hit counter script

المؤتمر الصحافي المشترك لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ونظيره القبرصي

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٣ - 14:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ضرورة ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين لبنان وقبرص، خصوصا في ما يتعلق بموضوع النفط والغاز المتوفرين في مناطقنا البحرية"، مشددا على "أهمية زيادة وتيرة التنسيق والتعاون بين البلدين للاتفاق على مبادئ وآليات سليمة تسمح باستخراج هذه الثروة".

وإذ أعرب عن أمله في "استمرار الجهود الآيلة الى ايجاد حل شامل ودائم ومتوافق عليه للمشكلة القبرصية"، فإنه أكد، من جهة ثانية على "أهمية تضافر الجهود الديبلوماسية، من أجل بلورة حل سياسي متوافق عليه يسمح للسوريين بتحقيق ما يريدون لأنفسهم من إصلاح وديموقراطية ويسمح كذلك لعشرات آلاف السوريين الذين نزحوا إلى لبنان بالعودة إلى وطنهم بكرامة وأمان؛ علما بأن تنامي أعدادهم بات يشكل تحديا حقيقيا يستوجب المعالجة الملحة على قاعدة المسؤولية الجماعية المشتركة في تحمل الأعباء وتقاسمها لجهة الاعداد والتكاليف".

من جهته، حيا رئيس جمهورية قبرص السيد ديمتريس كريستوفياس "سياسة الرئيس سليمان والحكومة في لبنان بالنأي بالنفس في ما يخص الأزمة التي تعاني منها سوريا، ومساهمة لبنان في مواجهة المأساة الإنسانية من خلال تقديم المأوى لعشرات الآلاف من اللاجئين"، مؤكدا "أن قبرص، كعضو في الاتحاد الاوروبي ستقوم بكل ما بوسعها داخل هذا الاتحاد لكي تزيد المساعدة الاوروبية للبنان من أجل إعانة النازحين السوريين إليه، ومعربا في المقابل عن القلق إزاء استمرار حالة عدم الاستقرار وإراقة الدماء في سوريا مع الامل في ان تستقر الامور في القريب العادل وفقا لإرادة الشعب السوري".

وجدد الرئيس كريستوفياس دعم قبرص للبنان، مشيرا الى ان "نعمة اكتشاف النفط في مناطقنا ستخلق آفاقا واعدة لشعوبنا، وسنواصل جهودنا واعمالنا، من خلال الممارسة الكاملة لحقوقنا السيادية". ورفض "السياسات والمواقف التي تلجأ إلى التهديد والتخويف، وان ردنا على ذلك هو التمسك بالشرعية الدولية والسلام والاستقرار".

مواقف الرئيسين سليمان وكريستوفياس جاءت في خلال القمة اللبنانية - القبرصية التي انعقدت صباح اليوم في قصر بعبدا واعقبها محادثات موسعة.

الوصول
وكان الرئيس كريستوفياس وصل الى القصر الجمهوري التاسعة والنصف من قبل ظهر اليوم في بداية زيارة رسمية يقوم بها للبنان، بناء على دعوة وجهها إليه رئيس الجمهورية الذي كان في استقباله عند المدخل الخارجي للقصر، حيث أقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمية، فاعتلى كل من الرئيسين المنصة الرئاسية وعزف النشيدان الوطنيان القبرصي واللبناني. وتم رفع العلم القبرصي على سارية الى جانب العلم اللبناني الذي أدى له الرئيس الضيف التحية.

ثم استعرض الرئيسان سليمان وكريستوفياس حرس الشرف. بعد ذلك، قدم رئيس فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الى الرئيس الضيف الشخصيات اللبنانية المستقبلة له، فيما قدم الرئيس القبرصي الى نظيره اللبناني أعضاء الوفد الرسمي المرافق. ثم قدمت طفلة باللباس التراثي اللبناني باقة من الزهر للرئيس كريستوفياس.

لقاء ثنائي
وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، رافق الرئيس سليمان الضيف القبرصي الى صالون السفراء بين ثلة من رماحة لواء الحرس الجمهوري، حيث انعقدت قمة لبنانية - قبرصية تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطوير وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين اضافة الى التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية. ثم تم بعدها تبادل الهدايا، ودون الرئيس الضيف في السجل الذهبي الكلمة الآتية:

"أود أن أعرب عن امتناني العميق لفخامة الرئيس سليمان ولكرم الضيافة اللبنانية، وهو أمر يعبر عن عمق العلاقات الاخوية التاريخية بين قبرص ولبنان وبين شعبينا.
أنا متأكد أن هذه الصداقة، جنبا الى جنب مع علاقاتنا التاريخية والتزامنا بالقانون الدولي والسلام والتعاون والاستقرار، تشكل أسسا متينة تؤهلنا للعمل من اجل تعميم هذا التعاون وتطوير آفاق واعدة بين بلدينا وشعبينا. أرجو أن تتقبلوا فخامة الرئيس تكرار تأكيد تضامني وصداقتي الشخصية مع أطيب التمنيات الصادقة للتوفيق والنجاح في عملكم من أجل رخاء ورفاهية شعبكم".

لقاء موسع
بعد ذلك، إنتقل الرئيسان سليمان وكريستوفياس الى قاعة مجلس الوزراء حيث عقدا لقاء موسعا حضره عن الجانب اللبناني الوزراء: الخارجية والمغتربين عدنان منصور، الطاقة والمياه جبران باسيل، الدفاع فايز غصن، الداخلية والبلديات مروان شربل، الصناعة فريج صابونجيان، الاتصالات نقولا صحناوي، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية البروفسور ايلي عساف، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اديب ابي عقل.

وشارك عن الجانب القبرصي وزيرة الخارجية إيراتو كازاكو ماركوليس، سفير قبرص لدى لبنان هومر مافروماتيس، وزير الدفاع ديمتريس إلياديس، وزير التجارة والصناعة والسياحة نيوكليس سيليكيوتيس، مدير مكتب رئاسة الجمهورية كريستوس كريستوفيديس، مستشار الشؤون الدولية والدفاع في وزارة الدفاع العميد جيورجيوس جيورجيو، مدير الشؤون الديبلوماسية في رئاسة الجمهورية مينيلايوس مينيلاو، رئيسة مكتب الاعلام ريانا ماجيدو.

وتطرقت المحادثات الى واقع العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات ولا سيما في مجال الاتصالات. وتم توقيع اتفاقية حول الحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة، إضافة الى مذكرتي تفاهم الاولى بين وزارتي الصناعة اللبنانية والتجارة والصناعة والسياحة القبرصية، والثانية حول الدفاع والتعاون العسكري.

أرزة صداقة
وفي ختام المحادثات، توجه الرئيس كريستوفياس برفقة رئيس الجمهورية الى حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري حيث زرع أرزة الصداقة اللبنانية - القبرصية.

مؤتمر صحافي
بعد ذلك، عقد الرئيسان سليمان وكريستوفياس مؤتمرا صحافيا مشتركا في قاعة 22 تشرين الثاني. وألقى الرئيس سليمان في مستهله بيانا نص على الآتي:

"سررت باستقبال الرئيس القبرصي Demetris Christofias الذي يقوم بزيارة رسمية للبنان تلبية للدعوة التي سبق ووجهتها إليه في خلال زيارتي الرسمية لقبرص مطلع العام 2010.

أجرينا في هذه المناسبة جولة محادثات مفيدة ومعمقة تناولت سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا، وأبرز المواضيع المطروحة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولا سيما منها تلك التي من شأنها أن تؤثر في أمن البلدين وسلامتيهما وهناء شعبيهما.

شكرت لفخامة الرئيس دعم قبرص المستمر للبنان، وخصوصا في المحافل الدولية وفي داخل الاتحاد الأوروبي الذي رأست مجلسه في خلال الشهور الستة المنصرمة. وهو دعم تجلى في استقبال قبرص العديد من اللبنانيين في خلال سنوات الحرب، ووقوفها إلى جانبه أيام الأزمات والمحن، وخصوصا في مواجهة تداعيات عدوان تموز 2006، ودعمها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والتزامها مهمة اليونيفيل.

ووضعته في أجواء الجهود المبذولة للمحافظة على الاستقرار وعلى منطق الحوار والتوافق في لبنان وتحييده عن التداعيات السلبية الممكنة للأزمات الإقليمية القائمة.

بدوري كررت دعم لبنان لسيادة جمهورية قبرص واستقلالها ووحدتها وحرمة أراضيها وفقا لما دعت إليه قرارات الأمم المتحدة.

كذلك أعربت عن الأمل في استمرار الجهود الآيلة الى ايجاد حل شامل ودائم ومتوافق عليه للمشكلة القبرصية، في إطار المساعي الحميدة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة، وهي جهود ساهم الرئيس كريستوفياس بتزخيمها منذ العام 2008، من طريق مبادرته للدعوة إلى التفاوض، وذلك بالرغم من التعثر الظرفي الذي تواجهه هذه المفاوضات.

أولينا اهتماما خاصا لموضوع النفط والغاز المتوفرين في مناطقنا البحرية، واتفقنا على زيادة وتيرة التنسيق والتعاون للاتفاق على مبادئ وآليات سليمة وراسخة تسمح لبلدينا باستخراج هذه الثروة الطبيعية واستثمارها بانتظام وأمان وبالسرعة الممكنة، على قاعدة الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.

أعربنا عن العزم على توطيد آفاق التعاون الاقتصادي والصناعي والعلمي والتقني والثقافي وتوسيعه، والاستفادة من القدرات والخبرات المتوافرة في كلا البلدين، وخصوصا في مجالات السياحة والبحث والابتكار والزراعة والطاقة الشمسية وآليات التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مختلف الميادين. وكذلك تحسين نسب التبادل التجاري، وتفعيل الاتفاقات الموقعة حول حماية وتشجيع الاستثمارات والتعاون الصحي والهجرة غير الشرعية ومتابعتها.

وقد وقعنا اليوم على مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة اللبنانية ووزارة التجارة والصناعة والسياحة في جمهورية قبرص، ومذكرة تفاهم بين وزارتي دفاع البلدين تتناول الدفاع والتعاون العسكري، واتفاقية حول الحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة، إضافة لما تم إنجازه من اتفاق في موضوع الاتصالات تمهيدا للتوقيع عليه في أقرب فرص ممكنة.

أكدنا أهمية استمرار التنسيق الاستباقي والتعاون بين الوزارات والهيئات المختصة، وخصوصا الدفاع المدني، لحماية البيئة ومواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية وتلك التي يتسبب بها الإنسان، بما في ذلك ما يتعلق بمشكلة حرائق الغابات وكيفية تلافيها ومكافحتها.

عرضنا لمسار الأحداث والتحولات الجارية في عدد من الدول العربية وأعربنا عن الأمل في أن تتمكن هذه الشعوب من تحقيق مطالبها المشروعة في الإصلاح والحرية والديموقراطية، بعيدا من مخاطر العنف والأحادية والتطرف.

وأكدنا بشكل خاص أهمية تضافر الجهود الديبلوماسية، وفي صلبها تلك التي يقوم بها السيد الأخضر الابراهيمي، من أجل بلورة حل سياسي متوافق عليه يسمح للسوريين بتحقيق ما يريدون لأنفسهم من إصلاح وديموقراطية حقيقية، يعيد لهذه الدولة الجارة والشقيقة استقرارها وعزتها، ويحفظ حقوق وكرامة جميع أبنائها ومكونات شعبها، بعيدا من مخاطر التطرف والتشرذم والعنف. ويسمح كذلك لعشرات آلاف السوريين الذين نزحوا إلى لبنان بالعودة إلى وطنهم بكرامة وأمان؛ علما بأن تنامي أعدادهم بات يشكل تحديا حقيقيا يستوجب المعالجة الملحة على قاعدة المسؤولية الجماعية المشتركة في تحمل الأعباء وتقاسمها.

اتفقنا على ضرورة العمل الجاد لإحياء المساعي الهادفة الى ايجاد حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع العربي الإسرائيلي، ضمن مهل زمنية محددة، كبديل من منطق الظلم والحرب الذي طغى منذ منتصف القرن الفائت، وتعزيزا لفرص الديموقراطية والسلام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط.

ونوهنا بقبول دولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، كخطوة في الاتجاه الصحيح، سعيا لتمكين الشعب الفلسطيني من التمتع بحقوقه الثابتة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها.
اتفقنا على ضرورة المحافظة على وتيرة زيارات منتظمة على مستوى المسؤولين والهيئات الاقتصادية وقطاعات المجتمع المدني، للمساهمة في ترسيخ علاقات صداقة وتعاون بعيدة المدى بين البلدين."

الرئيس القبرصي
ثم ألقى الرئيس القبرصي الكلمة الآتية: "أود أن أعرب عن فرحتي الغامرة وارتياحي لهذه الزيارة الرسمية للبنان، وكذلك اعبر عن امتناني للترحيب الودي وكرم الضيافة الدافئ، الذي حظيت بهما من قبل فخامة الرئيس سليمان".

اضاف: "خلال محادثاتي مع الرئيس سليمان سنحت لنا الفرصة للتأكيد على المستوى المتميز للعلاقات الثنائية وكذلك تم تسليط الضوء على الإمكانيات الكبيرة امن أجل المزيد من تطويرها. يرتبط بلدينا وشعبينا بمصير مشترك، بعد ان عانينا، وللأسف، من العلل نفسها نتيجة التدخل الأجنبي، الأمر الذي ادى الى ربط الشعبين بمشاعر الصداقة والأخوة والتضامن المتبادل. كما ناقشت وفخامة الرئيس آخر المستجدات على الساحة الدولية، وبالطبع التطورات في منطقتنا".

وتابع: "لقد أعربنا عن قلقنا المشترك إزاء استمرار حالة عدم الاستقرار وإراقة الدماء في سوريا، ونأمل في أن تستقر الأمور في القريب العاجل، وفقا لإرادة الشعب السوري. نحن نحيي سياسة فخامة الرئيس والحكومة في لبنان بالنأي بالنفس في ما يخص الأزمة التي تعاني منها سوريا المجاورة، ومساهمة لبنان في مواجهة المأساة الإنسانية من خلال تقديم المأوى لعشرات الآلاف من اللاجئين. وأود أن أضيف أنني أكدت أن قبرص، كعضو في الاتحاد الاوروبي ستقوم بكل ما بوسعها داخل هذا الاتحاد لكي تزيد المساعدة الاوروبية للبنان من أجل إعانة النازحين السوريين إليه.ومن جانبنا، فإن قبرص سترسل الى لبنان كمية من الادوية في القريب العاجل".

وجدد الرئيس القبرصي: الموقف المبدئي لجمهورية قبرص من اجل تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة وكذلك دعمنا لايجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بغية التعايش السلمي بين دولة اسرائيل جنبا الى جنب دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967"، وقال: "كما ذكرت لفخامة الرئيس موقف قبرص تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف مبدئي، إنطلاقا منه أيدت قبرص قرار الامم المتحدة بانضمام فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة، كما كان موقف لبنان".

أضاف: "أطلعت الرئيس سليمان على الوضع في قبرص، اي الطريق المسدود الذي آلت اليه عملية المفاوضات نتيجة لانسحاب الجانب القبرصي التركي من المحادثات منذ 29 آذار 2012. اريد أن أعرب عن امتنان شعب قبرص العميق للموقف الثابت والمبدئي تجاه القضية القبرصية".

وقال: "نحن نعيش في منطقة عانت الكثير من المصاعب عبر التاريخ. إن نعمة اكتشاف الهيدروكربونات من الطبيعي ان تخلق آفاقا واعدة لشعوبنا. سنواصل جهودنا واعمالنا، من خلال الممارسة الكاملة لحقوقنا السيادية. اننا نرفض السياسات والمواقف التي تلجأ إلى التهديد والتخويف. وان ردنا على ذلك هو التمسك بالشرعية الدولية والسلام والاستقرار".

واشار الى ان "العالم يمر بأزمة عميقة تنعكس على مختلف المجالات وتسلط الضوء على السياسات الفاشلة لما يسمى "النظام العالمي الجديد"، الشيء الذي يؤكد ضرورة العمل الجماعي لإيجاد مخرج يجدد الآمال. هذا ما أكدته قبرص عندما ترأست الاتحاد الاوروبي ولا تزال تشدد عليه اليوم، ولدي ثقة أننا سننجح".

وختم: "اعرب مرة اخرى عن امتناني للرئيس سليمان، واتمنى كل التوفيق لحكومة وشعب لبنان".

حوار
ثم دار حوار مع الرئيسين اللبناني والقبرصي، فسئل الرئيس سليمان: تحدثتم في تصريحاتكم عن العلاقات الثنائية بين البلدين، فكيف تقيمون هذه العلاقات ومستقبلها؟

أجاب: "إن العلاقات الثنائية بين البلدين حاليا ليست على مستوى العلاقات الانسانية الموجودة بين البلدين وليست على قدر ما نتمنى. وهناك تاريخ مشترك بين لبنان والجزيرة القبرصية هو تاريخ غني وقديم. واليوم قبرص هي بوابة المنطقة العربية الى اوروبا ولبنان بوابة الاوروبيين الى المنطقة العربية، وأصبح لدينا حدود مشتركة عبر المنطقة الاقتصادية الخالصة. ولدينا اتفاقات عديدة وكثيرة يجب تفعيل تطبيقها وذلك عبر تبادل زيارات المسؤولين على جميع المستويات، في الامن والاقتصاد والسياحة والثقافة. وحتمت الجغرافيا ان نكون متجاورين ومتشابهين في الثقافة، وحديثا تم اكتشاف ثروة نفطية، وعلينا ان نعمل لتجسيد هذه المعطيات في علاقات تبادلية حقيقية وسريعة. ففي موسم الحرائق يتبادل لبنان الدعم والمساعدة في إهماد هذه الحرائق. وفخامة الرئيس قد أرسى طابعا جديدا ونكهة جديدة لهذه العلاقة مع لبنان، من خلال وقوفه الدائم الى جانب القضايا التي تهم لبنان، والكرة الآن في ملعب الوزراء والادارات المختصة لتنمية هذا التبادل".

سئل الرئيس القبرصي: هل بحثتم في إجراء عمليات تنقيب مشتركة عن النفط والغاز وهل حملتم مشروعا معينا بهذا الخصوص وهل أنتم على اتصال مع اسرائيل لانهاء قضمها 870 كلم من المنطقة الاقتصادية الخالصة؟ وهل بإمكان قبرص استضافة العدد الفائض من النازحين السوريين في بلادكم؟

أجاب: "إن قبرص تواجه مشكلة كبيرة من اللاجئين القبارصة، أي المواطنين القبارصة، بسبب الاحتلال التركي وثلث الشعب القبرصي هو لاجئ في بلده بسبب هذا الاحتلال. إن الرئيس سليمان أشار الى مساعدات قدمتها قبرص الى لاجئين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين الذين لجأوا الى قبرص في أوقات صعبة. فإمكانيات قبرص مثل إمكانيات لبنان في قبول واستقبال نازحين وهي إمكانيات قليلة جدا. لذلك أنا أتحدث بصراحة وبكل مشاعر الاخوة. فعندما كانت هناك أزمات في العالم العربي كنا نستقبل أعدادا كبيرة من النازحين، رحبنا بهم وقدمنا لهم كل مساعدة. المواطنون السوريون يلجأون الان الى بلدان مجاورة لحدودهم، ولبنان والاردن يدفعان ثمنا كبيرا بهذا الموضوع. وبناء لمبادرة قبرصية، طرحناها في الاتحاد الاوروبي، قدم الاتحاد مساعدة كبيرة للاردن لإيواء النازحين وسأقدم المبادرة ذاتها لمساعدة لبنان، حيث سأعقد الجمعة المقبل إجتماعا بهذا الخصوص، أرجو وأطلب من أصدقائي أن لا ينسوا ابدا أن قبرص تعاني من الاحتلال والتقسيم وأن هناك ما بين 100 و150 ألف مستوطن تركي على أراضيها. فالارادة لا تكفي، إنما يجب توفر الامكانيات".

وأعلن ان "ليس بين لبنان وقبرص أية مشكلة في ما يخص المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين. هناك مشكلة بين لبنان واسرائيل وحاولنا أن نلعب دور الوسيط ولكن وبمبادرة لبنانية أصبح الموضوع في عهدة الامم المتحدة التي تنظر بهذه القضية والتي نأمل في أن تحل وفق تطلعات وآمال شعب لبنان. آمل بأن تمر الاتفاقية التي أبرمت بين بلدينا في مجلس النواب اللبناني، وأن نعمل سويا من أجل الاستغلال المشترك للثروات المكتشفة في المنطقة الاقتصادية الخالصة وخصوصا في خط الوسط.اعود وأكرر، أنا لا أمثل هنا دولة او حكومة اسرائيل، إنما دولة وحكومة قبرص. ونحن كقبرص لعبنا دور الوسيط والقضية وصلت الى الامم المتحدة ونأمل في أن تحل وفقا لمصالح لبنان".

الوصول
وكان الرئيس القبرصي وصل ليل أمس الى لبنان، حيث حطت طائرته الساعة العاشرة مساء على أرض مطار رفيق الحريري الدولي وكان في استقباله الوزيران منصور وصابونجيان وعدد من الشخصيات.

ثم توجه الرئيس كريستوفياس برفقة الوزيرين منصور وصابونجيان الى الجناح الرئاسي في المطار بين ثلة من لواء الحرس الجمهوري لاستراحة قصيرة انتقل بعدها الى مقر الاقامة في فندق فينيسيا. 

  • شارك الخبر