hit counter script

- ابراهيم درويش

لكم لبنانكم.. ولنا لبناننا

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٣ - 06:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أيها المتمذهبون على امتداد الوطن، أيّها المتطيّفون جميعاً، يا سياسيّي التسويات... يا أصحاب أنصاف الحلول.. لكم لبنانكم ولنا لبناننا..
يا من تحكمون باسم الدين لا بتعاليمه، وتتمرّسون بالحقّ المزيّف درعاً هشّاً، أعيدوا لنا لبنان الفينيق، أعيدوا للامهات شهداءها، أعيدوا للأرزة اخضرارها، بعدما خضّبها الاحمر القاني..
عذراً أمهاتنا الثكلى، فنحن أمة لا تأبه لدموعكم الحارقة، ولا ترفّ لنا عين لشهيد يذبح. عذراً أطفالنا إن أضعتم احلامكم، فنحن نحرنا الماضي، وبعنا المستقبل واستهلكنا حاضرنا حتى بات "منتهي الصلاحيّة".
عذراً جيشنا... فوطني لا يليق بك... عذراً جيشنا فمن أنت لتكون محصّناً؟! عذراً جيشنا فأنت لست مؤسسة دينيّة، أو طائفيّة أو مذهبيّة حتى تقام الدنيا ولا تقعد لدماء تتدفّق في مواقع شتّى لتطفئ لهيب نيران طائفيّة. أرى فيها ما هو أبشع وأقذر ممّا حصل في العام 1975".
عذراً، سعادة النائب خالد الضاهر، فبأيّ حق، ووفقاً لأيّ عرف ولأيّ دستور تطلب أن ينسّق الجيش مع المختار أو رئيس البلدية قبل أيّ مداهمة أمنيّة؟
عذراً سعادة النائب، اسمح لي أن أستذكر يوم طالبت وزميلك النائب معين المرعبي بانسحاب العناصر السنيّة من الجيش، ويوم اعتبرتما أنّ الجيش لا يتحمّل مسؤوليّته ويكيل بمكيالين.
عذراً سعادة النائب، فبكلّ بساطة وبطلبكم فتح تحقيق قضائي حول ما حصل، وعبر سرد تلك الرواية عن وجود ثلاثة مدنيّين تابعين لحزب الله كانوا برفقة الجيش، تمزّقون الجيش وتخوّنوه وتشكّكون بمصداقيّته، وترفعون عنه هويّته الجامعة.
فالكلام الذي استحضر بحقّ الجيش، لا يحتمل التأويل ولا يدلّ إلا على أنّ فريقاً فقد الثقة بالجيش، وبات من المفترض، وانطلاقاً من مصلحة وطنيّة، امتلاك الجرأة كلبنانيّين على النطق بما نضمر وبما نفكّر وبما نمتلك من هواجس، وليجاهر الضاهر والمرعبي بأنّ الجيش ودوره بات إشكاليّة لبنانيّة جديدة تضاف الى الاشكاليّات العالقة بين براثن الطبقة السياسيّة.
فكيف يمكن أن نكون ضنينين بالجيش ونصوّب النيران السياسيّة على صدور أبنائنا الذين يشكلون نواته؟
تحوّل الكلام المعسول كلاماً معلوكاً وممجوجاً، وبطريقة إدارتنا للبلد، نحن متجهون وبخطى ثابتة الى الشرذمة والى الصدام الطاحن وما نفعله جميعاً أنّنا ننفخ الى الامام لإبعاد ألسنة النار عنّا باتجاه جبل البارود الذي لن يستثني أحداً.
فمن قال إنّ توقيف متهم في عرسال هو استهداف لعرسال، هذه المنطقة التي تزدان بطيبة وشهامة أهلها؟
وعذراً أيها المتحاملون على الجيش، فما الداعي الى استحضار قصّة الشهيد سامر حنا في هذه المرحلة، فلو سلّمنا جدلاً بأنّ حزب الله ارتكب خطأً بحقّ الجيش، فهل عندها ستصبح استباحة دماء حماة الديار أمراً روتينيّاً وطبيعيّاً، على قاعدة إن كان جاري سارقاً وفاراً من وجه العدالة يصبح من حقّي أن أحذو حذوه؟
لا وألف لا، فما دام في أقلامنا حبر، وما دامت في حناجرنا حياة، وما دامت في عروقنا دماء، لن تسمح ضمائرنا لنا بالتفرّج على المؤسسة العسكريّة تذبح تحت نعال الطائفيّة، من أيّ جهة وأيّ فريق وأيّ حزب كان.
فلنتّق الله في وطننا، ولنبحث عن مخرج جدّي يبرّد صدور الشهداء، ولنستذكر أنّه مع كلّ عسكري يستشهد، يخضّب علم لبناني بالدماء وتدفن أرزة تحت التراب.
 

  • شارك الخبر