hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - نبيل بومنصف

شهيد قتل قتلته!

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 08:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(النهار)

اتاحت بعض مواقع الاتصال الاجتماعي في اليومين الاخيرين لراصدها ان يعاين نبض فئة واسعة من المشغلين في الذكرى السابعة لاستشهاد جبران تويني. نبض عفوي يضج بالكثير على صورة شباب قد لا تطمئن الى كل ما يحمله من موروث العصبيات لكنه يتهيب افتقاده الهائل الى "الصوت" الغائب كأنه يدوي في وجدان شديد الاشتياق.
ان تتجه الى هذا المقلب بعد السنوات السبع، مقلب "قياس" الشهيد بحرارة الفئة الاكثر التصاقا بذكراه ونبضها، فمعنى ذلك ان المسألة اكبر من حنين، وربما اخطر. هي مسألة افتقاد جبران بكل ما كان عليه، وكذلك بكل ما اصبح يشكله وجدانيا في صورة شهادته، وفوق الاثنين بكل ما حل ويحل بالمصير اللبناني مع "التناقص" في نخبه بالاغتيال او بالتيئيس او بالانكفاء.
تظلم ثورة 14 آذار كثيرا هذه الايام، وتتعرض لجلد
ذات تماما كما تتعرض لحرب الغاء منذ فجرت العبوة الاولى في اشرس حرب اغتيالات عرفها بلد. واقسى الظلم حين يأتي على ايدي ابناء "الثورة"، ومن طريق الاخطاء او اهتزاز الثقة.
ولعــل الحـنــين الى الزمــن الاول لـثــورة 14 آذار هــو
ما اضحى عليه جبران تماما في ذكراه الآن من دون زيادة او نقصان.
ما كان جبران "ليسمح" مرة او حتى ليتمكن من ان يسمع عن "احباط". فُطر على ايمان حديدي يضاهي هذا النبض الذي لا يزال يشد الشباب اللبناني على نطاق واسع الى صوته وقسمه. وبعد سبع سنوات تراه يستعيدك بقوة تفوق "الاعتياد" القسري القدري على غيابه الى كل ما يجسده ويقرعك على الهوان.
هو صوت ثورة الارز تكرارا وبلا منازع. ولا حرج في قول ذلك، ولا تقليل اطلاقا لاي شهيد آخر. لا مراتب في
الشهادة ولا هرمية ولا افضليات. لكن ثمة خصائص في جبران، تراها تقفز بقوة صارخة بعد سبع سنوات لا يمكنك ان تقف معها حاملا ميزان التوازن الذي يسري على الاحباء في لعبة السياسة. هذه الثورة لم تكن كسواها ولا
تشبه اي ثورة. ثورة بلا دماء نظيفة ناصعة سيادية خالصة وميثاقية كاملة، ولو غاب عنها بعضهم. وجبران كما كان صوتها المدوي حيا، تراه الآن صوتها الذي لا يزال
الاقدر على اشعال النبض "من بعد" مما يعني ان الشهيد قتل قتلته، وان كل التزييف والاجرام وكل ما قام
على باطل وكل ما قام على الترهيب منذ سبع سنوات، الى نهاية.
ومن قال ان العدالة هي محاكم وأحكام فقط؟ 

  • شارك الخبر