hit counter script

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح"

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٢ - 20:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

طالب دولة الرئيس العماد ميشال عون الحكومة بنشر أعداد اللاجئين السوريين، وطالب أيضاً القوى الامنية بضبط السكن على الاراضي اللبنانية"، معتبراً أن هذا الوضع وصل الى درجة من الخطورة لأنّ انتشار اللاجئين بات على مختلف الاراضي اللبنانية وباعداد كبيرة" وذكّر بتنبيهات متكررة له منذ نيسان بهذا الشأن.

ورداً على المزايدين في موضوع السيادة ودور الجيش تمنّى على رئيس الجمهوريّة أن يسأل القيادة العسكريّة عن مدى قدراتها للإمساك بالأمن في الداخل، والدّفاع عن الحدود في الظّروف الرّاهنة حتى يتوقف السجال في موضوع الاستراتيجية الدفاعية والمزايدات.

العماد عون الذي كان يتحدث بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، استهل كلامه بمعايدة الجيش اللبناني في عيد الاستقلال وقال:

بدايةً نريد أن نتوجّه بمعايدة للجيش اللّبناني، قادةً وضبّاطاً وأفراداً، ونتمنّى لهم النّجاح الدّائم في مهمّة الدّفاع وحماية المواطنين.

في المقابل، هناك موضوع يتناقض تماماً مع ما يمثّله الجيش في وطنٍ كلبنان، وأعني به موضوع اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية. سبقت وحذّرت من خطورة هذا الوضع، وقلت في تصريح لي في 24 نيسان من العام الحالي: "إن تراكم الموجودين على الحدود اللّبنانيّة، يؤكّد على أنّهم ليسوا جميعهم لاجئين، وما من أحد يقوم بالتّأكّد من صفة الّذين يلجؤون إلى لبنان. هذه الأعداد تزداد بكثرة، وهذا الأمر يشكّل خطراً خصوصاً إذا كانوا ممّن يحاربون على الأراضي السّورية. نحن نلتزم إنسانياً مع اللاجئين ولكن هل سيلتزمون بدورهم؟ الجميع يعلم أنّ مسألة اللّجوء تبدأ بأشخاصٍ يطلبون منك المساعدة وتنتهي بالتّمرد عليك. نحن نتحفّظ على سلوك الحكومة في هذا الموضوع لأنّها لا تضبط الوضع بين اللاجئين أنفسهم أكثر منه في موضوع اجتياز الحدود".

وفي تصريحٍ ثانٍ في 22 أيار، أي بعد حوالي شهر تقريباً، قلت: "لقد سبق وحذّرت من تضخم الموجودين على الحدود اللّبنانية، وقلت إن هذا يؤكّد على أنّهم ليسوا جميعهم لاجئين، إذ ما من أحد يدقق في صفة الّذين يلجأون إلى لبنان، وهذه الأعداد تزداد بكثرة وهذا الأمر يشكّل خطراً خصوصاً إذا كانوا ممّن يحاربون على الأراضي السّورية، نحن نلتزم إنسانياً مع اللاجئين، ولكن هل سيلتزمون بدورهم؟ الجميع يعلم أنّ مسألة اللّجوء تبدأ بأشخاصٍ يطلبون منك المساعدة وتنتهي بالتّمرد عليك، نحن نتحفّظ على سلوك الحكومة في هذا الموضوع لأنّها لا تضبط الوضع بين اللاجئين أنفسهم أكثر منه في موضوع اجتياز الحدود".

التّصريحان متقاربان كثيراً لأنّهما يعبّران عن حقيقة، والحقيقة لا يمكن أن تُكتب بأشكالٍ مختلفة. وأعتقد أنّ هذا الموضوع وصل إلى درجة من الخطورة لأنّ الإنتشار بات في مختلف الأراضي اللّبنانيّة وبأعدادٍ كبيرة. إنطلاقاً من هنا، نطلب من الحكومة نشر هذه الأعداد رسميّاً، وتكليف قوى الأمن وأجهزة المخابرات بضبط السّكن على الأراضي اللّبنانيّة، لأنّه لا يجوز أن يصل الإهمال إلى هذه الدّرجة، فلا أحد يعرف العدد، ولا أحد يعرف أماكن السّكن، ولا أحد يعرف إذا كانوا يحملون هويّات أو لا. هذا الأمر غير مقبول بأيّ شكلٍ من الأشكال. لا يمكن لمدير المخابرات في الجيش القول إنّه لا يملك معلومات عنهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمعلومات في قوى الأمن، وكذلك الأمر أيضاً بالنّسبة للأمن العام وأمن الدّولة... جميعنا معنيّون، كمواطنين وكرسميّين..!! لا أعفي أيضاً البلديات والمخاتير من هذه المسؤوليّة..!! يجب أن يُطلعوا أجهزة مخابرات الدّولة على الذين أتوا إلى قراهم ومدنهم، وعلى الأجهزة الرسميّة أن تنسّق هذا العمل ليصار خلال 15 يوماً، إلى امتلاك كلّ المعلومات اللّازمة، لأنّه لا يجوز التزام الصّمت حيال موضوع بهذه الأهميّة.

في سياقٍ آخر، نسمع يوميّاً خطابات تقول: "لا نقبل بنصف سيادة... لا نقبل بربع كرامة... لا نقبل بثلاث أرباع حريّة... لا نقبل... لا نقبل..." . وعندما تسألهم ماذا يريدون، يقولون إنّهم يريدون الجيش اللّبناني. نحن أيضاً نريد الجيش اللّبناني، ولكن المستشار الأمني والدّفاعي للحكومة اللّبنانيّة ولرئاسة الجمهوريّة هو قائد الجيش والمجلس العسكري، ولذلك، نتمنّى على فخامة رئيس الجمهوريّة أن يسأل القيادة العسكريّة عن قدراتها للإمساك بالأمن والدّفاع عن الحدود في الظّروف الرّاهنة ليصار التّعامل على هذا الأساس مع مشكلة الاستراتيجية الدّفاعية، ويتوقف السّجال السّياسي والمزايدات في هذه القضية الحسّاسة. ليس بالضّرورة أن يُعمّم جواب قيادة الجيش بل نريده مكتوماً خاصّاً برئيس الجمهورية الّذي يبلّغ بدوره الجهات المختصّة، لأنّنا لسنا مستعدّين أن نقبل المزايدات في مسألة السّيادة والحرية والإستقلال؛ يكفي أنّهم سرقوا هذا الشّعار منّا، وسرقوا تاريخ 14 آذار منّا، وهبناهما لهم ولكن، على الأقل، فَليحترموا ذلك، وَليحترموا النّاس الّذين حافظوا ويحافظون عليهم؛ فعندما كنّا نحن نرفع العلم اللّبناني، كانوا يوقفوننا! كان يتوقف طّلابنا لمجرّد أنّهم حملوا العلم اللّبناني، فأين كانوا هؤلاء عندها؟ هل سمعتم منهم أيّ تصريح عن السّيادة وعن الحرية وعن الإستقلال؟! ألم يكونوا منحنين يقبّلون ثوب السّلطان؟! شبعنا من هذه التصرفات! نسايرهم ونتكلّم معهم بنعومة، ولكنهم يبقون على نفس المستوى من الحديث فماذا بعد ذلك؟! كل هذا ويريدون أن يحاورونا! هم يحاوروننا بالشّتائم والإتهامات.. مستوى رفيع من الأدب! يذكّروننا بالزّجل الإباحي، فاليوم صرنا في الخطاب السّياسي الإباحي!

أما في موضوع الكازينو، فله شقَّان لا يجب خلطهما. هناك مشكلة الموظّفين الّتي تُعالَج حالياً، وهناك مشكلة المخالفات الجسيمة والخطر الّذي يهدّد الكازينو بالإفلاس إذا أكملت الإدارة بالطّريقة الّتي تعمل بها. لذلك طالبنا بالتّحقيق، والتّحقيق ليس موضوع مزايدة أو تخويف لأحد. هو موضوع جدّي ويجب أن يحصل، وأن تُتَّخّذ تدابير في إدارة الكازينو، وطبعاً ذلك لا يتمّ إلا بعد إجراء تحقيق حتى يتبيّن ماذا يحصل وإذا كان هناك من هدر أموال أو سوء إدارة.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:

س: هناك حديث في الاعلام عن مبادرة للنائب جنبلاط، وأنك موافق عليها؟

ج: موافق على المبادرة؟ لم يسألني أحدٌ ذلك. قالوا ذلك في الجرائد، الصحف "بتمون"، وهذه ليست أوّل مرة "بتمون" فيها.

س: في موضوع الحرب الإسرائيلية على غزّة، هل توافقون على تسليح الدّول العربية للمقاومة الفلسطينية؟

ج: أيضاً لم يسألني أحدٌ ذلك، ولكن هل طرح أحدٌ الموضوع؟

س: السّيد حسن نصرالله دعا إلى تسليح المقاومة.

ج: ذلك أمر طبيعي، وبدون استفتاء. إذا كانوا يؤيّدون القضية الفلسطينية وإذا كانوا ضدّ العنف على الشّعوب، يجب أن يقوموا بمبادرة، خصوصاً الكبار منهم والّذين لديهم أموالاً أكثر من غيرهم، هؤلاء الّذين يدفعون من أجل حروبٍ أخرى.

س: يفصلنا عن عيد الإستقلال يومان، إذا أردت التقييم، أين تجد الخطر الأكبر على الإستقلال اللّبناني اليوم ، ومن أيّ جهةٍ يأتي؟

ج: إذا تطلّعنا إلى حوض البحر الأبيض المتوسّط، نرى أنّ كلّ هذه الدائرة الّتي تطوّق لبنان فيها نار. سوريا، إسرائيل، مصر، ليبيا، تونس، كلّ هذه المنطقة الّتي يشكّل لبنان جزءاً منها وضعها خطرٌ عليه ولكن ما يحفَظه هو وحدته. صحيح أن لبنان يفتقر الى الوحدة حاليّاً، إذ هناك اشخاصٌ شاذّون عنها، ولكن هناك ميزان قوى يؤمّن الاستقرار، فمن هو قادر على القيام بشغبٍ لا يريد ذلك، والّذي يريد الشغب لا يستطيع القيام به، ونأمل ان شاء لله أن يستمرّ ميزان القوى بحفظ الاستقرار.

الخطر يأتي إلى لبنان من الخارج، وموضوع اللاجئين السّوريين يشكّل خطراً نتيجة الإهمال الشّامل الّذي ترتكبه جميع الأجهزة.

س: ردّاً على مبادرة النّائب وليد حنبلاط، قلتَ أن الّصحف تمون، هل يمون أيضاً النّائب وليد جنبلاط في مبادرته؟

ج: إسألوه إن كنت أمون عليه، عندئذٍ تكون "المونة" مُتبادَلة.

س: تحدّثت عمّن يتكلّمون عن نصف سيادة ونصف استقلال. هل برأيك نحن في ظلِّ سيادةٍ مُطلقة كي تنتقد من يتحدّث عن نصف سيادة ونصف استقلال؟

ج: بكلّ تأكيدٍ نحن في ظلّ سيادةٍ مُطلقة. من منعكم من ممارسة سيادتكم على الأرض؟! يجوز أن يكون هناك الكثير من المناطق الحدودية سيادتها مفقودة، فيدخل منها من يدخل ويخرج من يخرج، ولذلك تحدّثت عن ضبط اللاجئين وضبط الدّخول والخروج.

س: أليس هناك بعض المُربّعات الأمنية؟

ج: ليس هناك مربّعات أمنية، فعندما تمّت المخالفة في المطار جرى إلقاء القبض على المخالفين. ثمّ، لقد تجاهلتم نصف كلامي، لقد سألت عن القدرات العسكرية في لبنان فهل هي قادرة اليوم على ضبط الداخل والدفاع عن الحدود. لقد أخذتم نصف الكلام وتجاهلتم الباقي.. قلت إنّ المُزايدات مرفوضة، ولذلك يجب معرفة قدراتنا العسكرية.

س: أليس النّظام السّوري هو الجهة الّتي كانت تتعامل مع النّظام الأمني اللّبناني، فكانوا يوقفون شباب التيّار الوطني الحر منذ العام 1990 وحتّى العام 2005؟ ألم يكن هؤلاء هم من أنقصوا السّيادة؟

ج: أين كنت أنا؟! وأين كان من يزايدون اليوم؟! لقد كانوا بجانب السّوري وهم من كان يشي بالتيّار الوطني الحر، وهم من كانوا يقومون بتوقيف الشباب أو يتسببون بتوقيفهم، ولا يزال هناك أشخاصٌ لا تزال مفاعيل الوجود السّوري عليهم حتّى اليوم. ومن استشهد في تلك الفترة لم يعتبروه شهيداً حينها. الشهادة بالنسبة لهم بدأت معهم.

من رفع شعار السّيادة والحريّة والإستقلال؟ أين كان جميع من يزايدون اليوم؟ أتعتقدون أنّ الّذين يقاتلون في سوريا اليوم يريدون السّيادة والحرية للبنان؟! كلُهم خاضعون للتبعيّة، من يغذّيهم؟! من يموّلهم؟!

تتجسّد السّيادة اليوم بالوحدة الوطنية، هناك حكومةٌ دعت للنأي بالنّفس، إذن ننأى بنفسنا ولا نرفع شعاراً ثمّ نقوم بشيءٍ آخر.

س: تحدّثت عن الجيش والإستقلال، ولكن هناك أشخاصاً اليوم خصوصاً منهم سمير جعجع، يعتبرون وزير الدّفاع فايز غصن والوزير السّابق سليمان فرنجية جزءاً من آلة القتل في لبنان..

ج: ويعتبرونني شريكهم، فكيف يريد أن يتحاور معنا وهو يعتبرنا كذلك؟! لي عتب على سمير جعجع، فأنا أجاهد وأسعى في جميع دول العالم كي اُحضر له جائزة "نوبل" للسّلام، وهو يضعني في صفّ المجرمين والقاتلين! (ساخراً) عيب! هذا غير مقبول. 

  • شارك الخبر