hit counter script

- حـسـن ســعـد

كيفك اليوم!

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 08:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على مدار وحدات القياس الزمنية، في لبنان لا "خير" ولا "أمان" متوفر - على الصُعد كافة - ولا الأمنيات "المُسيّسة" يمكنها توفير كليهما أو أي منهما. إذ أن معظم السياسيين ينتظرون أفول سنة وبزوغ أخرى، ليغدقوا على أنفسهم وعلى "الآخر" الأماني بلبنان أفضل وآمن للجميع.

هذا ظاهر الأمنيات، أما الباطن منها فهو رغبة ومسعى البعض أن يصير "لبنانه" هو "لبنان جميع الآخرين"، وهذا ما يختبئ في بعض الطروحات الانتخابية أو التمسّك بالبالي منها.

وبموازاة ذلك، يبقى لبنان مقبرة للطموحات على المستويات كافة، طالما أن الطبقة السياسية ما تزال مُصرّة على استدعاء المُتخلّف من التاريخ "يومياً"، وإجبار اللبنانيين على عيش الماضي بصفة الحاضر ضماناً لإستمرارها، معتمدة استراتيجية "درهم تخلّف خيرٌ من قنطار تطور".

من أين يأتي الخير والأمان؟ ولبنان بلد "لا يموت فيه ميت"، بلد تحوّل إلى مؤسسة لـ "دفن الأحياء بالاقتصاد ونبش الأموات بالسياسة".

من أين يأتي الخير والأمان؟ ومعظم هذا الشعب يناصر أولئك السياسيّين، الذين حوّلوا مستقبل لبنان إلى "حال انتظار" يُقاس بكثافة الغبار.

من أين يأتي الخير والأمان؟ واللبنانيون يعيشون في بلد أكدت التجارب على أنّ مجرد تأمُل الخير من ساسته، يعتبر مغامرة يوميّة غير محسوبة ومحفوفة بالمخاطر.

لم يعد "مُعزّياً" أن نتبادل سنوياً التمنّي بـ "كل سنة وأنت بخير"، بل الأفضل يومياً هو تبادل الاطمئنان بالسؤال "كيفك اليوم!" بعد "الحمد لله على سلامتك مبارح".

على الأقل، إلى حين تحقيق "معجزة" الإجابة المشتركة من جميع اللبنانيين على السؤال "التعجيزي" إلى أين؟

 

         

  • شارك الخبر