hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 19 شباط 2013

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٣ - 19:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وصف دولة الرئيس العماد ميشال عون هذا اليوم بالأنصع بياضاً في تاريخ لبنان، إذ فيه قد أقر "قانون للإنتخابات يعيد الحقوق لأصحابها من دون المسّ بحقوق الآخرين"، وطمأن أن هذا القانون لن يسبّب أي احتكاك بين المذاهب والطّوائف، لأنّ "المنافسة ستكون في نفس الطّائفة، مما من شأنه إعادة الثّنائيّة فتستقيم معها الدّيمقراطيّة". مؤكداً استعداده للاستمرار "في بناء لبنان معاً ولكن وفقاً للفكر الإصلاحي، وليس الفكر الإبتزازي القائم على سلب حقوق الآخرين".
العماد عون الذي كان يتحدث بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح تطرق الى تمويل سلسلة الرتب والرواتب، وشدّد ان لا خلاف على أحقية السلسة ولكن المشكلة في تأمين الأموال اللازمة لها، فالتكتل يرفض رفع الضّرائب بهدف رفع الرّواتب لأنّنا "نرفض معادلة أخذ الأموال من فقيرٍ بهدف إعطائها لفقيرٍ آخر، وموقفنا الرسمي هو البحث عن مصادر تمويل لا تمسّ بالفقراء"

وقال:
أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي.
اليوم هو الأنصع بياضاً في تاريخ لبنان، إذ تمّ إقرار قانون للإنتخابات يعيد الحقوق لأصحابها من دون المسّ بحقوق الآخرين، ولذلك نحن نقول إنّه الأنصع بياضاً. كما أنّ هذا القانون أعاد القيمة لكل الأصوات المحرومة والمهمّشة، والتي هي بأحجامٍ كبيرة ومن جميع الطّوائف. نحن سعيدون جدّاً بتحقيق هذا الإنجاز. هذا القانون هو بعكس ما يتصوّره بعض النّاس، إذ لن يكون يسبّب أي إحتكاك بين المذاهب والطّوائف، لأنّ المنافسة ستكون في نفس الطّائفة، وهذا سيعيد الثّنائيّة وتستقيم معها الدّيمقراطيّة.
أعتقد أنّنا حقّقنا اليوم إنجازاً كبيراً، ومن كانوا مستفيدين من الخلل في قانون الإنتخاب السابق هم ضدّ هذا الإنجاز، ومن تعوّد الإستفادة من حقوق غيره، يعتبر أنّ الآخرين يعتدون عليه عندما يطالبون بحقوقهم. نحن مستعدّون، وبكلّ محبّة، بالإستمرار في بناء لبنان معاً، ولكن وفقاً للفكر الإصلاحي، وليس وفقاً للفكر الإبتزازي القائم على سلب حقوق الآخرين. يجب أن نساهم جميعاً في بناءً لبنان انطلاقاً من حقوق متساوية.
تناولنا أيضاً موضوع الإضراب الذي نواجهه اليوم. المشكلة لا تكمن في أحقيّة سلسلة الرتب والرواتب، فنحن مع رفعها، ولكنّ الخلاف يقع حول كيفيّة تأمين الأموال. نحن نرفض رفع الضّرائب بهدف رفع الرّواتب لأنّنا نرفض معادلة أخذ الأموال من فقيرٍ بهدف إعطائها لفقيرٍ آخر، ما يرفع حتماً من نسبة فقر الإثنين معاً. نريد تأمين الأموال من الأغنياء لمصلحة الفقراء، فلربّما نتوصّل بذلك إلى إعادة إحياء الطبقة الوسطى. هناك 20 نوعاً من مصادر التّمويل، بعيداً عن فرض الضّرائب على الطبقة الفقيرة. هذه المصادر لا تطال الفقراء، إنّما تطال ذوي الدّخل المرتفع، وهذا هو المبدأ الأساس الذي يجب أن يتمّ العمل عليه. قد تكون المصادر عن طريق الكماليّات وإعادة تقييم الأصول والمخالفات البحريّة وغيرها الكثير من الأمور... نكتفي الآن بهذا القدر من التّوضيح، لأنّنا سنسمعهم لاحقاً يقولون إنّ تكتّل التّغيير والإصلاح هو من يعارض سلسلة الرتب والرواتب. موقفنا الرسمي هو البحث عن مصادر تمويل لا تمسّ بالفقراء، إنّما تعتمد على وضع ضريبة على أرباح الأغنياء. نتكلّم هنا عن ضريبة على الأرباح وليس على أموال النّاس وممتلكاتها، وبالمناسبة، أنا مع خفض الضّريبة على تحصيل الإرث. يجب أن نضع ضريبة على أرباح الأغنياء وليس على تحصيل الإرث، بحيث لا يكون الفقير قادراً على تحصيل ميراثه بسبب الضّرائب المفروضة.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:
س: لم تعلّق على موضوع المعركة الّتي قام بها حزب الله داخل الأراضي السّورية حيث كسر منظومة الحكومة في موضوع النّأي بالنّفس.
ج: دائماً تؤكّدون في أسئلتكم وتجزمون، في الواقع لقد حصل حادثٌ على الأراضي السّورية وكلّنا نعرف أنّ هناك 12 قرية تقريباً على الحدود اللّبنانية معظم سكانها لبنانيون، وأقرباؤهم يتواجدون في الهرمل وفي المنطقة وجوارها. مؤخراً وقعت بعض الحوادث وبعض الاعتداءات على تلك القرى، وهذا هو الأمر لا أكثر ولا أقل. هم لا يذهبون ليحرّروا الأماكن المحتلة من قِبَل المنظّمات الإرهابية والأصولية، ومن الطّبيعي أن يدافعوا عن أنفسهم وعن جيرانهم أو أقاربهم.

س: اليوم وبعد إقرار اللّجان المشتركة لمشروع قانون اللّقاء الأرثوذكسي، نُقِل عن الرّئيس برّي أنّه أعطى أسبوعاً للتّفاهم وللتّوصل إلى توافق. هل إذا أعيدَ طرح الرّئيس برّي، ممكن أن تعودوا وتقبلوا بمناقشته؟
ج: أعتقد أنّ التّوافق الجديد يجب أن يقوم على شيءٍ جديد.

س: هناك انزعاجٌ من بعض الدّول الخليجية من العماد ميشال عون لأنّه وقف وقفة مساندة للثّورة الّتي تحصل في البحرين. ما رأيك بذلك؟
ج: هذا لا يُعتَبَر تدخّلاً خارجيّاً، هذا رأيي ويتوافق مع شرعة حقوق الإنسان. كما قلت إنّها حركة مسالمة يقومون بها، وتستحق بعد ثلاثة أعوام أن تأخذ مدىً حقيقياً في المجتمع الدّولي. هذا ليس تدخّلاً، إذ لم أدع إلى ثورةٍ مسلّحة ولم أدع إلى التّسلّح.. لم أدع إلى حصول ما يجري في الجوار من دعمٍ بالسّلاح والرّجال والمال. لم ندعُ إلى أيّ شيءٍ من هذا القبيل أبداً. بعضهم رأى في كلامي تأييداً لإيران!! لو كان تأييداً لإيران لَأيّدتها في موضوع الجزر الّتي احتلّتها.. ولكن الحديث كان عن بلد آخر، هو البحرين.
أشعر وكأنّ هناك حملةً مدبّرة يعظّمون من خلالها الأمر ليتّخذوا بعض الإجراءات، على الأرجح، بحقّ اللّبنانيين هناك، وربما يبدأون باضطهادهم، وهذا ليس بأمرٍ غريب فهو كما يقال باللّبنانية "على البارد المستريح"، يُخرجونهم من هناك تدريجياً، من كلّ دول الخليج.
إذن، كلامي لم يكن فيه تدخّل فيه بالخارج، بل أنا أعتبره نصيحة، نصيحة ليحلّوا المشكلة، أكثر ممّا هو انحياز.

س: أنتم تهلّلون اليوم لاقتراح اللّقاء الأرثوذكسي...
ج: (مقاطعاً) لا نهلّل، بل نستقبل الأمر بكلّ سرور طبعاً، ولكن لسنا نهلّل.

س: في الوقت نفسه هناك شريحة واسعة من اللّبنانيين تحمّلكم مسؤولية تطيير الإنتخابات. لماذا تريدون تطيير الإنتخابات؟
ج: يمكن للنّاس أن يقولوا ما يريدونه، ولكن لسنا "نطيّر" الإنتخابات، بل على العكس نحن مصرّون أن يُقَرّ القانون، ونُعطى المُدَّة الكافية للتّحضير للإنتخابات، هذا هو كلُّ شيء.
من يُصرُّ على إقرار قانون انتخابات يعني أنه يُصرُّ على إجراء الإنتخابات، حتّى أنّنا قلنا لا نريد تمديداً إنّما نريد أن تجري الإنتخابات في موعدها.

س: هناك اليوم من يُصرُّ أنّ مشروع قانون اللِّقاء الأرثوذوكسي لن يُرضي مجلس النوّاب...
ج: هناك إصرارٌ في هذا الموضوع إذ دائماً نسمع فلانٌ صعِد وفُلانٌ نزل ليُعرقل المشروع.
هناك إصرار لبعض الجماعة الّذين يراهنون على 15 يوماً أو 30 يوماً من التّأخير.. قالوا إنّ قانون الإنتخاب لن يمُرَّ باللِّجان الفرعية ومرّ، قالوا إنّه لن يمرَّ باللّجان المُشتركة ومرّ. والآن ما هو التّغيير الّذي سيطرأ على الهيئة العامة؟! لماذا ستتغيّر؟!
إذا كانت ستتغيّر، سيكون بسبب إنسحابات من الّذين سبق وأيّدوا هذا القانون، وإذا حصلت هكذا انسحابات فإن مسؤولية المنسحبين تكون كبيرة، وأعتقد أنّ ما من أحد قادر على تحمُّل مثل هذه المسؤوليّة.

س: هناك اليوم من خوَّن الكتائب والقوّات بموافقتهم على مشروع قانون اللِّقاء الأرثوذوكسي.؟
ج: المُتضرِّرون سيقولون بالطبع كلاماً كهذا، ولكن هذا كلامٌ في غير مكانه، يتحدثون وكأنّ قرار القوّات والكتائب مرهونٌ لهم، أو كأنّ بينهم عقدُ زواجٍ ماروني، أو أحداً يخون زوجته.
في السّياسة تنعقدُ تحالفاتٌ أو تُفك، حيث كلُّ إنسانٍ أو كلُّ مجموعةٍ تحتفظُ برأيها، والقانون الّذي قُدِّم لم يكُن مطروحاً أصلاً في التَّفاهمات والتحالفات، وهنّا يتبع كلُّ فريقٍ مصلحته.
وإذا أراد القوّات والكتائب أن يتفاهموا بما يجعلهم يربحون سيكونون إلى جانب الخط الّذي يتحالفون معه، ولكن ما لست أفهمه هو إذا جاء النُّواب المسيحيّون الّذين كانوا مع تيّار المُستقبل وأصبحوا من حصة القّوات اللّبنانية فلماذا سيُغضب معين المرعبي ويطالب بغيرهم؟ هم لا يزالون معه، وهذا الأمر لا يُشكّل فرقاً فهم لا يزالون في نفس الخط السياسي. ولكن هنا، تظهر الغايات الحقيقية، وهي أبعدُ بكثير مما يقال، لأنَّهُ أصبح هناك احتمالٌ غير مؤكّد من خسارتهم بعض المواقع لصالحنا نحن، وهم مولَجون قبل أن نأتي إلى هنا أن لا يتركونا نصل ُإلى بعض مواقع المسؤولية كي لا نصل إلى الأكثرية.
هذا هو الخوف والموقف المرهون للخارج الّذي لا يريد وصولنا إلى السُّلطة، وهم طبعاً لهم أيضاً رغبةً جامحة كي يبقوا في السُّلطة، وهذا الأمر هو ما يقلقهم، وليس انتقال الموقع النِّيابي من مكانٍ إلى آخر، بالإضافة الى أسباب أُخرى إذ لا يريدون أن يكون لهم حليف "تقيل شوي" فالحليف القوي مُزعج ومطالبه كثيرة.

س: علمنا أنّك اتّصلت بجعجع والجميِّل والبطريرك الرّاعي، فكيف كانت هذه الإتِّصالات؟
ج: كانت اتِّصالات شُكر لمُشاركتهم بإنجاج القانون، ورُبَّما يخلُقُ هذا الواقعُ أمراً جديداً، فلا يخافَ أحدٌ أن يكون معزولاً.

  • شارك الخبر