hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - غسان سعود

انتخابات الرابطة المارونية: بروفا للاستحقاقين النيابي والرئاسي

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 08:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الأخبار)

لا تحول كثرة الكراسي الرسمية عند الطائفة المارونية دون تدافع المتسابقين و«دعس» بعضهم بعضاً للفوز بأحدها. السباق هذه الأيام في الرابطة المارونية، حيث الفوز بكرسي رئاستها وكرسي نائب الرئيس وخمسة عشر كرسياً إضافياً

بعد رئاستَي جمعية مصارف لبنان والرابطة المارونية، لم يعد لجوزف طربيه ما يضيفه إلى سيرته الذاتية سوى كرسي الرئاسة الاولى في بعبدا. يمكن الصدف أن تفعل ذلك وأكثر. وعليه، لن يضيف طربيه الذي يغادر الرابطة في نيسان المقبل شيئاً إلى جدول أعماله غير نشاطه المصرفي الروتيني. في انتظار موعد الانتخابات الرئاسية حيث يفترض أن يضاف اسمه إلى الأسماء الرمادية المتداول بها عند كل مفصل رئاسي. حتى رئيس الرابطة السابق، الوزير السابق أيضاً ميشال إده، سيسرّه في الخامسة والثمانين من عمره أن يغني طربيه القائمة إلى جانبه. أما حاكم المصرف المركزي رياض سلامة فستمكّنه انتخابات الرابطة من أن يفكر بجدية أكثر في احتمال قيادة البلاد، إذ يمتلك أهم ما تستوجبه الرئاسة: الصهر. لكن، ولأن صهر الحاكم لا يزال في بداية مسيرته المهنية، على غرار غالبية الأصهرة الذين لا يلمع نجمهم السياسي والمالي إلا بعد تبوّء أعمامهم المناصب العليا، سيطل سلامة بوالد صهره النقيب سمير أبي اللمع، مرشحاً لرئاسة الرابطة. صحيح أن النقيب السابق للمحامين يملك لقباً أميرياً وصفة نقابية تحولان دون حاجته إلى صلات القرابة العائلية بالحاكم للتعريف به، إلا أن واقع أن نحو 10 في المئة ممن يحق لهم الاشتراك في انتخابات الرابطة موظفون في المصرف المركزي، يعطي لصلة القرابة هذه أولويتها.
مشكلة أبي اللمع الوحيدة، ربما، أن انتخابات الرابطة تسبق انتخابات الرئاسة، ويجد المرشحون الرئاسيون فيها فرصة لإثبات نفوذهم الماروني. وعليه، لن يتفرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الانتخابات من بعيد. فنقيب المحامين السابق أنطوان اقليموس مرشح لرئاسة الرابطة أيضاً. والكتلاوي السابق أحد الناشطين في المجموعات المارونية الصغيرة التي تدور في دائرة القوات الحمراء، وتنشط على موائد الغداء والعشاء طارحة مشاريع «إنقاذية» كبيرة كِبر الحسابات المصرفية لبعض أصحابها. وفيما يسوّق مسؤول القوات الكسرواني شوقي الدكاش اقليموس في معراب، يتولى أحد أشقائه تسويق اسمه في بعبدا. بذلك، يجمع اقليموس المجد من طرفيه، محاولاً استباق الحلف الجعجعي ــــ السليمانيّ النيابي تحت عنوان «المستقلين»، بحلف مماثل في الرابطة. فالمقرّبون من معراب يوحون بتفضيل جعجع التمديد لسليمان ثلاث سنوات على المجيء برئيس جديد إذا لم تكن الظروف الإقليمية والحسابات المحلية مؤاتية لانتخابه هو رئيساً. ورغم استمرار وزير القوات السابق جو سركيس بالتسويق لأبي اللمع بوصفه أقرب من اقليموس إلى قوى 14 آذار، يروّج «لوبي» القوات في المؤسسة المارونية للانتشار كما في الرابطة أن اقليموس أقرب إلى القوات اللبنانية، وهذا الأهم، مع تنويههم الدائم بقدرة اقليموس على تشكيل لائحة تمثل غالبية الأفرقاء، وتضم، مثلاً، أمل أبو زيد الذي يأمل الترشح على لائحة التيار الوطني الحر الجزينية في الانتخابات المقبلة. ولا تغيب مصلحة القوات المباشرة لحظة عن حساباتها أياً كانت القضية، فتفكر حين تبحث في تبنّي اقليموس رسمياً عمّا يمكن بلاغة هذا الرجل الخطابية ومواقفه النقابية السابقة أن تضفيه على بحثها الدائم عن موطئ قدم لها في قضاء بعبدا الذي تعجز حتى الآن عن توريط شخصية بارزة فيه بتمثيلها، سواء في الاستحقاقات النيابية أو غيرها.
وحين يكون الحديث رئاسياً، لا بدّ من بلوغه أخيراً الرقم الماروني الأول، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي لا يمكن، وقد باتت بكركي نفسها قريبة منه، أن تكون الرابطة بعيدة عنه، بُعد المرشحين أبي اللمع واقليموس. لكن عون، كعادته، لا يكشف أوراقه أو اسم مرشحه حتى اللحظات الأخيرة. ولا تزال الأمور في نطاق تلطيشات يتبادلها نواب عونيون مع زميلهم الأمين العام السابق للرابطة نعمة الله أبي نصر الذي يكاد نفوذه في الرابطة يكون أكبر منه في دائرته الانتخابية، وله تأثيره المباشر على ربع الهيئة الناخبة، من دون العونيين والمردة، بحكم تنسيبه بنفسه كثيرين وعلاقته الوطيدة بكثيرين آخرين. إلا أن أبي نصر يتعامل بضحكته المعهودة مع تلميحات زملائه، قائلاً إن سعيهم لإبعاده عن النيابة إلى الرابطة سيفشل.
انتخابات الرابطة تمثل من دون شك تفصيلاً في نقاش عضو تكتل التغيير والإصلاح ورئيسه في ما يخص الانتخابات الكسروانية. ففي حال تقرر استبعاد أبي نصر من اللائحة العونية، ستكون الرابطة، بالتنسيق مع العونيين، متنفسه، خصوصاً أن انضمامه إلى لائحة 14 آذار الكسروانية مستحيل، وفوزه منفرداً من سابع المستحيلات. وإلى جانب أبي نصر، يتداول المقرّبون من الرابية اسم السفير عبدالله بو حبيب الذي يمكن أن يقدم في الرابطة نموذجاً عما يمكن تحالف الرئيس أمين الحميّل والعماد عون والنائب سليمان فرنجية أن يفعله في الانتخابات النيابية. ورغم امتلاك بو حبيب الموافقة المبدئية لهذا الثلاثي الماروني، يتريث في حسم أمره، منتظراً خصوصاً ـــ على ما يبدو ـــ موقف أبي نصر.
هذا كله من دون الاقتراب من كراسي أعضاء الرابطة الخمسة عشر وكرسي نائب الرئيس. ليس سهلاً أن تنام سائق كميون وتستيقظ عضواً في الرابطة المارونية. تقول أكثر من تجربة: سائق كميون، فصاحب مرملة، فمسؤول حزبي، فعضو في الرابطة المارونية، فمرشح إلى الانتخابات النيابية، فنائب (ربما)، فحالم برئاسة الجمهورية.

  • شارك الخبر