hit counter script

كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امام الماكينة الانتخابية في الكورة

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٢ - 17:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

" امّةٌ لبنانية واحدة ذات سيادةٍ واضحة، وكورة خضراء صامدة بوجه ادواتٍ بالية لنظام يحتضر.
رفيقاتي رفاقي، اهلنا في الكورة الحبيبة الخضراء...
ليست انتخابات الكورة معركةً فرعية ، بل هي معركةٌ اساسية بنتائجها وتردداتها.
إنها معركة الـ "لا" بوجه ما تبقى من النظام السوري وأدواته الداخلية التي عاثت في الكورة ترهيباً وفساداً على مدى عقود طويلة.
إنها معركة الـ "لا" بوجه التدهور الأمني والإقتصادي والمعيشي والانحطاط المعنوي والكياني الذي اوصلوا اللبنانيين اليه في أشهر قليلة.
إنها معركة الـ "لا" بوجه القمع والإرهاب والإغتيال ، وسيلتهم المفضّلة لتزوير إرادة الناس.
إنّها معركة الـ" لا" بوجه من يبشرنا كل يوم بأن النظام في سوريا لن يسقط.
إنّها معركة الـ"لا" بوجه من يطلق كل يوم الإشاعات عن وجود إرهاب ومخيّمات تدريب في بلاده وضد شعبه خدمة لنظام في آخر ايامه.
اهلنا في الكورة الحبيبة...
نعم، لقد اردناها تنافساً سلمياً شريفاً يُعيد تصويب بوصلة الحياة السياسية بعد كل ما اصابها من قمعٍ وإرهاب واغتيال وتزوير وتدهور وتلاعب بأمن اللبنانيين وأعصابهم ولقمة عيشهم ومستقبل أولادهم.
نعم، لقد اردناها معركةً ديمقراطية حضارية تلاقي ربيع الإنتخابات الديمقراطية الذي يُزهر في منطقتنا أخيراً...
نعم، فلتحصل الإنتخابات ولينتصر من تقترعون له.
يقولون: إنّها معركة فرضتها القوات .
ولكن قولوا لي بربّكم: لمن كان هذا المقعد الذي شغر ؟
ولمن أعطاه الكورانيون في دورتين متتاليتين في الـ2005 وفي الـ 2009 وبفارق آلاف الأصوات؟ وهل نكون بسعينا للحفاظ عليه نفرض معركة، أم أنّ الفريق الآخر بسعيه لانتزاعه منا، ولو لفترة عشرة أشهر متبقية من الولاية الحالية يكون هو من فرض المعركة؟
ويقولون: " لكن سمير جعجع في كل مرحلة يستفز الناس في مناطقهم وفي بيوتهم".
أيّها الكورانيون،
نحن لا نريد استفزاز أحد ولا المس بشعور أحد، بل نريد سعياً سلمياً سليماً لتحقيق مشروعنا السياسي.
وبالتالي، قولوا لي بربّكم: هل من المنطق أن يرمي حزب القوات اللبنانية ، أو أي حزب آخر بطبيعة الحال، كادراً من كوادره، أو شخصية من شخصياته، حتى ولو كانت مؤهلة تماماً، فقط لمجرد أنّها من قرية أو بلدة معينة؟
هل المطلوب منا ومن الأحزاب اللبنانية كافة أن نقوم بتنظيف " عرقي" في صفوفنا؟
هذا هو منطق الفريق الآخر، والأمر بين أيديكم أيّها الكورانيون.
وبكافة الأحوال، لم نغادر أميون يوماً كتيار لبناني سيادي حتى نعود اليها اليوم، فنظرة سريعة على نتائج انتخابات الأعوام 2005 و 2009 تظهر ذلك بشكلٍ جلي.
ويتابعون: "هم استفزوا الناس ونحن نشكرهم لأنّهم دفعوا كل واحد لأصالته وذاته" مما يعني أنّ اصالتهم وذواتهم تكمن فقط في محاربة القوات اللبنانية وسمير جعجع، وليس في قناعة سياسية معينة؟
هذا ما عرفناه عنهم، وهذا ما يؤكّدونه في كل يوم من جديد، وفي كل ما يقومون به.
ويقولون:" صحيح أننا لا نملك المقدّرات المالية التي يملكونها والتي يراها الجميع وهي واضحة".
وبالفعل فإنّ كل الناس تعرف، وخصوصاً الكورانيون، من وضع يده ، بحكم سلطة الوصاية، على شركات الترابة في شكا، وامتص دماءها لعقود طويلة، ومن استفاد من زفت النظام السوري ونفطه وما زال حتى الآن.
اهلنا في الكورة...
وأنتم تضعون ورقة الإقتراع في الصندوق، تذكّروا أن لكم إخوةً وأبناء اخفاهم النظام في معتقلاته. تذكّروا ان نظاماً اضطهدكم وقتلكم وهجرّكم لأكثر من ثلاثين عاماً يحاول اليوم التسلل الى هذا القضاء من جديد بوجوه جديدة.
إن معركتنا الإنتخابية اليوم ليست موجّهةً ضدّ اقنعةٍ وأدوات فقط، بل مباشرةً بوجه نظامٍ ارتكب ويرتكب على ارضه واراضي غيره، شتّى انواع الجرائم والموبقات.
إن أصواتكم هي استفتاء على الخيارات السيادية والإنسانية التي انتجت تحريراً للتراب الوطني في لبنان وتحرراً للكثير من شعوب المنطقة، وإن اقتراعكم هو موقف وفاء لمن استشهُد وجُرح واعتُقل على هذا الدرب النضالي الطويل، في لبنان وفي المنطقة.
اهلنا في الكورة...
إن من نواجهه في هذه الإنتخابات ليس حزب انطون سعادة، وإنما ترسّبات احتلالٍ إنقلبت حتى على تاريخ سعادة بالذات، وسخّرت نفسها خدمةً لأخطر وأشرس آلة قمع وإرهاب ودكتاتورية في المنطقة.
إن من يؤمن حقيقةً بمبادىء انطون سعاده، ولو اختلفنا معه في امور كثيرة، لا يمكنه إلاّ ان يكون اميناً لحق شعوب المنطقة في تقرير مصيرها.
من جهة أخرى،
إن الأطراف التي نخوض الإنتخابات بمواجهتها اليوم، هي العامود الفقري لحكومة الفساد والتعطيل والتجويع والأمن السائب والحدود السائبة والسيادة المخترقة والكيان المنقوص.
فماذا تراهم يريدون من الكورة، سوى إسقاط تجاربهم الفاشلة على الواقع الكوراني؟
نحن نريد لإنتخابات الكورة ان تشكّل بداية النهاية لواقعهم المُزري، وهم يريدون الكورة صورةً مُصغّرة عن هذا الواقع.
نحن نريد الكورة خضراء تشعّ نوراً وإنماءً، وهم يريدونها سوداء تنضح عتمةً وشللاً وإقطاعاً.
نحن نريد الكورة ناصعة ، وهم يريدونها مُلطّخة على مثال نظام الأسد.
نحن نريد كورة خضراء بربيع نابض، وهم يريدونها اوراق خريفٍ صفراء يابسة متناثرة...
اهلنا في الكورة...
"إن العبد الذليل لا يمكنه ان يُمثّل امّةً حُرّة لأنّه يذلّها"، هكذا قال انطون سعادة بالذات، وهكذا نقول نحن جميعاً.
إن الكورة لن تسقط في قبضة الرجعية والإقطاعية في الوقت عينه الذي تتحرر شعوبٌ ومناطق بأكملها من هذه القبضة.
إن شرارة التغيير تنطلق من هنا...
فرعية اليوم، وعامّة غداً، وحكومة متجانسة شرعية واعدة لوطن واعد بعد غدّ...
إن انتصارنا في هذه الإنتخابات هو جواز عبور لكم وللبنانيين الى مستقبلٍ اكثر أمناً وسيادةً ورخاءً وبحبوحة واستقرار!
اهلنا في الكورة...
ثلاثون سنةً تعرضّتم فيها لأبشع انواع الإضطهاد والتنكيل والتهجير، واليوم دقّت ساعة الحساب في صناديق الإقتراع.
ثلاثون سنة تحكّموا فيها بمقدّرات البلاد وأرواح العباد، واليوم يأتون اليكم بثياب الحملان ليتسللّوا من جديد تحت جنح الظلام.
امّا انتم يا حلفاءنا في ثورة الأرز: تيار المستقبل، اليسار الديمقراطي، أحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار، حركة الاستقلال وكافة الشخصيات المستقلة، والتي أخصّ بالذكر منها الصديق دولة الرئيس فريد مكاري والنائب نقولا بك غصن.
إن الإنتصار الذي سوف نُحققه اليوم، هو بداية خروجنا جميعاً من نفق السلاح والإغتيالات والتخبّط الإقتصادي والمالي والسيادي والكياني.
إن فوزنا في هذه الإنتخابات لن يكون سوى فاتحة إنتصاراتٍ سياسية وشعبية وانتخابية، إن شاء الله، نُتوجّها بتأليف حكومةٍ فاعلةٍ تنتشل لبنان من حيث هو وتضعه على طريق المستقبل
اهلنا في الكورة
"إن الحياة وقفة عّزٍ"
هكذا وقفنا في كل الساحات، هكذا صمدنا في اصعب الملمّات، وهكذا سنحقق النصر في هذه الإنتخابات...
وللذين قالوا إنّ هذه المعركة ليست معركة الحزب القومي فقط،
نقول هذا صحيح،
والخسارة أيضاً لن تكون للحزب القومي فقط!
عشتم رفاقنا في ثورة الأرز
عشتم رفاقنا في القوات اللبنانية
عاشت الكورة الأبية
ليحيا لبنان". 

  • شارك الخبر