hit counter script
شريط الأحداث

- أحمد خواجة

كنوز متنقلة

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 07:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لو قدر لي أن أكون نشالاُ، ما كنت قط لأسرق حقيبة سيدة تقطع الطريق أو تترجل من سيارتها، فالعملية خطرة، و قد لا أكسب في النهاية سوى بضع مستحضرات تجميل رخيصة أو مناديل ورقية وأشياء نسائية لا حاجة لي بها، و بالتأكيد لن أسرق هاتفاً خلوياً وخصوصاً الذكيّ منها. بالمناسبة، في بلادنا يكثر الذكاء في الهواتف ويندر في الرؤوس، فسرقتها عمليّة معقدة وغير مضمونة وقد تتسبب لي مشاكل خصوصاً في بلد ملف الإتصالات فيه ساخن دوماً وقد أتّهم لاحقاً بالتخطيط لحرب الـ 75 بواسطة الأيفون. ماذا سأسرق إذاً؟ ربما حقيبة طفل عائد من المدرسة، فهو لن يقاومني خصوصاً أنّني سأريحه من وزنها المتضاعف الذي أثقل كاهله وكذلك المناهج في داخلها...
تبدو القصة مملّة وسخيفة، فلنحاول قصّها بطريقة أخرى.
سمعت في الأمس من أحد المعارف أنّ إدارة المدرسة طلبت منه إرسال مبلغ مئتي ألف ليرة فقط لا غير ثمناً لكتاب لغة إنكليزيّة للصف السابع. أجل مئتي ألف ليرة، أي ما يعادل عمل ثمانية أيام كاملة على مقياس الحدّ الأدنى للأجور، وهذا الكتاب النفيس ممنوع تصويره لأسباب شرعيّة كما أنك لا تستطيع الاستفادة من كتاب قديم لأنّ الطبعة تتغيّر سنوياً (ربما تضاف كلمات جديدة إلى اللغة. "واتساب" كلمة مستحدثة ربما؟)، وكتابنا هذا منهجه أميركي. أميركا هي نفسها أمريكا التي ندعو لها بالموت آناء الليل وأطراف النهار، ولكن لا بأس باستلهام مناهجهم وثقافاتهم وطرائق عيشهم. فلندع أميركا ولنعد الى الحقيبة. كتاب اللغة لوحده سعره مئتي ألف ليرة ناهيك عن الدفاتر والمساطر والفذلكات المحدثة ولوازم لا تلزم، من هنا فإني أنصح الآباء بوضع أقفال مع رموز سريّة للحقائب، أو تأمينها ضدّ السرقة والحريق ومياه الأمطار... الموضوع باختصار: في بلادنا أهال قد يبيعون دماءهم وماء عيونهم لتعليم أبنائهم، رجاءً ارأفوا بهم. 

  • شارك الخبر