hit counter script

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 5 شباط 2013

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٣ - 20:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكّد دولة الرئيس العماد ميشال عون أن "الجيش ليس بحاجة لغطاء سياسي ليدافع عن نفسه عندما يقع عليه اعتداء"، و"لا يجب أن نخشى الاصطدام بمجرمين خوفاً من الفتنة، فإن لم نصطدم بهم لإخماد الفتنة في بدايتها فسنصل اليها حتماً" ولفت الى أن "أهم إطفائي هو الذي لم يطفئ حريقاً واحداً في حياته، لأن تدابيره الوقائية منعت اندلاع الحريق، وأهم قائد عسكري هو الذي يربح معاركه بدون أن يخوضها لأنه حافظ على قوته الردعية."
العماد عون الذي كان يتحدّث بعد اجتماع تكتّل التّغيير والإصلاح شدّد على أنّنا لن نقبل بتحويل جريمة عرسال الى قضية فئوية، لأن "الجريمة ليس لها دين ولا طائفة". وذكّر بأنه نبّه مراراً وتكراراً لعدم النأي بالنفس عن الأراضي اللبنانية، بدون جدوى، حتى وصلنا الى "فقدان السيادة في عكار وطرابلس وعرسال وانغمس قسم كبير من اللبنانيين في حرب سوريا وتهريب الاسلحة". وأعلن أننا "لا نريد أن نسمع بعد اليوم كلمة النأي بالنفس لأنها أصبحت لعياً في النفس".
العماد عون استهلّ حديثه بالتذكير بأحداث الخامس من شباط من العام 2006، واضعاً إياها في سياق المسلسل نفسه الذي أوصل الى جريمة عرسال، وتوجّه بالتعزية الى عائلتي الشهيدين بشعلاني وزهرمان وقال:
يوم الخامس من شباط، جميعنا نتذكّره. هو يومٌ سيّئ وقد ترك أثره فينا. إعتبرنا أنّه أمرٌ عرضيّ ويمرّ، ولكن يبدو أنّ هناك مسلسل أحداث من الخامس من شباط، ومن أحداث الضنيّة مروراً بأحداث ثكنة الدّكوانة، وصولاً إلى عكّار وطرابلس وأحداث عرسال اليوم. كلّ هذه الأحداث تشبه حادث الخامس من شباط. نكتفي بالتّذكير فقط بهذه الأحداث لأنّ الأهم اليوم هو حادث عرسال.
أبدأ كلامي بتوجيه تعازيّ الحارّة لزوجة الرّائد الشهيد بيار بشعلاني، ولأهله ولأقاربه ولأحبّائه، متمنياً لهم العزاء والسّلوان. كما أتقدّم بالتّعازي من زوجة المعاون الشّهيد إبراهيم زهرمان، ومن أهله وأولاده وأشقّائه وأقاربه وأحبائه، وأتمنّى لهم العزاء والسلوان.
وبالعودة إلى الموضوع الأساسي، نقول أوّلاً إنّ أهمّ إطفائي هو الذي لم يطفئ حريقاً واحداً في حياته لأنّ تدابيره الوقائية منعت اندلاع الحريق، وأهمّ قائد عسكري هو الذي يربح معاركه دون أن يخوضها لأنه حافظ على قوّته الردعية.
نبّهنا كثيراً لعدم النأي بالنّفس عن الأراضي اللّبنانية ولم تسمع نصائحنا فكان فقدان السيادة في عكار وطرابلس وعرسال، وانجرف قسمٌ كبير من اللّبنانيين للاشتراك في حرب سوريا وتهريب الأسلحة... وهذا ممّا دفع رئيس بلدية عرسال للإعلان عبر جريدة الاخبار في 22/9/2012 أنّه يسيطر على ما يقارب المئة كلم من الحدود السورية اللّبنانية من مشاريع القاع الى ريف الزبداني، وكأنه يرسم حدود إمارته.
الجريمة التي وقعت نهار الجمعة في 1 شباط كانت نتيجة التغاضي المستمرّ عن حفظ الأمن والتخلي عن المنطقة، وعلى الدولة أن تقوم باستعادة سيادتها على كل الأراضي التي فقدت السيطرة عليها من عرسال الى عكار الى شوارع طرابلس، وضبط حملة السلاح وإعادتهم الى ممارسة حياتهم الطبيعية كباقي المواطنين.
لا نريد أن نسمع بعد اليوم كلمة النأي بالنفس لأنها أصبحت "لعياً" في النفس، ولا نريد التّأكيد بأنّ الجيش هو لكل المواطنين وليس لفئة دون أخرى، فتكرار مثل هذا الكلام في كل مناسبة يثير الشك في سلوكه، فهو من كل المواطنين ولهم وليس بحاجة لشهادات حسن سلوك.
لا يجب أن نخشى الإصطدام بمسلّح أو بخارج عن القانون خوفاً من الفتنة، فإن لم نصطدم بهم لإخمادها في بدايتها سنصل إليها حتماً.
إن الجيش ليس بحاجة لغطاء سياسي ليدافع عن نفسه، إنّما الغطاء يُعطى لإجراء عملية تأخذ طابعاً وقائياً أو هجومياً، لذلك نسمع دائماً جدلاً في غير محلّه حول إعطاء الغطاء للقوّات المسلحة بعد أن تكون وقعت عليها الاعتداءات المتكرّرة. كما أنّ الجيش في مثل هذه الحالات ليس بحاجة الى رفع الغطاء عن المسلّحين المعتدين. إلى متى سنسمع ونرى هذه المهازل تتكرّر؟ ففي كل مرّة نرى أنّ شركاء المجرمين يدافعون عنهم وهم في مختلف المواقع السياسية والدّينية ضمن مجتمع معقّد يخشى فيه الأبرياء التعبير عن آرائهم لأنّ من يمثّلهم لا يقوم بهذا الواجب.
ولا نقبل أن يتحوّل ما حدث في عرسال إلى قضيّة فئويّة، لأنّ الجريمة ليس لها لا دين ولا طائفة.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:
س: سمعنا أحد المسؤولين يقول عندما كان يقدّم العزاء إنّ ذلك قدرٌ. هل قدر اللّبنانيين اليوم هو أن نراهم يتقطّعون ويموتون بهذا الشّكل؟
ج: الجريمة هي من صنع الإنسان وليست قدراً.

س: لماذا لم نر ردّاً من مجلس الوزراء أقوى من ذلك الّذي رأيناه على الأرض، خصوصاً أنّ لديك 10 وزراء، فربّما تدعون إلى عقد جلسة طارئة أو المُطالبة بأيِّ أمرٍ آخر.. لماذا لم نر ردّاً أقوى؟!
ج: هذا الرّد هو باسم التكتّل بأكمله نوّاباً ووزراء. لقد تريثنا قليلاً لنرى كيف ستكون المعالجة..

س: بدأت الدّعوات بدايةً لسحب التّحقيق من يد المؤسّسة العسكرية إلى جهةٍ محايدة. هل يستدعي هذا الموضوعٌ تدخّل جهة محايدة؟ ومن هي هذه الجهة المُكلّفة أو المُخوّلة للتّحقيق في مثل هذا الحادث؟ ثانياً بدأ الحديث عن سلاحٍ مقابل سلاح، أي عن تسليم سلاح حزب الله مقابل أن تُسلِّم الميليشيات الإرهابية سلاحها..
ج: يوجد على الأرض اللّبنانية سلاحُ مقامة وسلاح إرهاب. سلاحُ المقاومة لم يقتل عسكرياً ولم يقتل جنديّاً؛ وقعت حوادث عدة، من حادثة المطار الّتي ذهب ضحيّتها من 15 قتيلاً إلى حادثة حيّ السِّلم الّتي وقع فيها 8 قتلى وحادثة مار مخايل وقع فيها 8 قتلى، لم نر أحداً من حزبِ الله أو من المُقاومة رفع سلاحه بوجه الجيش، وكان القانون يُطبّق مع جمهور المُقاومة . وعندما وقع الحادث مع المرحوم سامر حنّا، كان قضاءً وقدراً، وسُلّم الفاعل، وحوكم.
واليوم، سلاح المُقاومة لم يتدّخل في البقاع لعرقلة مطاردة المّهرّبين والخاطفين ومن يزرعون الحشيشة. سقط قتلى وجرحى ولم يتدخل أحد، ولم يدافع أحد عن الخارجين على القانون. إذاّ، هناك سلاح إرهاب وهناك سلاح مقاومة. لا يوجد سلاح مقابل سلاح. هناك منظّمات إرهابية وهناك منظّمات مقاومة. منظّمات المقاومة لا تخطف، لا تقتل على الهوية، لا تستعمل الخطاب الطّائفي لتهييج المجتمع وتحول هذه الأحداث كلّها فئوية. لم نسمع من أيّ شيخ ينتمي إلى المقاومة كلاماً أو فتاوى بالقتل كما حدث في عرسال، أو خطاباً كالذي نسمعه من نوّاب، مفترض أن يكونوا مسؤولين عن أمن الوطن. لا أعتقد أنّ النّواب الّذين تكلّموا بالأمس يمثّلون كلّ لبنان. هؤلاء بالكاد يمثّلون الحيّ الّذي ينتمون إليه ، وأعتقد أنّ كلّ "الأوادم" في الحيّ ليس هذا صوتهم.

س: تطالب اليوم بإلغاء سياسة النّأي بالنّفس في لبنان عن الأزمة في سوريا. ماذا يعني هذا الموضوع؟ هل هو لدعم النّظام السّوري أو لوقف تدفّق النّازحين؟ كيف تفسّر سياسة النّأي بالنّفس؟
ج: أنا أفسّر سؤالك أنّه علينا إذاً أن ندخل الحرب ضدّ سوريا!!.

س: بعدما استُغِلَّت الأحداث الّتي حصلت في عرسال للتّلهي عن استكمال قانون الإنتخاب الّذي هو اليوم أيضاً مهمٌّ جدّاً، في وقتٍ تحدّثتَ فيه عن وجود نوّاب يهاجمون الجيش ويتحدّثون عن هذا الأمر. كم يلهينا هذا الأمر عن استكمال قانون الإنتخاب؟
ج: يلهوننا به وبغيره، لا يلهوننا فقط عن قانون الإنتخاب بل عن هذا الحدث الكبير الّذي حصل. النّقاش في قانون الإنتخاب سيستمر، قد يعترض الشّعب ولكن النّواب يستكملون عملهم، ونحن لن ننجرف إلى النّقاش، نحن أخذنا موقفاً ونترك للسّلطات القيام بواجبها. هناك منّا من يتّخذ الموقف المناسب اللازم وهناك من يعلن عنه وهناك من يعمل في مجلس النّواب، الحمدلله عددنا كافٍ لكلّ شيء.

س: بالنّسبة لقانون الإنتخاب، كيف ترى اتّصال البطريرك الرّاعي بالرّئيس سعد الحريري وتهنئته بالمبادرة الّتي قام بها في خصوص القانون؟
ج: هي تهنئة، هنأه لأنّه قام بجهدٍ ما، وسيناقَش من قِبَل النّواب. فالأمر ليس اعتماداً للقانون.

س: بالنّسبة إلى النّواب الّذين يتهجّمون على الجيش ويتطاولون عليه – وهي ليست المرّة الأولى – ألا يجب أن تُتَّخّذ أيّ خطوات حاسمة بحقّهم؟
ج: يعود هذا الأمر لعمل القضاء ومجلس النّواب. أنا لا أطلب من أحد أن يرفع الحصانة عن نائبٍ. فالحصانة الّتي تُرفَع عن النّائب هي حصانة الشّعب أوّلاً. الشّعب يحاسب، فإما أن يكون متعامياً فيجدد للنائب، وإما أن يكون واعياً وراشداً فيحاسبه في صندوق الاقتراع.

  • شارك الخبر