hit counter script

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح"

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٢ - 20:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدّد دولة الرئيس العماد عون على أنّ القانون الذي لا يؤمن التكافؤ بين اللبنانيين هو ظالم، وقانون الستين هو القانون الأكثر ظلماً بحق المسيحيين باعتراف الجميع، محملاً المسيحيين من حلفاء المستقبل وخصوصاً الكتائب والقوات مسؤولية هذا الظلم الذي يلحق بالمسيحيين ومذكّراً أن "الظلم مرتعه وخيم.
العماد عون، وبعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، سأل عن أهداف الجولات المناطقية التي يقوم بها سفير السعودية والتي أشارت اليها بوضوح صحيفة السفير فعنونت "السعودية تعطّل الحوار"، معتبراً أن التعطيل سواء كان للحوار أو لمجلس النواب هدفه واحد وهو عدم إقرار قانون الانتخاب.
ورداً على سؤال عن موقف البطريرك، أكد العماد عون بأن موقف البطريرك الذي يعتبر قانون الستين ظالم وأنه يجب أن يتغير واضح، مشدداً على "أننا لن ندع أحداً يوصل البطريرك إلى القبول بما يراه ظلماً للمسيحيين.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:
أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي الذي تأخّر 24 ساعة بسبب إحتفالات روما وإستقبالات رئيس جمهوريّة أرمينيا.
بحثنا اليوم موضوع المقاطعة وخلفيّاته، والأهداف المقصودة منه، فتبيّن لنا أنّ المقاطعة هي لمنع مناقشة قانون إنتخاب جديد والوصول به إلى نتيجة. جميعنا نعلم أنّ اللّبنانيّين أجمعوا على أنّ قانون الستين ظالمٌ، وهو ضدّ المبادئ الدّستوريّة اللّبنانيّة، إذ لا ينصف من حيث الواجبات والحقوق، ما يعني أنّ اللاّئحة التي تتفوّق على اللّائحة الأخرى بصوتٍ واحدٍ فقط تفوز فيما تخسر اللائحة المقابلة، ففي البترون مثلاً تحصل الاّائحة الفائزة بفارق صوت على نائبين، وفي المتن تحصل على ثمانية نواب.. فارق صوت يسقط مرشّحين وينجح مرشّحين... النّظام الأكثري مع أسماء متعدّدة على اللّائحة هو أكثر القوانين ظلماً عبر التّاريخ. وبما أنّنا نعيش في مجتمعٍ مؤلّف من مكوّنات عدّة، ولكلّ منها حصص خاصّة بها، القانون الذي لا يؤمّن التّكافؤ بين من ينتخبهم الشّعب لتمثيله، يكون قانوناً ظالماً، والظّلم مرتعه وخيمٌ. هذه الجملة تعلّمناها عندما تعلّمنا قاعدة المبتدأ والخبر: "الظّلم" مبتدأ، وجملة "مرتعه وخيمٌ" الإسميّة هي الخبر. نتمنّى أن يتأمّلوا في هذه الجملة جيّداً.
ثمّ نتساءل "من المسؤول عن الظّلم؟". نحن معتادون على ظلم تيار المستقبل والآخرين الذين يتحالفون معه، ولكن الظّلم هنا يلحق فئة واحدة من اللّبنانيّين وهي الطّائفة المسيحيّة، وهذا الكلام لا يدخل في سياق الخطاب الطّائفي لأنّ الجميع أقرّوا به. نحن نفهم أنّ تيار المستقبل وحلفاءه يظلموننا، ولكن من يتحمّل مسؤوليّة هذا الظّلم؟ يتحمّل مسؤوليّته جميع المسيحيّين المتحالفين مع تيار المستقبل، أي على الكتائب وعلى القوّات اللّبنانيّة. هل يتحمّلون هذه المسؤوليّة من دون أيّ مقابل؟؟ ألا يقبضون الأموال؟؟!! أليسوا موعودين بسلطة وهميّة؟؟!! لا يملكون تمثيلاً صحيحاً ليعبّروا به عن أنفسهم، فيكونوا أتباعاً لغيرهم؟؟ نحن لا نقبل بذلك.
تساءلنا أيضاً في اجتماعنا عن الجولة الّتي يقوم فيها سفير إحدى الدّول الخليجيّة لمنطقة المتن ولمنطقة زحلة، ولاحظنا أنّه نتج عنها على الأرض رحلاتٍ إلى الخارج، وتحديداً إلى منطقة الخليج. وقد تحدّثت بعض الصّحف عن هذا الموضوع مشيرةً إلى أنّ الدّولة الّتي يمثّلها هذا السّفير قد فتحت المعركة الإنتخابية. نأمل أن يتنبّه الجميع إلى هذا الموضوع، فنحن رسمنا علامات استفهام، ولكنّنا لم نتّهم أحد حتّى السّاعة. واليوم أيضاً، استوقفنا افتتاحية صحيفة "السّفير وقولها" إنّ السّعودية تعطّل الحوار.. وفي الواقع إن تعطيل الحوار مثل تعطيل مجلس النّواب، الغاية منه ومن أي تعطيل هي واحدة: عدم التوصل الى قانون الإنتخاب. إذن نحن أيضاً نتحفّظ على كلّ هذه التّدخلات بشؤوننا الخاصة، ونتحفّظ على من يستجرّون المداخلات الخارجية إلى الدّاخل.
في السابق كانت تحصل هذه الأمور بتحفظ وبعض الخجل، لم تكن تقال بصورةٍ علنية، لكنها اليوم صارت علناً وعلى صفحات الجرائد والإفتتاحيات.
هناك أشخاصٌ يفكّرون أنّهم لا يريدون أن يحاوروا وغيرهم يريدون أن يحاوروا، فيما نحن نفكّر بالفساد المستشري في دوائر الدّولة الّذي لا يفكّر به أحدٌ الآن، كأنّنا نراعي الفاسدين. أصبح كتابنا الذي وعدناكم به، في المطبعة وسيصدر قريباً. نأمل أن تكون الصّحافة واعية، فهذه حقوقها في النّهاية وحقوق من يكتبون فيها، نأمل أن يتجاوبوا معنا، ويقرأوا ويروا ماذا يوجد في بلدهم، ويعمموا هذه الحقائق الّتي لا يمكن لأحد ردّها إلا قضاة التّحقيق، فوحدهم قضاة التحقيق بإمكانهم أن يردّوها ويقولوا إنّ هؤلاء المتّهمين أبرياء وإنّ مالية الدّولة سليمة ولم يسرقوا أيّ قرش. وغير ذلك فإن المسؤوليات كبيرة، ونتمنى أن تأخذ الصّحافة براءة ذمّة في لبنان، لأنّ عنوان كتابنا هو "الإبراء المستحيل"، الإبراء المستحيل لأنّ الوقائع والأوراق اللازمة في يدنا، فإذا أرادت الصّحافة أن تأخذ إبراءً لا يجب أن تكون ضدّ كتاب "الإبراء المستحيل"، بل معه، وإلا تكون واقفة مع الشّيطان.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:
س: قرأنا خبراً اليوم مفاده أنّك ستقوم بحملة لمقاطعة الإنتخابات في حال ستجري حسب قانون السّتين، هل هذا صحيح؟
ج: لا زال الأمر باكراً كي نقول ذلك، ولكن أنا أنبّه أنّ الظّلم مرتعه وخيم. هذا لا يعني مقاطعة، بل يترتّب على الأمر نتائج غير المقاطعة.

س: البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي أعطى الأولوية لإجراء الإنتخابات ولو كانت بحسب قانون الستّين. هل سيكون لكم موقف سلبي من البطريرك بعد هذا التّصريح، خصوصاً أنّكم كنتم معوّلين على ما قاله سابقاً أنّ بكركي ترفض قانون الستّين؟
ج: لقد قال البطريرك أموراً كثيرة، تحدث عن الظّلم والإعتراف بالحق. قال عن قانون الستين:
"ربّما يعملون من هذا الموضوع قميص عثمان وسيصبح كأنّه المشكلة الأساسية، فكل اللّبنانيين في السرّ والعلن قالوا إنّ قانون الستّين يجب أن يتغيّر، وأُجمع على أنّه أوصلنا إلى الحالة الّتي نحن عليها اليوم، والجميع كانوا يشجّعوننا لنأخذ موقفاً من هذا الموضوع ليتشجّع الناس أيضاً، فاتّخذنا هذا الموقف، وقد أعطوا موقفنا تعبيراً مثل الحلم وغيره، ونحن دائماً نتكلّم بالمبادئ."
هذا هو الموقف البطريركي الحقيقي، ونحن لن ندع أحداً يوصل البطريرك إلى القبول بقانون الستّين.

س: ولكن البطريرك قال ذلك..
ج: صحيح هو قال ذلك، ولكنّه قال أيضاً إذا أوصلونا إلى هناك.
نحن سنكون الحاجز الّذي لن يسمح لأحد بإجبار البطريرك على القبول بشيءٍ هو ضدّ العدالة وضدّ التمثيل الصّحيح. كلامه كان واضحاً؟!! لقد قصد بقوله "إذا أردتم أن تهوّروني فسوف أتهوّر"، ولكن نحن سنقفل الطّريق ولن ندع أحداً يدفعه إلى الهاوية.

س: هناك كلامٌ لوزير الدّاخلية تحدّث عن إمكانية التمديد لمجلس النوّاب مدّة 6 أشهر. وقد انتقد الرّئيس برّي اليوم هذا الكلام..
ج: لم يريد التّمديد؟ الموضوع الّذي يصعُب إقراره من اليوم إلى حين الإنتخابات لن يُقرّ ب6 أشهر إضافية.
س: بدا اليوم لافتاً حديثٌ لوزير الشّؤون الإجتماعية وائل أبو فاعور بعد استقباله مسؤولة الشّؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فاليري عاموس، تكلّم في مؤتمرٍ صحافي مشترك معها عن خيار المخيمات، قال إنّ خيار المخيمات للاجئين السّوريين غير مطروح حالياً، لكنّه لم يستبعد طرحه نظراً لما ستؤول إليه الأزمة السّورية. فما تعليقك على هذا الموضوع؟
ج: هناك أزمة حقيقية، ونحن نطالبه بإعطائنا عدد السّوريين الموجودين في لبنان. أكبر تقصير، تقصير العصر، هو أن يدخل أكثر من 130 ألف إنسان إلى دولةٍ ما ولا تعرف الدولة أين يتواجدون. ألا تشعر الأجهزة الأمنية أنّ عليها واجبات؟ لقد قمت بتذكيرها في المرّة السّابقة، وهذه المرّة أريد تذكيرها أكثر أنّها كلّها مقصّرة، أين وزير الدّاخلية؟ أين مديريات الأمن؟ هناك خمس أو ست مديريات.. لفرع المعلومات قوّة ضاربة وهو يغطّي كلّ لبنان، أين مديرية الأمن العام؟ أين مديرية المخابرات في الجيش؟ أين مديرية أمن الدّولة؟ أين هي كلّها؟ ماذا تفعل؟ هناك بلديات ومخاتير ومخافر، لمَ لا تستعين بها؟ أتعرفون كم أصبح العدد في جزّين؟ جزّين ليست على ضفاف النّهر الكبير وأصبح فيها 1600 لاجىء.

س: ما تعليقك على مبادرة النّائب وليد جنبلاط الّتي طرحها للحوار؟
ج: سيأتي وفد من قبله لزيارتي، لن أعلّق عليها قبل أن ألتقي بهم وذلك يوم الجمعة الحادية عشرة ظهراً، وستُدعَون بعد الإجتماع للتّكلم عنها.

س: تحدّثت عن أنّ قانون السّتين لا يؤمّن صحّة التّمثيل المسيحي، لمَ وافقتم عليه في السّابق؟ كما أنّك قلتَ إنّ حلفاء "المستقبل" أي القوات والكتائب هم الّذين لا يريدون التّمثيل الصّحيح للمسيحيين، علماً أنّهم أيضاً يقولون إنّهم رافضون لقانون السّتين؟
ج: خضنا الإنتخابات بقانون السّتين لأنّ المهلة كانت قصيرة حتى نقرّ غيره، وأنا أفخر أنّي عملت لخوض الإنتخابات على أساسه يومها، لأنّ البديل عنه كان أسوأ، كان قانون ال2000. قاموا باللّعبة في العام 2005 ولم أكن أريد السّماح لهم بالقيام بها في العام 2009، وهذا سمح للمسيحيين ب 23 نائباً زيادة. كانوا ينتخبون 15 نائباً فقط، أما الآن فأصبحوا ينتخبون 38 نائباً، فبالإضافة الى النواب ال 15، صار المسيحيون ينتخبون من نوابهم 10 في الشّمال، و5 في بيروت، و3 في بعبدا، و3 في جزين و2 في الدّائرة الثّانية، ما مجموعه 23. 

  • شارك الخبر