hit counter script

كلمة العماد ميشال عون في جزين

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٢ - 12:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ام دولة الرّئيس العماد ميشال عون بزيارة إلى قضاء جزّين استهلّها في كنيسة مار مارون في بلدة الجرمق، حيث كان في استقباله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النّائب محمد رعد، مطران أبرشية صور شكرالله نبيل الحاج، رئيس وبعض أعضاء بلدية البلدة ومختارها، ووفدٌ من أهالي البلدة.
كانت البداية بكلمة ترحيب من المطران شكرالله نبيل الحاج شدّد فيها على فرح أبناء الجرمق بلقاء العماد عون قائلاً: "انشالله مار مارون يحمي مسيرتكن." ثمّ كان توقيعٌ للعماد عون على سجل البلدة الذّهبي قبل أن يتلقّى هديةً تذكارية ألا وهي أيقونة مار مارون.
بعدها، انتقل العماد عون إلى بلدة العَيشية حيث انتشرت على كامل الطّريق لافتات التّرحيب والأعلام اللّبنانية وأعلام التّيار الوطني الحر واستُقبلَ بالزّغاريد ونشر الأرُز والورود، فكانت البداية بوضعه إكليلاً على ضريح الشّهداء، ثمّ كان في استقباله في صالون كنيسة السّيدة النّائبان ميشال الحلو وزياد أسود، رئيس البلدية سعد حنيني، مطران أبرشية صور شكرالله نبيل الحاج، كاهن الرّعية بولس عنيد، وفدٌ من التّيار الوطني الحر، وفعاليات ثقافية واجتماعية.
البداية كانت مع النّشيد الوطني اللّبناني، تلَته أغنية خاصة للعماد عون للفنّانة كارول عون بعنوان "شو السّر اللّي فيك"، ثمّ كانت كلمة ترحيب لمنسّق هيئة العَيشية في التّيار الوطني الحر أنطوان عون، وقصيدة ألقاها عضو البلدية شربل عون، كما كانت كلمة باسم سيدات العَيشية ألقَتها السّيدة كاتيا طنّوس عون.
بعدها، شكر رئيس البلدية سعد حنينة العماد عون على زيارته، مشدّداً في كلمةٍ ألقاها على "حاجة الوطن له ولسياسته الحكيمة"، كما رأى فيه "منبع الحكمة وفي نفسه قوّة المواجهة لمن يريدون سلب كرامتنا واغتصاب أرضنا."
وكانت كلمة للعماد عون عبّر فيها عن مشاعره تجاه العَيشية ووجّه كلامه لل24% من أهاليها الّذين لم ينتخبوا نوّاب التّغيير والإصلاح مقابل 76% من الأهالي الّذين انتخبوهم، ليس ليطلب أصواتهم بل ليقول لهم إنّ معزّتهم هي نفسها معزّة المصوِّتين لتكتّله، وإنّ "العَيشية كما كل لبنان من مسؤوليتنا ازدهاراً وأمناً وإنماءً"، وتحدّث العماد عون عن العمل منذ عام 2005 للإستقرار والتّناغم الإجتماعي وطالب "بتطبيق النّموذج الإجتماعي بالعَيشية على كلّ مناطق لبنان"، وتحدّث أيضاً عن زيارة البابا بنديكتوس السّادس عشر إلى لبنان واعتبره من أهم السّلطات المعنوية في العالم.
وقُدّمَت للعماد عون هدية تذكارية من البلدية وهي صليب محفور عليه إسم بلدية العَيشية، وأخرى من هيئة العَيشية في التّيار الوطني الحر وهي أيقونة للسّيدة العذراء مع الطّفل المسيح.
بعدها، غادر العماد عون صالون الكنيسة على وقع الأناشيد والدّبكة اللّبنانية ونثر الأرُزّ والورد متوجّهاً إلى اتحاد بلديات جبل الرّيحان في بلدة الرّيحان.
قُرعت الطبول فور وصول العماد عون إلى مركز بلديات جبل الرّيحان في بلدة الرّيحان، حيث كان في استقباله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النّائب محمد رعد، وفدٌ من حركة أمل، رئيس اتحاد بلديات جبل الرّيحان المهندس زياد الحاج، رئيس بلدية الرّيحان الدّكتور فيصل الزّين، رئيس بلدية سِجُد الدّكتور عفيف ناصر الدّين، رئيس بلدية مليح يوسف بو ملحم، فعالياتٌ دينية وثقافية وتربوية واجتماعية، وحشدٌ من بلدات الإتحاد.
كانت بدايةً كلمةُ ترحيبٍ بالعماد عون ألقاها رئيس اتحاد بلديات جبل الرّيحان زياد الحاج شدّد فيها على دور التّيار الوطني الحر والعماد ميشال عون الرّائد في مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد في لبنان. ثمّ كانت كلمة للعماد عون قال فيها: "يسألونني "شو طلعلك من حزب الله فهو من ربح الحرب"، فأجيبهم أنا ربحت ما نعيشه اليوم سويّاً، نحن لم نقُم بصفقة مع حزب، نحن قمنا بتفاهم. نحن لم نقُم برهان ربح أو خسارة بل قمنا بخيار حياة مشتركة، وإذا ربح حزب الله والمقاومة سنعيش معاً، وإذا خسروا سنعيش معاً،" وأضاف العماد عون: "رسّخت حرب تموز الوحدة الوطنية بين اللّبنانيين على الرَّغم من كلّ مساوئها، فمن حسناتها هي أنّها صهرت اللّبنانيين في 33 يوم لا تُنسى حيث عاشوا معاً صعوبات الحياة ومخاطر الحرب وتضحياتها."
ثمّ تمّ تقديم درع تذكاري للعماد عون من قِبَل رئيس اتحاد بلديات جبل الرّيحان المهندس زياد الحاج، بعدها كانت جولة للعماد عون في مركز اتحاد بلديات جبل الرّيحان قبل أن يغادر على وقع الطّبول والأغاني الوطنية المخصّصة له.
انتقل العماد عون والوفد المرافق إلى كنيسة سيدة الإنتقال في كفرحونة حيث كان في استقباله قائمقام جزين السّيدة هويدا التّرك، كاهن رعية البلدة الأب ميشال واكيم، سماحة الشّيخ يوسف الخليل، منسّق هيئة كفرحونة في التّيار الوطني الحر أسعد هندي، وحشدٌ من الفعاليات والأهالي.
كانت بدايةً كلمة ترحيب للأب ميشال واكيم شدّد فيها على العيش المشترك، ثمّ كانت كلمة أيضاً للشّيخ يوسف الخليل شدّد فيها على أنّ العماد عون هو النّموذج للرّجل السّياسي الأفضل بحيث يعمل وفق تعاليم الإنجيل ويطالب في الوقت نفسه بالمحبة والعيش المشترك بين مختلف مكوّنات المجتمع اللّبناني. بعدها، قدّمت جمعية كفرحونا الخيرية درعاً تذكارياً للعماد عون. ثمّ انتقل العماد عون من كنيسة السيدة في كفرحونا إلى جامع البلدة حيث كان في استقباله فعاليات سياسية وحزبية واجتماعية.
هذا وكان للعماد عون كلمة مقتضبة شدّد فيها على العيش المشترك والتآخي بين مختلف أطياف المجتمع، لأنّ استمراريّة لبنان هي بنشر روح المحبّة بين أبنائه.
ومن بلدة كفرحونا، انتقل العماد عون والوفد المرافق إلى منزل النّائب زياد أسود حيث استقبل فعاليات منطقة جزين البلدية والإختيارية والتّربوية والإجتماعية. خلال اللّقاء، قال النّائب أسود كلمةً أكّد فيها أنّ جزين مستمرة بنهج التّغيير والإصلاح وباقية على مسيرة العماد ميشال عون. وأضاف: " مهما بلغت التّضحيات، نهج العماد عون سيستمر وسيثبت مع الأيام، فلا شيء سيغير تلك الحقيقة لأنّنا تعلّمنا أنّ المقاومة والصّبر والصّمود هي علّة وجودنا، وها نحن اليوم ومن جزين الأبية، نؤكد ونعاهد على السّير قُدُماً في مسيرة الإصلاح والتّغيير"، وأضاف متوجّهاً إلى العماد عون: "اليوم تردّ إلينا ما افتقدناه دوماً بغيابك: حضوراً فاعلاً وموقفاً شريفاً.. فلبنان معك أكبر من أن يُبلَع وأصغر من أن يُقَسّم."
ثمّ كانت كلمة للعماد عون شدّد فيها على ضرورة الوحدة بين أبناء الوطن وبين أبناء الحزب الواحد وبين أعضاء البلدية الواحدة من أجل المزيد من الإنتاج، إذ يجب عيش المحبة والإخاء بين جميع أبناء جزين ونبذ الإشاعات المغرضة، لأنّ المحبة هي الّتي تؤمّن استمرارية التّيار، وذلك عبر التّآخي الّذي يوحّد صفوفه.
بعدها توجّه العماد عون والوفد المرافق إلى كنيسة مار مخايل في بلدة قيتولي حيث كان في استقباله المطران ابراهيم نعمة، كاهن الرّعية سليمان وهبي، وحشدٌ كبير من الأهالي على وقع صوت الأجراس. استُهل اللّقاء بصلاة صغيرة وترتيلة "خلّص شعبك". ثمّ كانت كلمة لهيئة قيتولي في التّيار الوطني الحر ألقَتها ميشلين نعمة، وكلمة لأهالي البلدة ألقاها رئيس بلدية قيتولة فؤاد الحاج الّذي شدّد على "العمل مع العماد ميشال عون من أجل تنمية العمل اقتصادياً وثقافياً ومعيشياً وإنسانياً وحضارياً من أجل مواطن يرفض أن يبيع أرضه". وتحدّث عن الإنجازات الّتي يقوم بها تكتل التّغيير والإصلاح في هذه المنطقة ووعد أنّ أبناء قيتولي باقون أوفياء لمسيرة الإصلاح. ثمّ قال العماد عون إنّ "هذه الزّيارة هي زيارة أهل وتفقّد لحاجات المنطقة"، وأشار إلى أنّه "تمّ تخصيص الأموال لهذه المنطقة ولسدّ حاجاتها"، وأضاف: "الدّولة تُبنى على مبادئ، والحفاظ على المبادئ صعب، ونحن كتيّار وطني حر نرسّخ هذه المبادئ لتأمين استمراريّة المجتمع. الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك هما الحجر الأساس لصمود أيّ شعبٍ في أرضه. ولقد ساهما بشكلٍ أساسي في حرب تموز، من هنا يجب أن نكون دائماً موحّدين." ثمّ تسلّم العماد عون درعاً تذكارياً باسم أهل الرعيّة، ودرعاَ تقديريّاً من هيئة التيّار في البلدة.

بعدها توجّه العماد عون والوفد المرافق إلى بلدة المكنونيّة، حيث استقبله محافظ لبنان الجنوبي نقولا أبو ضاهر، وقائمقام جزّين السيّدة هويدا الترك وحشدٌ من الفعاليات البلديّة والإجتماعيّة، وقد أزاح العماد عون السّتار عن حجر الأساس لمشروعٍ سكني أقامَته البلدية من أجل تثبيت الأهالي في قراهم في هذه المنطقة، وكانت كلمة لرئيس بلدية المكنونية العميد فؤاد عون رحّب فيها بالعماد عون في جذوره وأسماه مواطن شرف رقم واحد، وقال إنّ "هذا المشروع هو تنفيذ لرغبة الجنرال حين كان قائداً للجيش وحين عبّر عن ضرورة تمسّك المواطنين وخصوصاً سكان هذه المناطق بأرضهم"، مشدّداً على أنّ البلدة ستكون دائماً وفية لمسيرة الإصلاح الّذي ينتهجه التّيار في وجه الفساد المستشري، وكلمة للعماد عون قال فيها: "نشعر أنّنا هنا بين أهلنا وأقاربنا، وقريباً جدّاً هناك مشروعٌ آخر في بكاسين، وهذا دليل على أنّنا نعطي الوضع الإقتصادي والقروي الأهميّة اللازمة لبقاء الأهل في الأرض، لأنّ أرضي هويّتي والأرض ليست سلعة للبيع. الأرض دون مواطنين هي أرض مًشاع، وشعب دون أرض هو شعب لاجىء، المشكلة الكبرى هي أنّنا استرخصنا الأرض."
وكانت المحطّة التالية للعماد عون والوفد المرافق سرايا اتّحاد بلديّات جزّين، حيث كان في استقباله رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش ومحافظ لبنان الجنوبي نقولا أبو ضاهر وقائمقام جزين هويدا التّرك ورؤساء بلديات وأعضاء المجالس البلدية في اتحاد بلديات جزين، رؤساء الأقسام والمكاتب في سراي جزين الحكومي، أعضاء لجان الإتحاد وفعاليّات سياسيّة وتربويّة.
بدايةً، كانت كلمة لرئيس الإتحاد خليل حرفوش تناول فيها الوضع الإنمائي في المنطقة وعدّد الإنجازات الّتي قام بها اتحاد بلديات جزّين والأهداف التي ينوي إنجازها، كما تناول موضوع بيع الأراضي، مشيراُ إلى أنّنا "اتّخذنا إجراءات لوقف بيع الأراضي، وقد بدأنا نلمس بعض التّحسن في هذا الموضوع خصوصاً بعد إنشاء اللّجنة الفنية في الإتحاد الّتي تراقب جميع رخص البناء.
بدوره، تطرّق العماد عون إلى موضوع الإنماء في جزين مشيراً إلى أنّ هذا القضاء هو الأفقر بين كلّ الأقضية، "وانطلاقاً من هنا، أثار تكتل التّغيير والإصلاح موضوع إنماء جزين ومياهها وجميع الخدمات العامة، وكان هناك إعادة نظر في توزيع مياه اللّيطاني عند سد بزري، إذ يجب أن تستفيد جزين من نهر اللّيطاني، لكن لا يمكن أن تستفيد من دون أن يتم ضخ المياه إليها. عملنا أيضاً على تحسين الطّرقات لأنّها كانت سيئة جدّاً. كما أنّ هناك مشاريع خاصة بالكهرباء وهناك مشاريع محطات تمويل وشبكات توتّر متوسّط ومنخفض في كلّ المناطق الجزينية. كما أنّنا عملنا على إنشاء شبكة صرف صحي. بدأ تنفيذ كلّ هذه الأمور، كما بدأ إنشاء شبكات مياه في مختلف مناطق جزين. لقد تمّ صرف حوالي 8 مليون دولار لإنماء منطقة جزين، هناك أيضاً مشاريع قدّمها رئيس اتحاد بلديات جزين ونحن نساعده على تحقيقها."
تابع: "أما على الصّعيد السّياسي، فيجب أن نكون دائماً متكافلين ومتضامنين وأن نؤمن بالعيش المشترك، كما يجب ألا يكون هناك اجتهادات في السّياسة الوطنية، لأنّ الوطن هو لجميع أبنائه ويتعرّض لنفس المسائل الخارجية كالإعتداءات الإسرائيلية، وهذه الأمور لا يمكن أن تُحَل بالإجتهادات." وأضاف: "قالوا على طاولة الحوار: لا نريد أن يكون لبنان مقرّاً لإطلاق الصّواريخ دفاعاً عن إيران، وأنا بدوري أوافق على هذا الكلام، ولكن عندما تتكلّم إسرائيل عن أعدائها، تذكر إيران، سوريا وحزب الله، وهي لا تجزّئهم عن بعضهم البعض. لذلك، يكون الخطر واحداً على إيران وسوريا وحزب الله، ومن هنا، سألنا المجتمعين على طاولة الحوار من منهم يعرف نوايا إسرائيل فلم يجرؤ أحدٌ منهم على الإجابة. يقولون أيضاً إنّ سلاح حزب الله غير شرعي وأنا لا أريد هنا أن أشرعن سلاح حزب الله ولكن أطالبهم بالعودة إلى ميثاق الأمم المتحدة الّذي يقول إنّ أيّ شعب تُغتَصَب أرضُه له الحق بالمقاومة وبكلّ الوسائل المتاحة. يقولون أيضاً إنّ العماد عون وحزب الله يعاديان أميركا، ولكن في الحقيقة إنّ أميركا هي من يعادينا وليس العكس، فهي دائماً تقف إلى جانب إسرائيل ضد لبنان." وتساءل العماد عون: "متى وقفت إلى جانبنا أميركا وفي أي موضوع؟ هي دائماً إلى جانب إسرائيل ضد لبنان، مع إسرائيل لتحصل على المياه اللّبنانية، ومع إسرائيل في حرب تموز 2006.. إذن هي من يستعدينا لأنّها تقف دائماً إلى جانب إسرائيل ضد لبنان. يريدون أن يزيدوا عدد سكان لبنان، لكن لبنان لا يستطيع أن يحتمل هذه الزّيادة، فلقد تحوّلت مساحته الخضراء في السّنين الماضية إلى مساحاتٍ من الباطون المسلّح"، وتابع: "أميركا أيضاً أشعلت كلّ منطقة الشّرق الأوسط، وهذا ما سبق وتكلّمَت عنه كوندوليزا رايس أي الشّرق الأوسط الجديد الّذي ينبثق عن الفوضى الخلاقة على حدّ تعبيرها. يريدون تحويل الشّرق الأوسط إلى صحراء، يهدّمونه ويأخذون منه البترول." أما عن قرار السّلم والحرب، فقال: "إسرائيل هي من يقرّر السّلم والحرب في المنطقة، أما قرارنا فيكون إما أن ندافع عن أنفسنا أو لا. في حال قرّرت إسرائيل الحرب، نحن نؤيّد الدّفاع عن النّفس، وهم لا يريدون ذلك ولا أعرف لماذا. أوّل دفاع عن الوطن يكون بوحدتنا الوطنية، ولذلك يجب أن نبقى دائماً متّحدين.
أما بالنّسبة للإنتخابات النّيابية، فاعتبر العماد عون أنّ أكبر خطر يتربّص بلبنان هو عدم خوض هذه الإنتخابات، وعن قانون الإنتخاب، قال: "بدأوا مؤخراً بالمطالبة بالدّوائر الصّغرى وما لبثوا أن انتقلوا إلى قوانين أخرى. نحن كموارنة التقينا في بكركي، بأحزابنا ونوّابنا، وبعد جدلٍ طويل دام جلستين أو ثلاث جلسات، إتّفقنا على اعتماد اقتراحين لقانون الإنتخابات. الإقتراح الأوّل هو قانون اللّقاء الأرثوذكسي، وقد "استبسل" حزبا القوّات االلّبنانيّة والكتائب لإقراره. في بداية المناقشات طالبنا نحن بقانون يعتمد على النسبيّة مع اعتبار لبنان دائرة واحدة، وأثناء النّقاش، ولتضييق المسافات وتقريب وجهات النّظر، توصّلنا جميعنا إلى الإتفاق على قانونين: قانون اللّقاء الأرثوذكسي وقانون الدّوائر المتوسّطة.
سمعناهم يقولون في ما بعد إنّنا "اتّفقنا على اعتماد النسبيّة مع تقسيم لبنان إلى 15 دائرة متوسّطة"، فقلنا لهم: "لكم ما تريدون، وسنأتي بحلفائنا للتّصويت على قانون النسبيّة مع تقسيم لبنان إلى 15 دائرة". عندما وافقنا على تقسيم لبنان إلى 15 دائرة متوسّطة، تراجعوا وطالبوا بتقسيم لبنان إلى دوائر صغرى. ماذا تعني الدّوائر الصّغرى؟؟ من يعلم كيف تتكوّن؟؟ هنا لدينا قانون يعتمد على الدّوائر المتوسّطة وهي دوائر واضحة المعالم، ونعرف تماماً كيف سيتمّ تقسيمها. كما أنّ قانون اللقاء الأرثوذكسي مفهوم وواضح. سمعت عن أحدهم إنّهم يطالبوننا بإقناع حلفائنا أولاً بالتّصويت على قانون اللّقاء الأرثوذكسي، فيوافقون عليه هم أيضاً... ولكن هذا الأمر لا يجوز، لأنّني لست أنا من اقترح هذا القانون، هم من اقترحه، وانطلاقاً من هنا، عليهم هم أن يقنعوا حلفاءهم بالتصويت على اقتراحهم، وأنا بدوري، وحتّى ولو رفض حلفائي هذا القانون، سأنسلخ عنهم وأقوم بالتّصويت على اقتراحهم. يريد أن يقترح القانون الّذي يشاء ويريدني أن أؤمّن له الأكثريّة لتمرير هذا القانون !!! ماذا يكون قد فعل هو؟؟ لست أعلم..!! أنا أقنعت حلفائي بالتّصويت على القانون الّذي اقترحته أي قانون الدّوائر المتوسّطة، فليتفضّل وليقنع حلفاءه بتأييد قانون اللّقاء الأرثوذكسي الذي اقترحه. هذه واجباته وليست واجباتي. أنا أطالبه بما سبق وتعهّد به. أنا أطالبه بقانون اللّقاء الأرثوذكسي الذي اقترحه طالباً منّا الإنضمام إليهم لتأمين أكثريّة لهذا القانون. وافقنا على القانون الأرثوذكسي، ولمّا طالبنا بإقراره وجدنا أنّنا نخوض هذه المعركة وحدنا. إذن، لا يجوز اللّعب على الكلام في موضوع بهذه الأهميّة. سبق واتّفقنا على قانونين: قانون النسبيّة مع تقسيم لبنان إلى دوائر متوسّطة، وقانون اللّقاء الأرثوذكسيّ. لا أعلم من أين أتى قانون الدّوائر الصّغرى..!! أين مشروع هذا القانون؟؟!! هل يستطيع أن يقدّم هذا القانون مع توقيع حلفائه عليه؟؟ أم أنّه سيقوم بمناورة جديدة؟؟ بتنا نعرف جيّداً المناورات الّتي يقومون بها لتضييع الوقت، وهي ليست بالأمر الجديد علينا.. نتمنّى أن يتقيّد الجميع بهذين القانونين.. لا يجوز أن يتمّ اقتراح القوانين في الهواء، لأنّنا سمعنا عن الكثير من مشاريع القوانين، ولكنّنا لم نرَ أيّاً منها على ورق."
بعد ذلك، انتقل العماد عون والوفد المرافق إلى مائدة الغداء في منزل النّائب ميشال الحلو الّذي أكّد أنّ جزين باقية على نهج العماد ميشال عون في مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين ومعاقبة الّذين يكشفون داتا اللّبنانيين، وفي تنفيذ خطط الكهرباء والمياه ولو كان هناك من معطّلين، واعتبر ألا إنقاذ للبنان وإرساء لدولة القانون والمؤسسات إلا بوجود العماد عون والنّهج الّذي أرساه. وتطرّق النّائب الحلو للموضوع المشرقي وقال عن الرّبيع العربي إنّه القبور الّتي تأكل فيها المذهبية الأخضر واليابس.

بعد الغداء، كان للعماد عون لقاءً شعبيّاً في ستاد بوهيغاز استهلّه منسّق قضاء جزين في التيار الوطني الحر أنطوان فرحات بكلمة اعتبر أنّ "تضحيات وتجربة العماد عون ألهمَتنا وحثَّتنا أن نحلم ونطمح أكثر"، وأشار إلى أنّ "الفرق بيننا وبين أخصامنا السّياسيين هو أنّنا نسعى لإنجازاتٍ في أحلام الدّولة وتأمين العيش الكريم للمواطن بينما هم يسعون فقط إلى وضع العراقيل لإظهارنا بمظهر غير القادرين" مؤكّداً أنّ التّيار الوطني الحر "يتخطّى العقبات ويضع نصب أعينه الأهداف الكبيرة."
بدوره، ألقى العماد عون كلمة قال فيها: نحن تعرّضنا اليوم كتكتّل تغيير وإصلاح إلى تصادم تقريباً مع أغلبيّة النوّاب وحتّى في الحكومة. وكلّ هذا الأمر بسبب هاتين الكلمتين: التغيير والإصلاح. هاتين الكلمتين كشفتا معايب الدّولة المتراكمة على أيدي من حكموا البلد منذ العام 1993 وحتّى اليوم. الحكومة أيضاً ليست من نفس الطّينة، ولذلك تجدون فيها بعض العراقيل، لأنّ هناك أوحال كثيرة. وليسوا كثيرين من يستطيعون حبس أنفاسهم وتخطّي هذه الأوحال، خصوصاً إذا كانت ملبّدةً عليهم.
وأضاف: الدّولة مسروقة، وهناك كثير من حكّام هذه الدّولة يشكّلون شبكة مافيا، وهذا الكلام نتحمّل مسؤوليّته بدون خجل، وكلامي هذا مثبت بوثائق وتحقيقات، وسوف يصدر في كتابٍ نوزّعه عليكم قريباً.
 ثمّ انتقل إلى الموضوع الإنمائي مشيراً إلى أنّ تكتّل التغيير والإصلاح يعمل على تأمين الإنماء المتوازن بين كلّ المناطق، ومشدّداً على أنّهم بصدد تنفيذ سدود المياه على كامل الأراضي اللّبنانيّة، وهذه السّدود ستستفيد منها منطقة جزين.
وتابع: إنّ أيّ أحدٍ يحدّثكم بأفضليّة لموضوعٍ قبل الكهرباء والمياه، فهو يكذب عليكم. كما أنّ هناك أمرين آخرين مهمّين، الإتّصالات حيثُ يتم إنجاز الشّبكة كُلَّها ولكن كي تصل إلى أفضل درجة من التقنيّة على المستوى الأوروبي، لا تحتاج بعد إلى أكثر من بضعة أشهر، وقريباً عبر الألياف البصريّة تستطيعون متابعة البرامج التلفزيونيّة عبر فيشه التلفون ولن تحتاجوا بعد ذلك لأنتانات، كما لن تحتاجوا إلى صحون الدش لنقل المحطّات الفضائيّة إلى القرى البعيدة.
إذاً كلّ هذه التقنيّة، وجميع هذه المُخطّطات موجودةٌ بين أيدينا ونقوم بإنجازها، وهذا الأمر سيكشف الحكم. منذ العام 1993 حتّى اليوم، سيتبين من هدر أموال الدّولة حتّى أصبحت أموالاً ضائعة بسبب عدم وجود محاسبة عامة صحيحة، ومن تصرّف بأموال الدولة مثل المشْيَخات. الضريبة التي تدفعونها ليس خُوّةً تدفعونها ثمّ تنسَوْها! أنتم يجب أن تطالبوا بها! وانتبهوا ممّن يرشيكم بالمال، أي من يشترون أصواتاً بالمال.
لماذا لا يجوز شراء الأصوات؟! أحبّ تكرار هذا المثل على مسامعكم حتّى تقوموا بتكراره لأولادكم وجيرانكم وكُلَّ شخصٍ تعرفونه. من المؤكّد أنّ هناك محامين بينكم، ما أريد معرفته، هل هناك من مُحام يدفع لزبائنه المال حتى يسلّموه وكالة؟! ولا أي محامٍ.. إذاً لما يدفعُ النائبَ المال؟! فهو وكيل الشّعب والأمّة والمنطقة التي تنتخبه، ومن واجبه أن يًخْدُمها.
لا أعلم إن كنتم تعرفون أنّ الأميركيّين يجمعون المال للمرَّشح حتّى يؤمّنوا له مصاريف الإنتخابات، لأنّهم يذهبون إليه عندما يكون لهم حاجة أو ظلامة، وسيطالبونه في الموازنة أن يصنع أمراً إنمائيّاً، وهذه هي وظيفة النائب.
كما ذكّر العماد عون أنّ الخدمة العامّة هي أفضل من الخدمة الخاصّة، فهي لكلّ المواطنين ولا تهدف إلى السيطرة على الإنسان، بعكس الخدمة الخاصّة التي تجعل المستفيد منها أسيراً عند من أمّنها. ثمّ انتقل إلى تعداد الخدمات العامّة التي قام بها تكتّل التغيير والإصلاح، ومنها رفض رفع كلفة الضريبة على القيمة المضافة، وتفعيل افنترنت، تخفيض سعر الهاتف، وغيرها من الأمور..
وختم العماد عون قائلاً: إذن أتأمل منكم أن ترصّوا صفوفكم، نحن اليوم بحاجة ل65 نائب في مجلس النّواب كي نقدر أن نأخذ القرار ويُعاد بناء الدّولة وبناء المؤسسات وفقاً لرغباتكم وأمانيكم. إذاً ليس المهم أن تنتخبوا لنا نائباً من اللائحة أو لنائبَين، بل نريد الثّلاثة. السّبب ليس لأنّنا نريد أن نسيطر على كل شيء، بل لأنّ كل نائب ليس معنا سيكون ضدّنا، ضدّنا أي سينقص من قدرتنا الإنتخابية، من قدرتنا في مجلس النّواب حتى نؤمّن الأكثرية ونصون قرارنا. نحن تأخّرنا سنتَين لأنّنا لم نقدر أن تكون لدينا الأكثرية بالوزراء وفي مجلس النّواب وفي حكومة العام 2009، ومن جيء بهم، نصفهم من هناك، ونصفهم من عندنا.
هذا وتمّ تقديم تذكار بإسم أهالي جزين للعماد عون وهو عبارة عن سيفين جزينين.
ثمّ غادر العماد عون ستاد بوهيغاز متوجّهاً إلى سراي جزين، حيث جرى لقاء حواريّ مع فعاليات جزين، جاء فيه:
س: ماذا عن الوضع في سوريا، وما مدى انعكاسه على الدّاخل اللّبناني؟
ج: "سبق أن قلت من نيسان من العام 2011 إنّ النّظام في سوريا لن ينهار والأسد لن يسقط، بل سيبقى وسيُصحّح الخلل في النّظام ويصبح نموذجاً للدّول العربية. استهجن الكثيرون هذا الكلام كما سبق واستهجنوا عندما قلت في بداية حرب تموز إنّ إسرائيل ستُهزَم والإنسان سيتغلّب على الآلة... أما عن الإستقرار في لبنان فقد حصّنّاه نحن والمقاومة وأرسينا معادلة الأمن والسّياسة. فمن يريد ضرب الإستقرار لا يملك القدرة على ذلك، أما من يملك القدرة فلا يريد ضرب الإستقرار، بل على العكس يسعى لتثبيته أكثر. هذه المعادلة هي الّتي تمنع التّصادم."
وقال العماد عون ردّاً عن سؤال عن ترشيحات التّيار: "لن نستورد نوّاباً من الخارج"، وعن سؤال عن إحباط النّاس لشعورهم أنّ الحكومة عاجزة ووزراء التّيار غير قادرين على التّحرك كما يريدون: "لقد حققنا أموراً عديدة: إصلاحات في الموازنة، قوانين، مشاريع، كلّها أمور مهمة ولكن النّاس لا تراها"، وأضاف: "أعدنا هرمية السّلطات في الوزارات الّتي تسلّمناها، كيف كانت وكيف أصبحت. منذ العام 1926 يتكلّمون عن النّفط ولم يقوموا بشيء. اليوم نحن نقوم بمسحٍ شامل، وأُقِرَّ قانون النّفط."
ثمّ كان سؤال: هل من الممكن أن تكون الإنتخابات على قانون ال60 إن لم يتم إقرار قانون جديد؟ فأجاب العماد عون: "الحكومة منقسمة، وهناك 12 وزير يصوّتون ضدّنا. هناك مشكلة في قانون الإنتخابات. أيّدت قانون النّسبية على أساس دوائر متوسطة فيما كنت أفضّل لبنان دائرة واحدة، طالبوا بالدّوائر المتوسّطة فأقنعنا حلفاءنا بها، وهم استماتوا على قانون اللّقاء الأرثوذكسي ولكن بقي عليهم أن يقنعوا حلفاءهم للموافقة عليه. عندها، طالبوا بقانون الدّوائر الصّغرى، والله يعلم كيف قسّموا لبنان إلى دوائر صغرى.
وردّاً عن سؤالٍ حول الكهرباء، أجاب العماد عون: "في الكهرباء، أخذناها غصباً عنهم، لأنّهم حاربوها وعملوا على عرقلتها لمدّة سنتَين، ولكنّنا اليوم وبعد صراعٍ مرير بدأنا مرحلة التّنفيذ. وبعد سنتَين، ستُؤمّن الكهرباء إن شاء الله"، وأضاف: "معلومٌ أنّه إذا لم تخصّص الحكومة الأموال لا يمكن أن يبدأ العمل، ومن أخّر التّمويل هم أنفسهم من هاجمنا في الإعلام. تتذكّرون الحرب الكونية على العونيين في العام 2005، حاربونا بكلّ الوسائل المادية والإعلامية ولا تزال الحرب قائمة.
كما سُئلَ العماد عون: هناك ممارسات سيئة تحصل، وجزّين تعاني دولة الرّئيس، وهناك أشخاص لم يحضروا خوفاً على مصالحهم... فردّ قائلاً: "هؤلاء يستطيعون أن ينتخبوا من يشاؤون ولن يعلم أحد... عندما تتعارك مع مجموعة كبيرة وأنت أقلية، يجب أن تفكّكهم وتحاربهم واحداً تلو الآخر. إبقوا متفائلين فنصل إلى الهدف المنشود معاً."
ثمّ كان سؤال عن مساعدة المزارعين وتصريف الإنتاج، فأجاب العماد عون: "كلّفت وزراء من التّكتل بالتّنسيق مع وزير الزّراعة وهناك إجراءات يحاولون أخذها، لكن لن نقبل مستقبلاً إلا بالتّخطيط للموسم القادم قبل الوصول إليه، ولن نقبل أن ننتظر المشكلة لتقع حتى نبحث عن حل. هناك خطة منذ التّسعينيات لضرب الإقتصاد اللّبناني ولجعل أولادنا بضائعاً للتّصدير إلى الخارج عن طريق ضرب القطاعات المنتجة وجعل المجتمع رَيعياً. نحن نسعى لإعادة إحياء كلّ القطاعات المنتجة في الزّراعة والصّناعة وتأمين الموارد اللازمة والإنماء من مياه إلى طاقة إلى اتصالات إلى كل ما يحتاجه المجتمع المنتج.
ثمّ سُئل العماد عون: كيف ستختار المرشّحين؟ نرجو أن تختار الأفضل.. فردّ قائلاً: "تستطيعون محاسبتي على وزيرٍ اخترته ولا يمكن أن تحاسبوني على نائبٍ أنتم انتقيتموه. هناك حالة عونية هي الّتي تختار النّواب عبر الإستفتاء، يجب أن نفوز في الإنتخابات لأنّها الطّريق الّذي يؤدّي إلى السّلطة الّتي من خلالها نستطيع أن نحكم.
وبهذا اللّقاء أنهى العماد عون يومه الجزيني الطّويل، متمنّياً العودة في القريب العاجل، وسائلاً الله أن يعود بالإزدهار على هذه المنطقة الحبيبة. 

  • شارك الخبر