hit counter script

اليوم الأول لزيارته العماد عون الى زحلة

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٢ - 22:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

توجّه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون إلى منطقة زحلة في زيارة تستمرّ لثلاثة أيّام، استهلّها بتقديم التّعازي للفنان نقولا الأسطا بوفاة والده، في كنيسة مار الياس الطُّوَق للرّوم الكاثوليك.

بعدها، انتقل العماد عون إلى مطرانية الفرزل وزحلة لطائفة الملكيين الكاثوليك وكان في استقباله سيد الصّرح المطران عصام درويش، وأساقفة المدينة، بالإضافة إلى بعض من مسؤولي التيار الوطني الحرّ والمحازبين والمؤيّدين.

بدأ اللّقاء بصلاة في الكنيسة القديمة في المطرانيّة، لتليه خلوة للعماد عون وأساقفة المدينة ومطارنتها في قاعة الإجتماعات.

وبعد الخلوة، ألقى المطران درويش كلمة ترحيب قال فيها:

"دولة الرئيس ميشال عون،

باسم إخوتي السّادة الأساقفة وبإسمي الشّخصي، نرحّب بكم ضيفاً كبيراً حلّ بيننا، فسيّدة النّجاة تفرح بقدومكم وأجراس الكاتدرائيّة تقرع وتبتهج.

لقد برهنتم عبر تاريخكم عن إيمانكم الراسخ بأنّ لبنان المستقبل هو ملك الذين يؤمنون به، الذين يعملون من أجل رقيّه وليس لمصالحهم الخاصّة.

هذه المطرانيّة كانت دائماً جامعة وحاضنة لجميع الأطياف والطّوائف في زحلة والفرزل والبقاع، ذلك أنّ أرض البقاع المعطاء هي أرض عيش مشترك واعتدال وتسامح ومحبّة. لذلك، إنّ من يحضر إلى هذه الدّار يحضر إلى داره، ومن يغيب عنها بالجسد إنّما هو حاضرٌ بالروح والإيمان. إنّ أي ترحيب بأي ضيف عزيز، وعلى رأس الضّيوف دولة الرّئيس العماد ميشال عون، إنّما يشمل كلّ الأحبّاء والأبناء، لأنّ أي صرح روحيّ إنّما هو للجميع دون إستثناء. إنّ زيارة العماد عون إلى زحلة إنّما تندرج في سياق لقاء أحبار المدينة والإضاءة على وضع المسيحيّين المشرقيّين وليس في أيّ سياقٍ آخر، وهذا ما يشرفه من موقعه الزعيم المسيحي المشرقيّ بامتياز.

لذلك نعتبر زيارتك اليوم لدار المطرانيّة هي ترسيخ لما نؤمن به بأنّ الكنيسة هي للجميع وتستقبل الجميع، لكنّها أيضاً الصّوت الصّارخ ضدّ الظّلم وضمير الحقّ والعدالة.

عربوناً لشكرنا العميق لوجودك بيننا للمرّة الثّانية منذ استلامي زمام الأبرشيّة، يسعدني جدّاً بأن أقدّم لك هذه الهديّة الرّمزيّة.

أهلاً وسهلاً بك."

وقدّم المطران درويش للعماد عون كتابين، عنوان الأوّل "تاريخ زحلة"، أمّا الثّاني فعنوانه "لبنان من السماء، كذلك على الأرض"، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الصّور عن زحلة ولبنان للفنّان كليمان تنّوري.

بدوره ألقى الرئيس العماد ميشال عون كلمة شكر فيها الأساقفة على حضورهم، وشكر المطران درويش على استضافته اللقاء الذي اعتبره ضرورياً نسبةً لما يحدث في المنطقة، وقال:

"ما يحصل حولنا، في سوريا والدول العربية يجعل هذا اللقاء ضرورياً خصوصاً مع ما يتهدد المنطقة والمسيحيين فيها بعد أن شاهدنا التقلّص المسيحي، بداية في فلسطين ثم في العراق، والخشية الان مما يحدث في سوريا وما قد يجري بعد ذلك في لبنان.

لا زالت سوريا اليوم في قلب الصدامات ولكن البدائل المطروحة هي المشكلة، فعندما يأتي بديل لا يؤمن بالديمقراطية لأنها "ضدّ الشريعة" كما يقول فهذا لا يطمئن أبداً. وقد برهنت الأحداث أن كلام الليل عندهم يمحوه النهار، يعدون بأمور كثيرة ولكن عند التنفيذ نجد أن الوعود لا تحترم، وخير أمثولة ما يحصل في مصر حيث التزموا بداية بالعديد من الأمور ونجدهم اليوم يسعون للوصول الى السلطة، بطرق شرعية أو غير شرعية، ليست هنا المسألة، بل بما التزموا به ثم عادوا عنه.. يؤمنون بالمناورة التي توصلهم الى السلطة. الاجتهادات والتشريعات التي نراها اليوم لا يمكن أن يقبلها انسان يعيش الحداثة.. حتى من عاشوا في الجاهلية وما قبل لا يقبلون ما يحصل خصوصاً ما يتعلق بالمرأة والتشريعات التي يسعون اليها في مصر، وأخجل أن أقول ماذا يريدون للمرأة إذ هو ضد الطبيعة البشرية.

لا يمكننا أن نأمن لأنفسنا لا الآن ولا في المستقبل مع من لا يؤمن بحرية المعتقد، لأن الفضيلة الأولى التي نمارسها في حياتنا وعادتنا هي احترام معتقد الأخر واحترام حق الاختلاف، فلو أرادنا الله مستنسخين لجعلنا من الحيوانات نتشارك نفس الحجم ونفس اللون ونفس الشكل.. حق الاختلاف عند البشر مكرّس بالفرادة التي منحنا إياها الله، هناك سبعة مليارات انسان، لهم جميعاً مكونات الانسان ولكن لكل منهم صورته وبصمة اصبعه وبصمة صوته وبصمة عينه؛ فالفرادة هي التي تميّز الانسان عن الحيونات المستنسخة.

من حق الاختلاف هذا ولدت الحضارة وتقدمت البشرية، ونحن نرفض أن نصبح قطيعاً ضمن جماعة، وهذا ما يهدد مجتمعنا. هذه أول صرخة اعلامية نطلقها من زحلة، واخترنا زحلة لعدة أسباب، أولاً حتى لا يظن أحد أن بيروت هي كل لبنان، فلبنان هو زحلة، هو طرابلس، هو صور، هو بعلبك..هو كل منطقة، وبيروت قلبه النابض ومركز إشعاعه.

الأهم هو أن نتشارك مع مكونات مجتمعنا الأفكار الإيجابية ووحدتنا الوطنية التي ترتكز الى المبادئ التي تحدثت عنها؛ فلا نريد وحدة غنمية ووحدة القطيع، نريد وحدة القيم المشتركة التي سنحافظ عليها.

هناك قسم كبير من اللبنانيين مؤمن بهذه القيم، ولكن يبقى علينا أن نقف سداً منيعاً بوجه ما هو غير طبيعي ويناقض القرن الواحد والعشرين". 

هذا وأقام المطران درويش عشاءً على شرف العماد عون، شارك فيه وزراء ونوّاب وفاعليّات زحليّة.  

  • شارك الخبر