hit counter script

الاحتفال بالعيد السابع والستين للجيش اللبناني

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٢ - 12:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "الدولة لن تقبل تحت أي ذريعة وفي أي ظرف بإجبار الجيش على التخلي عن واجبه في أي بقعة من لبنان، مشددا على أن "لا شراكة مع الجيش والقوى الشرعية الرسمية في الأمن والسيادة واحتكار القوة التي هي حق حصري للدولة".

وإذ أشار الى أن "الجيش هو القوة القادرة والعادلة التي تعمل في ظل الضوابط المنبثقة من القوانين والأنظمة والشرائع، فإنه أكد أن الجيش يؤدي الحساب ويقبل المحاسبة بالطرق القانونية والقضائية والإجراءات المسلكية التي تنص عليها انظمته وهو يحمي ولا يعتدي، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، يحافظ على الحق ولا يغتصب ولذلك باسم الشعب اللبناني، كل الشعب، على القضاء أن يصدر الاحكام على الذين اعتدوا على الجيش وذلك من دون تردد او خوف او حسابات من أي نوع كان".

ولفت رئيس الجمهورية "الى أن أي سعي للاستئثار بتأييد الجيش ومحبته ودفعه إلى الانحياز إلى فئة من دون أخرى لن يفيد، وستفشل أي نية في تغطية مرتكب أو مسيء إلى الأمن، في ظل إرادة سياسية معلنة ومفترضة بعدم توفير مثل هذا الغطاء للمعتدين".

وشدد على ان "التغيير في البيئة المحيطة، يجب أن يدفعنا لتحسين ممارستنا الديموقراطية ولتحصين دعائم وفاقنا الوطني وأمننا الاجتماعي وتعزيز موقعنا ودورنا على الصعيدين الإقليمي والدولي ويحتم علينا ممارسة دور أكبر وأكثر طليعية في ظل احتمال تبديل التوازنات الاستراتيجية. كما تبدو لنا الحاجة ملحة لوضع استراتيجية وطنية للدفاع تجمع القدرات الوطنية للتصدي لمخططات العدو الاسرائيلي".

وفيما جدد "التأكيد على حياد لبنان عن سياسة المحاور وعن الصراعات العربية والإقليمية التي تشكل موضع تنازع بين اللبنانيين أنفسهم، فإنه شدد "على عدم تحييده عن محيطه وقضايا العرب المحقة، لا سيما منها القضية الفلسطينية مع حرصنا الدائم على العدالة وإقرار حق العودة ورفض أي شكل من أشكال التوطين". ورأى أن "البحث عن تفاهمات تمنع استيراد الأزمات الإقليمية يتطلب التزاما حقيقيا باتفاق الطائف ومشروع الدولة التي تؤمن مصالح وشراكة جميع الطوائف في إطار ديموقراطي".

العيد ال67 للجيش

مواقف الرئيس سليمان جاءت في خلال رعايته وحضوره العيد السابع والستين للجيش اللبناني واحتفال تقليد السيوف لضباط دورة "الرائد الشهيد وليد الشعار " بدعوة من قائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك صباح اليوم في ثكنة شكري غانم - الفياضية، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزراء ونواب وسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والدولية المعتمدين في لبنان، والملحقين العسكريين وقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب إضافة الى ضباط القيادة ورئيس فريق مراقبة الهدنة، وممثلي المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية ورؤساء السلطات القضائية وقادة الاجهزة الامنية ونقباء المهن الحرة، وممثلي وسائل الاعلام الرسمي والخاص وممثلي المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وكبار ضباط الجيش اللبناني والقوى الامنية وأهالي الضباط المتخرجين.

وقائع الاحتفال

ومع إنتهاء وصول المدعوين، وصل تباعا علم الجيش، رئيس أركان الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وزير الدفاع الوطني فايز غصن، وأقيمت مراسم الاستقبال المناسبة.

وعند الثامنة وخمسين دقيقة، وصل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وأديت له المراسم المناسبة، ووصل عند الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة رئيس مجلس النواب نبيه بري وأديت له أيضا المراسم المناسبة.

وعند التاسعة، وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فعزفت الموسيقى عزفة التأهب وبعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، ثم وضع الرئيس سليمان إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم المدرسة الحربية يحيط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الاركان وقائد المدرسة الحربية، وعزفت الموسيقى عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني، ولازمة الشهداء، فيما ردد تلامذة المدرسة الحربية عبارة "لن ننساهم أبدا" ثلاث مرات على إيقاع الطبول".

ثم توجه الرئيس سليمان الى الملعب الاخضر واستعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش. ولدى مروره من امام أهالي الضباط المتخرجين علا التصفيق حيث حيا رئيس الجمهورية الاهالي ليأخذ مكانه على المنصة الرسمية.

تسمية الدورة

ثم مرت تشكيلات جوية من الطوافات والطائرات وطائرة من نوع Cessna_caravan في سماء العرض وحملت بعض الطوافات الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني، ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة الى طليع السنة الثانية، ثم تقدم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية وطلب تسمية الدورة قائلا: "باسم هؤلاء الفتيان اطلب تسمية دورتهم دورة: "الرائد الشهيد وليد الشعار ". ورد الرئيس سليمان قائلا: "فلتسم دورتكم دورة الرائد الشهيد وليد الشعار".

قراءة المراسيم وتسليم السيوف

ثم تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الجيش وتلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مرسوم ترقية ضباط المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام والمديرية العامة لامن الدولة، ثم تلا وزير المالية بالوكالة وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس مرسوم ترقية ضباط مديرية الجمارك العامة.

ثم قام الرئيس سليمان بتسليم السيوف للضباط المتخرجين تقدم بعدها علم الجيش امام رئيس الجمهورية ثم تقدم طليع الدورة المتخرجة وأقسم اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم ان أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان". وردد الضباط المتخرجون "والله العظيم".

كلمة الرئيس سليمان

ثم ألقى الرئيس سليمان كلمة قال فيها:"أيها الضباط المتخرجون، التاريخ محطات، وبعض المحطات تاريخ قائم بذاته. في مثل هذا اليوم قبل سبعة وستين عاما، في الأول من آب 1945، تسلم مؤسس الجيش المؤسسة والعلم، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الفصل الأطول والأكثر التصاقا بمعاني الشرف والتضحية والوفاء في تاريخ لبنان الحديث. تغيرت صيغة الحكم والتوازنات وتبدلت العهود، وبقي الجيش حافظا للميثاق والعهد. أما الاستثناء القاتم خلال سنوات المحنة الوطنية الكبرى فولد من خطيئة شل الجيش وتغييبه. فعندما استهدفت المؤسسة العسكرية وعطلت كضامنة للوحدة وحامية للوطن والمواطنين، أعطيت إجازة المرور للأمن المستعار الذي استحال وصاية لرعاية الوضع القائم لفترة ثلاثين عاما. في لحظة الانعتاق من دولة الحماية الأجنبية والانتداب، أمسك الجيش بمسؤولية حماية لبنان المستقل. وعند انتهاء الوصاية بعد التحرير من العدو، حمى الجيش الساحات المتقابلة، المتناقضة المشاعر والمختلفة الشعائر والشعارات، وأمن طريق الانتقال إلى الحرية واستقلالية القرار".

وأضاف:" أيها الضباط المتخرجون، تتقلدون السيوف اليوم في زمن واقف على حافة المصائر حيث يتسارع التاريخ، فيما الشعوب المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية تتلمس خياراتها السياسية وتحاول وضع الحجر الأساس لمستقبل تعترضه المصاعب وإشكاليات التوفيق بين مستلزمات الحداثة والرغبة في التقليد. وها هي التحولات التاريخية في العالم العربي، المشوبة بالعنف، تلتحق أخيرا بالنموذج اللبناني في بعده المنفتح على الديموقراطية والذي طالما ظهر شذوذا على عادات المنطقة وتقاليدها. فيوم كانت الجيوش تسقط الأنظمة، كانت السلطة في لبنان تنبثق من صناديق الاقتراع. ويوم كانت الأقوال المنزلة والأوامر الناهية مرجع الحكم وقانونه، كان الدستور المدني اللبناني القانون الأسمى للجمهورية، مصانا ومحترما من القوى العسكرية الشرعية".

وتابع:"في عصر الانقلابات بقي الجيش قلب الوطن، وفي زمن طغيان الأنظمة حافظتم على النظام العام وفي عز سطوة السلطة حفظتم الولاء للدولة والمؤسسات. إنها الأدوار تنقلب، فارضة مسارات وتحديات جديدة. ومن المفترض بهذا التغيير في البيئة المحيطة أن يدفعنا لتحسين ممارستنا الديموقراطية ولتحصين دعائم وفاقنا الوطني وأمننا الاجتماعي وتعزيز موقعنا ودورنا على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما قد يحتم عليكم ممارسة دور أكبر وأكثر طليعية في ظل احتمال تبدل التوازنات الاستراتيجية. كما تبدو لنا الحاجة ملحة لوضع استراتيجية وطنية للدفاع من ضمنها معالجة موضوع السلاح، استراتيجية ترتكز على الجيش اللبناني وتجمع القدرات الوطنية المقاومة والرادعة للتصدي لمخططات العدو الاسرائيلي".

وقال:"أيها الضباط المتخرجون، لقد حددت المادة الأولى من قانون الدفاع مهام الدفاع الوطني "بإعداد الدفاع المسلح لحماية أراضي الجمهورية اللبنانية والمحافظة على سلامة البلاد من كل تعد داخلي وخارجي وإعداد الأمة والبلاد لأداء واجب الذود عن كيان الوطن المقدس". انطلاقا من هذا الإطار يجوز البحث في دور الجيش القاطن في كنف العلم، والحافظ الأخير لصورة الوطن الذي ولدتم فيه وحلمتم به أيها اللبنانيون، من الناقورة إلى النهر الكبير ومن أعالي السلسلة الشرقية إلى البحر المتوسط. غير أن الجيش لا يستطيع إتمام مهماته من دون توفير بيئة وطنية مرتكزة إلى البديهيات التي وضعها الآباء المؤسسون بأشكال ومناسبات مختلفة وآخرها ما أعيد صياغته وتأكيده في "إعلان بعبدا" بتاريخ 11 حزيران 2012. كما تبقى الحاجة قائمة بإلحاح لدعم الجيش وتجهيزه بالعتاد وبالأسلحة المتطورة والهادفة".

وتابع:"وفي عيد الجيش نقول : نعم للعيش الإنساني والسياسي المشترك على قاعدة الثوابت والقيم، لكن لا للتعايش بين دويلات ومنعزلات اجتماعية وطائفية تنمو على هامش الدولة وعلى حساب وحدتها. نعم للمشاركة في الدفاع الوطني بصيغة متوافق عليها في إطار الدستور ومستلزمات الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية. لكن لا شراكة مع الجيش والقوى الشرعية الرسمية في الأمن والسيادة والتصرف بعناصر القوة التي هي حق حصري للدولة، لا للسلاح المنتشر عشوائيا ولا للضغط على الزناد لأهداف خارجة عن التوافق الوطني. نعم للصراع السياسي والفكري المرن، المنفتح والمفتوح على حق الاختلاف الديموقراطي، وعلى آفاق الثقافة الرحبة، ولا للعقائد المعطلة للحرية وللرأي الآخر في مجتمع متعدد ثقافيا ودينيا كلبنان. نعم لحياد لبنان عن سياسة المحاور وعن الصراعات العربية والإقليمية التي تشكل موضع تنازع بين اللبنانيين أنفسهم، ولا لتحييد لبنان عن محيطه وقضايا العرب المحقة، لا سيما منها القضية الفلسطينية المقيمة في وجداننا مع اللاجئين والتفاعلات على أرضنا منذ أربعة وستين عاما، مع حرصنا الدائم على العدالة وإقرار حق العودة ورفض أي شكل من أشكال التوطين".

وأضاف:"أيها الضباط المتخرجون، لأن الطبيعة تأبى الفراغ، ولأن الواجب الوطني فوق أي اعتبار، فإن الدولة لن تقبل تحت أي ذريعة وفي أي ظرف بإجبار الجيش على التخلي عن واجبه في أي بقعة من لبنان. فحيث الجيش لا تسيب ولا احتلال. ولقد أثبتت تجربة العقود المنصرمة أن أي منطقة ينزع عنها غطاء الجيش تصبح مكشوفة لكافة أشكال التسيب والعدوان. فلا يخطئن أحد في التقدير أو الحساب حيث تجربة السنوات الثلاثين الماضية كانت مريرة، عندما تم تهميش دور الجيش في الدفاع عن الجنوب. سيواصل الجيش التزامه في الجنوب مواكبة عمل اليونيفيل في استكمال تطبيق القرار الرقم 1701 والتصدي للخروقات التي يقوم بها العدو الاسرائيلي جوا وبرا وبحرا. وسيستمر في حماية المواطنين ورعاية النازحين على الحدود مع سوريا ومنع تحويل الأراضي اللبنانية ممرا أو مقرا للسلاح والمسلحين تطبيقا لمبادىء إعلان بعبدا وقرار مجلس الوزراء في 9 تموز 2012 ولأحكام القانون الدولي".

وتابع:"كذلك سيواظب على التحسب لمخاطر الإرهاب ومحاربته إذا ما قام سعي لإحيائه، وعلى تفكيك شبكات التجسس والعمالة، ومؤازرة قوى الأمن الداخلي والأجهزة الشرعية الأخرى في السهر على الأمن على كل الأراضي اللبنانية. لن يفيد أي سعي للاستئثار بتأييد الجيش ومحبته ودفعه إلى الانحياز إلى فئة من دون أخرى، وكذلك ستفشل أي نية في تغطية مرتكب أو مسيء إلى الجيش والأمن، في ظل إرادة سياسية معلنة ومفترضة بعدم توفير مثل هذا الغطاء للمعتدين. هناك معادلة دقيقة بين ميزان الأمن وسيف العدل. ميزان الأمن لا يعني توازن الفوضى وتقسيم الأمن، وسيف العدل لا يساوي بين قطع دابر الظلم وفتح سبيل الحق. إن الجيش هو القوة القادرة والعادلة التي تعمل في ظل الضوابط المنبثقة من القوانين والأنظمة والشرائع. يؤدي الحساب ويقبل المحاسبة بالطرق القانونية والقضائية والإجراءات المسلكية التي تنص عليها أنظمته، والجيش يحمي ولا يعتدي، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، يحافظ على الحق ولا يغتصب حقا. وباسم الشعب اللبناني، كل الشعب، على القضاء أن يصدر الاحكام على الذين اعتدوا او تطاولوا على الجيش وذلك من دون تردد او خوف او حسابات من أي نوع كان. والجيش قبل كل شيء يجسد الوحدة اللبنانية بامتياز جغرافيا وبشريا. ضباطه ورتباؤه والجنود ينتمون إلى كل الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات، وتمتلك فؤادهم والقناعات، ثقافة الانتماء إلى الوطن والتضحية من أجل عزته وعنفوانه. هو الجيش فوق الطوائف والمذاهب والأحزاب والفئات، يلتزم قرار السلطة السياسية يحمي الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان. هو جيش للوطن لا جيش للنظام. إنه واحد للجميع والجميع فيه واحد".

وقال:"أيها الضباط المتخرجون، أيها اللبنانيون، إن الابتعاد عن الخيارات القصوى والرهانات القاتلة حكمة في الحكم وقيادة المصير. فلا مقاومة إسرائيل يعززها تفاقم التوتر الأهلي، ولا السيادة والكرامة والاستقلال تتحقق إذا ما سمحنا باستيراد أزمات وقدرات من خارج الحدود. وقد جاء "إعلان بعبدا" ليؤكد تمسك جميع الأفرقاء بأهمية الوحدة الوطنية والتزامهم تحييد لبنان عن أي أزمة إقليمية، وعدم اللجوء الى وسائل غير ديموقراطية او ادوات خارجية لتغيير الموازين الداخلية. لذلك فإن البحث عن تفاهمات تمنع استيراد الأزمات الإقليمية يتطلب التزاما حقيقيا باتفاق الطائف ومشروع الدولة التي تؤمن مصالح وشراكة جميع الطوائف في إطار ديموقراطي. صحيح أن العنف الكامن والتطرف المواجه بعضه البعض الآخر في المنطقة عوامل لا تسمح بتسهيل مهمة ضبط النزاعات اللبنانية، لكن الحوار الدائم والبحث المستنير عن الغد في الحاضر كفيلان بإدارة التنوع وتحقيق الاستقرار والمضي على طريق التنمية. إننا سنواصل الدفع باتجاه المصالحة التامة على أسس ثابتة لا الحوار فحسب، فالخطر الأكبر ليس في حفر الخنادق بل في رفع الجدران بين اللبنانيين".
وأضاف:" وفي سبيل تثبيت دعائم الاستقرار في خضم الاضطراب المحيط بنا والتوتر الإقليمي عموما، تبقى الحاجة قائمة لإزالة الالتباسات وتخفيف حدة الصراع على السلطة المركزية من خلال قانون انتخابي عادل ومتوازن ينسجم مع روح الدستور ووثيقة الطائف، ويؤدي إلى مساهمة كل مكونات المجتمع في الحكم وإدارة الشؤون الوطنية. كذلك فإن اللامركزية الإدارية الموسعة المشفوعة بخطة تنمية متوازنة تشكل بدورها مجالا لتخفيف الضغط وتفتح طريق العدالة الاجتماعية والمساواة".

وقال:"أيها اللبنانيون، الأخطار ليست ضيفا يزور لبنان ويرحل. إنها ظل مقيم يكمن ثم يستيقظ. وقدرنا أن نصارع الأخطار بالشجاعة والحكمة وبالأناة والحزم، وأن نعزز دوما مكونات مناعتنا وقدرتنا. عندها يرتسم الحد الفاصل بين الأمن والفوضى، وبناء الدولة وسقوطها، بين الموقت والدائم، وبين العيش المشترك والحرب الأهلية الباردة".

وتابع:"أيها الضباط المتخرجون، تقسمون قسم الوفاء للوطن، حفاظا على تضحيات شهدائه الأبرار، وفي طليعتهم الرائد الشهيد وليد الشعار الذي سميتم دورتكم على اسمه. ارفعوا راية الحق وتمسكوا بسيف العدل والامن، حينها ينجح لبنان في المشاركة في صناعة التاريخ الذي يتجدد ويتكثف من حولنا. لكم مني في هذا اليوم المعقود على العزم وروح التضحية والأمل كل التشجيع والتقدير والاعتزاز، وكامل الدعم. عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان".

عرض التحية

ثم أمر قائد العرض القوى المشاركة ببدء عرض التحية والذي شارك فيه تباعا: موسيقى الجيش، الاعلام والبيارق، المدرسة الحربية، الضباط المتخرجون، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية و الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فرع المكافحة، فوج المغاوير،الفوج المجوقل، فوج مغاوير البحر".

الصورة التذكارية

وبعد انتهاء العرض توجه الرئيس سليمان وكبار المسؤولين الى ساحة الشرف حيث صافحوا ضباط المدرسة الحربية وأخذت الصورة التذكارية. ثم دخل الجميع الى ردهة الشرف إضافة الى طليع الدورة مع مدعويه حيث سلم قائد المدرسة السيف الهدية الى رئيس الجمهورية الذي قدمه الى طليع الدورة.

السجل الذهبي

ثم وقع رئيس الجمهورية السجل الذهبي للمدرسة الحربية حيث دون الكلمة الآتية:
" اليوم وقد تقلد ضباط "دورة الرائد الشهيد وليد الشعّار" المتخرجون، سيوف الحق للدفاع عن كل شبر من لبنان والذود عن ترابه الغالي، لكم مني أطيب التهاني. ليكن الغد دروب منعة وعزة وبطولة، في الوفاء للقسم وللجيش الابي، في عيده، الدعاء بأن يبقى قدوة البذل الوطني والتضحية السخية، بوحدته وولائه للشعب والوطن. لكم من العائلة اللبنانية، مجتمعة، أصالة العنفوان ورسوخ الاخلاص".

ثم وقع السجل الرئيسان بري وميقاتي، ثم الوزراء غصن وشربل والصفدي ثم قائد الجيش. وبعد ذلك قطع الرئيس سليمان قالب الحلوى، ورفع قائد الجيش الكأس لشرب نخب رئيس الجمهورية. ثم صافح كبار المدعوين رئيس الجمهورية قبل أن يغادر الاحتفال وسط مراسم التكريم اللازمة. هذا ورفعت على طول الطريق المؤدية الى المدرسة الحربية اللافتات التي تحيي رئيس الجمهورية وتشيد بتضحيات الجيش اللبناني، كما رفعت الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني. 

  • شارك الخبر