hit counter script

إطلاق كتاب "الإبراء المستحيل" لـ"تكتّل التغيير والاصلاح"

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٣ - 21:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تحت عنوان "صار وقت نطلب الحساب" أقام تكتّل التّغيير والإصلاح احتفالاً لإطلاق كتاب "الإبراء المستحيل" الذي يظهر بالوثائق والقرائن الأموال المنهوبة من الإدارة اللّبنانيّة منذ العام 1992 ولغاية العام 2010.
البداية كانت مع كلمة لأمين سرّ تكتّل التّغيير والإصلاح النّائب ابراهيم كنعان، قال فيها:
"بإسم تكتل التغيير والاصلاح ارحب بكم بمناسبة اطلاق كتاب "الابراء المستحيل" الذي يشكل خلاصة جزء من عملنا الرقابي البرلماني الذي هو من أهم وأبرز واجبات النائب في رقابته على السلطة التنفيذية لأن في غياب هذا الدور ضياعاً للحقوق وتعطيلاً للمحاسبة.
يتضمن هذا الكتاب 16 موضوعاً يؤلف كل منها مضبطة اتهام موثقة لتجاوزات ومخالفات للقوانين الدستورية والعادية وللاصول المالية السليمة شملت سياسات مالية متفلتة من الضوابط وثقافة شكلت مظلة واقية للفساد الذي استشرى في مختلف انحاء الجسم اللبناني. كما يتضمن هذا الكتاب دعوة صريحة وصادقة الى المحاسبة على المستويين المؤسساتي والشعبي والتي حالت الظروف وعدم توفر الارادات دون تحقيقها في الماضي.

الهدف
إنها فرصة حقيقية للتغيير وقد تكون متاحة بهذا القدر من الواقعية والجدية المستندة الى حقائق دامغة، لأول مرة منذ عقود.
لقد شخصنا الداء واظهرنا مكامن الخلل في مختلف مواقع النظام والادارة اللبنانية وساهمنا بإطلاق دينامية جديدة تصاعدية في مجتمعنا تطالب بالمحاسبة كوسيلة للاصلاح المالي والاداري ربطاً بالنتائج الكارثية لاستمرار هذا الوضع على الاقتصاد والهجرة وحياة المواطن اللبناني.

ايها السادة،
ندعوكم اليوم لتلقف الكرة وحمل الراية كل في موقعه إذ ان المحرمات التي كانت رابضة على الكثير من المواقع والارادات قد أزيلت والمظلة الواقية للفساد والتجاوزات قد اخترقت ولكن البناء على هذه النتائج لا يكتمل إلا من خلال عملكم المسؤول في الرقابة والمحاسبة وصولاً للإبراء أو الادانة.
بالنسبة لنا لقد قمنا بواجبنا نيابة عن الشعب اللبناني الذي أولانا ثقته وسنحتكم اليه لتقييم تجربتنا سلباً أم ايجابًا. ولكننا ايضاً نعود ونكرر أن الابراء مستحيل لأن زمن التسويات على حساب الحق والحقوق والحقيقة والمال العام يجب أن يكون قد ولّى الى غير رجعة".

بعدها كانت كلمة لرئيس تكتّل التّغيير والإصلاح العماد ميشال عون، قال فيها:
"أيّها الإخوة والأحبّاء،
منذ بداية تكوين ذاكرتي الواعية، بدأت أسمع عبارة "تغيير وإصلاح"، وأعتقد أنّني سمعتها للمرّة الأولى خلال الإنتخابات التي اشتهرت بالتّزوير في العام 1947. ومنذ ذلك الحين، ومع كلّ نهاية عهد وحلول عهدٍ آخر، كنّا نسمع عبارة "الإصلاح" وعبارة "محاربة الفساد". مع تقدّمنا بالسّنّ، صرنا نعلم أكثر معاني هذه التّعابير، ولكنّنا لم نشهد نتائجها يوماً، ولا شهدنا جدّيّةً بالتّعامل مع الفساد أو كيفيّة الإصلاح. لم يمرّ أيّ مسؤول سياسي أو زعيم أو نائب على الحياة السياسيّة اللّبنانيّة إلاّ وتكلّم عن هذا الفساد، ولكن يبدو أنّ ما من أحدٍ حاول إيقافه. لماذا يتميّز الفساد بهذا القدر من القوّة؟؟ قد يكون دخل إلى كلّ الجيوب، أو قد يكون البعض شعر بالخوف، أو سقط في هذا الفساد، ولكن في النتيجة، لم يصدر أيّ صوت لوضع حد له.
اليوم، كسّر تكتّل التغيير والإصلاح كلّ الحواجز، وما حلمنا به سنحقّقه. لدينا حلم، وهذا الحلم لا يمكن أن يتحقّق إلاّ إذا كان هناك إقدام وشجاعة. لماذا يحتاج للإقدام والشّجاعة؟ لأنّ الفريق المضاد هو الأقوى، وهو من تجذّرت جذوره في كلّ أروقة الحكم وهو من يملك كلّ الوسائل. نحن نعمل على تحرير المجتمع اللّبناني من جذور عميقة للفساد، وهي مترسّخة في الأرض اللّبنانيّة وفي الإدارة اللّبنانيّة، لدرجة أنّنا أصبحنا غير قادرين على تغيير حتّى المكشوفين منهم في الإدارة اللّبنانيّة. سمعتم صوتنا أكثر من مرّة نقول إنّ هناك من يخرّب الدّولة ومن يخرّب الإدارة، ولكن هؤلاء لا يزالون راسخين في الإدارة وهم أقوى منّا.
أدركنا أنّ أهمّ ما يمكن ضبطه في الإدارة هو المال العام، وضبط المال العال يأتي عن طريق ضبط الجبايات وضبط الإنفاق وهذا ما يُعرف بالموازنة. جباية الأموال غير مضبوطة، وكيفيّة إنفاقه غير مضبوطة أيضاً، وهنا يكمن الخراب لأنّ كلّ الحسابات غائبة.
هنا، أعود دائماً بالذاكرة إلى أمثالٍ بسيطة كانت تقولها لي والدتي، وهذه الأمثال تمثّل كلّ الحكمة. كانت تقول لي: "يا بني، من يصرف من دون أن يحسب، يخرب من دون أن يدري". إنطلاقاً من هنا، نرى أنّ الدّولة اللّبنانيّة بأكملها تتّجه نحو الخراب لأنّ حساباتها غائبة. بوادر هذا الخراب ظاهرة في كتاب "الإبراء المستحيل". قمنا بإصدار هذا الكتاب لكي نحيط المواطنين علماً بكلّ ما لهم، ولكي يتوقّف هذا الغشّ المتمادي وهذا الإحتيال الدّائم على حقوقهم.
نسمع دائماً من أشخاصٍ عاديين وأشخاصٍ مثقّفين أنّ كلّ النّواب وكلّ السّياسيين كاذبون و"حراميي"! من عمّم هذه الفكرة بين النّاس؟ هم أنفسهم، الكاذبون و"الحراميي"! حتى لا يُقال إنّ هناك "إدامي" بل الجميع متشابهون، فتضيع المسؤولية وييأس الناس، ويقولون عند الإنتخابات "حرامي" تعرفه أحسن من "حرامي" تتعرّف عليه"، وهكذا يؤمّنون استمرارهم ويؤمّنون أرباحاً زائدة سنة فسنة.
نحن برهنّا اليوم أنّ هناك "أوادم"، هناك أشخاص صالحون يعملون للصّالح العام ولصالح كلّ النّاس. قمنا بواجبنا والآن على الآخرين أن يقوموا بواجباتهم. والآخرون هم أنتم، هم كلّ مواطن! فهذه حقوقكم! أنتم من دفع الضّرائب، أنتم من لكم الحق أن تطالبوا، ولكم حقّ المقاضاة أيضاً أمام المحاكم، لأنّكم أنتم من دفع الضّرائب، وهذا مالُكم الّذي يُهدَر.
هناك أشخاص لا يملكون ثمن الدّواء، لا يملكون قسط المدرسة، ليس لديهم فاتورة المياه أو فاتورة الكهرباء، وهناك أشخاص لا تصل إليهم حقوقهم بالرّواتب لأن لا مال في الخزينة.. عندما قلت إنّ لبنان منهوب وليس مكسوراً، تمنيت على الصحافة لا بل تحدّيتها أن تضع هذا القول في "المانشيت"، ولكن للأسف لم يستجب أحد.
اليوم نريد أن نرى صدقهم بعدما ثبّتنا هذا الكلام بالقرائن وبالوثائق. نحن والإعلام لا مشكلة بيننا، ما نريده من الإعلام فقط هو أن يدافع عن حقوق المواطنين، لا أن يقتصر دوره فقط على "شتمنا". ونحن عندما نخلّ بواجباتنا فَليقولوا ما يريدونه. خلال عامٍ واحد تخطّى عدد دعاوى القدح والذمّ الّتي تقدّمت بها المئة دعوى!! كلّها بسبب اعتداء وافتراء وذمّ وتشويه سمعة، وكلّها كذب!! الأحكام تصدر تباعاً ضدّهم ولكنّي لا أريد أن أُشغِل القضاء بهذا العدد من الإفتراءات والإعتداءات على سمعتنا؛ فمع الأسف، وكما أنه لدينا خبراء محلّفين، وقضاة محلّفين.. لدينا أيضاً "كاذبين محلّفين"! حلفوا أن يكذبوا دائماً ويمارسون كذبهم هذا بكلّ صفاء!!
إذاً، المواطنون هم أول من يجب عليهم يقوموا بواجب المحاسبة، وهناك أيضاً منظّمات المجتمع المدني وهذا الأمر يعنيها لأنه يجب أن يكون جزءاً من ثقافتنا ويجب أن تحصل المحاسبة، فإن لم تكن عندنا هذه الثّقافة، يصير المجتمع متسامحاً جدّاً مع السّرقة ومع الفساد. وفي الواقع مجتمعنا متسامح لأنّهم قاموا بتيئيسه! لم يعد يصدّق أنّ هناك من بإمكانه أن يسعى للمحاسبة أو أن يمشي في مسيرة إصلاح حتى يوصِل الحقوق لأصحابها ويحافظ على حقوق الدّولة اللّبنانية، بدل أن يسرقها ويستولي على عائداتها..
من يضمن حق اللبنانيين بالمحاسبة؟! الإعلامُ جزءٌ من الّذين يضمنون هذا الحق شرط أن يقول أهله الحقيقة، ويُسلِّطوا الضّوء عليها. كما أن هناك مؤسّسات أخرى عليها أن تكون هي أيضاً الضامنة لهذا الحق؛
لقد قام فريقٌ من مجلس النّواب اليوم بواجباته الّتي تختص بالمُراقبة، فقد راقب وأخبركم عن الفساد، ولكن هناك هيكلّية في الدّولة تقوم على سُلُطات، هناك السّلطة التّنفيذية، وهي مسؤولة ويجب أن تُحاسَب، وهناك السُّلطة القضائيّة، وهي الّتي ستُحاسبها.
الصِّحافة، السلطة القضائيّة، السُّلطة التّنفيذية،، مجلس النّواب.. كّلُّ الدّولة اليوم تحت التّجربة، فإمّا أن تقف أو تسقط وتنهار.
إيّاكم أن تعتقدوا أنّ القضيّة مزحة أو كنايةَ عن بيانٍ انتخابي، فهي أعمقُ من ذلك بكثير، فجذور الفساد عميقةٌ جدّاً ولكنّها ستُحفَر وتُقتلَع، وأنتم مسؤولون عن ذلك، لذا أحذروا "النق" في منازلكم لأنه لن يوصل الى نتيجة إن لم تجتمعوا وترتفع أصواتكم معاً.
أذكر أننا عندما كنا في الجيش على الحدود الجنوبية، كان هناك نبعٌ يمرُّ بجانبنا، في مثل هذه الأيام من شهر شباط تبدأ الضفادع بالنّقيق طوال اللّيل، فلا نستطيع النّوم... فإذا كانت الضّفادع توقظنا بنقيقها وتحرمنا النّوم، فلماذا لا تفعلون مثلها وتوقظون النيام من الناس بأصواتكم.
نأمل أن تصل هذه الرِّسالة إلى الجميع. في هذا الكتاب – الوثيقة وضعنا كل شيء، أما الوثائق الّتي تُدين فهي بتصرّف القُضاة والأشخاص المُكلّفين بالتّحقيق. كل كلمةٍ موجودة في هذا الكتاب لها وثيقتها الّتي تُثبتُ صحّتها.
نأمل من الجميع اليوم أن يُدركوا أنّ الإصلاح بحاجةٍ إلى جهود الجميع، وهذه الجهود يجب أن تتحلّى أيضاً بالإرادة وبالنّية الطيِّبة كي نوصِل وطننا إلى مرفأ الأمان، لأنّنا أصبحنا إقتصادياً في وضعٍ غير مُريح.
صحيحٌ أنّ وضعنا الإقتصادي لا زال أفضل من بلدان أخرى، ولكنّنا من المُمكن أن نكون أفضل من ذلك بكثير.
نأمل أن تصل هذه الرِّسالة، ونحن على اتِّصالٍ دائمٍ معكم، وسنقوم بإصدار منشورات جديدة كي تتابعوا الأمور الّتي تحصل.
عشتم وعاش لبنان".

  • شارك الخبر