hit counter script

التلاعب بالألفاظ البذيئة والكاركتيرات الجنسية تهريج "كتير سلبي" لإضحاك الناس!

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٢ - 07:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يحتاج برنامج "كتير سلبي" الى عدسة مجهر لإظهار خلاياه المستورة، فالفريق المؤلف من فادي شربل، ايلي الراعي، دوللي الحلو، حسين مقدم، وجوانا كركي، قدّمه لنا كجسد رمى أرضاً قطع القماش التي كانت تغطيه. وإذا كان الجنس في الغرب حاجة طبيعية كالطعام والشراب، فإنه في عقلية العالم الثالث تابو أو حرام أو فحولة أو عهر، وفي أسهل الاحتمالات وسيلة مضمونة لتصريف منتوج أو برنامج، لا فرق...

لم يركز البرنامج على الإيحاءات الجنسية في بداياته بل كان أكثر عمقاً ورصانة. اليوم تغيرت الوسيلة، وها هو الموسم الجديد يطل مكشراً أنيابه على مزيد من الكاركتيرات ذات الهوى الجنسي غير الراقي.
قالت جوزيان الزير بعد مغادرتها البرنامج بما معناه ان ما قدمته كان كافياً وحان الأوان لتحقق طموحها على أرض جديدة. جنيد زين الدين أيضاً ترك الفريق وانطلق يعدو خلف أهدافه. وتدارك الباقون الوضع لئلا تكرّ السبحة ويذهب كل منهم في غير اتجاه.
بعدما كال قلم الثنائي جيسكار لحود ونبيل عساف المديح المضخّم لـ "التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب ميشال عون في "عشرة بعد النشرة" عبر OTV، شاءت المصادفات ان يجد نفسه، مرة واحدة، يكتب اسكتشات المديح للمقلب السياسي الآخر بعد الانتقال الى MTV (كلنا يذكر شخصية "أبو سمير القواتي" التي أداها شربل). كان ذلك قبل ان تطوى الصفحة لتُفتح مكانها صفحة جديدة بطلها "الأطرميزي" (شربل أيضاً) الذي يعاقر زجاجات البيرة ويطارد دوللي بالإيحاءات الرخيصة!
ظل المستوى مقبولاً على رغم هبوطه المفاجئ. اسكتش مدته دقائق لن يتسبب بأضرار بالغة، الى ان أطل البرنامج بموسمه الجديد واضعاً "الأطرميزي" ومضمونه السوقي بالجيب الصغرى. أوكل الى فادي شربل أداء هذا النوع من الأدوار، "مزيناً" مسيرته بثلاثة كاركتيرات جنسية جديدة. أولها: بائعة هوى تتوسل اصطياد الزبائن، وعندما تنجح يحتدم الجدل حول بدل خدماتها قبل اكتفائها بمبالغ رمزية مراعاة لظروفهم في ظل الوضع المعيشي المتردي! ثانيها: رجل متزوج من امرأة قبيحة (تلعب دوللي الدور) تواظب على اقناعه بمضاجعتها وهو يتملص. ثالثها: رجل يواجه التردي الاقتصادي (غلاء أقساط المدارس، بدل الدخول الى المستشفى...) بالشتيمة والسباب من العيارات الثقيلة التي تجعل المشهد مقرفاً كزلال البيض عندما ينسكب على الملابس!
بقية شخصياته عادية مثل "ام علي" الموالية لـ "حزب الله" جارة "أم خالد" الموالية لـ "تيار المستقبل" (تؤدي الدور بمهارة جوانا كركي)، وأقل من عادي كشخصية "خليل" البليدة والمملة. في الموازاة، نجد ايلي الراعي قد غُيِّب بعض الشيء لابتعاد البرنامج عن تقليد الشخصيات السياسية كالسابق. مهضوم بتقليده الشيف انطوان الحاج عبر "تلفزيون لبنان"، فيما يبدو عادياً، الى شربل بدوري "انطوان" و"سمعان" الكبيرين في السن. بكلمة، يستحق فرصة أكبر كحجم موهبته. كان الأجدر بشخصية "الشقلوب" التي يؤديها حسين مقدم ان تنطوي بانطواء الموسم الفائت لكونها استنفدت المواقف المثيرة للضحك فباتت تكرر نفسها. أما بقية الأدوار التي يؤديها، فجلّها مكمِّل لأدوار يؤديها شربل، بطل اللعبة الذي قلما يغيب عن حركة من حركاتها.
الموسم الفائت بدا أفضل من الحالي بأشواط، أقله بالأغنيات التي تغيب كلياً عن هذا الموسم، على رغم انه لم يوفر مناسبة إلا بخّر فيها الـ MTV وبرامجها بمبالغة نافرة، إلا ان انتظاره من اسبوع الى آخر كان ممتعاً. المادة التي تُقدَّم اليوم بغالبيتها مفلسة، تافهة وغير ممتعة. تُضحك البعض من السطح لا من الأعماق. غالب الظن ان القيمين عليها يلعبون ورقتهم الأخيرة. هذا أكثر ما يُضحك ويُحزن.
فاطمة عبدالله (النهار)
 

  • شارك الخبر