hit counter script

مقالات مختارة - ميسم رزق

أمانة 14 آذار تخشى انفجار «الأرثوذكسي» في وجهها

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٣ - 09:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الأخبار)

حالت العاصفة «أولغا»، الأسبوع الماضي، دون حضور أعضاء الأمانة العامة لـ14 آذار اجتماعهم الأسبوعي. إلا أن هدوء الرياح الطبيعية لم يساعد في إخماد الحرائق التي أجّجها قانون اللقاء الأرثوذكسي بين مكوّنات هذا الفريق. وللأسبوع الثاني، على التوالي، ستعلّق «الأمانة» لقاءها، بغية عدم نقل الخلاف الحاصل إلى طاولتها. في فم منسّقها العام ماء، يمنعه من التصريح. يُصرّ فارس سعيد على عدم الظهور الإعلامي. يتفادى التعليق، ويلتزم الحذر في إعلان أي موقف. يُقال إن قوى 14 آذار كافة ترصد موقفه من التناقض الظاهر بينها حيال موقفها من قانون الانتخابات الذي شكّل حالة سجال قوية بين صفوفها. لكن، على النقيض من تصوير الأمانة في زمن الخلاف الانتخابي الآذاري بأنها في عزلة عمّا يحصل، يعقد سعيد، منذ فترة، لقاءات مع زعماء الصفّ الأول في 14 آذار. كان آخرها مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، بعيداً عن الإعلام. ما يقوم به المنسّق العام اليوم محاولة جديدة لطمس الخلاف السياسي الحاصل حول قانون الانتخابات قبل انفجاره. للوهلة الأولى تبدو الفروقات في وجهات النظر بين المكوّنات أكبر من أوجه الشبه. لم تعكس ذلك اجتماعات اللجنة النيابية المصغّرة وحسب، بل أيضاً النقاشات الجانبية التي تُنذر بتوسّع رقعة الخلاف. يمكن الأمانة العامة أن تزعم، من خلال رصدها لمواقف أحزاب وتيارات فريقها، أن الحاصل لا يعدو كونه اختلافاً في وجهات النظر، لكنه في الحقيقة، بحسب مصادر في الأمانة العامة، «خلاف جذري يُمكن أن يُطيح العناوين الكبيرة التي قامت على أساسها ثورة الأرز»، عبر «نقل المعركة ضد الوصاية السورية وسلاح حزب الله، إلى حرب طائفية على المقاعد والحصص النيابية». وإذا كان سعيد لا يزال بعيداً عن التعامل السياسي المباشر مع هذه الأزمة، إلا أنه ملتزم، ضمنياً، بالقيام بمبادرة «يُعلنها في التوقيت المناسب». لا أحد من أعضاء الأمانة مطّلع على ماهية المبادرة التي يُعدّ لها سعيد مع بعض الشخصيات من مختلف الطوائف، مع العلم بأن الأخير، بحسب مصادر المستقبل والقوات، أبلغ كلاً من جعجع والسنيورة أنه «لن يُقدم على أي خطوة إلا في حال اقتضت الضرورة»، وهو «عملياً لا يريد خلق أزمة أخرى، لعلمه أن المكوّنات الثلاثة الأساسية داخل الفريق ستصل في النهاية إلى حلّ يرضي جميع الأطراف». وبحسب المصادر «توجّه سعيد إلى سياسيّي الصف الأول، بعدما أحدث تبنّي مشروع اللقاء الأرثوذكسي من قبل الجناح المسيحي مفاجأة له»، فقصدهم بهدف «التعبير عن رأيه في هذا الموضوع، وسماع وجهة نظرهم»، لكنه «لم ينجح في إقناع أيّ منهم برؤيته، وفي الوقت ذاته، لم يقتنع هو بالتبريرات التي قُدّمت إليه».
داخل مكاتبها في منطقة الأشرفية، لا يزال التوقيت الذي يصل به أعضاء الأمانة ثابتاً. والنقاش مستمر، منذ السنة الماضية، ولا تعديلات عليه. أُضيف إليه اليوم موضوع «الأرثوذكسي» كمادة دسمة، وجد فيها هؤلاء مساحة جديدة لتضييع الوقت. موقف سعيد حازم لجهة رفضه المشروع، في حين ينقسم الباقون بين مؤيد ومعارض، كل حسب مصلحته الانتخابية، لا سيما أولئك الذين ينوون الترشّح في انتخابات عام 2013.
وفي حين يجد هؤلاء أن وضع فريقهم بات «حرجاً ومثيراً للاهتمام»، كشفت مصادر أن الأمانة بصدد «الإعداد لوثيقة سيوقّع عليها نحو 500 شخصية إعلامية وناشطة في المجتمع المدني والشأن العام، تطرح فيها رؤية سياسية، يُدعى من خلالها إلى مؤتمر عام تأسيسي وحركة سياسية ومدنية لصوغ رؤية جديدة تعالج التباين الحاصل في مقاربة قانون الانتخاب». ومع استمرار البحث عن حلول، يؤكّد البعض أن «المشكلة تكمن في عدم وجود نية حقيقية للمعالجة الجذرية». ومن غير المعروف بعد ما إذا كان هذا الخلاف يتعلق بحصص كل فريق أو بنظام القانون ككل، الأمر الذي يؤدي إلى إغفال مواضيع أكثر أهمية تتعلّق بمرحلة ما بعد الانتخابات والمشهد السياسي الذي سينتج منها، إضافة إلى شكل الحكومة والعلاقة مع رئيس الحزب التقدمّي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

  • شارك الخبر