hit counter script
شريط الأحداث

كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه الموظفين والاعلاميين في رئاسة مجلس الوزراء

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 12:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها في العام 2013 وفق قانون عصري يشعر الجميع أننا في حاجة اليه"، مشيرا الى " أن مختلف الأطراف من كل الفئات السياسية سيجتمعون في مطلع هذا العام من أجل الأتفاق على قانون عصري للإنتخابات".
وشدد على " أن التهشيم بالوضع الاقتصادي في عهد أي حكومة سيرتد سلباً على كل الحكومات التي تأتي من بعدها". وسأل"لماذا هذا السلوك الذي لا يقيم وزناً لمصلحة لبنان ولا يحسب حساباً للغد؟ وهل تستحق المعارضة من أجل السلطة ضرب مقومات الوطن؟".
وإعتبر " أن من يضرب المعول في الاقتصاد اليوم لحسابات سياسية عليه أن يعلم أنه سيتحمّل لاحقاً تبعات هذا الهدم الغوغائي". وإعتبر " ان من يشجع ويروج لما يسيء الى سمعة لبنان في الخارج ، ومن يحرض ضد وطنه ومؤسساته لن يبقى بمنأى عن الثمن الذي سيُدفع يوما وسيكون حتما ثمنا غاليا".
موقف الرئيس ميقاتي جاء في خلال لقائه الموظفين والعاملين والاعلاميين في رئاسة مجلس الوزراء لمناسبة الاعياد المجيدة قبل ظهر اليوم في السرايا.
بداية ألقى الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي كلمة قال فيها:" كل عام وأنتم بخير، ونأمل في أن تبقوا سعداء وعائلة واحدة ،كما يتمنى دولة الرئيس ونحن ايضاً. هذه المؤسسة ستظل لجميع اللبنانيين، ونحن نفتخر بأن رئاسة مجلس الوزراء بقيادة رئيسها هي مؤسسة كل لبنان، ونتمنى ان تبقى كما نحن نفضل دائماً مثالاً للإدارات العامة في خدمة لبنان".
الرئيس ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته : عام مضى على لقائنا في مثل هذه المناسبة، وهو عام مليء بالأحداث والتحديات التي واجهتنا، لكننا، بعون الله، استطعنا تجاوزها، لأن النوايا الصافية هي التي تحكم عملنا، ولأننا لا نضع نصب أعيننا إلا مصلحة لبنان أولاً وآخراً. الأشخاص زائلون أما الوطن فهو الباقي، ومصيرنا أن نبقى فيه ونتعايش، شئنا أم أبينا، فالوطن ليس مجرد بقعة أرض نسكن فيها، وليس نطاقاً جغرافياً نحاصر أنفسنا فيه، الوطن هو المساحة التي يكون فيها الاستقرار لمصلحة الجميع.
وقال: في البهو الخارجي لمدخل هذه القاعة، صور عديدة لرؤساء حكومات سابقين تعاقبوا على رئاسة مجلس الوزراء عملاً بالحكمة المرفوعة على مدخل هذا السراي الكبير والتي تقول: لو دامت لغيرك ما آلت إليك.أكثر من مرة كنت أجول بين هذه الصور التي تحفظ تاريخ لبنان البعيد والقريب، فأترحّم على من غادر هذه الدنيا إلى جوار ربه، وأدعو للأحياء بطول العمر كي نستفيد من خبرتهم وحرصهم ومؤازرتهم في أعباء الحكم. هي سنّة الحياة، فلا خلود في الحياة الدنيا، ولا ديمومة في موقع أو منصب أو على كرسي. هي سنّة التداول في الحكم، نأتي لنكمل مسيرة من سبقنا، وسيأتي غيرنا ليكمل ما حققناه، وكل من مر هنا تمسك، كما نتمسك بثوابت كلّفت بعضهم الشهادة،وأرهقت بعضهم بالصمود والعناد من أجل إرساء مفهوم الدولة.وفي كل مرة يجول في خاطري كيف تعايشتم مع هذا التداول في الحكم، أحببتم من أحببتم، وناصرتم من أيّدتم، وانصرفتم إلى عملكم بجدية وإخلاص لخدمة الدولة بمعزل عن الشخص، لأن انتماءكم هو للدولة، لمؤسسة رئاسة مجلس الوزراء، وليس لأي شخص، فالدولة عندكم هي في المقام الأول وكل ما عدا ذلك يجب ان يأتي في المقام التالي.
وقال :لا خيار أمامنا نحن اللبنانيين إلا العيش معاً . يمكننا أن نختلف في السياسة والاقتصاد وأن نتنافس في الشعارات والخطابات وفصاحة الكلام وطلاقة اللسان، لكن ليكن ذلك من دون إضرار بالدولة، بهيبتها ومؤسساتها وإداراتها. فلنأخذ منكم عبرة ونموذجاً.أنتم هنا قد تتباين وجهات نظركم، وقد تتعدد انتماءاتكم، وقد تتمايز أهواؤكم، وقد تختلف توجهاتكم، وقد، وقد..لكن كل ذلك لم يؤثر على أدائكم في خدمة جميع اللبنانيين . لم ينظر أحد منكم إلى الدولة على أنها ملك شخصي له فيحاول إحتكارها لنفسه، أو أنها عدوة له فيعمل على تهشيمها.
أضاف: الدولة ليست مزرعة. هي أرض وإنسان. هي نظام حياة مجتمعي. ومفهومها يقفز فوق الحزبيات والعصبيات والحسابات الشخصية والطائفية والمذهبية، هي ملاذ المؤمنين بأن الوطن للجميع ويستطيع أن يحتضن جميع أبنائه.لقد جرّب اللبنانيون في ما مضى كل أنواع الاختلاف: جرّبوا التقوقع والانغلاق، فعزلوا أنفسهم وتآكلت بنية المجتمع من الداخل. جرّبوا تناتش الدولة لإقامة دويلات، فأصبحت عبئاً عليهم.جرّبوا تجزئة الوطن لإقامة كانتونات، فعجزوا عن إيجاد مقومات الحياة فيها أو حمايتها. جربوا إلغاء الآخر، فتبين لهم أن الجميع متجذّرون في هذه الأرض، وأن الشراكة هي روح لبنان ومن دونها يفقد لبنان هويته ووجوده. لقد اكتشفنا جميعاً، بعد مرارة التجربة وفداحة الخسائر، أن قدرنا العودة تحت عباءة لبنان الواحد الموحّد،وان الرهان على الوطن فيه الربح الحقيقي والدائم .
وقال :لنبعد خلافاتنا عن الوطن ولنحمي مقوماته وأولها الاستقرار بكل جوانبه ، الأمني، السياسي، الاجتماعي، والاقتصادي.كل جوانب هذا الاستقرار هي أمانة في أعناقنا جميعاً، وكل عبث بأي نوع من هذا الاستقرار سيرتد سلباً على لبنان، فالخطر الأمني لا يطال فئة دون أخرى، والمشاحنات السياسية، من موقع المعارضة اليوم، سيدفع ثمنها من يأتي الى الحكم لاحقا، والخطر الاجتماعي لا يميّز بين فئة لبنانية وأخرى، والتهشيم بالوضع الاقتصادي في عهد أي حكومة سيرتد سلباً على كل الحكومات التي تأتي من بعدها، فلماذا هذا السلوك الذي لا يقيم وزناً لمصلحة لبنان ولا يحسب حساباً للغد؟ وهل تستحق المعارضة من أجل السلطة ضرب مقومات الوطن؟ من يضرب المعول في الاقتصاد اليوم لحسابات سياسية عليه أن يعلم أنه سيتحمّل لاحقاً تبعات هذا الهدم الغوغائي.من يشجع ويروج لما يسيء الى سمعة لبنان في الخارج ، ومن يحرض ضد وطنه ومؤسساته لن يبقى بمنأى عن الثمن الذي سيُدفع يوما وسيكون حتما ثمنا غاليا...
اضاف:ان حماية الاستقرار تكون بأن نعي جميعاً أن مصلحة لبنان تتحقق بالابتعاد عن كل ما يهدد الاستقرار والتعاون لدرء كل خطر على الاستقرار، وهذا ما يحتاج منا إلى حوار صريح لأن في البعد جفاء وفي القطيعة بلاء.لا نملك إلا الحوار سبيلاً إلى حماية لبنان وحفظ الاستقرار، وهي دعوة لنا جميعاً أن لا نجعل الخلافات والاختلافات مطرقة تهدم سور الحماية لوطننا أو تقطع حبل الأمان والأمل للبنانيين.
أيها الاخوة ، ومن خلالكم ، الى اللبنانيين ،على رغم كل ما نرى ونسمع يوميا ، وفيه الكثير من المبالغات والافتراء ، ادعوكم الى الوثوق بوطنكم .لا تخافوا من الاخطار الخارجية ، مهما تنوعت وتشعبت ، ذلك ان وطننا اقوى من أي زلزال يأتي من الخارج لكنه يضعف اذا ما تم استهدافه من داخل .تأكدوا دائما إن المواقف التي تتخذها حكومتنا منذ ان تلقفت كرة النار ، ليست مرتجلةً ولا مسايرةً ولا مستسلمةً لأحد، بل هي مواقف نابعةٌ من مصلحة لبنان العربية والإقليمية والدولية، وليس من عاداتنا أن نقومَ بأيّ خطوةٍ تقود وطننا إلى غيرِ ما يتوخّاهُ شعبنا وما تفرضه مصلحة وطننا. وسنمضي على هذه الدرب ، سلاحنا ايمان بالله عز وجل ، وتصميم على العمل مهما كانت الصعوبات لنتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي تحيط بنا .
وقال : اليوم لا بد من أن نعطي صورة تفاؤلية لهذا الوطن، نعم أقول لكم بصراحة إن تفاؤلي كبير بما سيستجد في العام 2013 الذي سيشهد إجراء الإنتخابات النيابية ، وأنا متأكد انها ستتم في موعدها ووفق قانون عصري يشعر الجميع أننا في حاجة اليه، وسيجتمع مختلف الأطراف من كل الفئات السياسية في مطلع هذا العام من أجل الأتفاق على قانون عصري للإنتخابات. أما في الجانب الاقتصادي، فما أقر في مجلس الوزراء بالأمس لجهة إطلاق مناقصة التنقيب عن النفط يعد خطوة مهمة بحيث وضعنا لبنان على سكة الدول النفطية، ومن يطلع على الدراسات وما تبينه من ثروات نفطية كبيرة في عمق البحار والأراضي اللبنانية هو مؤشر خير، ومع إطلاق هذه المناقصة ستكون النتائج بإذن الله مقبولة وجيدة وتنسي اللبنانيين الايام السوداء التي مررنا بها.
أضاف: تبقى كلمة أتوجه بها الى الاعلاميين المعتمدين في السرايا وعبرهم الى كل الجسم الاعلامي .اشكركم جميعا على عملكم وجهدكم وتضحياتكم، وادعوكم الى المساهمة في نشر كلمة سواء تحصّن وطننا وتبعد عنه الشرور والفتن. كما اهنئ جميع اللبنانيين بمناسبة السنة الجديدة ، متمنيا أن تحمل لوطننا الخير والسلام ، وللبنانيين جميعا الصحة وراحة البال والبحبوحة . كل عام وأنتم بخير .

 

  • شارك الخبر