hit counter script

نصّ الحوار الذي أجرته "لو فيغارو" مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٢ - 23:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان "اغتيال اللواء وسام الحسن هو قرار من النظام السوري ولكن بتنفيذ داخلي لبناني"، مشيراً الى ان "اغتيال الحسن شكّل ضربة قوية وقاسية للدولة اللبنانية وبالأخص الى عملية بناء المؤسسات".

واذ شدد على ان "هدف قوى 14 آذار هو تشكيل حكومة قادرة على إيقاف آلة القتل بشكل نهائي "، كشف جعجع ان "هذه القوى بدأت بوضع خطة واضحة للمرحلة المقبلة بغية مواجهة التحديات تدريجياً، عبر الاستمرار بالاعتصام في وسط مدينة بيروت وفي مدينة طرابلس بشكل سلمي ومواصلة مقاطعة جلسات مجلس النواب واجتماعات اللجان المشتركة وصولاً الى إسقاط الحكومة الذي هو تفصيل لبلوغ الهدف الأكبر وهو إيقاف "آلة القتل" المتحكمة بالحياة السياسية في البلد"، لافتاً الى ان "الأغلبية في هذه الحكومة هي متواطئة مع آلة القتل بغض النظر عن موقف رئيس الحكومة وبعض الوزراء، فمجرد وجود هذه الحكومة هو عامل مُسهّل لعمل هذه الآلة القاتلة".

وانتقد جعجع مواقف المسؤولين الدوليين "الذين قفزوا فوق اغتيال اللواء وسام الحسن ليقولوا بأنهم يدعمون استقرار لبنان، كما لو أننا نحن من يرفض الاستقرار السياسي في البلد، فأي استقرار هو هذا المترافق مع الاغتيالات السياسية؟ كان يجب على الدول رفض ما يحصل والقول بأنه يجب وقف آلة القتل فوراً اذ لا يجب مناشدة قوى 14 آذار بالمحافظة على استقرار لبنان، فهل نحن أم فريق 8 آذار من هو ضد الاستقرار في لبنان؟"

وأكّد جعجع ان "النظام السوري في حالة ضعف حالياً ولكنه يتحرك عبر حلفائه واصدقائه اللبنانيين كما حصل في قضية الوزير سماحة، وهذا دليل إفلاس واضح لديه"، معرباً عن تفاجئه "بالأسلوب الوحشي الذي يعتمده هذا النظام ضد الشعب السوري من قصف بالدبابات والطائرات ما يؤدي الى خسائر بشرية هائلة فضلاً عن تدمير المواقع الأثرية والتاريخية في حلب وحمص ومدن أخرى"، متسائلاً "كيف يمكن لهذا النظام أن يتأمل بأنه سيستمر بعد أن قتل حوالي 35 ألف مواطناً وهناك حوالي 20 ألف مفقود قد يكون أكثر من نصفهم مقتولاً؟ فهذا النظام يتآكل من الداخل وتماديه بالقتل لن يؤدي الى أي نتيجة..."

جعجع، وفي مقابلة مع مجلّة "لو فيغارو" الفرنسية (Le Figaro)، قال "ان اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن شكّل ضربة قوية وقاسية للدولة اللبنانية وبالأخص الى عملية بناء المؤسسات، فمنذ العام 1990 ولغاية العام 2005 كانت المؤسسات وحتى بعض الأحزاب والشخصيات السياسية للأسف تحت رعاية سوريا، ونشأت ثقافة بين بعض الضباط والقادة السياسيين بأن حزب الله وسوريا هما أمران مقدسان ولا يمكن المسّ بهما ويجب دوماً غض النظر عمّا يقوم به هذان الطرفان من أعمال في لبنان، ولكن بعد العام 2005 بدأت ثقافة أخرى تحلُّ مكان الأولى وهي الثقافة الاستقلالية السيادية المستمدة من روح الانتفاضة الشعبية وثورة 14 آذار، وقد استغل اللواء الحسن الفرصة ليبدأ بالتصرف على أساس أنه مسؤول لبناني مستقل وسيّد نفسه".

وأضاف "ان اللواء الحسن كان من بين الأوائل الذين تصرفوا باستقلالية وبدأ بتحمّل مسؤولياته جديّاً، فقد كان من أوائل الذين ساعدوا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولا ننسى كذلك مساهمات الشهيد وسام عيد، فهذان الشهيدان كشفا الخيط الأول في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولهذا كانت الضربة قاسية لكلّ الاستقلاليين في لبنان باغتيالهما... فبعد اغتيال وسام الحسن أي ضابط سيتجرأ على اكتشاف مخطط شبيه بمخطط الوزير ميشال سماحة مثلاً؟ أو أي قاضي سيكون لديه الجرأة بالقيام بواجبه على أكمل وجه في مواجهة قضايا تتعلق بحزب الله وسوريا؟ من هنا، فإن اغتيال الحسن هو اغتيال للروح السيادية والاستقلالية للمؤسسات اللبنانية، لذا أتت ردة فعلنا سريعة ومتهورة في بعض الأحيان نظراً لهول وحجم الحادثة".
وجدد جعجع رفضه لما حصل عقب تشييع الحسن "من مهاجمة للسراي الحكومي أو قطع للطرقات وإشعال للدواليب في بيروت وبعض المناطق، ولكن هذا دليل على غضب الناس جراء هذا الاغتيال الذي مسّ كلّ لبناني حرّ وسيادي ومستقل، فالغالبية العظمى من الناس لا يعرفون وسام الحسن شخصياً ولكنهم تأثروا بهذا الإجرام".
واتهم جعجع سوريا وحلفاءها في لبنان بالوقوق وراء اغتيال الحسن "باعتبار ان النظام السوري لا يملك الوسائل الضرورية للقيام بعمل مماثل حالياً، ولكن النظام اتخذ القرار وقام الحلفاء بتنفيذه في لبنان، اذاً القرار سوري والتنفيذ محلّي".

واذ رأى "أننا في صلب موجة الاغتيالات منذ محاولتي الاغتيال ضدي وضد النائب بطرس حرب وصولاً الى اغتيال اللواء الحسن"، كشف جعجع ان "قوى 14 آذار بدأت بوضع خطة واضحة للمرحلة المقبلة بغية مواجهة التحديات تدريجياً، فنحن سنستمر بالاعتصام في وسط مدينة بيروت وفي مدينة طرابلس بشكل سلمي وسنواصل مقاطعة جلسات مجلس النواب واجتماعات اللجان المشتركة، فالحياة لن تستمر وكأنه لم يحصل شيء، هناك آلة قتل تسير يجب إيقافها بأي طريقة، وإسقاط الحكومة هو تفصيل بسيط لبلوغ الهدف وهو إيقاف آلة القتل"...

واعتبر "ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي عنصر مساعد مباشرةً أو غير مباشرة لآلة القتل"، لافتاً الى ان "الأغلبية في هذه الحكومة هي متواطئة مع آلة القتل بغض النظر عن موقف رئيس الحكومة وبعض الوزراء، فمجرد وجود هذه الحكومة هو عامل مسهّل لعمل هذه الآلة القاتلة".

ورداً على سؤال، أوضح جعجع "ان فريق 8 آذار لم يستعمل المقاطعة السياسية ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بل القوة، فهم أقفلوا البرلمان ولكن نحن لا نقفله بوجه أحد بل نقاطعه، فنحن نقاطع لأننا نُقتل لكن هم لأي سبب قاطعوه؟ ومن حقنا استعمال كلّ الوسائل الديمقراطية لمواجهتهم، وأنا أسأل: عن أي حياة سياسية يتحدثون؟ هل من حياة سياسية في ظل وجود اغتيالات منذ العام 2005 الى الآن؟"
وذكّر جعجع بأن "اتفاق الدوحة قد ساهم في إيقاف آلة القتل لمدة 4 سنوات منذ العام 2008 ولغاية العام 2012، ولكن مسلسل الاغتيالات السياسية عاد للأسف مجدداً، فحين لا يكون المسار السياسي لصالحهم يستعملون وسيلة القتل والقوة العسكرية لإيقافه"، مشيراً الى أن "الفريق الآخر قضى على مفاعيل اتفاق الدوحة منذ استقالتهم من حكومة الرئيس سعد الحريري عدا عن أنهم استعملوا القوة للتأثير على النائب وليد جنبلاط بغية الحصول على أكثرية ظاهرية".
وأكّد جعجع ان "النظام السوري في حالة ضعف حالياً ما لا تُمكّنهُ من التصرف بطريقة مباشرة في الداخل اللبناني ولكنه يتحرك عبر حلفائه واصدقائه اللبنانيين كما حصل في قضية الوزير سماحة ".

ورفض مقولة "ان سقوط الأسد سيساهم في حلّ الأمور في لبنان"، شارحاً أنه "بعد سقوط الأسد تبقى المشكلة قائمة مع حلفائه واصدقائه في الداخل ولاسيما مشكلة حزب الله وسلاحه والتأثير الايراني عليه".

وتابع "ان الخيار السياسي للبعض في لبنان مرتكز على الانتماء الحزبي فقط لا غير، ولكن الحياديون اليوم بدأوا ينحازون أكثر نحو مشروع قوى 14 آذار وانحسرت شعبية حزب الله والتيار الوطني الحر الى قواعدهما الحزبية الأساسية فقط..."
وحول عدم تمكُن قوى 14 آذار من حشد الجماهير في تشييع الشهيد وسام الحسن كما حصل في تشييع الرئيس رفيق الحريري عام 2005، قال جعجع "لا يمكن التشبيه بين الحدثين، بل يمكن تشبيه جنازة الحسن الى جنازة الشهيد جبران تويني أو الشهيد بيار الجميّل، اذ لا يُمكننا في مثل هذه الظروف تعبئة الجماهير خلال حوالي 24 ساعة فقط بحيث كنا نجهل من كان المستهدف لمدة ست ساعات بعد حصول التفجير، وقد بدأنا التحضير للجنازة يوم السبت بعد الظهر فقط".

واذ أعلن أنه يُدرك تماماً طريقة تصرف النظام السوري منذ حوالي 35 سنة، أعرب جعجع عن تفاجئه "بالأسلوب الوحشي الذي يعتمده هذا النظام ضد الشعب السوري من قصف بالدبابات والطائرات ما يؤدي الى خسائر بشرية هائلة فضلاً عن تدمير المواقع الأثرية والتاريخية في حلب وحمص ومدن أخرى، لم أتوقع أن هذا النظام قد يصل الى هذا الحدّ من الإجرام"، متسائلاً "كيف يمكن لهذا النظام أن يتأمل بأنه سيستمر بعد أن قتل حوالي 35 ألف مواطن وهناك حوالي 20 ألف مفقود قد يكون أكثر من نصفهم مقتولاً؟ فهذا النظام يتآكل من الداخل وتماديه بالقتل لن يؤدي الى أي نتيجة..."

وعن وضع المسيحيين في سوريا، شرح جعجع أن "المسيحيين سيتأثرون بهذه الثورة كبقية مكونات المجتمع السوري، فبعض المسيحيين في سوريا هم موالون للنظام ويدافعون عنه وهذا سينعكس سلباً عليهم بالطبع، ولكن الأزمة السورية لا تستهدف المسيحيين"، مذكّراً انه " لينعم المسيحيون في هذا الشرق بحياة هانئة يجب ان تتوافر لهم الديمقراطية والحرية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي".

وسأل "أين هم مسيحيو سوريا في ظل نظام الأسد؟ فلقد هاجرت نخبة المفكرين المسيحيين مع بداية النظام البعثي ولاسيما مع وصول الرئيس حافظ الأسد الى سدة الرئاسة، فالمسيحي يحتاج الى الحرية والديمقراطية اللتين كانتا مفقودتين في ظل هذا النظام".

وعن قلق الغرب من وصول تيارات اسلامية متشددة الى الحكم في سوريا، قال جعجع "فلنأخذ مصر على سبيل المثال، فحين وصل الأخوان المسلمون الى الحكم، أصبح وضع الأقباط أفضل من ذي قبل نوعاً ما، لأول مرة في مصر يدخل تدريس مقاطع من الإنجيل المقدس ضمن البرامج التعليمية الثانوية، ومن جهة أخرى حصلت حادثة منذ حوالي الشهر في سيناء حيث تعرضت بعض العائلات المسيحية الى تهديدات من قبل المتطرفين في منطقة العريش، فقام الرئيس محمد مرسي بزيارتهم بنفسه ليُطمئنهم على سلامة وأمن مستقبلهم في تلك المنطقة... لذا لا داعي للخوف من وصول تيارات اسلامية الى الحكم في المستقبل في سوريا، فهذه دعاية سياسية يحاول تسويقها النظام السوري وبعض اصدقائه في لبنان كما فعلوا حين خرج الجيش السوري من لبنان فقالوا حينها: ماذا سيحلّ بمسيحيي لبنان الآن؟...أعتقد ان المسيحيين في لبنان أصبحوا في وضع أفضل بعد خروج الجيش السوري وبدأوا يؤسسون لحياة سياسية مع أطراف المجتمع اللبناني بكل احترام..."، مذكّراً ان "المسيحيين في سوريا قبل نظام الأسد كان لديهم مرةً رئيس وزراء يُدعى فارس الخوري ومرةً أخرى رئيس مجلس الشعب ولكن الآن ماذا يملكون؟"

وحول موقف الدول الغربية الداعم للحكومة اللبنانية مؤخراً، قال جعجع " ان المسؤولين الدوليين استنكروا اغتيال الحسن لكنهم قفزوا بعدها ليقولوا بأنهم يدعمون استقرار لبنان كما لو أننا نحن من يرفض الاستقرار السياسي في لبنان، فأي استقرار هو هذا المترافق مع اغتيالات سياسية؟ فكلّ ما نقوم به نحن هو من أجل استقرار لبنان ولكن هل اغتيال وسام الحسن وحماية هذه الحكومة يؤمّن هذا الاستقرار؟ كان يجب على الدول رفض ما يحصل والقول بأنه يجب وقف آلة القتل فوراً اذ لا يجب مناشدة قوى 14 آذار بالمحافظة على استقرار لبنان، فهل نحن أم فريق 8 آذار من هو ضد الاستقرار في لبنان؟ وأعتقد ان الجميع بدأ يُصحح هذا الخطأ بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية".

وعن قلق الغرب من رؤية بعض المظاهر السلفية ضمن حشود قوى 14 آذار، أكّد جعجع ان "شخصيات وقيادات وشعب قوى 14 آذار هم 100% معتدلون ولكن يوجد على هامش هذه القوى بعض المجموعات التي تُسمي نفسها سلفية". 

  • شارك الخبر