hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - راجح الخوري

آخر أيام الأسد؟!

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 08:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(النهار)

كثرت المبادرات، وزيادة في التوضيح يمكن القول "كثرت السكاكين"، بمعنى ان سقوط النظام السوري بات وشيكاً على ما توحي عملية التسابق المثيرة هذه الايام، على اقتراح مبادرات للتسوية تجمع كلها تقريباً على محاولة رسم خريطة طريق لسوريا بعد سقوط النظام وغياب بشار الاسد!

تحدثت الاخبار عن "جنيف - 2" وهو عبارة عن اتفاق من خمس نقاط امكن التوصل اليه بين اميركا وروسيا وحمله الاخضر الابرهيمي الى الجامعة العربية والى دمشق (نشرت هذه الزاوية نصه امس) ويقوم على حل او يقترح "نقطة وسط" تحدد موعد إزاحة الاسد بعد ثلاثة اشهر اي في نهاية آذار المقبل، بعدما كانت واشنطن خلال مؤتمر جنيف الاول تصرّ على رحيله الفوري بينما اصرّت موسكو على ان يبقى لإكمال ولايته في سنة 2014.

وتحدثت الاخبار عن مبادرة تركية لانتقال السلطة في سوريا خلال الاشهر الثلاثة الاولى من سنة 2013 بحيث يتنحى الاسد ليتسلم "الائتلاف الوطني" السلطة تمهيداً لإجراء انتخابات عامة. وبحسب صحيفة "راديكال" عرض رجب طيب اردوغان المبادرة على فلاديمير بوتين الذي وصفها بانها "مبتكرة" وقيل ان السعودية وقطر ومصر والامم المتحدة على علم بما تتضمنه من "افكار جديدة"!

لا أدري ما هو وجه "الابتكار" فيها ولا ما هي هذه "الافكار الجديدة" ما دام المطلوب اساساً هو إسقاط النظام وإزاحة الاسد، لكن كان من المثير فعلاً ان يجمع المحللون في انقرة على ان فكرة المبادرة هي روسية لكنها أعلنت بلسان تركي، بما يساعد موسكو على النزول من سقوفها العالية في دعم الاسد، الذي عليه الآن ان يفهم جيداً الرسالة الروسية التي تصله بالتقسيط منذ تصريح ميخائيل بوغدانوف.

وتحدثت الاخبار عن مبادرة ايرانية من ست نقاط تبدو عكس السير، بمعنى انها تقوم على منطق عفا الله عما مضى من قتل وتدمير وتهجير وتعالوا الى حوار وطني وحكومة انتقالية، وهو ما كان الاسد يعرضه قبل عام ونيف. هنا يتضح ان للايرانيين سكاكينهم ايضاً ويعرفون ان من يحضر السوق يبيع ويشتري ولا يريدون ان يغيبوا عن بورصة سقوط الاسد وقيام النظام الجديد!

ولأن نظام الاسد يعرف انه بات على الحافة وامام سكاكين تشحذ اكثر مما هو امام مبادرات تقترح، وخصوصاً بعد الاستعدادات الدولية للانقضاض عليه اذا حاول استعمال الاسلحة الكيميائية، تمّ استحضار فاروق الشرع من الاستيداع قبل يومين ودُفع الى اقتراح ما سمّاه "التسوية التاريخية" التي بدت محاولة تشبه المبادرة الايرانية وتهدف الى تجنّب حتمية تجرّع الاسد كأس السقوط المريرة!
ولأن كثرة المبادرات مثل كثرة السكاكين، يمكن القول انها آخر ايام الاسد.

  • شارك الخبر