hit counter script

مقالات مختارة - أحمد محسن

الضاحية ليست حزب الله فقط

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٢ - 08:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الأخبار

حزب الله ليس الضاحية. حزب الله وحركة أمل ليسا الشيعة. والخصوم من الشيعة المؤيدين لـ 14 آذار ليسوا كذلك أيضاً. الضاحية كبيرة. تاريخاً وحاضراً، فيها من الشخصيّات الشيعيّة، ذات الثقل اللفظي، إذا جاز الاصطلاح، من يتباين مع الحزب حيناً ومع 14 آذار حيناً آخر. وجوه تقليديّة في الضاحية عموماً، وبنت حضورها على أساس عائلي سابقاً، وديني لاحقاً، في أغلب الأحيان

جاء ناس وغادر ناس. جاءت أحزاب وغادرت أحزاب. في الضاحية صيرورة جارية طمسها (صوريّاً) نفوذ حزبها آنيّاً. بعد الاستقلال، كان الرئيس كميل شمعون الأكثر شعبية في الضاحية. ليس بين كبار السن من يساجل في ذلك. من بين هؤلاء من لا يعرف ابنه دوري اليوم، الذي، أغلب الظن، لو استقل سيارته وجاء إلى ساحل المتن الجنوبي، لضاع في متاهات الأزقة. بعضهم يذكرون داني، لكنهم لا يذكرون دوري. عرفوا دوري «خصماً» في السياسة، وعرفوا والده صديقاً قديماً. هم أنفسهم الذين يسيرون خلف إشارة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تجد بينهم من فتك المنطق الإقطاعي بروحه، فجمع بين صداقة شمعون القديمة، وما قد يسميه البعض واقع المنطقة «الحداثوي» الخاضع لتأثير حزب الله. خلط رهيب في الثقافة والسياسة وما شاء الباحث من عناوين، إلا أنه قائم.

الخمسينيات: شمعون يمثّل الشيعة

في أواخر الخمسينيات تقريباً، بدأت الحالة «الشمعونيّة» بالانحسار في برج البراجنة. المرحلة التي سبقت الحرب الأهليّة شهدت تجاوزاً لخطوط ديموغرافيّة عريضة، يفترض أن التبدل اللاحق سحقها سحقاً تاماً. آنذاك، لم تخرج الشمعونيّة تمثيليّاً ورسميّاً، إذ ظلّ النائب الراحل محمود عمار ضمن فريق الرئيس شمعون، لكن الانقسام أخذ في التصاعد وفتك بساحل المتن الجنوبي الذي ينضح اكتظاظاً اليوم في الضاحية الجنوبيّة. من عاصروا تلك الحقبة يقولون إن وجود مرشح من برج البراجنة في كتلة «الأحرار» لم يكن حدثاً هجيناً إطلاقاً. كان مسيحيّو المريجة أصدقاء مع شيعة برج البراجنة. لم يكن للشيعة أحزاب أصلاً. نوستالجيا ولكنها حقيقة. الأوزاعي «سُلب» من الطبقة «المرتاحة» وكان خاضعاً لنفوذ الرئيس شمعون وحزبه حتى الستينيات. واليوم يفترض أن يعود الأوزاعي إلى برج البراجنة، إلا أن القرار في يد محافظ جبل لبنان. جاءت الثورة الفلسطينيّة إلى المتن الجنوبي ووجدت فيه «بيئة حاضنة». وجاء ما بعدها، الإمام موسى الصدر، وحركة أمل، ثم حزب الله. الحزب الشيوعي، وفقاً للعارفين، لعب دوراً توفيقيّاً في بداية الحرب أو «حاول أن يلعبه»، إلا أن الحرب ابتلعته، كما يعرف الجميع. ومع اضمحلال وجود الحزب الشيوعي «على الأرض»، وظهور حركة أمل وحزب الله، بدا بوضوح أن الحركتين هما نتيجة للمد الشيعي سكانيّاً وليستا سبباً له. مرّ قطار الوقت داهساً الذاكرة. لم يبق أي أثر لحزب الوطنيين الأحرار في الضاحية. من يمرّ في ساحة برج البراجنة الأساسيّة اليوم، عين السكة، لا يصدق أن حزب الوطنيين الأحرار حظي بنفوذ سابق هنا. ورثته حركة أمل، ثم حزب الله، الذي يمثل المنطقة بنائبين شيعيين هما علي عمار وبلال فرحات. والرجلان من عائلتين «ضاحيويتين» عريقتين. الأول ينحدر من نسل سياسيّ شمعوني، يعود إلى الأنساب المعاصرين، والثاني من عائلة تقليديّة، ممثلة في «المخترة»، التي تعد منصباً مهماً في بلدات الساحل: برج البراجنة وحارة حريك والغبيري. وإن دلّ ذلك على شيء فإنه يدلّ على تركيبة أهل المنطقة الثقافيّة، ومحافظتهم على الشغف «البلدي» في تعاطيهم مع المتغيّرات السياسية، وطبعاً، مراعاة الأحزاب المستجدة لهذه التركيبة واحتوائها. طبعاً، هناك آل السبع أيضاً، المناوئون للحزب نظريّاً، بوجود النائب السابق، وعضو «الحركة الوطنيّة» الأسبق، باسم السبع، إلى جانب النائب سعد الدين الحريري. لم يكن السبع خصماً جديّاً للحزب قبل 2005، وكان دائماً أقرب إلى النائب وليد جنبلاط منه إلى حزب الله. غير أن آل السبع، شعبيّاً، ينقسمون بين مناصرين (قلة) للسبع النائب، وبين مؤيدين للحزب. ظهرت وجوه أخرى بعد الطائف، مدعومة بالإرث العائلي في برج البراجنة، كالنائب السابق صلاح الحركة، أو المرشح الدائم سعد سليم، وكانت تحظى بنسبة لا بأس منها من الأصوات، غير أن العارفين بشؤون المنطقة اليوم يؤكدون أن «هذا أمر مستحيل اليوم». الحزب أحكم قبضته وقد حسم الأمر خلال انتخابات 2009، لا بل استبعد في اللحظات الأخيرة مرشح العماد ميشال عون، رمزي كنج، قاطعاً الطريق على أي عبث بالتمثيل الشيعي في معقله. لم يكن هناك أحزاب تمثل الشيعة في الستينيات، وبعد استقرار الخلافات مع حركة أمل على ما هي عليه الآن، وضبطها ضبطاً دقيقاً، بات واضحاً أن الحزب سيد الضاحية. لا أحد يمكنه أن يفهم بالضبط كيف أصبح الحزب قوة عظمى في الضاحية إلى هذا الحدّ من دون الغوص في المعارك القديمة. لقد حدث الأمر على مراحل، وهذا يحتاج إلى تأريخ دقيق. غير أن اللافت هو أن أصواتاً لا تزال تناوئه، وتفرض تنوعاً يحسبه البعض نائماً في بيئة الحزب وبين أهله.

أصوات «حوزويّة» مناوئة

في الضاحية اليوم، يعرفون إبراهيم شمس الدين، لكن أحداً لا يراه خارج مكتبه في «مجمع الإمام شمس الدين». ينشط هناك على تخوم الضاحية الجنوبيّة. يقول المتابعون إن إبراهيم ورث عن أبيه «الطبائع» ولم يرث «الفلسفة». كان الحزب خصماً للإمام محمد مهدي شمس الدين في الثقافة والمقاربة الدينيّة لواقع الشيعة ودورهم في لبنان. ولا يخفى على أحد أن مقاربات شمس الدين أكثر لبنانيّة، وتبنتها شخصيّات كالنائب وليد جنبلاط. رغم ذلك، كبر الحزب على أطراف «كاريزما» شمس الدين لأنه كان مشروعاً متكاملاً، بينما كان شمس الدين فقيهاً ـــ سياسياً قريباً من الإمام موسى الصدر. من بين العارفين بـ«أجواء» حزب الله في الضاحية، من يكنّ احتراماً خاصاً للإمام الراحل في الشقين العلمي والفقهي، ويعترف بأن «الخصومة» الثقافيّة أو حتى الفقهيّة معه لا تعني أبداً إمكان تصنيفه في خانة واحدة مع «الآخرين». يقول هؤلاء إن مقاربات شمس الدين لا تعني «خصومته». خصم شمس الدين الفعلي كان السيد محمد حسين فضل الله. في الواقع، ربما يكون الحزب سبح في بحر الطرفين وفوق خلافاتهما. غير أن «كاريزما» شمس الدين لا تنسحب على ابنه ابراهيم، وزير التنمية الإداريّة السابق. ولولا علاقة الرجل الجيدة بجنبلاط، ولولا إرث والده، لكان حالة صوتيّة. اسم موسيقيّ يداعب ذاكرة البيئة الشيعيّة، التي عرفت شمس الدين الأب في عصر نهوض مفترض. صحيح أن والده لم يستطع تكوين «حالة شعبيّة» مستقلة عن حركة أمل، لكنه فرض صورته على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. يعجز الابن عن الاثنين. حتى ظهوره في مجلس الوزراء كان «رمزيّاً». وفي الضاحية، إذا قيل ابراهيم شمس الدين، أعقب الاسم «لازمة» شبه دائمة: «ابن الشيخ محمد مهدي شمس الدين». الوزير السابق شبه مستقيل اليوم من نشاطاته السابقة. على نقيض منه، يبدو معارض آخر لحزب الله، أكثر جديّة في محاولاته تأسيس «جماهير» قادرة على التصديق أنه صالح للقيادة. أسس الشيخ محمد علي الحاج «حوزة الإمام السجاد» على طريق المطار، وافتتحها في تشرين الأول 2011. منزل الرجل «مفتوح» على الطريقة اللبنانيّة، إلا أن ذلك لا يعني أن له «حيثيّة» في أوساط رجال الدين الشيعة. وأبرز ما فيه أنه «ليس صديقاً لحزب الله». في الواقع، ليس لعلي الحاج «كاريزما» رجال الدين الشيعة. كاريزما، إن وجدت، فعادةً تكون مستمدة من موروث اجتماعي وديني، بدأت ترتفع الأصوات ضدّه أخيراً، حتى في صفوف البيئة الحاضنة للمقاومة. ما يميّز علي الحاج، أنه اتخذ مواقف لا تنسجم مع مواقف الحزب، و«فتح علاقة بالسفارة الأميركية». هكذا وحسب. تصريحاته من مكتب نائب الجماعة الإسلاميّة عماد الحوت عن الثوة السوريّة تُظهر شيئاً من «أفكاره». وبالنسبة للعارفين بسلوك علي الحاج «الحوزوي»، تبدو مواقف الأخير بالنسبة لهؤلاء «فرصة» جديدة للتمايز عن الحزب، أكثر مما هي «وقفة» أخلاقيّة متضامنة مع الموت السوري. والتمايز في بيئة «الحزب» واسع، غير أن أخصام الحزب ابتعدوا عن الناس. مثلاً، السيدان محمد حسن الأمين وهاني فحص «يكتفيان بإطلاق المواقف»، يقول معارض للحزب، معقباً: «لذلك لا يشكلان خطراً حقيقيّاً على شعبيّة الحزب في الضاحية».

حالة فضل الله

وفي الحديث عن ثقل شعبي، لا يمكن القفز عن «حالة فضل الله» في الضاحية. صحيح أن «الحالة» من دون السيد الراحل محمد حسين فضل الله أقل مما كانت عليه في حضوره، لكنه يبقى صاحب إرث ثقافي ومؤسساتي. نُقل كلام كثير أخيراً عن السيد علي فضل الله، ابن الراحل الكبير. كلام عن «موقف متمايز» عن حزب الله، في مواضيع إقليميّة وداخليّة، وتحديداً، سوريا والحكومة اللبنانيّة. غير أن المقربين من فضل الله يوضحون أنه «تمايز محدود». وأن «المبرات» جمعيّة خيريّة لا علاقة لها بالسياسة. ثمة شخصيّة مستقلة أسّس لها الراحل، عرفت بانفتاحها، وعزلت نفسها أكثر من مرة عن التشنج السياسي القائم في البلاد. لكن شخصيّة السيد محمد حسين شيء، و«المبرات» شيء آخر. بمعنى آخر، يشعر المقربون من السيد، وعددهم لا يستهان به في الضاحية، بأنه «حورب» بعد إعلانه مرجعيته في 1994، وظهرت شخصيات على «أطراف» الحزب، في محاولة للاقتصاص من دوره الإصلاحي في البيئة الشيعيّة. غير أن فضل الله الابن لا يساوم أبداً على القضايا التي لم يساوم عليها فضل الله الأب. والمقاربات التي تصدر عن السيد علي فضل الله اليوم، وعن أوساطه، الواسعة شعبيّاً قياساً مع الحالات الأخرى، لم تتراجع عن عناوين كبرى، وضعها السيد المنفتح. لا يزال أنصاره يتحدثون عن «الوحدة الإسلاميّة» كمدخل لأي وحدة أخرى في المنطقة، ولا يزالون يعتبرون أنفسهم جزءاً من ثقافة المقاومة وداعمين لها إلى حد الفخر بها. الحوار ممكن وضروري، لكن هذين العنوانين مقدسان. في المقابل، يستاء أنصار فضل الله كثيراً من «عدم زيارة أي شخصيّة من حزب الله أو حركة أمل للمبرات بعد رحيل السيد»، فيما أتى الجميع لاحقاً. و«الجميع» تشمل أطرافاً غير متوقعة. فقبل بضعة أشهر، مثلاً، احتد الخلاف بين حزب الله وتيار المستقبل. آنذاك، سأل النائب فؤاد السنيورة السيد علي فضل الله عن إمكان زيارة مسجد الحسنين، حيث تقام صلاة الجمعة، مع وفد من نواب المستقبل. كان فضل الله إيجابيّاً، على قاعدة أن «المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً». اعتبر الطلب «حسن نيّة» من السنيورة. ولأسباب أمنيّة، أطلع القيّمون على المسجد حزب الله على الموضوع، ووفقاً لمتابعين «أثنى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على الفكرة لأنها تخفف الشحن الموجود». وفي اليوم نفسه، صودف أن السيد حسن نصر الله، قال كلاماً «تصعيديّاً» جوبه بردود «معتادة» من نواب المستقبل. تأزمت الأمور، و«نصح» مسؤولون في الحزب أن يعاد «دراسة توقيت الزيارة»، لأن «الجو مشحون ولا يمكن توقع رد فعل الناس». ويؤكد المقربون من فضل الله أن «نصيحة حزب الله كانت في مكانها وأن السنيورة نفسه اقتنع بها»، استناداً إلى استفحال التوتر. وفي الفترة ذاتها تقريباً، وأثناء زيارة لوفد من متابعين لملف «تكفل الأيتام» في «المبرات»، لمدينة صيدا، رحب الشيخ أحمد الأسير بالوفد كثيراً، وطلب زيارة السيد علي فضل الله. لا يبدو الشيخ الأسير لطيفاً عادةً، إلا أنه كان كذلك مع «المبرات». وعلى القاعدة «الحواريّة» نفسها، وافق فضل الله، لكنه فضل أن «تكون الزيارة في وقت أقل توتراً». ولا يزال الطرفان ينتظران الشيخ الأسير كي «يخفف من حدة خطاباته واستعدائه للحزب كي تتم الزيارة». وهنا، لا بدّ من ملاحظة ضروريّة. رغم كل ما يقال عن «خلافات بين فضل الله وحزب الله»، فإن «المبرات»، والمحيطين بفضل الله، ينقلون عنه أنه يرفض رفضاً قاطعاً أن تكون الجمعية قاعدة للهجوم على الحزب، أو «مظلة» للمعارضين لها، من دون أن يطمر ذلك «رغبة» عارمة في صفوف المحيطين بالسيد فضل الله، في أن تكون لهم شخصيتهم المستقلة عن الحزب. يعتبر هؤلاء أن فضل الله قبل الحزب، وإن كانت تسمية التباينات معه بـ«الخلافات» مضخّمة لفظيّاً.

تباين طفيف


ثمة تباين ما في الموضوع السوري بين مناصري فضل الله وحزب الله. لا مفرّ من الاعتراف. القريبون من فضل الله يؤكدون أن «فرصة معالجة الأحداث بطرق غير أمنية في البداية كانت متاحة». ويجب الاعتراف «بمظلوميّة الشعب السوري»، إلى جانب ضرورة «الحوار والحل السياسي ووقف القتل من الطرفين». تمايز طفيف عن موقف الحزب، لكنه تمايز في النهاية. وإذا جمعت آراء الحزب، وقورنت مع آراء الخارجين عنه، أو منه، أو حوله، فإنه يبدو جامعاً للشرائط، كولاية الفقيه التي يعترض فضل الله على تطبيقها، واعترض شمس الدين والآخرون على وجودها أصلاً. بكلمات أخرى، لا يختلف خطاب حزب الله الإعلامي اليوم عن رؤية فضل الله، لا بل يبدو «منسوخاً» عنه. دعوات إلى الحوار والوحدة الإسلاميّة وآراء داخل هذه الدائرة . أما في «بيئة» الحزب، فيحكى كثيراً عن أن شخصيات أخرى معروفة بتطرفها الديني، تحظى بقبول واسع أيضاً. ويشكو كثيرون من «معتدلي» الحزب أن كتب رجل الدين «المتطرف» تلقى رواجاً على مستوى واسع في الضاحية، بينما خطاب الحزب يناقض هذه الثقافة. عمليّاً، الحزب، قادر على «ضبط» هذه الاختلافات حتى الآن، باحتوائها أولاً، وتالياً في توظيفها توظيفاً مناسباً. وربما، لهذه الأسباب، ولأسباب أخرى تتعلق بالقدرة التنظيميّة الهائلة للحزب، لا يوجد من ينازعه على شعبيته بالدرجة الأولى، وعلى نفوذه بالدرجة الثانية.

«خصوم» الحزب في معقله

رغم ما يصفه البعض بـ«سطوة» سياسيّة لحزب الله وحركة أمل على الضاحية الجنوبية، تبيّن المعطيات واقعاً مختلفاً. فللجماعة الإسلاميّة، مثلاً، حضور واسع في برج البراجنة، وتحديداً في حيّ الأكراد. ووفقاً لمسؤولين في الجماعة، الحي مسالم جداً ومتعايش مع الأحياء القريبة في «منطقة البرج». تسمية الشارع مكتسبة تاريخيّاً، والجماعة حاضرة فيه قبل الحزب، وأول منزل فيه كان للحاج درويش العمري عام 1960، وتلاه عمر العمري، وهم أقرباء مسؤول الجماعة الإسلاميّة في المنطقة وشيخها. ووفقاً لمتابعين، فإن أجواء الحوار الدائمة بين الحزب والجماعة تنعكس على الحيّ الشعبي، تنسحب هذه الحال على العلاقة بين مناصري تيار المستقبل في الحيّ وجيرانهم من مناصري الحزب والحركة. وثمة حضور واضح لتيار المستقبل في حيّ آل العرب، ولمناصريه مسجد هناك، كما هي الحال في منطقة حيّ السلم، في حيّ الهباريّة تحديداً. هناك، ولكن اللافت هو بروز «أجواء سلفيّة» في الحيّ الأخير، إلا أن هذه الحالات لم تتطور إلى «صدامات» مع المحيط. في بعض هذه الأماكن، المستكينة في عمق الضاحية، يمكن، بوضوح، رؤية صور لقادة وشخصيات من تيار المستقبل، كالرئيس سعد الحريري، على عكس الصورة الشائعة عن المنطقة؛ من دون أن يلغي ذلك حقيقة أن حزب الله هو «القوة العظمى» في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. سابقاً، حدثت «تجاوزات»، لكنها كانت في إطار شعبي غير منظّم، كاعتراض النائب عقاب صقر ذات مرة، ورفض بعض الأهالي من برج البراجنة زيارة النائب باسم السبع لمنزله في تحويطة الغدير مرة أخرى. وللمناسبة، لا يزال قصر السبع خالياً، لا يزوره منذ انتهاء مفاعيل «التحالف الرباعي».
 

  • شارك الخبر