hit counter script

- أحمد خواجة

فجور ما بعد العاصفة...

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٣ - 07:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

غريب أمرهم قاطنو الأحياء العشوائية، تلك المتضرّرة من العاصفة، غريب أمرهم الى حدّ الشفقة، يتساءلون عن غياب المسؤولين عن المأساة التي صفعتهم بها الطبيعة. غريب أمرهم وكأنهم لا يعرفون أنّ أصحاب المعالي والسعادة هم بشر من لحم ودم، هم بشر مثلنا يشعرون بالبرد ويصابون بالزكام والرشح. كيف تطلبون منهم دخول حيّ السلم وأخواته؟ ألا تعرفون أنّ شوارعكم الضيّقة لا تتّسع لمواكبهم الضخمة وأعتاب منازلكم المنخفضة؟ هل ترضون لصاحب معالي أن يحني قامته ليدخل بيوتكم الأرضيّة المنخفضة العتبات؟ أم ترضون لصاحب سعادة أن يجزع لطفل اصطكت عظامه بفعل الصقيع؟ كيف تقبلون بأن يلّوثوا أحذيتهم الأوروبيّة بالأوساخ التي حملها السيل من الأرصفة والزوايا؟ ارأفوا بهم. لا تكدروا عليهم سعادتهم وعلوّهم، فأنتم انتخبتموهم ليملأوا المقاعد الأماميّة في المهرجانات الصيفيّة. انتخبتموهم ليشاركوكم أحزانكم في حفل تأبين هنا أو بيان تعزية هناك، أما أن ينزلوا من عليائهم ليلامسوا آلام الناس وعوزهم، فهذا ما لا فاقة لهم به، فرجاءً اشفقوا لحالهم.
أجدهم اليوم يراقبون المطر من نوافذ قصورهم. يتلذّذون بصوت زخات المطر ينقر الزجاج. يشكرون الله لأنّ أطفالهم يغطّون بنومٍ دافئ، فهناك التكييف المركزي أقوى من غضب الطبيعة. هناك مولد الكهرباء أقوى من التقنين. يشكرون الله لأنّهم يحكمون شعباً أثبت براعته فقط في النكات. يغرّد بها على مواقع التواصل كعصافير مذبوحة.
أخشى أنّ النكات باتت أفيون اللبنانيّين.
 

  • شارك الخبر