hit counter script
شريط الأحداث

كلمة الرئيس ميقاتي خلال رعايته افتتاح "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب"

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 18:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن الوطن لا يقوم على ثنائيات الخروج عن الدولة او الخروج منها ومقاطعتها بل بالعمل على تعزيز منطق الدولة وتقويتها". وأكد " قناعة واحدة لا حياد عنها الالغاء مستحيل والاقصاء مستحيل والقطيعة مستحيلة".
وكان الرئيس ميقاتي يتحدث بعد ظهر اليوم في خلال رعايته افتتاح "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في دورته السادسة والخمسين بتنظيم من النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان في مجمع البيال في حضور شخصيات وفاعليات.
أستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم القى السيد علي بيضون كلمة ترحيبية أشار فيها الى ان الكلمة هي حجر الاساس في تكوين الخلق والبشرية وهي تبقى الضامن الوحيد للحوار بين الشعوب بما يخلص رسالة معرض بيروت للكتاب لانه لولا الكتاب لما كان لنا ماض ولا مستقبل.
بعدها تحدث رئيس النادي الثقافي العربي الاستاذ فادي تميم فأعتبر انه في ظل تغييرات انتفاضة الربيع العربي في أوج حراكها في اكثر من بلد عربي، يترجم الشباب انتفاضته على واقعه طلباً لكرامته بعيداً عن التبعية السياسية والاقتصادية مستفيداً من ثورة التكنولوجيا الحديثة لتكسير جدران الخوف ،مشيراً الى ان هذه الثورات اضافت ابعاداً اساسية ،ابرزها التمسك بالديموقراطية لانها النظام الكفيل بتعديل المسارات حين تبرز الصعوبات، مما يرسخ مبادىء العدالة والحرية، من هنا الحاجة الملحة الى اعادة تكوين حياتنا الثقافية. وشكر تميم راعي الحفل دولة الرئيس ميقاتي متمنياً ان تبقى بيروت الحدث والمنبر والمثال للتلاقي.
ثم تحدثت نقيبة اتحاد الناشرين السيدة سميرة عاصي عن لبنان الكتاب والمكتبة ومعرض كتب الشرق وعن بيروت "لؤلؤة المتوسط" مشيرة الى ان اللغة العربية ستبقى العنوان الأهم لحضارتنا والوسيلة الأبرز للحوار والتلاقي لانه في غيابها نشهد موت الكيانات السياسية والثقافية.وأشارت عاصي الى ضرورة احتضان وزارات الثقافة في الدول العربية لصناعة الكتاب ودعمه، فتترسخ سلطات الانظمة العربية على خلفية الربيع العربي في حراكه المستمر.

وألقى الرئيس ميقاتي الكلمة الآتية: نلتقي اليوم في افتتاح معرض الكتاب في بيروت، نلتقي لنقرأ في كتاب بيروت وكتاب لبنان، بيروت عاصمة الكتاب وكتاب العواصم، ولبنان منارة الفكر ومشعل الثقافة ،لبنان، الابداع والحرية، لبنان الذي لا يقوى على فكره ظلام ولا تغلب على شمسه عتمة، لبنان موئل الفكرة، صانعها، وحاضنها، لبنان رسول العرب الى عمق ثقافتهم ونورهم الى ثقافة العالم.
نلتقي في هذه الاحتفالية المعبرة التي تعيد الى هذا الوطن رونقه ،وتؤكد انه سيبقى يحمل رسالته في الحرية والابداع ، في العلم والتنوع ، في الفكر والثقافة، في الفن والادب، في العيش الواحد والانفتاح والاعتدال. نعم في الاعتدال الذي كان وسيبقى في اصل تكوين هذا الوطن وسر بقائه واستمراره.
اضاف: نلتقي في ظروف دقيقة تمر فيها المنطقة بتحولات واضطرابات تضع الوضع برمته في دائرة المخاطر والاحتمالات وتنعكس على وطننا وتفرض علينا جوابا واحدا في تحصين منعتنا الداخلية وحماية وحدتنا الوطنية وإعتماد خيار الاعتدال والوسطية.الوحدة الوطنية، أيها السادة، ليست خيارا بل واجب تفرضه علينا الامانة تجاه ضمائرنا ووطننا ومستقبل ابنائنا .الاعتدال فضيلة وليس هربا من موقف او تحاشيا لوقفة او تجنبا لحق .الوسطية خيار حكمة وعقل وليست تهربا من قرار او تفاديا لقناعة . الوسطية ليست حيادا بل هي انحياز للوطن ولما يجمع شمل ابناء الوطن لا ما يفرق بينهم ويرفع جدران الكراهية في كل مدينة وقرية وحي وبيت وعائلة.
وقال : لا يقوم الوطن على ثنائيات الخروج عن الدولة او الخروج منها ومقاطعتها بل بالعمل على تعزيز منطق الدولة وتقويتها.لا يقوم الوطن على ثنائيات الالغاء او الاستعلاء بل على احتضان الآخر وتفهم هواجسه. لا يقوم الوطن على ثنائيات الابعاد او الاستبعاد بل على الشراكة الكاملة بين جميع أبنائه. لا يقوم الوطن على خيارات الاتهام او التخوين بل على المحبة والاخلاص والوفاء بين جميع ابناء الوطن . لا يقوم الوطن بالرهان على المحيط ومتغيراته ورهن الداخل لهذا الخارج بل بتقوية المناعة الوطنية .لا يقوم الوطن على التورط في احداث الخارج واستدعائه الى معادلات الداخل بل على النأي بالنفس عن كل ما يعرض وحدتنا الوطنية للخطر .لا يقوم الوطن على اتهام مقابل اتهام بل على سعي مشترك للتلاقي على ما يجمع ولا يفرق.
أضاف: يقوم الوطن بكل بساطة على قناعة واحدة لا حياد عنها : الالغاء مستحيل والاقصاء مستحيل والقطيعة مستحيلة .يقوم الوطن على حوار دون محرمات ممنوعة من النقاش ودون اشتراطات مانعة للنقاش، حوار يقود الى تفاهمات وطنية تؤكد الشراكة الوطنية وتحفظ الدولة والمؤسسات والاستحقاقات وتحمي السلم الاهلي وتحصن الوطن من المخاطر والشرور وما أكثرها اليوم
وقال :في افتتاح معرض بيروت العربي والدولي للكتاب السادس والخمسين، أوجه التحية الى رسل الكلمة الى من كتب فأحيا الفكرة ،والى من نشر فأحيا كاتبها ،والى من أبرزها في هذا المعرض ، عنيت النادي الثقافي العربي فله الشكر على هذه المناسبة المجيدة. نقرأ اليوم ، على أمل ان نكتب غدا ،بقلم واحد وعقل واحد ، نصا واحدا جليا واضحا ،في كتاب الوطن،نصا يستلهم تاريخ لبنان ليرسم حاضره ومستقبله بأمل مشرق،وبما يحفظ وحدته الوطنية وعيشه الواحد بين جميع أبنائه.
في الختام جال الرئيس ميقاتي والحضور على اقسام المعرض الذي يشارك فيه اكثر من مئتي دار نشر لبنانية وعربية. 

  • شارك الخبر