hit counter script
شريط الأحداث

- سينتيا بدران

راقصو الطائفيّة

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٢ - 08:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"الشرقية" و"الغربية" تعبيران لم يغيبا عن أذهاننا بعد. ولا نزال نسكن، حتى الآن، ضواحي الطائفية. شبح الحرب اللبنانية يبيتُ في تفكيرنا وتصرّفاتنا؛ يخاف منه الجميع ولكن لا يستطيع أحد التغلب عليه. فكلّ ليلةٍ ينام اللبنانيون، آملين ألّا يكون صباحُهم الثالثَ عشرَ من نيسان ألفٍ وتسعِ مئةٍ وخمسةٍ وسبعين.

لعلّ اللبنانيين خرجوا من نار الحرب القاسية، ولكنهم دخلوا الحرب الخاملة. غاب الكثير من ملوك طوائفنا وظهر أمراءٌ جددٌ تتلمذوا على يد من سبقوهم. فلا فرق بين التسميتين إذ أنّ الصفات نفسها. واللافت أنّ هذه الشخصيّات كلّها تقيم في قصور محصّنة. وكأنّ الملك يخاف من هجوم شعبه عليه!

غير أنّ هذا الشعب يُعتبر الأداة الأساسيّة لأمراء الطوائف في المهرجانات السياسيّة. وللدعوة، لغةٌ واحدة، لغّة الطائفيّة المبطّنة لإقصاء الآخر.

لكلّ طائفةٍ رؤية معيّنة لبناء لبنانَ الواحد والموحّد، شرط أن تكون هي على رأس السلطة. كلّ طائفةٍ تجتمع مع الأخرى عندما تجتمع مصالحهما، وتتخلّى عن سواها بعد تحقيق الهدف المطلوب. وبعض الطوائف تنقسم على ذاتها.

وكأنّ ملوكَ الطوائف في لبنان يمارسون هواية الرقص بامتياز. بين الرقص المنفرد أحياناً، والرقص مع شريكٍ آخر، وحتّى الرقص مع تبديل الشركاء.

وفي معظم الأحيان، تشبه رقصتهم "التانغو"، حيث يرقص الشريكان بكلّ حسدٍ وحبٍّ للقيادة، إلّا أنهما يتوجهان نحو هدفٍ واحد. وكذلك هم ملوك طوائفنا، يتصارعون ويتحاربون، يغضبون ويتعاركون، غير أنّ هدفهم بناء لبنان.  

ولكن، هل ستكون نهايةُ رقصتهم، كخاتمة "التانغو" أيضاً، حيث تتوّج القبلة نهاية صراعٍ طويل وبداية عشق أبديّ؟

لتقوم كلّ طائفة بخطوتها الأخيرة، لا بدّ أن تتوقف القوى الخارجيّة عن عزف ألحانها، فيُترك القرار عندئذٍ لراقصي الطائفيّة.

        

       

  • شارك الخبر