hit counter script

كلمة العماد ميشال عون خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء بعبدا في التيار الوطني الحر

السبت ١٥ حزيران ٢٠١٢ - 10:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت هيئة قضاء بعبدا في التيار الوطني الحر عشاءها السنوي بحضور دولة الرئيس العماد ميشال عون، الذي ألقى كلمة استذكر فيها بدايةً أيام الطفولة والشباب التي أمضاها في قضاء بعبدا، ثم أيام الألم والمحنة، وقال: "رغم كل ما حدث في تلك الأيام الصعبة لم نفقد الأمل ولا لحظة بالعودة إلى طبيعتنا وإلى وحدتنا."

وأضاف: "نحن الليلة هنا نعيش وحدتنا الّتي تربّينا عليها سواءً أكنّا من المتن الأعلى أو من الحدث أو من الشّياح أو من عاريا.. فكلّنا نلتقي اليوم كي نُمضي بعضاً من الوقت، نرتاح فيه ونفرح بلقاء إخوة لنا وأحباء، وننسى ولو للحظات أعباء المرحلة الصّعبة الّتي نعيشها."

أنتم اليوم، كسائر اللبنانيين، تشعرون بالقلق، وأعرف ذلك من أسئلة النّاس التي توجّه إليّ يومياً: "ما رأيك جنرال؟ ماذا سيحصل؟ ما الوضع؟" "جنرال هل أنت متفائل؟ هل أنت متشائم؟".. هذه الحالة تنعكس على الجميع، أنا لا أقول إنّ هناك تشاؤماً أو تفاؤلاً، بل أقول إنّ هناك أياماً صعبة وهناك أياماً سهلة، نحن اليوم نجتاز أياماً صعبة. ما حدث في السّبعينيات يجب أن لا يتكرر؛ يُقال إنّ الأشخاص الأذكياء يتعلّمون من تجارب غيرهم، والأشخاص العاديين يتعلّمون من تجاربهم، الأغبياء وحدهم لا يتعلّمون، لا من تجربة غيرهم ولا من تجربتهم.

إخواني وأحبائي،

 ما حصل منذ مدّة قريبة في طرابلس وفي عكار، وما يحصل اليوم في صيدا، الخطاب السّياسي المشوّه.. كلّ ذلك يضيّع الشّعب اللّبناني ويجعله يعيش في ضبابية لا يميّز خلالها الصّح من الغلط، ولا يميّز ما هو السّلوك الصّالح الّذي يجب أن يسلكه تجاه هذه الأحداث.

عندما نتخذ مواقفنا، فإننا نتخذها انطلاقاً من مصلحة لبنان ومصلحة المجتمع اللّبناني؛ نحن لا يمكننا أن نعيش بهدوء وبطمأنينة إذا كان جارنا قلقاً ولا يعيش بهدوء ويكسّر الصّحون في بيته كل ليلة. من هنا، نحن، في لبنان، لدينا المصلحة الأولى – أياً كانت آراء البعض– أن تكون سوريا هادئة وتقوم بإصلاحاتها بهدوءٍ وتوافق، أما ما نراه اليوم فليس إصلاحاً بل هو حمّام دم للشّعب السّوري.

عندما يحدّثوننا عن حقوق الإنسان في سوريا، وعندما نرى من يعطي الأمثولة عن حقوق الإنسان، وأي حقوق إنسانٍ لديه هو في بلاده! عندما نرى حقوق الانسان في الدّول المحيطة بسوريا.. كيف سنصدّق أنّ لدى تلك الدول نية صادقة بالمهمة الّتي يقومون بها؟ دول أوروبا أو أميركا، كيف سنصدّق أنّهم يتطلّعون إلى حقوق الإنسان وقد انتزعوا من الشعب الفلسطيني هويته وانتزعوا منه أرضه وتركوه لاجئاً مشرداً يعيش في المخيمات، وقسم كبير منهم عندنا؟! لا نريد أن نُغَشّ بهذه الشّعارات الكاذبة من الآن وصاعداً. خيارنا المستقل المتناغم مع مكوّنات مجتمعنا هو الأساس لبناء وطننا ومستقبلنا.

وخلاف ذلك، من تمحور مع أو ضد دول مجاورة أو دول بعيدة، فهذه أقصر طريق تأخذ لبنان إلى جهنّم. ولكن ليس النّأي بالنّفس هو الحل كما يقول بعض السّياسيين، مع كل احترامي لهم ؛ يجب معالجة المشكلة وهي صغيرة، قبل أن تكبر وتتطور. نحن نعرف أنّه في الشّمال لم يُخلق المسلّحون فجأةً، دخلوا بعلم وخبر على أنّهم مؤسسات خيرية، مؤسسات إنمائية، مؤسسات ثقافية.. وعندما كنّا نعترض على ذلك وننبّه، كانوا يرفضون كلامنا ويقولون "هذه حرية الفكر!!" ولكن من أين أتى السّلاح الّذي حملوه جميعهم؟ هذه الخدع المتتابعة، المتدرّجة هي للوصول إلى مرحلة وضع اليد على الوطن وعلى المجتمع اللّبناني.

قلنا في السّابق كيف يُعقَل أن تسكت الحكومة عن ألف مسلّح وتتخلى عن 400 ألف مواطن في طرابلس؟! "قامت القيامة" وقالوا إنّنا نحرّض على الطّرابلسيين، ولكن كيف ذلك؟! أنا أطلب بإنقاذ ال400 ألف مواطن!! هل لم يعد بعض اللّبنانيين قادراً على التمييز أين الخير وأين الشّر؟؟ الجميع بحاجة اليوم لإعادة النّظر بسلوكياتهم السّياسية.

 نعيش في بلد تعمّه الفوضى. ما اكتشفناه في إدارتنا، في أموالنا، في مدارسنا أمرٌ غير مقبول، لا بل فظيع أيضاً. الشّائعة تحتاج الى دقائق لتنتشر ويتناقلها الجميع من الهمسة الأولى، بينما الجريمة الفظيعة، إذا رآها أحدهم، لا يتكلّم عنها!! عندما تطلق شائعة عن أحدهم تدّعي "إنّه فاسد وإنه ابتاع طائرة"، تدور الطّائرة 20 مرّة في كلّ لبنان! لكن عندما نقول إنّ 6 مليارات دولار هبات قد سُرِقَت ووُضِعّت في حسابات خاصة، لا أحد يحسّ ولا أحد يستغرب!! هل أصبحنا في مجتمع فساد؟!! هل صرنا نسكت عن جريمة سرقتنا؟! إذا أردتم تعبيد طريقٍ ما، من أين تجلبون الأموال؟ إذا أردتم بناء مدرسة أو تحسين الإستشفاء، فكيف سنقوم بذلك إذا كانت الأموال الواردة تُسرَق؟!

هناك 35 مليار دولار ضائعة منذ العام 1993 حتى اليوم، أي 35 ألف مليون دولار.. يجب أن تهبّوا في وجه الفساد؛ فالفساد هو أسوأ ما يمكن أن يصيب أي شعب، لأنّه يشلّه، وكأنّهم يقولون له: "لن تقدر على فعل أي شيء، الجميع ضدك.."

نعم كلّهم ضدّي، لطالما كنت وحدي ضدّ الكل، وسأظل على نفس الموقف. فلماذا نحن موجودون؟ ما معنى حياتنا السّياسية إذا كنا لا نريد أن ننجز إصلاحاً؟! لا يعود هناك معنى لحياتنا السياسية ولا لعملنا ولا تمثيلنا لكم. من واجب النّائب أن يدافع عنكم وليس أن يعمل ضدّكم وضد مصالحكم، وهذا ما يجب أن يفهمه المواطنون أولاً.

نحن لوحدنا لا يمكننا أن نفعل شيئاً، نريد أن يعلو صوتكم، فلا يمكن أن ينزل علينا الإصلاح "مطراً مباركاً".. بل نحن من سينجزه. آخر مسرحية رأيناها، هي الكهرباء. نحن في الواقع انتهى عملنا في العام 2010، قدّمنا كلّ شيء ممكن أن تقوم به الوزارة، وصرنا ننتظر الأموال، ونسمع الزّعران ماذا يقولون! زعران على المستوى السّياسي! من هم في الشّارع ليسوا هم "الزعران"، فبالنّسبة إلينا هم أحسن الأوادم، لأنّهم لا يعرفون عن الأمر، المشكلة أنّهم يجهلون. أما "الزعرنة" فهي عند من يعلم ويتجاهل.. عند أولئك الّذين عرقلوا كلّ المشاريع وحاولوا أن يخربوها، وذلك طبعاً لنوايا غير محمودة.

وجودنا يهدّد كلّ الأشخاص الّذين مدّوا يدهم إلى الخزينة. نحن لم نتكلّم بعد عن كل شيء، نضبط الأوراق، ولقد ضُبِطَت.. وقريباً سترَون الصّورة الحقيقية لمن كانوا حكامكم لمدّة 20 عاماً.

واكبونا وكونوا إلى جانبنا حتى تصلوا إلى حقوقكم المهدورة أو المسروقة.

  • شارك الخبر