hit counter script
شريط الأحداث

"جبران" رامي عياش العاشق جمّل الحب بالرومانسية الحالمة

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٢ - 07:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في عالم الفيديو كليب أشكال وألوان وصور تُلتقط بالطول والعرض لمغنٍّ من هنا ومغنية من هناك. المشهد الفني العام تعرّى، حتى فقد كل قيمة واعتبار، فبات الانحطاط قدراً لا مفر منه. لم تقتصر المهزلة على استغلال جسد المرأة لتسويق أغنية، وإنما، وبكل وقاحة، شملت الصفقة في طريقها الكلام الهابط واللحن الرخيص. فعلاً من استحوا ماتوا ولم يترحم عليهم إلا القليلون. من وسط حقارة هذا الواقع، أطل "جبران".

طالما كان الفنان رامي عياش مختلفاً. منذ أيام "بغنيلا وبدقلا" و"شتقتلك قد الدني". نتكلم هنا على مستواه الفني تحديداً، بصرف النظر عما إذا كان استغل ظروفه الخاصة، كالمرض مثلاً، بهدف استمالة الجمهور اليه. في رأينا "البوب ستار" ليس في حاجة الى هذه الوسائل الملتوية، على أي حال سنقومه على أعماله ونترك القيل والقال للمتخصصين في هذا المجال.
ليس مبالغة القول ان فيديو كليب "جبران" يستحق الـnumber one بين الفيديو كليبات الأخيرة. لن نقارنه بكليبات "الهشّك بشّك" المتكاثرة كالباكتيريا، فانتفاء وجه الشبه يجعل المقارنة فعلاً مضحكاً. منذ ظهور "جبران" الحصري الأول عبرMTV، تأكدنا أن رامي واحد من الفنانين الذين لا يخيبون الآمال. هو ليس من عشاق الظهور على الشاشة أو من الزاحفين خلف الفيديو كليبات. يعرف جيداً أهمية هذا الثلاثي: التروي، الوقت والانطلاق، كي يترك فينا فضول التحرّق شوقاً لجديده.
المخرجة انجي جمّال قدمت "جبران" بمستوى أنيق، مرتب، وراقٍ. على الستايل الكلاسيكي الأميركي صُوِّر العمل. هذه المرة أيضاً كشفت جمّال بعضاً من أجزاء موهبتها في التلاعب بالألوان. بدا اللون الأسود في الصورة سعيداً رغم دكانته، وواضحاً رغم غموضه. قصة الفيديو كليب: رامي يعزف على البيانو وصبية من حوله ترقص الباليه. الفكرة التي بالكاد استحوذت على سطرين حين دونتها المخرجة على ورقة، نُفذت بمهارة في عمل مدته ست دقائق و44 ثانية.
رامي باللباس الأسود، والصبية بفستان الباليه الأبيض. الـSmoking بينهما رفع منسوب الرومانسية، فيما اللون الأسود انصهر في المشهد منسجماً مع الموسيقى ورامي يغني: "... بحبك متل مجنون متل رسام عم لوّنك/ بحبك متل مفتون متل جبران عم بكتبك". لأسم جبران ثقل في ذاته. لفظه يُسري في البدن قشعريرة يتلعثم اللسان عند وصفها، وفي المخيلة صوراً جميلة عن لبنان الابداع والحرية والثورة وبشرّي الموقف وأرز الرب. لم تُسئ الأغنية الى الاسم، علماً ان جبران خليل جبران أيقونة خالدة، لن تهزّه أغنية كما لن تنتصر له أغنية أيضاً.
في كليب "مجنون"، أدخلت جمّال الماء عنصراً مكملاً للون الأسود، وبروحية سينمائية صوّرت. تارة تضغط على زر الـSlow، وتارة تُسرّع. جعلت للأغنية (وهي أقل شأناً من "جبران") قصة تقوم على الحب والمطاردة. صورتها جميلة بألوانها الداكنة الأنيقة، ثم بالأضواء الذكية التي تخترقها، على عكس صورة المخرج فابيان دوفيلز في كليب "افرح فيكي" حيث اللون الأبيض بامتداده نحو النهاية بسط سلطته على الكادر. الصيف في هذا الكليب يشبه صيف المخرج كميل طانيوس في كليب "سوا" لرامي ومايا دياب. بالبحر والشمس والبشرة السمراء أفرحنا طانيوس. الديو الذي أعاد مايا الى الساحة الفنية، والتي كانت الـMTV عرابته، لم يضف الى مسيرة رامي الكثير ولكنه شكّل دعماً معنوياً لمايا المليئة بالحياة، لتأتي الصورة كما تريدها الـMTV من كاميرا هذا المخرج: صورة تشبه لبنان. فلم يخذلها.
"
جبران" رامي عياش وصلنا كما ينبغي، وهذا واجب الفنان المميز وليس منّة. ملاحظة: الجملة الأخيرة ليست موجهة الى "طراطيق" الفيديو كليباب المبتذلة هذه الأيام.

فاطمة عبدالله (النهار)

  • شارك الخبر