hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

نشاطات اليوم التاسع للمهرجان المسيحي في انطلياس

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٢ - 12:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتواصل نشاطات "المهرجان المسيحي الحادي عشر" الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان (أوسيب لبنان) بعنوان "الطفولة"، في قاعة مار الياس - انطلياس.

النشاط الأول: لقاء بعنوان "الطفل والفقر"، شارك فيه المديرة العامة لمؤسسة الرؤية العالمية في لبنان أنيتا دلهاس فان دايك ، جمعية الحركة الاجتماعية (ايمان العجمي)، جماعة رسالة حياة (الأخت لينا ماريا ديب)، قدمت اللقاء الاعلامية ماغي عون .

ورحبت فان ديك بالمشاركين والحضور، لافتة الى "أن 28% من سكان لبنان يعيشون حالة الفقر، وإن الأطفال هم غالبا ضحايا الفقر والاساءة والعمالة".

ورأت العجمي في كلمتها "أن للفقر آثار سلبية على الأطفال، لأنه عندما يكون المجتمع فقيرا يذهب الدخل القومي الى اطعام الأفواه الجائعة فلا تتحقق التنمية العادلة. كما ان الفقير لا يفكر بالعلم والثقافة فتنتهك حقوق التعليم بسبب الفقر ويضطرون للعمل فيصبحون أُميين ويتعرضون للقيام بأعمال شاقة ، من هنا يظهر هذا التلازم بين الفقر والأمية ، فالفقر يؤثر على العقل البشري والابداع ، فالتغذية غير السليمة للطفل تؤثر على نموه العقلي فتنتهك حقوقه لناحية الحصول على الغذاء وحقه في التسلية واللهو".

وأشارت الى "أن حقوق الطفل تتعرض للانتهاك بسبب الفقر لناحية الصحة والمسكن غير اللائق وتعرضه للاستغلال".

وختمت بأن الجمعية "تعمل على حماية الأطفال من النزول الى العمل بسن مبكرة وتأمين حق التعليم والتوجيه المهني". 

وأكدت الأخت ديب أن "الفقر ليس عيبا، سائلة بأنه طالما موجود، أين تكمن مخاطره؟ هذا الخطر الذي يطال الانسان الفقير ويعيش العوز الى الصحة والتعليم يحتاج الى التواصل مع الآخر، هذا الخطر يؤدي الى انحرافات عديدة". ولفتت الى أن "جماعة "رسالة وحياة" تستقبل كل انسان لديه حاجة لا سيما الأطفال المرفوضين من المجتمع إن من عائلتهم أو بسبب الطلاق أو حديثي الولادة"، مؤكدة أن الجمعية "تؤمن في بيت الاستقبال المأوى والتعليم بالرغم من عدم وجود أوراق ثبوتية للاطفال لأسباب عدة، كما تؤمن لهم المدرسة والطبابة والمتابعة النفسية وتدريبهم على الاستقلالية وحماية ذواتهم وتوعيتهم وتنمية مواهبهم الى أن يحين الوقت لبطلان السبب الذي أتوا بسببه الى الجمعية"، مركزة على ضرورة "الحب الذي يؤمن استمرارية الحياة".

وانطلقت الاعلامية عون من خبرتها لتقل بأن "الطفل يولد، إنما لا يكِّون فكرة مسبقة عن الوضع سواء الاجتماعي أو الاقتصادي الذي ينتظره". وتحدثت عن "إحصاءات تبرز الوضع المأساوي للأطفال، إذ هناك أكثر من مئة ألف طفل عامل في بيع السجائر والصحف والعلكة وجمع النفايات والتسول ، 67% منهم تتراوح أعمارهم بين 7و15 عاما ، وهم يأتون من ضواحي بيروت وطرابلس أو من المخيمات ، 73% منهم يأتون من عائلات بوالدين، 5% من والدين مطلقين و18% هم من الأيتام . يعملون من 10 الى 11 ساعة يوميا وما يجنونه بعد أن يقتطع منه رب العمل 69% يذهب الى عائلاتهم".

وأشارت الى دراسة أجرتها الجامعة الأميركية بعنوان "وجه الفقر الانساني في لبنان" كشفت عن أن "المقاربة التي تستند الى ضمان الوصول الى الخدمات والدعم أو تحسين سبل العيش والدخل لا تكفي وحدها للتصدي للفقر، وأن الهيكلية الطائفية والمذهبية للمجتمع اللبناني لا تسمح بحصول حراك اجتماعي".

وختمت "نحن بحاجة الى صرخة لاعطاء الطفل حقه بطفولة كريمة، والأطفال مسؤوليتنا جميعا عل من يسمع يفهم ويتحرك".

النشاط الثاني: ندوة بعنوان "الاعلام المسيحي الرقمي التحديات والحلول" شارك فيها مسؤول اللجان المختصة في "أوسيب لبنان" جوزيف خريش ، المحاضر في الجامعة اليسوعية الأب فادي المير، مدير عام تلفزيون المحبة الأب جان بو خليفة، وأدارها منسق فرع الاعلام الالكتروني في أوسيب لبنان عاصي أبي نادر.

رحب أبي عاصي بالمشاركين، منوها ب "أهمية مناقشة هذا الموضوع"، ثم قدم خريش مداخلة تمحورت حول "تحديات الاعلام الالكتروني المسيحي واقتراح الحلول"، ودعا الى "اعتماد لغة خاصة يفهمها المرسل والمرسل إليه لتأمين التواصل الأفضل".

وتحدث باسهاب عن "تطور الرسالة الاعلامية بوجوهها المختلفة الى حين الوصول الى الشبكة العالمية العنكبوتية". وأشار الى أن "البشرية مرت بثلاث مراحل: الانسان الصانع، الانسان العاقل أي العارف ومرحلة الألفبائية أي مرحلة بيتاغور والكتابة التي اعتبرت مركز حياة الانسان انما خضعت لتغييرات عديدة منذ الثمانينات"، لافتا الى أن "الكرة الأرضية أصبحت كائناً حياً بفضل الوسائل التكنولوجية من خلال السرعة والتفاعل واللامكان الجغرافي والراهنية في اللحظة عينها واختصار المسافة والوقت . من هنا أدركت الكنيسة أهمية هذه الوسائل بوصفها ثمرة الابداع البشري ومنحها المكانة الملائمة لها في رسالتها كأم ومعلمة من خلال التعاليم والممارسة. واستشهد بالمونسنيور Di falco leandri الذي اعتبر الانترنت الساحة حيث يلتقي كل الناس ليخبر كل فرد قصته، واذا كان الفرد غائبا عن هذه المساحة كأنه غير موجود".

ورأى أن "بنية العائلة تتغير نتيجة التغييرات التي تحصل على كل المستويات، والثورة لم تعد قادرة على التعبير عن التغيير السريع الحاصل".
وطرح سلسلة من الأسئلة لتعميق البحث: ماذا نفهم بالاعلام الرقمي ؟ وماذا يشكل من أهمية بالنسبة للمرحلة التاريخية الراهنة من تاريخ الاتصال البشري والحضارة الانسانية ؟ ماذا نعني بالجيل الرقمي ؟ ما هي خصائص الاعلام او الاتصال الرقمي؟ كيف يبدو مشهد وسائل الاعلام المسيحية الرقمية في لبنان (المواقع الالكترونية) في موازاة وسائل الاعلام التقليدية ؟ كما في مقارنته مع الوسائل الخاصة بجهات اخرى مدنية ودينية؟ ما هي أبرز التحديات التي يواجهها الاعلام بصورة عامة، والاعلام المسيحي بصورة خاصة، وبالتالي الحلول، أو مسارات الحلول ، التي يمكن اقتراحها من أجل ان يستعيد هذا الاعلام المسيحي رسالته في خدمة الانسان ، موضوع فداء المسيح ، كما في خدمة كلمة الله التي هي كلمة ايمان ورجاء ومحبة؟.

ولخص التحديات والحلول في محاور أساسية: "هوية وسائل الاعلام ،الجمهور المتلقي، مضمون وسائل الاعلام ، الراي العام ، مواكبة التطور التقني والاجتماعي ، الصورة عن الذات وشروط الانخراط في مغامرة الاعلام الرقمي".

وبدأ الأب المير كلمته بآية من الانجيل (يوحنا17 : 21-11) ليقل بأن "هدف الانترنت بالنسبة للأشخاص الملتزمين الذين يعملون في هذا الاطار هو تعزيز الايمان بيسوع المسيح عند الفئات المتلقية. وعدد مخاطر الانترنت بـ : تفشي الايديولوجيات الخطيرة والمسيطرة من قبل عالم الشر (الطلاق، الشذوذ الجنسي، العنف...)، الانجذاب السمعي - البصري الجارف للشبيبة والطفال، غياب حدود قانونية واضحة ومطبقة (السرقة،الاباحية)، غياب الضوابط في التواصل التفاعلي الافتراضي (انتحال شخصيات،التحرش الجنسي،السرقة)، ابتلاع التقاليد والقيم الخاصة على صعيد الدين والعائلة والوطن، عدم معرفة التحليل الصحيح وتمييز المعلومات والوقوع بحالة ضياع بين الحقيقة والضلال والادمان على عالم افتراضي والغاء العالم الشخصاني والاجتماعي الواقعي". 

ورأى أن مواجهة هذه المخاطر تتجلى في: "رسائل البابوات التي تركز على أهمية الحضور المسيحي في عالم الانترنت ، التنشئة على علم الحصانة في عالم الانترنت (البحث ومعرفة التمييز بين الخير والشر وتحليل صدقية المواقع)، زرع ايديولوجيات المسيح في عالم الانترنت أي التعمق اللاهوتي في تعاليم الكنيسة، القرار بالدخول الى عالم الانترنت يتطلب التنشئة السليمة للعمل في هذا العالم التكنولوجي ، ضرورة الانترنت في البيت والمدرسة مع وضع قوانين حماية داخلية ذاتية وخوض استراتيجية رسولية تفاعلية ومنتجة في هذا العالم لنكون رسلاً فاعلين في عالم الانترنت المبشرين بيسوع".

وتحدث الأب أبو خليفة عن "تحديات الأنجلة الجديدة ووسائل الاتصال الحديثة"، وقال: "إننا مدعوون لاستعمال وسائل الاتصال وبناء ثقافة مسيحية تخدم الأجيال الصاعدة، مؤكدا أن "ليس كل ما نراه بريئا، لذلك ينبغي ايجاد الطرق المناسبة لقبول الاخر والاستفادة من كل أنواع التكنولوجيا لتقديم يسوع، وهذا يتطلب من الخبراء في الكنيسة أن يعملوا على ايصال الرسالة بالطريقة الفضلى".

ورأى أن الشبيبة اليوم "تعيش أمام الشاشة سواء الهاتفية أو التلفزيونية، لذلك ينبغي معرفة لغة هذه الوسائل لمخاطبتهم بلغة المسيح . وإن الكنيسة دخلت الى المواقع الالكترونية على مختلف وجوهها لخلق التفاعل والتشارك بخبرات الحياة لوضع العقل التقني في خدمة العقل الروحي وايصال رسالة يسوع المسيح . هذا ما طرح تحديا جديدا وذهنية جديدة"، لذلك دعا الى الوجود ضمن هذا العالم الافتراضي لايصال يسوع من خلاله، وطالب الجهات المعنية برصد الأموال لنشر الكلمة الحقة "ووضع ذواتنا وقلبنا وأموالنا في خدمة التشاركية لتربية العقل الناقد وعيش الرسالة من خلال الصوت والصورة وما يتبعهما".

ثم سلم أبي عاصي الجوائز للفائزين في المسابقة التي نظمها "تجمع المواقع الالكترونية المسيحية".

النشاط الثالث: لقاء وفاء وتكريم للخوري سيمون الزند لمناسبة الذكرى العاشرة لعبوره، وتكريم الفنان ريمون جبارة.

ويتضمن برنامج اليوم سلسلة من النشاطات: مشاغل ميلادية للأولاد ما دون الثانية عشرة من العمر ، لقاء بعنوان "الأطفال ذوي الحاجات الخاصة" يشارك فيها المسؤولة عن برنامج الدمج المدرسي في "سيزوبيل" أنطوانيت أبي رزق ، رئيسة اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس ، من المركز التربوي للبحوث والانماء مارتا تابت ، ويرأسها الاعلامي طوني بارود . توقيع كتاب "رسالة امبراطورية الانسان" للمحامي يوسف جعجع ، أمسية شعرية وغنائية مع الأطفال الموهوبين وتكريمهم ، ريسيتال مع جوقة رنم بقيادة نبيل ملكي يشارك فيه الطفل جوليان عزام والطفلة رفقا القلعاني(فئة الغناء)، الطفلة كلارا خليفة(فئة الشعر)، الطفلين أندرو واسبري آنج أندراوس (فئة العزف والتلحين) وتقدمه الاعلامية رانيا زهرا. ندوة بعنوان "ادارة العمل التطوعي في الجماعات المسيحية" يشارك فيها مدير معهد التنشئة والتدريب ربيع رزق . ريسيتال ميلادي بعنوان "ولد المسيح... هللويا" يقدم خلاله باقة من الاغاني الميلادية والرقصات التعبيرية من اعداد روبير شكيبان وثانوية راهبات الوردية المنتزه.

هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحا الى التاسعة مساء.  

  • شارك الخبر