز الطّائفيّة وأبرمت تفاهماً تاريخيّاً مع حزب الله، وأنت كنت قائداً للجيش الذي يمثّل نموذجاً للعيش المشترك، وأنت ابن المؤسّسة العسكريّة التي اختلطت فيها دماء المسلم مع المسيحيّ، وقد خدمت في عكّار والجنوب وبيروت والجبل، وانت من مواليد حارة حريك حيث التنوّع السّكّاني... أين اختفى هذا التّاريخ؟
ج: لا يزال موجوداً، وأنا لم أتغيّر. منذ بضعة أيّام زارني حوالي مئة شخص من منطقة الأشرفيّة وكان من بينهم أكثر من سيّدة مسلمة شيعيّة، وقد قالت لي إحداهنّ إنّها تريد أن تصوّت في الأشرفيّة، فقلت لها إنّها تستطيع أن تصوّت في الأشرفيّة للائحة شيعيّة من حلفائنا.. لا يمكن أن يضيع أيّ صوت. صحيفة الأخبار أيضاً، وضعت صورتي على الغلاف وعنونت "زوجتي لن تنتخبني". لماذا لن تنتخبني؟؟ إسمها مسجّلٌ على لوائح القيد تبعاً بإسم زوجها. ولكن لنفترض أنّها لم تكن مسجّلة تبعاً لزوجها، تستطيع أن تصوّت في أيّ مكان للوائح التيّار الوطني الحرّ. وبناتي أيضاً اللّواتي تزوّجن من رجالٍ في مناطق مختلفة لن يصوّتن لي، ولكن يستطعن التّصويت للتّيار ولخطه السياسيّ. المجتمع اللّبناني هو مجتمع مختلط، وأنّى حصل التّصويت، يستطيع كلّ إنسان أن يصوّت للخطّ السياسي الّذي يمثّله، وبذلك لا يمكن أن يضيع أيّ صوت. قد تخسر 10 أصواتٍ، ولكن في المقابل تربح 10 أصواتٍ بدلاً منها. هذا الأمر محتّم.

س: هل ضميرك مرتاح بعد إقرار هذا المشروع في اللّجان المشتركة؟ هل تشعر أنّ هذا القانون هو القانون الذي يتناسب مع شعار التّغيير والإصلاح. هل هذا هو التّغيير والإصلاح الذي وعدت به اللّبنانيّين؟
ج: هذا جزء منه لأنّه سيوصلنا إلى اتّحاد سليم لأنّ كلّ طائفة بحاجة لأن تطهّر نفسها. عندما يقول أحدهم إنّه مع إقرار الزّواج المدني، في حين أنّ قانون الزّواج المدني يقبع في أدراجه منذ أكثر من 20 عاماً، لا يمكن أن نصدّق كلامه، لأنّه يهدف فقط لإستقطاب التأييد ولإلغاء طائفة أخرى. من يريد أن يتكلّم عن الدّولة المدنيّة، عليه أن يتكلّم عنها ضمن مجتمعه، أي على المسيحي أن يدافع عنها داخل المجتمع المسيحي، وعلى المسلم أن يدافع عنها داخل المجتمع الإسلامي. لماذا نضحك على أنفسنا؟؟

س: هل تقصد أنّ هناك تكاذباً بموضوع الوحدة الوطنية والعيش المشترك؟
ج: تتكلّم وكأنّني أدعو للتّهجير والهجرة ولحمل السلاح..!!

س: أنت تدعو للفرز.
ج: أيّ فرز؟

س: فرز النّاس على أساس إنتماءاتها الدّينيّة.
ج: على العكس. هذه الإنتخابات ستؤدّي إلى قيام ثنائيّة في المجتمع، وبعد أن تقوم هذه الثّنائيّة تستطيع ان تنتخب على أساس دوائر مشتركة. لا يمكن أن يتمّ الإنتخاب ضمن هذه الحالة الأحاديّة الموجودة، لأنّها تشبه من يقول للآخر أريد أن ألتهمك، ويطلب منه إلقاء نفسه في فمه. إن لم يكن هناك ثنائيّة، لا يمكن أن يكون هناك ديمقراطيّة، وبالتّالي لا قيمة للصوت.

س: ألا تشعر أنّ الرئيس سعد الحريري ظهر أكثر حرصاً على الدولة المدنيّة؟ في مقابلته الأخيرة، دعم الزّواج المدني..
ج: أولست أنا داعماً للزواج المدني؟؟!! أنا علمانيّ من رأسي إلى أخمص قدميّ. أيّ قانونٍ تمّ تقديمه بهذا الموضوع ولم يحصل على توقيعي؟ عليك أن تراجع القوانين في المجلس لتتأكّد ممّا أقول فعليّاً. قمت بتأييد كلّ القوانين التي تؤدّي إلى الدّولة العلمانيّة بطريقة علنيّة.

س: ولكن القانون الذي تقاتل من أجله هو عكس سير الدّولة المدنيّة.
ج: أبداً، لأنّه في نهاية الأمر سأعود لأحكم أنا وشريكي بالوطن معاً. لا مفرّ من هذا الأمر. الخطورة أن تكون تركيبته خاطئة وليست معي أنا، لأنّه بالإجمال من يرى أنّ هذا الأمر يؤدّي للفرز، هو من يعيش هذا الفرز داخل رأسه. أنا لا أراك كائناً مختلفاً عمّا كنت عليه عندما كان الإنتخاب على أساس قانون الستين. كنت عماد مرمل يوم اعتمدنا قانون الستين، وستبقى عماد مرمل بعد أن نعتمد الأرثوذكسي. لن يتغيّر شعوري تجاهك، ولن تتغيّر صورتك عندي. هذا الأمر يتعلّق بثقافة الإنسان. الإنسان هو إنسان وله حقوق.

س: هذا كلام رومنسيّ.
ج: كلاّ.

س: ولكن باعتماد قانون اللّقاء الأرثوذكسي، سيقوم كلّ مرشّح بشدّ عصب طائفته ليستقطب أكبر عدد ممكن من الأصوات، وهذا ما سيؤدّي إلى ارتفاع وتيرة الخطاب الطّائفي والمتطرّف.
ج: من يستطيع أن يؤكّد ذلك؟ على ايّ حال، يستطيع الجميع إستعمال الخطاب الطّائفي، ولكن أريد أن أذكّر أنّه يوم كانت القرارات تكلّفني الكثير، قمت بها ودفعت الكثير، ولم ألجأ إلى الخيارات المذهبيّة. ولكن من يستطيع أن يقول مسبقاً إنّ هذا الأمر سيحصل؟ ولو افترضنا أنّه حصل، من يكون المسؤول عنه؟ المسؤول عنه هو من يوقّع شيكات من دون رصيد تماماً كالشيكات التي تمّ توقيعها في الطّائف بموضوع المناصفة في عدد النوّاب. فليتفضّلوا وليحتسبوا الـ64 نائباً، وليعطوهم لأصحابهم، لأنّهم مسؤولين عن كلّ السيّئات التي حصلت في البلد وكلّ السّيّئات التي ستحصل أيضاً. لا يتّهمنا أحد بأيّ شيء، لأنّ كلّ ما نقوم به هو المطالبة بقضيّة محقّة: نحن نقترح أن نكون ضمن لائحة واحدة. لا يريدون أن يسمعوا باللائحة الواحدة، ولا يريدون أن يسمعوا بالنّسبيّة. يريدون اعتماد قانون الستّين القائم على النّظام الأكثري، وانطلاقاً من هنا نلاحظ أنّ هناك إرادة لتأخير الإنتخابات وإلغائها. المرّة الأولى التي صدر فيها كلام عن تأخير الإنتخابات، كانت على لسان النّائب مروان حماده داخل المجلس في الصيف الماضي، وكذلك الأمر بالنّسبة لأحمد الحريري الذي رفض الحوار قبل ان تنتهي الأزمة في سوريا. هم يعيشون بانتظار التّحوّل في سوريا.

س: بعد عودتك من المنفى الباريسي، خاطبت الجماهير قائلاً: "إذا أصبحت طائفيّاً، أنبذوني". هل لا تزال عند كلامك؟
ج: طبعاً. أنا أطالب بأن تحصل كلّ طائفة على حقوقها. من يعتبر أنّني طائفيّاً يكون هو الطّائفي، لأنّني فقط أفرز الحقوق. لو كان جارك مسيحيّاً، هل يعني أنّكما طائفيّان إذا حدّدتما الحدود بين منزليكما بشريط؟ نحن نضع حدوداً لحقوق الجميع، لكي يلتزم كلّ إنسان حدوده من دون أن يسطو على حقوق الآخر. هم يغطّون عمليّة السّطو بالتّهويل بالنزول إلى الشّارع. أنا لا أخاف. هذا حقّي ومن يريد أن يسلبه، يجب أن يأخذه بالقوّة. أقولها من الآن: إذا أرادوا أخذ نائب بالزّائد على العدد الذي يحقّ لهم به، يجب أن يأخذوه بالقوّة.

س: إذاً أنت متمسّك بـ64 نائباً. ألا يمكن أن تسيّر الأمور بـ63 نائباً.
ج: كلاّ. إذا كان الأمر موضوع عناد من دون أيّ وجه حقّ، لا يمكن أن أرضخ، وإن كان الموضوع يتعلّق بتقديم الإحسان، فهناك كلام آخر. أعتقد أنّهم أكثر غنىً منّا، ولجميعهم قوّة سياسيّة، وهم ليسوا بحاجة للحسنة. يجب أن يدفعوا الشيك الذي وقّعوه في الطائف.

س: هل مشروع اللّقاء الأرثوذكسي هو خيار استراتيجي نهائي أم مناورة سياسيّة بالذخيرة الحيّة من أجل تحسين شروط التّفاوض ودفع سعد الحريري ووليد جنبلاط بتسوية متوازنة؟
ج: كلاً لأنّنا وصلنا إلى الحدّ النّهائي. لا أستطيع القول إنّ هذا الأمر هو مناورة. عندما نصل الى الحدود تنتهي المناورة. في الحياة العسكريّة، هناك أمر يدعى التّهديد العسكري من الطّرفين، وهو عبارة عن مناورة لإظهار القوى، ولا تكون رادعة إن لم تكن حقيقيّة، لأنّه إن لم يتحقّق ما تريد تقوم بتفعيل القوى التي أظهرتها. تبدأ بالمناورات وبإظهار القوى، ولكن إن لم تتوصّل للنتيجة المرجوّة، فلا بدّ من أن تخوض الحرب. طرحت العديد من الإقتراحات إلاّ أنّها رُفضت: رفضوا الدّائرة الواحدة، ورغضوا الدّوائر المتوسّطة فلم يبقَ لنا إلاّ قانون اللّقاء الأرثوذكسي. قلت هذا الكلام في 12 آب. منذ ذلك التّاريخ ولغاية اليوم، سُنحت لهم الفرصة أكثر من مرّة للتّراجع، إلاّ أنّهم تعنّتوا. أصرّوا على القانون الأكثري، ونحن نعلم أنّ القانون الأكثري هو بمثابة حكم الإعدام بالنسبة لنا. بعدها بدأوا باقتراح قوانين أكثريّة ونسبيّة في نفس الوقت... لمَ كلّ هذه الأمور؟؟

س: تسويات على الطريقة اللّبنانيّة.
ج: لمَ كلّ هذه التسويات؟؟ أنا أريد الفوائد التي تترتب على الشيك الموقّع في الطّائف وليس الإجتزاء من رأس المال. يجب ان أطالب بأكثر من 64 نائباً لتحصيل الفوائد التي تترتّب عليهم منذ توقيع إتّفاق الطّائف. (ضاحكاً).

س: لطالما كان قانون الإنتخاب نتيجة تسوية، وأحياناً تكون هذه التسوية خارجيّة تُفرض على الدّاخل، وأحياناً أخرى تسوية داخليّة إقليميّة.
ج: إنّك تتناول الأمور من مفهومٍ آخر. مفهومي يقول إنّ هناك حقوقاً، وما أن يتمّ احترامها تُحلّ المشكلة.

س: تناقلت نكات على الهاتف تقول إنّ قانون اللّقاء الأرثوذكسي هو بمثابة إنتحاري، فجّر نفسه بقانون السّتّين، فقُتلا معاً.
ج: فولّدا القانون الذي يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة.

س: هذا هو البديل؟
ج: عندما انفجر القانونان، وُلد هذا القانون من داخلهما.

س: إذاً البديل الوحيد عن قانون اللّقاء الأرثوذكسي المقبول من قبلكم هو قانون لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة.
ج: نعم.

س: ماذا عن الصيغة المركّبة التي طرحها الرئيس برّي؟
ج: عقلي ليس تسوويّاً. عقلي حقوقيّ.

س: هذه مشكلة. يقولون إنّ عقلك ليس تسوويّاً فيما لبنان يقوم على التسويات.
ج: لمَ لا تكون التسوية عبر إعطائنا 77 نائباً كفوائد عن السنين التي مرّت؟؟ لمَ يريدون أن يأخذوا من حقوقنا من أجل التسوية؟؟ لمَ تكون التسوية على حقوقنا وليست على حقوقهم؟؟ هذا الأمر ينطوي على الكثير من الإستخفاف، وانطلاقاً من هنا بتّ أفهم لمَ سرقوا الدّولة بهذه الطريقة وارتكبوا كلّ تلك المخالفات. هناك فئة منهم لا يجوز أن نتعاطى معها، بل على القضاء أن يتعاطى معها، وعلى الرّغم من ذلك، هي تتكابر علينا.

س: ماذا لو وافق سعد الحريري ووليد حنبلاط على الصيغة التي طرحها نبيه بري: 64 نائباُ على قاعدة النظام النسبيّ، و64 نائباً على قاعدة النّظام الأكثري. هل من الممكن أن توافق على هذه الصيغة؟
ج: هذه الصيغة لا تحدث فرقاً، وهي تؤدّي إلى نفس النتيجة القائمة اليوم "مع نائبين بالزّائد أو بالنّقصان".

س: إذاً هذه الصيغة لا تلبّي حقوقك؟
ج: كلاّ.

س: ولكن هل من المفروض أن ينتخب المسيحيون النواب المسيحيين وأن ينتخب المسلمون النواب المسلمين؟؟ لذّة لبنان وقيمته هي باختلاطه.
ج: لو كان هناك ثنائيّات في الطوائف الأخرى لكانت تحقّقت الدّيمقراطيّة. قال لي البطريرك صفير يوماً على المسيحيين أن يتوحّدوا، فقلت له إنّ الوحدة تلغي الدّيمقراطيّة، وعلينا الإختيار ما بين الوحدة والدّيمقراطيّة.

س: ولكن لماذا تصرّ على المناصفة وتتجاهل المشاركة؟
ج: لا يمكن أن يكون هناك مشاركة ضمن الحالة الواقعيّة التي يعيشها اللّبنانيون اليوم.

س: ولكن سرّ وسحر لبنان هو بانتخاب المسيحيين والمسلمين لبعضهم البعض، أي أنّ النّائب يكون منتخباً من المسلمين والمسيحيين.
ج: كلاّ، هذا الأمر ليس صحيحاً. المسلمون هم من ينتخبون، فيما يقتصر انتخاب المسيحيين على بعض الدّوائر. يوم كانت عكّار ثنائية سنيّاً ومسيحيّاً، كان هناك تحالف بين المسيحيين والمسلمين، وكان يتمّ تاليف اللّوائح على هذا الأساس. كانت الأمور مقبولة يومها، ولكن اليوم، ومع انتفاء الثّنائيّة في الطّائفة السنيّة، لم يعد يجوز هذا الأمر، لأنّ البلوك السنّي هو من يحدّد النّواب المسيبحيّين، والأمر نفسه ينسحب على النبطيّة وصور وبنت جبيل...

س: ولكن الإقتراح الذي طرحه الرئيس برّي يحسّن نسبة التمثيل المسيحي.
ج: يحسّن ولكن لا يؤمّن المناصفة، وبالتّالي هو ليس الحلّ. لننطلق من الأساس: منذ الآن ولغاية بروز الثّنائيّة داخل الطّوائف الأخرى، نحن سنبقى على القانون الأرثوذكسي. ولكلّ من يتكلّمون بالدّستور وباتّفاق الطّائف نقول إنّ هناك حالة أخرى أيضاً: ليكن هذا القانون أساساً لإنتخاب مجلسٍ تأسيسيّ يكون لإعادة النّظر والحوار حول شكل لبنان الذي نريد.

س: أي أن يكون قانون اللّقاء الأرثوذكسي لمرّة واحدة فقط.
ج: نعم. هو يؤسّس لمجلس نوّاب يؤمّن المناصفة بين الجميع، وبالتّالي يقوم ذلك المجلس بتأسيس لبنان من جديد، وانطلاقاً من هذا التأسيس يتمّ اعتماد قانون جديد للإنتخابات. سيكون لهذا المجلس مدّة 4 سنوات لإيجاد صيغة جديدة للسياسة اللّبنانيّة.

س: ولكنّك قلت للرئيس برّي إنّك منفتح على أيّ نقاش. ماذا قصدت بالإنفتاح ما دمت متمسّكاً بقانون اللّقاء الأرثوذكسي؟
ج: لديّ حلّ آخر يقوم على اعتماد لبنان دائرة واحدة على أساس النّظام النسبي. هم يتّهمونني بالطّائفيّة وأنا أطالب باعتماد لبنان دائرة واحدة على قاعدة النّظام النسبي، ما من شأنه خطف الحديث الطّائفي نهائيّاً. مع اعتماد هذه الصيغة، من يستطيع أن يسطو على الأكثرية السنيّة أو الأكثريّة الشيعيّة؟

س: هل اعتماد قانون انتخاب على أساس لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبيّة يؤمّن 64 نائباً للمسيحيين؟
ج: طبعاً ولمَ لا؟ ساقوم بتسمية 64 نائباً من اللاّئحة الإنتخابيّة التي سأكون فيها، وهم سيسمّون نوّاباً من ضمن الكوتا التي تعود لهم. والنسبيّة تُطبّق على الجميع.

س: إذاً أنت تتحرّك ما بين قانون اللّقاء الأرثوذكسي، وقانون لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبيّة.
ج: نعم.

س: من غير الممكن أن توافق على صيغة تجمع ما بين الإثنين؟
ج: لماذا نتكلّم عن العدالة إن لم نكن نريد أن نطبّقها؟؟

س: إذاً لا مجال للتّوافق..
ج: لمَ لا؟؟ قدّم لي إقتراحاً جديداً يؤمّن العدالة والإنصاف. لمَ تطرح عليّ المعجزات وتقوم بعد ذلك باتّهامي بعرقلة التّوافق. أنا لا أمسّ بحقوق الطّوائف الأخرى، ولكنّهم يريدون المسّ بحقوقي بالتّلاعب. هذا من ناحية، وإذا اضفنا المال من ناحية ثانية على قاعدة النّظام الأكثري، لا يمكننا التفكير بالفوز بالإنتخابات لأنّنا لا نملك المال لمواجهة المليارات التي يدفعونها. منذ فترة زارني وفد من الأوروبّيّين وسألوني عن ملاحظاتي على مراقبة الإنتخابات، فقلت لهم إن كنتم قادرين على الضّغط على الدّول المموّلة للإنتخابات، تفيدوننا كثيراً، ولكن أن تأتوا وتتفرّجوا فقط على المشهد، فنشكركم سلفاً ولسنا بحاجة لأيّ مراقبة.

س: إذاً النسبيّة هي ضمانة لمحاربة المال السياسي.
ج: طبعاً.

س: كتلة المستقبل اعتبرت في بيانها الأخير أنّ "مشروع اللّقاء الأرثوذكسي هو مشروع انتحاريّ من شانه أن يؤدّي إلى اغتيال الإعتدال في لبنان وتدمير مبادئ الميثاق الوطني والعيش المشترك"، والأخطر من ذلك أنّها اعتبرت أنّ "هذا المشروع يقدّم أفضل هديّة للعدوّ الإسرائيلي". هل يحتمل ضميرك هذه التّهمة؟
ج: (ضاحكاً). هذا كلام هوائيّ. يستطيعون اتّهامي أيضاً بالعمالة وبتقديم المعلومات للإسرائيليين، وبتنسيق عمليّات عسكريّة معهم.
هذا كلام فارغ. يستطيعون اتّهامي بأكثر من ذلك.. يستطيعون اتّهامي بأنّني أخطّط لقتل أولادي وأحفادي أيضاً. (ضاحكاً).

س: ألا تتأثّر بهذا النوع من الكلام؟
ج: أبداً. لا أحد يستطيع أن يبتزّني بالكلام لأنّني أتمتّع بصفاء الضمير وصفاء النوايا. فليقولوا ما يشاؤون. أنا مرتاح.

س: جمعت لك الكثير من أقوالهم.
ج: ألم ترَ كميّة الوثائق التي بحوزتهم والتي تظهر تعاملي مع الإسرائيليين؟؟ فيأتوا بكل هذه الوثائق إلى المحكمة. أنا لا أخاف. حان الوقت ليقدّموا وثائقهم إلى المحكمة. كلّ من لديه تهمة ماليّة أو تهمة عمالة أو تهمة اغتيال، فليتفضّل بها وليواجهني في المحكمة. هذا الكلام فارغ ومن المعيب أن تستعمل مجموعة من رجال السياسة هذا الأسلوب في التعاطي.

س: إذاً برأيك لست تقدّم هديّة للعدوّ الإسرائيلي؟
ج: لمَ عليّ أن أنفي ذلك؟؟

س: نعم؟؟
ج: لمَ عليّ أن أنفي ما هو ليس موجوداً؟؟ لا أحد يمكنه وضعي في خانة الدفاع عن النفس، فأنا لا أطالب بالبراءة، لأني بريء، وليصرخوا كما يشاؤون، لأنّهم لن يجدوا آذاناً صاغية. قد يستطيعون أن يحرّكوا بعض الذين جنّدوهم لصالحهم، ولكن لا يمكن أن يفعلوا أكثر من ذلك. أنا أطير عالياً جدّاً، وجميع أسلحتهم لا تطالني. أنا فوق سقف الأذى سياسيّاً. قلت لهم في السابق وأكرّر الآن: لا عمالة عندي ولا عمولة ولا على ضميري دم. أنا كنت مقاتلاً في الجيش اللّبناني ولم أكن يوماً قاتلاً. لم أرتكب يوماً الجرائم، لا يستطع أحد التحديق بعيّنيّ. أنا أحدّق بأعين الجميع.

س: ألا يعتبر هذا الكلام فوقيّة سياسيّة؟
ج: كيف تردّ على الكلام الذي قالوه؟؟ ألا يُعتبر دونيّة سياسيّة؟

س: لنترك الحكم بهذا الموضوع للمشاهدين. وبالإنتقال إلى النّائب وليد جنبلاط، فقد حذّر من أنّ مشروع اللّقاء الأرثوذكسي يعيدنا إلى الإنعزال اليميني، ويفكّك المجتمع اللّبناني إرباً إرباً، ويُنشئ 19 مجلساً نيابيّاً ويضرب المشاركة. كلّ هذه الأمور تُعتبر من سيّئات هذا القانون.
ج: هل كان من المتوقّع أن يقول غير ذلك؟؟ هو يندب خسارته لأنّ لديه مستعمرة وسيخسرها. لديه 4 نوّاب مسيحيّين في الشّوف...

س: أتسمّي ذلك مستعمرة؟
ج: نعم. هو يملك واحدة في الشّوف، وواحدة أخرى في عاليه.

س: ولكنّه قال إنّ مشروع اللّقاء الأرثوذكسي سيعيدنا إلى الإنعزال اليميني.
ج: كلام فارغ. هو الوحيد الذي سينعزل. سيتوجّه إلى الجبل، فيتموضع هناك ويقفل المداخل من حوله.

س: كلّ كلامهم فارغ؟ هناك مكوّنان أساسيان سنيّ ودرزي يرفضان هذا القانون...
ج: مهلاً. أنا لست أهاجم الطّائفة الدّرزيّة. كلامي موجّه لوليد جنبلاط. أنا أحترم الطّائفة الدّرزيّة وأحترم الطّائفة السنيّة، ولكن السياسيّين المتضرّرين من كلامي ضدّهم يقومون بتعميمه على طوائفهم. أنا أردّ على شخص ولا أردّ على طائفة.

س: ولكنّك تعلم أن الخطاب الذي تعتمده يغذّي نعرة طائفيّة..
ج: حدّد ما الذي قلته وعمل على تغذية النعرات الطّائفيّة؟؟

س: يُقال إنّك بكلامك تدعم بطريقة غير مباشرة التيارات السياسية المتطرفة، وقد قال أحدهم إنّه يفضّل رؤيتك على كرسيّ الإعدام وليس على كرسيّ الرّئاسة. ألا تعتقد أنّ خطابك السياسيّ ساهم بتنمية هذه الظّواهر وتغذيتها؟
ج: هذه الظّواهر كانت موجودة من قبل خطابي، وهذا النوع من الكلام لا يستحقّ الرّدّ، إنّما يستحقّ الإحالة إلى القضاء.

س: هل تعتبر هذا الكلام تحريضاً؟
ج: هذا تحريض على القتل، ولكن لن أردّ عليه. هناك أجهزة وهي كفيلة بالرّدّ عليه.

س: هل أنت واثق من أنّ الأجهزة ستردّ عليه؟
ج: أنا آمل دائماً أن تقوم الأجهزة بواجباتها.

س: هل سترفع دعوى أمام القضاء.
ج: سأبحث بهذا الأمر.

س: ولكنّك متّهم بخطاب يغذّي الظواهر المتطرّفة.
س: أذكر لي مقاطع من خطابي حيث ترى تغذيةً للظواهر المتطرفة؟

س: هجومك العنيف على سعد الحريري وعلى فؤاد السنيورة واتّهامهم بالفساد وبالمخالفات.
ج: جوابي هو كتاب الإبراء المستحيل. بيع منه لغاية اليوم 17000 نسخة. وإذا قسناه نسبيّاً يُعتبر أقوى كتاب في العالم من حيث المبيعات، وهم يقولون إنّ هذا الكتاب لم يحقّق نسبة مبيعات.

س: الخوف من أن يكون فقط أنصار التيّار من يبتاع هذا الكتاب.
ج: هذا الكتاب موزّع على جميع المكتبات، ومن الممكن معرفة نسبة مبيعاته في الجنوب والشمال وفي كلّ منطقة من لبنان.

س: بالعودة إلى موضوعنا، نائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري اعتبر أنّك تجرّ المسيحيين إلى مكان خاطئ ومن الأفضل خسارة بعض المقاعد المسيحيّة على خسارة لبنان.
ج: هل يستطيع أن يبرّر لي لمَ يحب أن أخسر هذه المقاعد؟ أستطيع أن أتنازل عن 8 مقاعد ولكن هل يستطيع أن يقول لي لمَ على المسيحيين التنازل عن حقّهم بانتخاب هؤلاء النوّاب؟ فليقدّم لي مسوّغاً واحداً لكي أتنازل عن هذا الحقّ.

س: من أجل فكرة لبنان التعايش.
ج: لمَ عليّ أن أتنازل عن حقوقي لشريكي في الوطن؟ هل أنا أقوم بعمليّة شراء الآخر أم أن ذلك الآخر هو شريكي في الدّولة؟ هم يروّجون لهذا المنطق الخاطئ للقول إنّني لا أقدّم التّضحيات من أجل قيام لبنان، في حين أنّ هذه التّضحيات تقتصر عليّ فقط من دون أن يقدّم أيّ أحد تضحيات في المقابل.

س: ولكنّه قال عنك كلاماً جميلاً، إذ وصفك بزعيم الموارنة من دون منازع. ولكنّه شدّد على المذهب الماروني.
ج: أنا المدافع الأوّل عن قانون اللّقاء الأرثوذكسي، فليعطني القليل من الزّعامة على هذا الأمر. (ضاحكاً). هل تعلم ان الأكثريّة الأرثوذكسيّة في لبنان هي دائماً في خطّي السياسيّ؟

س: هل تزال على نفس الخطّ؟؟
ج: لا أعلم. نستطيع ان ناخذ كل انتخابات على حدة. في انتخابات 2005 حصلت على الأكثريّة في الطّائفة الأرثوذكسيّة، وفي انتخابات 2009 بقي الأرثوذكسيون على الوعد. هذه الأرقام نشرتها المؤسّسات التي تُعنى بالإحصاءات.

س: هل انت واثق أنّه لو جرت الإنتخابات المقبلة ستكون الرّابح في الشّارع المسيحيّ على اساس قانون اللّقاء الأرثوذكسي؟
ج: كلاّ. ولكن سبق وقلت إنهم يخافون من قانون لا يضمن فوزهم.

س: كنت متحمّساً في السذابق لقانون الستّين، ولكنّك خسرت الإنتخابات.
ج: لم أكن متحمّساً لقانون السّتّين. خضت يومها معركةً وسيطة لأنّنا كنّا يومها على أبواب انتخابات وفقاً لقانون العام 2000، الذي كانوا يقولون إنّهم يرفضونهم ولكنّهم جدّدوا له في ليلةٍ سوداء. من المؤكّد أنّها كانت ليلة سوداء لأنّها لعبة حصلت لتمرير ذلك القانون. قانون العام 2000 هو أسوأ قانون في تاريخ لبنان، وقد جدّدوا له مرّتين، فجاء من بعده قانون السّتّين ليحرّر 23 مقعداً، والآن لدينا قانون اللّقاء الأرثوذكسي الذي يحرّر كلّ المقاعد من هيمنة الطّوائف على بعضها.

س: هل من الممكن توقّع تسونامي جديد في الإنتخابات النيابيّة المقبلة؟
ج: من الممكن أن يحصل ذلك، ولكن القرار يعود للرّأي العام اللّبناني، وأنا أرى أنّ الكثير من اللّبنانيّين يتأمّلون إقرار قانون اللّقاء الأرثوذكسي لأنه يؤمّن لهم الهدوء والسكينة، وهؤلاء ليسوا مستعدّين لحمل السّلاح كما يُحاول البعض أن يشيع بأنّ هذا القانون سينشر الفوضى. لن أحمل السلاح لأطلق النّار على أحد من الطوائف الأخرى، ولن أقتحم منزل أحد ولن أتظاهر ضدّ أحد، أو أعتدي على أيّ منهم، ولن أنتزع أيّ مقعد نيابيّ من أيّ منهم. لن أفعل أي شيء من ذلك، فلماذا يحمّلونني الإجرام والفوضى وكلّ هذه الأمور؟؟ إذا أردنا أن نتكلّم عن المجرمين بحقّ الوطن، نستطيع القول إنّ هؤلاء مجرمون وسنظهر ذلك.

س: متى؟
ج: الآن من خلال كتاب الإبراء المستحيل، حيث تجد أنّ المليارات صُرفت من دون أن تعلم أين ولماذا؟

س: بعد عرض تقرير حاولنا من خلاله استقصاء آراء المواطنين في ما يتعلّق بقانون اللّقاء الأرثوذكسي.
ما رأيك بتعليقات النّاس في التّقرير؟
ج: طبعاً هناك رأيان. لكنّي لاحظت أنّ الأكثرية هي موافِقة أي مع القانون.

س: ولكنّك تتفهّم الآراء المعترضة؟
ج: نعم طبعاً أتفهّمها، وأعتبر أنّ من يعترض عليّ فلأنّه تلقّى وجهة نظري بطريقةٍ خاطئة. من هنا، ليته بإمكاننا أن نوضح الأمور لكلّ إنسان، وهذه المقابلة اليوم هي من ضمن اللّقاءات الّتي نوضح من خلالها الموقف عبر إعطائه المعنى الحقيقي.
في التّقرير، قال أحدهم إنّي أقسّم البلد في حين أنا كنت قد طرحت اللائحة الموحّدة، لكن النّاس ينسون. لا زلنا نطرح لبنان دائرة واحدة، إما يكون لكلّ الطّوائف سويّاً على نفس اللائحة، وإما كلّ طائفة على حدة. إذن يوجد خياران. ولمن يعترض على خيار كلّ طائفة لوحدها، فَليتوجّه إلى الحلّ الثّاني. لماذا يرفضون خيار كلّ الطّوائف سويّاً؟ أيمكن لأحدٍ أن يقول لي لماذا؟

س: قد يجيبونك أن لا نسبية في ظلّ السّلاح، هذه المقولة جاءت ردّاً على طرحك لبنان دائرة واحدة حسب نظام النّسبية.
ج: ما رأيك أن أذهب وأتنزّه وإيّاك في عكّار وفي طرابلس؟ هل نقدر على ذلك؟ بالأمس سمعنا ما قيل عنّي من كرسي الإعدام وفتح القبر... هذا تحريض وتحريض كبير.

س: وأنت تحرّض أيضاً.
ج: لا تطلق الكلام جزافاً، فلنكن دقيقين. قُل لي بماذا حرّضت وعلى من؟ أنا حرَّضتُ على الفساد.. نعم، وأنا أفتخر بالأمر. هذا هو عملي، لقد "نذرت" نفسي لمحاربة الفساد. هذه الكلمة، منذ تكونت ذاكرتي الواعية وأنا أسمعها، أسمع "الفساد" و"الفساد" و"الفساد". صار مثل "الدّومري"، الذي نسمع عنه ولا نراه. نفس الشّيء بالنّسبة للفساد، حتى اعتقدنا أنّه شيءٌ وهمي، ثمّ مع الوقت صرنا نفهم أنّه حالة تسرق الحقوق العامة.

س: لقد أُقِرَّ الآن مشروع اللّقاء الأرثوذكسي في اللّجان المشتركة. السّؤال الّذي يشغل النّاس والرّأي العام والأوساط السّياسية هو هل سيدعو الرّئيس برّي إلى هيئة عامة قريباً إذا لم يتمّ التّوصّل إلى توافقٍ على مشروعٍ آخر؟
ج: إذا حصل عرضٌ مقبول، سيُناقَش. ولكن أصبح العرض المقبول محدوداً جدّاً - وكما قلتُ آنفاً - بين خيارَين. لبنان دائرة انتخابية واحدة، إما يكون لكلّ الطّوائف سويّاً، إما يكون لكلّ طائفة منفردة. هذه هي النّسبية على مستوى لبنان.

س: بالنّسبة لمشروع اللّقاء الأرثوذكسي، ممكن أن يدعو الرّئيس برّي إلى هيئة عامة من دون ضمان موافقة مكوّنَين أساسيَّين وهما سعد الحريري ووليد جنبلاط؟
ج: سأقول لك وجهة نظري، فأنا لا يمكنني أن أجيب عن الآخرين. أنا ما أريد أن أقوله هو أنّ هذه المسألة حقوقية، ليست مشكلة معترضة تتطلّب توافقاً وطنياً لحلّها.

س: ما هي خيارات الرّئيس برّي؟ متى سيدعو إلى هيئةٍ عامة؟
ج: مبدئياً لقد قاال إنّه سيدعو إلى هيئة عامة خلال أسبوع، لكنه قال مؤخّراً إنّه ليس بالضّرورة أن يتطلّب الأمر أسبوعاً إذا حصلت محاولات لقانونٍ جديد. ولكن أيضاً ليس إلى الأبد.

س: كم برأيك سيأخذ هذا الموضوع من الوقت؟
ج: لا أعرف ولكن طبعاً ليس إلى الأبد.

س: أتعتقد أنّ البلد يحمل دعوة مجلس النّواب إلى عقد جلسة لإقرار قانون الإنتخاب في غياب تيار المستقبل والحزب التّقدمي الإشتراكي المعترضَين على قانون اللّقاء الأرثوذكسي؟ إذ هكذا أنتَ تمسّ بميثاقية البلد..
ج: إذا اجتمع اثنان على الحرام، فهذا لا يعني أنّ معهما الأحقية. فلنقف عند هذا الحد.

س: لكن الأمر بالنّسبة إليهما هو حلال، هو حق.

  • شارك الخبر