hit counter script

- انطوان غطاس صعب

من المسؤول عن الأمن... "بالتغاضي"؟

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٢ - 07:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ مدّة غير بعيدة، طلب اعلامي مقابلة من النائب بطرس حرب قبيل محاولة اغتياله الفاشلة، فحدّد له موعداً في منزل "الشيخ" في الحازمية وليس في مكتبه الكائن قرب منطقة الطيّونة. وفي خلال المقابلة سأل الاعلامي النائب حرب عن سبب استقباله في بيته، فكان جوابه أنّه لأسباب امنيّة يتمنّع عن التردّد الى مكتبه وذلك ربما يستمرّ لفترة طويلة. وهنا يقع التساؤل الاول: هل أنّ معدّي الجريمة هم بهذه البساطة ليغيب عن بالهم بأنّ محاولتهم ستبؤ بالفشل لمجرّد أنّ حرب لا يتردّد الى المكان الذي وضعوا فيه العبوة. وبعد فترة، سمعنا أنّ محامياً ابلغ الاجهزة الامنية أنّه يكون المستهدف وقد تعرّض سابقاً لمحاولات قتل. طبعاً نحن لا نشكّك البتّة، إنّما طرحنا هذه الواقعة فقط من واجبنا الصحافي الموضوعي.
وفي الحقيقة، فإنّ فريقاً عريضاً في البلاد يعتبر نفسه عرضة للاغتيال لأسباب شتّى، منها نقل الازمة السوريّة الى الداخل اللبناني عبر زعزعة الاستقرار فيها، ومنها أيضاً التهويل على قوى معيّنة قبيل الانتخابات النيابيّة العام 2013، وأخيراً العمل على فرض معادلة يكون خلالها فريقاً داخليّاً ذات امتداد اقليمي هو الذي يفرض شروطه في سياق الوضع اللبناني.
وترى مصادر ديبلوماسيّة بأنّه "قد يكون السيناريو المافيوي الذي شهدته مكاتب النائب حرب بروفة لما يدور في الخبايا من مخطّطات لإظهار لبنان وكأنّه ساحة لاعمال التخريب والخطف والسلب، على غرار ما تشهده عادة بلاد مثل كولومبيا والمكسيك وبعض ضواحي اميركا".
ولهذه الاسباب نصحت الدول الخليجيّة رعاياها بعدم السفر الى لبنان، وتمنع اميركا مواطنيها من القدوم الى لبنان، وتمنع الدول الاوروبية رعاياها من التنقل في مناطق لبنانيّة خطيرة في البقاع والجنوب والشمال.
وفي التحاليل التي تتداولها المصادر أنّ الفلتان الامني الذي يتهدّد لبنان سيزداد سوءاً في الاشهر المقبلة، ما يقلق هذه الدول التي تحذّر من مغبّة غضّ الدولة اللبنانيّة النظر عن تفشّي السلاح غير الشرعي. وتعتقد الدول الغربيّة أنّ قسماً من السلاح الذي يمرّر من لبنان نحو سوريا من مختلف الجهات يبقى قسم منه في لبنان بين أيدي مجموعات عدةّ. وتفاقم هذا السلاح له مخاطر منها خطر الاشتباكات التي قد تحصل بين المسلحين انفسهم والتعدّي على القوى الامنيّة كما يحصل في عكار، واعمال شغب من قطع طرقات وعزل مناطق والتعدّي على شخصيّات سياسيّة وأمنيّة واعلاميّة.
وتقول مصادر ديبلوماسيّة اوروبيّة إنّها لا تستبعد ابداً، في حال بقيت الاوضاع السوريّة الملتهبة على ما هي عليه من تصعيد، أن تستدعي سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانيّة الطلب من الامم المتحدة نقل القوات الدوليّة العاملة ضمن نطاق "اليونيفيل" من الحدود اللبنانيّة - الاسرائيليّة الى الحدود اللبنانيّة - السوريّة.
وتضيف المصادر الديبلوماسيّة أنّ المعطيات المتوافرة تؤكد على أنّ الخط الازرق سيظلّ هادئاً لأمد طويل وذلك لجملة أسباب أبرزها أنّ اسرائيل تبدو متوجّسة جدّاً من الاحتمالات الناشئة عن الوضع المصري وما أفرزه من صعود الاخوان الى السلطة عبر انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيساً للجمهورية، إضافة الى أنّ الاحداث في سوريا بدأت تأخذ منحى خطيراً جدّاً، من دون أن يتمكّن لبنان من السيطرة على حدوده أو منع تسرّب تفاصيل الأزمة السوريّة اليه.
وتكشف المصادر عن أنّ بلادها على تواصل مستمر مع الدول الاقليميّة والغربيّة المؤثرة في لبنان، ملاحظةً وجود تباين سعودي - قطري حول الدور الذي ينبغي أن يمارس تجاه المأزق السوري. إذ أنّ الممكلة العربيّة السعوديّة من الداعين الى الحوار وتحصين الجبهة اللبنانيّة أمام عواصف المنطقة، بينما تؤيّد قطر الضغط على النظام السوري انطلاقاً من الأراضي السوريّة.
فأين الحكومة اللبنانيّة من هذه المعطيات - الحقائق؟ وكيف السبيل لتحصين ساحتنا ممّا يخطّط لها؟ ومن المسؤول عمّا بات يسمّى الامن "بالتغاضي"؟ طبعاً المطلوب إبقاء الامور مبهمة الى أن تنقشع الرؤية اقليميّاً، وتحديداً في سوريا.
 

  • شارك الخبر