hit counter script
شريط الأحداث

- سنتيا بدران

إنّه خيارنا...

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٣ - 07:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ها هي تسير على منصّة العرض من جديد. تتفاخر بقامتها. ترفع رأسها الشائب عالياً، وتتباهى بعطورها المتنوّعة. بعد أن منعها القانون رقم 174 من الظهور في الأماكن العامة والمغلقة، اعتصم معجبوها وعلت أصوات المسؤولين عنها والمستفدين منها، فعادت النرجيلة تتنزّه بين الطاولات، تنتقل من يدٍ الى أخرى وتتلذّذ بطعمها كلّ شفة. فهل سقط قانون منع التدخين في لبنان؟
ما لبث أن خطا خطوته الأولى على سلّم التطبيق الفعلي، حتّى استسلم للأمر الواقع وخضع للأكثرية المدخّنة، فلبس معطفه واختبأ من عواصف كانون مع زملائه القوانين في أدراج المسؤولين. وبات المدخّن يتمتّع ويتلذّذ بممارسة هواية التدخين أينما كان، من دون الخوف من العقوبات.
فللمدخّن أسأل: أما من هواية أخرى تمارسها؟ أليس من طريقة ثانية تتسلّى بها؟ أو من أسلوبٍ آخر تعبّر به عن غضبك؟
ولأصحاب المطاعم أتوجّه: إذا عدنا الى السنوات الماضية، حيث لم تكن موضة النرجيلة قد ظهرت بعد، كيف كان عملكم ناجحاً؟
ولمن يقول إنّ لكلّ شيء حسناته وسيئاته؛ أؤكّد له أنّ لكل قولٍ أيضاً استثناءاته. فهل يذكّرني أحدكم بمنافع التدخين؟
قد تكون مشاكل البلاد كثيرة، وتحتاج الى قوانين مختلفة لإصلاحها، وهي أكثر أهميةً من موضوع التدخين في الأماكن العامة؛ ولكن إذا لم يكن بمقدورنا التحكم بالأوضاع الإقتصادية والسياسية لأنها أوسع من نطاقنا وهي مرتبطة بالأحداث والتداعيات الإقليمية والدولية، أقلّه لنحاول أن نحلّ مشاكلنا الداخلية من جهة، والإنسانية من جهة أخرى، خصوصاً تلك المتعلقة بصحّة "إنساننا" وبيئتنا. إذ كونوا على يقين، أنه كلّما حملنا السيجارة عالياً، كلما انحنت قامتنا وشابت رؤوسنا. فالخيار خيارنا: رأس من نريد أن يكون في الأعلى؟
 

  • شارك الخبر